خبير عسكري : الجيش الإسرائيلي بعيد كل البعد عن هزيمة "حماس"
استبعد خبير عسكري إسرائيلي مقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إلحاق الهزيمة بحركة "حماس" في قطاع غزة.
وقال المحاضر العسكري، ران بارتز، والذي تولّى منصب ضابط عمليات في مكتب نتنياهو: أنه مع كل الألم، لا بد من قول الحقيقة: إن الجيش الإسرائيلي بعيد كل البعد عن إلحاق الهزيمة بحماس، وأداؤه في غزة غير مرض، ونحن لا نعرف هذا، وذلك بسبب نظام المتحدثين الرسميين للجيش والذين يخفون الإخفاقات.
وأضاف في مقالة كتبها في صحيفة /ميكور ريشون/ اليمينية العبرية، أنه تمت كتابة هذه المقالة بعد الكثير من المداولات. لقد تجنبت ذلك حتى الآن، لأن الكثيرين في الجمهور الإسرائيلي لا يرغبون في سماع الانتقاد هذه الأيام ونحن في حالة الحرب، وجنودنا موجودون في غزة.
وتابع أنه رغم أن هذا النهج مفهوم، إلا أنه ليس مفيدًا، خاصة في حالات الطوارئ، حيث أن الجنود ليسوا هم الذين يستفيدون من ثقافة الأكاذيب السائدة في السياسة والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بل كبار المسؤولين هم الذين يملون "السرد"، فهم يسيطرون على المعلومات، ويشكلون الرأي العام، ويستفيدون من إخفاء الحقيقة، وليس جنودنا. لهذا السبب أكتب. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعرفون أن عتبة الحساسية لديهم منخفضة حاليا، يجب أن يتوقفوا هنا.
تلاعب بعقول الإسرائيليين
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعامل في العقود الأخيرة بشكل مهووس مع "الوعي"، كما تمتلك قيادة الجيش أداة إستراتيجية مصممة "للتلاعب بعقول" الجمهور الإسرائيلي من خلال المتحدث باسم الجيش، الذي يعمل في خدمة هيئة الأركان العامة للجيش، ويعمل عمليًا كمكتب دعاية للقيادات العليا في الجيش.
وأوضح أنه في كل مرة يكون هناك انتقاد للأمر، يشرع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في حملة إنكار وتجاهل، وعلى سبيل المثال، أدرك الجنود أن القصف الجوي قد انخفض في نطاقه، ويبدو أن "هذه هي الحقيقة، والصور من الميدان تظهر الحرب في المناطق المبنية، والزيادة في عدد الضحايا، وهذا يعني من الواضح أن شيئًا ما قد تغير، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نظم على الفور سلسلة من مقاطع الفيديو ومقالات في العلاقات العامة حول الدعم الجوي للقوات، ولفت الانتباه إلى الأحداث الفردية الناجحة، لخلق الانطباع بأن هذه هي القاعدة لصرف انتباه الرأي العام.
وأضاف لقد قيل لنا المزيد من القصص. على سبيل المثال، انهارت قيادة وسيطرة حماس في شمال قطاع غزة، وهذا يعني أن حماس توقفت عن العمل في الشمال كمنظمة، وهو أساس مهم للقرار، لكن خلال وقف إطلاق النار، "اتضح أن حماس في الشمال تعمل بالتأكيد، وتصدر الأوامر، وتوزع المعدات، وتهاجم وتفرج عن الأسرى من شمال قطاع غزة. هكذا قالوا، وغدا ستكون قصة مختلفة.
الجيش يخفي إخفاقاته العملياتية
وقال: يمكن التقدير بأمان أن الجيش يخفي أيضا بيانات سلبية وإخفاقات عملياتية، بعضها مهم جدًا، ومن الصعب أن نسمع عنها في وسائل الإعلام، فالرقابة العسكرية لن توافق، والمتحدث الرسمي سوف يثني المراسلين عن النشر، فعلى اليمين جناح العلاقات العامة، وعلى اليسار الرقابة أي تطويق كامل للحقيقة.
وأضاف على أي حال، ليس هناك شك في أن العلاقات العامة للعملية مثيرة للإعجاب. فالجيش الإسرائيلي اليوم هو جيش علاقات عامة رائع، هناك علاقات عامة هجومية، وعلاقات عامة خلفية ماكرة، وعلاقات عامة دولية بمختلف اللغات، وعلاقات عامة إستراتيجية، وعلاقات عامة تنفيذية.
وشدد على أن أنظمة العلاقات العامة للجيش، تتلاعب بالعقول، وتعمل لوقت إضافي لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن كل شيء يسير بشكل رائع، وللسماح للقمة بإخفاء حقيقة أنها لا تملك إستراتيجية وقدرة على اتخاذ القرار.
وتابع، أقول ذلك بأسف شديد، فإن العملية في مسارها الحالي لن تهزم حماس، وإذا نظرنا إلى العملية بشكل احترافي، من الناحية الإستراتيجية، فإن "المناورة" ليست هادفة، فخلال أكثر من شهر من العملية البرية، وبعد قصف مكثف، تمكنا من الاستيلاء على جزء فقط من شمال القطاع الصغير بالفعل. لا تزال هناك مراكز مهمة جدًا لحماس لم يتم الاستيلاء عليها حتى فوق الأرض، وتحت الأرض، وهي الميزة الرئيسية لحماس، والوضع أسوأ.
فشل تخطيطي واستراتيجي
ورأى أن مطالبة رئيس الأركان بعام من "المناورة" عندما يكون من الواضح أن فرص تحقيق ذلك من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياسية منخفضة، هي في حد ذاتها دليل على فشل التخطيط الاستراتيجي. والحقيقة أنهم يعملون في الشمال فقط.
وأضاف أن قمة الجيش الإسرائيلي مشغولة بتبني رواية عامة وتقول كل شيء ممتاز، هناك "مناورة"، وهناك تعاون بين الأذرع "لم يحدث من قبل"، وهناك خطة ممتازة، والجيش الإسرائيلي مصمم ليدوم، وكل شيء استثنائي.
لكن الحقيقة هي عكس ذلك. لقد قلص الجيش قدراته الحربية بشكل كبير، والقيادة العليا للجيش غير مناسبة لخوض الحرب، والقدرات الحربية العامة للجيش الإسرائيلي محدودة، والأداء في غزة، من الناحية العملياتية ضعيف.
ورأى أن الجيل الحالي من السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال، مسؤول عن تدهور هيكل السلطة والجيش، ويتكاتفون مع بعضهم في ثقافة الأكاذيب.
وتواصل دولة الاحتلال عدوانها على قطاع لليوم الثامن والخمسين على التوالي، من ضمنها سبعة أيام كهدنة إنسانية، وتقصف طائراتها الأبراج والبنايات السكنية وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، وتمنع الغذاء والماء والوقود والدواء، ما أدى لاستشهد أكثر من 15 ألف و 207 شهداء، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف إمرأة، إضافة إلى أكثر من 40 ألفا و 652 جريحا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة.