العقل السياسي الصهيوني في مستنقع التخبط والتكرار:

العقل السياسي الصهيوني في مستنقع التخبط والتكرار:
 عبر المرور بأربعة حلقات في دوامة مفرغة 

فاشلة للقضاء على الشعب الفلسطيني منذ بداية احتلاله لفلسطين في عام 1948


للأسف و بسبب طول القضية الفلسطينية و تعقيداتها و تشعباتها، نجد دائما من الصعب اختزالها في 

فيديو قصير او في ‘تيكتوك’، مثل ما اصبح شائعا اليوم، كما ان  قراءة الكتب اصبحت  اسلوبا  غير 

مجديا و مكلفا ماديا و زمنيا  بسبب تسارع  وتشابك الاحداث، و قد اصبح البعض اليوم  يعتبران 

حتى الدراسات و المقالات  متعبة بسبب طولها. و لذلك في محاولتنا المتواضعة لتقديم بعض 

الإضاءات حول المحطات المتتالية في قضية فلسطين التاريخية، لا نجد اسلوبا آخر غير الكتابة إما 

عبر مقالات أو دراسات، عسى ان تحظى بالاهتمام المطلوب.
 و ذلك رغم أن المشكلة تكمن أصلا في طبيعة الأجيال  المختلفة التي تتابع  قضايا فلسطين، فمن 

جهة الأجيال الشابة الجديدة  تتابع القضايا بشكل سريع و مختصرو يفضلون اختزال المشاهد بكلمة 

و صورة، بينما تستمر الأجيال التي عاصرت كل الفترات السابقة من القضية  بكل 

تفاصيلها،الاضطرار الى التكرار، و للأسف في احيان كثيرة دون الخروج بدروس حيوية حول مسار  

هذا التاريخ.
و سنقوم عبر هذه المقال المختصر بالعودة الى الخلف  و طرح فرضية الاربع حلقات المفرعة التي 

تمرعبرها الاستراتيجية الصهيونية الفاشلة منذ بداية حتلالها لفلسطين  عبر مقارنة بما يحدث اليوم 

في المسار السياسي  الفلسطيني بما حدث في الماضي  من  اجل التوصل الى بعض الاستنتاجات 

حول الفخوخ  والكمائن السياسية التي يحاول أعداء الشعب الفلسطيني توقيع الشعب الفلسطيني 

فيها منذ بداية  هجومهم و احتلالهم لفلسطين في القرن العشرين بنفس أساليبهم القديمة والعتيقة 

البائسة ، والتي استخدموها سابقا ويستخدمونها حتى هذا اليوم، و خاصة  عندما يواجهون ، 

مقاومة  اثبتت جدارتها  وقوتها هذه المرة بشكل غير مسبوق ، مما سيجعل الطرف  الصهيوني  بكل 

مكوناته و تحالفاته القيام  بمحاولات بائسة  لانتزاع  الانتصار العسكري  غير المسبوق للمقاومة 

الباسلة الناجحة.
فتاريخ الهجوم الصهيوني  و احتلاله لفلسطين يبين كيف ان حملاته الغاشمة و المتكررة منذ عام 

1948 تدور في نفس الحلقة المنطقية المفرغة  المكونة من اربعة مراحل: أولا عبرمحاولة انكار 

وجود الشعب الفلسطيني بالاساس، ثم ثانيا عندما تفشل محاولة إثبات عدم وجود شعب فلسطيني، 

تقوم العصابات الصهيونية  بالخطوة الثانية و هي محاولة إبادة الشعب الفلسطيني و تهجيره ، مثل 

ما حدث في مجازره المتتالية في عام 1948 و التي استمرت حتى النكبة و التهجير، وعندما يفشلون 

بالابادة يدخلن بالمرحلة الثالثة و هي  القيام  باعتماد أساليب فرق تسد و التشكيك و التقسيم من 

اجل كسر إرادة الشعب الفلسطيني و القضاء على قياداته و حركاته السياسية  في محاولة الحاقه 

