العصر الحديدي في فلسطين Iron Age عصر المماليك 1200 – 586 ق.م :
1) بدأ الإنسان الكنعاني حوالي عام 1200 ق.م باستخدام أدوات مصنوعة من الحديد عُثر على بعضها في المواقع الفلسطينية.2) يُقسم العصر الحديدي إلى ثلاثة أقسام رئيسية، اعتماداً على دراسات وتفسيرات اللاهوت للتوراة أو المتأثرين بهذه التفسيرات من علماء الآثار المعنيين بالآثار الفلسطينية.
3) اعتبر هؤلاء عام 586 ق.م نهاية هذه الفترة، حيث تمثل هذه السنة:
أ) سقوط القدس على يد نبوخذ نصر البابلي.
ب) انتهاء حكم مملكة يهودا.
4) في أواخر الألف الثاني ق.م كانت فلسطين مسرحاً للصراعات الداخلية، وكذلك كان الصراع بين القوى الكبرى في مصر وفي بلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى، أخذت هذه القوى تسعى من أجل السيطرة على هذه المنطقة.
5) حالة الضعف هذه وصلت ذروتها في القرنين 12 و 13 ، وهذا سهل لقوى جديدة الدخول إلى المسرح السياسي، وأهم هذه القوى شعوب البحر مثل قبائل: الشردان والزكالا والشكلس والدانينو والبلست.
6) هذه الشعوب لم تكن متجانسة أو مترابطة لكنها شكلت خطراً مباشراً على مصر الفرعونية وعلى سواحل شرق المتوسط، حيث تمكن رمسيس الثالث 1198-1166 ق.م. من تحقيق نصر كبير عليها في معركة بحرية صُوّر تفاصيلها على جدران المعبد الجنائزي في مدينة "هابو".
7) وبهذا تمكن رمسيس الثالث من إبعاد شعوب البحر عن مصر وعن أجزاء من فلسطين التي كانت تابعة لمملكته، وهذا لم يدم طويلاً إذ فقدت مصر سيطرتها على فلسطين وبلاد الشام في منتصف القرن 12 ق.م.
وفي ظل هذه الظروف ظهرت قوى محلية كنعانية وآرامية امتزجت مع شعوب البحر.
9) رغم ذلك بقيت الاستمرارية للسكان المحليين "الكنعانيين" مميزة للعصر الحديدي الأول، أو نهاية القرن 12 ق. م.
والآن سنتناول أهم الممالك والقوى السياسية التي تكونت في فلسطين وهي: الكنعانيون – الفلستينيون – العبرانيون.
أولاً: الكنعانيون في فلسطين:
من هم أول الاقوام الذين استقروا في فلسطين وأسسوا حضارة فلسطين القديمة؟• الكنعانيون هم أقدم الأقوام الذين استقروا في فلسطين وإليهم يعود تأسيس حضارة فلسطين القديمة.
س اذكر انجازات الكنعانيين في فلسطين مع ذكر أعظم عمل قاموا به؟
• وترجع حضارة الكنعانيين إلى عصور موغلة في القدم.
• نمت هذه الحضارة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية.
• وكان الكنعانيون أول من اكتشف النحاس الطري.
• ثم اهتدوا إلى الجمع بين النحاس والقصدير في إنتاج البرونز.
• وبذلك كانوا السباقين في استخدام صناعة التعدين مما أعطاهم أدوات وأسلحة فتاكة.
• وقد أصبح استعمال البرونز شائعاً في المدن الكنعانية منذ أواسط الألف الثالث ق.م.
• وبدأ الكنعانيون يستخدمون الحديد منذ أواخر القرن الثاني عشر ق.م.
• وكانت الكروم والتين من أهم المزروعات القديمة في كنعان. وكان يوجد لديهم النبيذ بكثرة يفوق الماء.
• وتقدم الكنعانيين في الصناعة: صناعة العاج، الزجاج، النسيج الصوفي والقطني، وصناعة الأصباغ، القرمز والأرجوان.
• ظهر تقدم الكنعانيين في صناعة التعدين من خلال الفراعنة الذين وصفوا ذلك بعد حصولهم على الغنائم التي حصلوا عليها أثناء فتوحاتهم للشرق.
• وتشير مدونات توحتمس الثالث إلى خصوبة أرض كنعان مؤكدة أن النبيذ كان عندهم بكثرة.
• وكرس الكنعانيين جهودهم في سبيل إتقان الأساليب الحربية بسبب النزاعات التي كانت منتشرة في البلاد وبسبب الغزوات الخارجية. وبرعوا في إنشاء القلاع.
• ولحاجتهم إلى الماء قاموا بأعمال هندسية ضخمة لإيصال الماء إلى داخل حصونهم.
