مسؤول في حماس: طلائع طوفان الأقصى في لبنان ليست تشكيلاً عسكرياً
بعد إعلان حركة "حماس"، أمس الاثنين، تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى في لبنان، أكد المسؤول الإعلامي للحركة في لبنان وليد كيلاني لـ"العربي الجديد"، أنها "ليست سرايا أو تشكيلاً عسكرياً أو بديلاً عن كتائب القسام".
وقال "لا علاقة لـ طلائع طوفان الأقصى بأيّ عمل عسكري على الساحة اللبنانية، إنما هي مشروعٌ تعبويٌّ هدفه الأساسي استيعاب الشباب الفلسطيني وتوجيهه بشكلٍ صحيحٍ".
وأعلنت حركة "حماس" في لبنان أمس الاثنين، تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى داعية "الشباب والرجال الأبطال إلى الانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك".
ولفت كيلاني إلى أننا "نطمئن الشعب اللبناني أن المشروع لا يرتبط بتوجهات استراتيجية عسكرية، ولا بالرجوع إلى الوراء نحو التجربة الفلسطينية السابقة في الستينيات والسبعينيات، كما يقال ويتوهم البعض"، مشدداً على أننا "نحترم سيادة لبنان، ونلتزم بقوانينه، ونحرص على أمنه واستقراره وعدم التدخل بشؤونه الداخلية، ونحن مع حق العودة ونرفض الوطن البديل".
وأشار كيلاني إلى أنه "بسبب عملية طوفان الأقصى، أقبل العديد من الشباب على الحركة، وكان الأولى بعد العملية القوية التي كانت لها ارتدادات واهتزازات وصلت أصداؤها إلى أرجاء المعمورة، أن يكون هناك تحرك داخلي فلسطيني في المخيمات الفلسطينية التي تبلغ 12 في لبنان، ومع وجود أكثر من 250 ألف فلسطيني، وذلك لجذب الشباب إلى روح المقاومة".
وأوضح أن الهدف الأساسي من مشروع إطلاق طلائع طوفان الأقصى "هو ربط الشباب بالقضية الفلسطينية، والدفاع عنها، والعمل من أجلها، ومنعهم من الانجذاب إلى الظواهر المجتمعية الخطيرة مثل التطرّف، والمخدرات، والفساد الأخلاقي، ومنع انجرارهم واستخدامهم في مشاريع معادية مضرّة، وهو ما رأينا بعضاً من محاولاته في المخيمات".
كذلك، قال كيلاني إن "جبهة لبنان كما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هي جبهة تضامن، والمعارك لا تزال في الجنوب ضمن قواعد الاشتباك، ولم تصل حتى الآن لفتح معركة واسعة وشاملة، وتمكنت الجبهة الجنوبية من تخفيف الضغط عن قطاع غزة وأهله الذين يتعرضون لإبادة جماعية، والحزب يعمل على إشغال العدو بشكل كبير، واستطاع أن يجرّ 3 فرق عسكرية إلى شمال فلسطين لمجابهة الجبهة اللبنانية".
وأحدث هذا الإعلان ضجّة كبيرة على الساحة اللبنانية، مع خروج مواقف سياسية مستنكرة ومعترضة على الخطوة التي قامت بها حركة حماس، معتبرةً إياها انتهاكاً للسيادة اللبنانية، معيدة إلى الواجهة حقبات من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، واتفاق القاهرة الذي وُقّع بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1969، وكان الغرض منه "تنظيم الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان"، وما تلا ذلك من معارك لبنانية فلسطينية، وصولاً إلى الحرب الاهلية.
مخاوف لبنانية بعد الإعلان عن طلائع طوفان الأقصى
وقالت مصادر مقرّبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ"العربي الجديد"، إن "هناك اتصالات تجري مع حركة حماس بعد الإعلان الذي خرجت به أمس، مع إشارة إلى ضرورة احترام السيادة اللبنانية وعدم الانخراط بأي عمل عسكري".
في الإطار، اكتفى مصدرٌ نيابي في "حزب الله" بالقول لـ"العربي الجديد"، إن "حركة حماس أعلنت أن الهدف من الخطوة وطني، لا إنشاء أي تشكيل عسكري، وحزب الله سبق أن أعلن أن الجبهة الجنوبية مساندة لجبهة غزة، وأي تطوّر للميدان مرتبط بممارسات العدو الإسرائيلي سواء جنوباً أو في غزة".
بدوره، قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل: "نرفض بالمطلق الإعلان الذي صدر عن حماس، ونعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداءٌ على السيادة الوطنية".
وذكّر باسيل "بما اتفق عليه اللبنانيون منذ التسعينيات في اتفاق الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها وبما اجتمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ عام 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان"، مشدداً على أن "لبنان صاحب حق يقوى بمقاومته الوطنية لإسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة حماس لاند في الجنوب من جديد للهجوم على إسرائيل من أراضيه".
ووصفت أوساط نيابية في "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، إعلان حركة حماس بالتطور الخطير، والانتهاك الصارخ للسيادة اللبنانية.