هزائم  معنوية، وهذا ما فعلته الحركة الصهيونية  عدة مرات و بشكل واضخ في عام 1982، عندما  

عملت على إخراج  المقاومة الفلسطينية من بيروت بعد ان فشبت في محوها، ولكنها لانها فشلت في 

القضاء على الحركة السياسية الفلسطينية جسديا، دخلت في المرحلة الرابعة و هي التي حاولت 

عبرها تدجين و تفريغ المقاومة من محتواها الأصلي  و الجوهري و القضاء عليها معنويا، كما حدث 

عبر مسار أوسلومع كل تداعيته.
ولذلك من الواضح اليوم ان ما يفعله الجيش الصهيوني و الحركة الصهيونية   في غزة هو استمرار 

لنفس السياسة حيث انها حاولت في أول الامر  تصويرأهل غزة كانهم ليس شعب ، بل فقط جزء من 

منظمة عسكرية ‘ارهابية’،و لكن بعد ما فشلوا في تضليل الحقيقة  دخلوا في مرحلتهم الثانية و هي 

محاولة إبادة و تهجير الشعب الفلسطيني من غزة  في حملة اجرامية عير المسبوقة ، مما  يشبه ما 

فعلته  العصابات  الصهيونية الارهابية في القرن الماضي،  و عندما فشلوا في تحقيق الإبادة و 

التهجير  و تم فضح مخططاتهم  الاجرامية ، بدأوا  الآن يحاولون الدخول في المرحلة الثالثة بنفس 

أساليبهم القديمة والعتيقة البائسة  عبرالبحث عن كيفية تدجين و تقويض حركة المقاومة 

الفلسطينية  بمساعدة حلفائهم الكثيرين  و الملونين عبر البحث عن كيفية خلق إطارا  سياسيا  جديدا 

يسيطرون عليه لحكم فلسطين، و هذا ما تردده اليوم وبشكل سطحي عدة أطراف دولية و حتى عربية 

 كالببغاوات حول حل الدولتين و تسليم  السلطة اما للاحتلال او لسلطة اخرى مطيعة، و قد ورد على 

لسانهم   إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، و  رغم  ان 

ذلك  صحيح تاريخيا،  هم  يتحدثون عن كيان  بشكل هزيل يستقصي مكونات هامة من المقاومة 

الفلسطينية و خاصة حركات المقاومة المنتصرة مع محاولة طمس ما فعلوا عبر  العقود الماضية من 

محاولات إلغا ء و  تهميش لهذا الاطار، اكان عبر الغاء ميثاقه و تعطيل مؤسساته، و من اهمها 

المجلس الوطني الفلسطيني الذي من المفترض ان يمثل كل الشعب الفلسطيني ة تنظيماته و مكوناته 

والمعطل منذ سنوات!
ولذلك من الحيوي و الضروري اليوم  ان يقوم  كل المفكرين من جهتهم و في اطار دعمهم للمقاومة 

الميدانية، بالبحث بهذا الموضوع  بشكل جدي ، أي بمسار يدعم المقاومة الباسلة من جهة و يعمل  

بالموازاة  على الصعيد الاستراتيجي و التاريخي للبحث في  حلول تشمل كل الشعب الفلسطيني مثل 

حق العودة، و المساهمة في بناء اطار سياسي يليق و يستوعب الجميع، و قد يكون شبيها و 

استمرارا لفكرة منظمة التحرير الأولى و التي اسست في عام 1964،  و التي  طالبت بتحريركل 

الاراضي الفلسطينية التاريخية، على ان يضم هذا الاطار كل المكونات الفلسطينية  جغرافيا و سياسيا 

و ذلك عبر عقد مجلس وطني فلسطيني شامل و عاجل، دون استقصاء احد أكانوا في الشتات  او في 

المخيمات او في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية و غزة  او في  اراضي عام 1948 الذين تستمر 

محاولات تهميشهم عبر سياسة الفصل العنصري، و مع إطلاق  سراح كل الاسرى أولا ،على ان  

تكون  مدينة القدس المقدسة عاصمة روحية و سياسية لكل الشعب الفلسطيني.