“رعب الزوال” يتحول إلى كابوس حقيقي يقلق كبار قادة الاحتلال
أطلق قادة كبار في صورة مفاجئة تحذيرات مما أسموه “خطر زوال” دولة الاحتلال، وأنها لن تعمر لأكثر من 80 عاما، وذلك بالنظر إلى الظروف الجيوساسية والديموغرافية التي تهدد بقاء الدولة، باعتبارها جسم طارئ على الأمة العربية والإسلامية.
وأكد الوزير الأسبق أمين مشاقبة، بأنه وعبر التاريخ وخلال 2000 عام لم تعمر دولة يهودية أكثر من 80 سنة، فعقدة “العقد الثامن” موجودة في كتاباتهم الدينية، وصرح بها أخيرا رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.
وقال المشاقبة في تصريح لـ”البوصلة” إن المجتمع اليهودي اليوم هو مجتمع ممزق ينحاز نحو اليمين، ويصل نسبة اليمين فيه إلى 76% من المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي سياسات القوة وفرض الأمر الواقع مقابل إرادة الشعب الفلسطيني القوية تجاه التحرر والتحرير لا تستقيم.
وأضاف “صحيح أن إسرائيل دولة قوية تملك أسلحة واقتصاد قوي، وتسعى للهيمنة على المنطقة لكن هذا لا يستقيم مع الأمر الواقع الآن، لأن هناك زيادة سكانية للشعب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، وتصل نسبة النمو السكاني للشعب الفلسطيني إلى 3.4 وهو رقم جيد، وحتى إذا أخذنا عدد الفلسطينيين على المستوى العالمي يصل إلى 15 مليون، مقابل 16 مليون يهودي في العالم كله بما في ذلك داخل “إسرائيل”.
وأوضح بأن هناك تغيرات ديموغرافية تجري اليوم على الأرض وهي ليست لصالح دولة إسرائيل، أضف إلى ذلك الجرائم التي تُرتكب من قبل إسرائيل وأخرها حادثة شيرين أبو عاقلة، أدت إلى بلورة الرأي العام العالمي الساكت عن ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني من القمع والتنكيل وهدم المنازل والتهجير.
وأشار إلى أن هناك بدايات بلورة للرأي العام العالمي، تصب في إتجاه أن السياسات الإسرائيلية ليست سياسات انسانية وتعادي أو تخالف القانون الدولي وتخالف اتفاقيات جنيف الأربعة المتعقلة بالأراضي المحتلة.
وأضاف المشاقبة قائلا: “يرعبهم رفع العلم الفلسطيني في القدس على أساس أن السيادة هي للإسرائيليين، وعبر التاريخ فالقدس هي عربية إسلامية فلسطينية وسيرفع فيها العلم اليوم وغدا وبالتالي هناك تحدي بين هويتين، لكن الهوية الفلسطينية هي أقوى من حيث إنها تعرض للإبادة”.
واعتبر الوزير الأسبق بأن “المعطيات الواقعية تؤول نحو أن هذه الدولة إلى زوال لكن ليس في غضون المدى المنظور، فالحديث عن فترة ما بين 10 – 20 عاما، فخلال هذه الفترة، هذا الكيان الغاصب لن يبقى موجودا على الأرض.
في هذا السياق، كان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك أبدى مخاوفه من قرب زوال “إسرائيل” مزامنة مع حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.
وقال باراك في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”.
وأشار إلى أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وأوضح بأنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن؛ “فأميركا نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن من عمرها، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وألمانيا تحولت إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده”.
وأضاف “إن إسرائيل تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء”، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، قائلا “بعد مرور 74 عاما على قيام إسرائيل أصبح من الواجب حساب النفس”، منبّها إلى أن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.
بدوره، عبّر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، عن مخاوفه “الوجودية” على مستقبل “دولة إسرائيل”، لينضم بذلك إلى مجموعة من القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي تحدثت عن مخاوفها من “زوال إسرائيل” خلال المستقبل القريب.
قال غانتس، في تصريحات خلال جلسة “مغلقة”، حسب وصف وسائل إعلام إسرائيلية: إن المخاوف من سيطرة الفلسطينيين على “إسرائيل” في المستقبل ليست “بعيدة عن الواقع”. وأضاف غانتس أن “الدولة اليهودية ستتقلص خلال السنوات المقبلة لتصبح ما بين مستوطنة غديرا والخضيرة”، حسب وصفه.
صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أوضحت أنه، في الجزء المغلق من اجتماع لحزب أزرق أبيض الأسبوع الماضي، قرأ وزير الدفاع بني غانتس رسالة اجتاحت البلاد على تطبيق “واتساب”، وتحدثت عن “زوال إسرائيل”.
كما قالت الصحيفة: إن الرسالة تضمنت تهديدات من قبل عناصر عربية مجهولة بالسيطرة على دولة إسرائيل، وقال غانتس: إن “من كتب الرسالة على حق، وإن مستقبل الدولة اليهودية قد ينتهي بين غديرا وخضيرة”، على حد قوله.