• واقتبسوا فن البناء من البابليين وخاصة بناء الأقواس.
• وهم الذين اخترعوا السفينة وعمل الزجاج ووضعوا "نظام الحساب".
• وأعظم عمل قاموا به هو اختراعهم "الأبجدية الهجائية" التي تعتبر من أهم الاختراعات في العصور القديمة بل في تاريخ الحضارة البشرية.
• وكانت لدى الكنعانيين المدارس أسوه ببقية أجزاء الشرق القديم مثل العراق ومصر. (هنا نشرح رسالة الاستاذ لولي أمر طالب بسبب عدم قيام ولي الامر بدفع الاجرة وتعود الرسالة الى بداية القرن 14 ق.م).
• سميت المدينة "يبوس" نسبة إلى جد اليبوسيين؛ واليبوسيون هم بطن من بطون العرب البائدة. (هنا نوضح للطلبة من هم أول من بنى القدس)
• ويمكن القول بأن الكنعانيين العرب المهاجرين من الجزيرة العربية منذ أكثر من 5000 عام ق.م. كانت لديهم المديّنة وبنوا مدن محصنة واستعملوا العجلات الحربية والصناعات الحديدية، واشتغلوا بالتجارة والزراعة، وكانت أبرز سلعهم الأخشاب والزيت واستخدموا الدولاب في صناعة الفخار والخزف.
• ووجد على جدران معبد الكرنك أسماء 119 مدينة كنعانية.
• عُثر على لوح مهم يعود إلى بداية القرن 14 ق.م وهو عبارة عن رسالة إلى ولي أمر طالب من معلمه، تبيّن الرسالة أنه كان للمعلم كثير من الطلبة، وأن أولياء الأمور كانوا يدفعون حبوباً أو زيناً وخمراً، وتظهر الرسالة مدى اهتمام المعلم بتلاميذه، وأن ولي الأمر لم يدفع الأجرة.
ثانياً : الفلستينيون في فلسطين:
• يختلف العاملون في الآثار الفلسطينية وتاريخها حول أصول الفلستينيين.• البعض يعتبرهم مجموعة من شعوب البحر، ويعتبرهم آخرون من سكان فلسطين أصلاً امتزجوا بمجموعات شعوب البحر، الذين أثروا في حضارتهم وأدخلوا عليها مواد وعادات جديدة.
• ويؤكد أحد المصادر أنهم من الأقوام الايجية "أهل السواحل" كانوا قد احتلوا بعض السواحل السورية في أوائل القرن 12 ق.م وهاجموا مصر في عهد رمسيس الثالث 1198-1166 ق.م وتمكن من هزيمتهم في معركة بحرية في 1191ق.م فاتجهوا إلى الساحل الفلسطيني الجنوبي، ومنهم جاءت تسمية فلسطين الحالية.
• ورد ذكر الفلستينيين في عدد من المصادر المصرية خاصة اللوحات الجدرانية لمدينة هابو.
• ما زال النقاش محتداً حول موطنهم الأصلي، مع الاعتبار أن الرأي الأول أي هم من شعوب البحر، هم غالباً من التوراتيين.
• وسماهم المصريين بلست وذكروا في السجلات الآشورية بِلستو، وبَلستو.
س اذكر أسماء المدن التي أسسها الفلسطينيون في فلسطين؟
• اعتبر الفلستينيون أنفسهم حلفاء للمصريين وسيطروا على معظم أجزائها، وغالباً هم سكان الساحل حيث أسسوا عدة مدن في فلسطين مثل: غزة، وعسقلان، وأسدود، وعقير، وتل الصافي.
• كانوا يحتكرون صناعة صهر الحديد واستخدامه، هذا مكنهم من الانتصار على العبرانيين عام 1050 ق.م.
• ينسب إليهم أنواع من الفخار عليها رسومات وأشكال هندسية، وطيور، وتوابيت فخارية على شكل إنسان، عُثر عليها في فلسطين والأردن ومصر.
• ظهرت التأثيرات الكنعانية على مخلفاتهم من أسماء آلهتهم عشترون وداجون إله الغلة الذي عبده الكنعانيون.
• كانت منازلهم من غرفتين أو أربعة مبنية من الحجارة أو الطين أو كليهما، وهي مستمدة من التقليد المعماري للعصر البرونزي والوسيط.
• مدنهم مثل "بيت مرسيم وأسدود" لها أسوار ذات طابع دفاعي، واستمر بناء هذه الأسوار الدفاعية طوال القرن 12 ق.م حتى حوالي القرن السابع ق.م .
• اندمجوا مع الكنعانيين.
• بالإضافة إلى أن الكنعانيين السكان الأصليين لفلسطين والفلسطينيين الذين اندمجوا مع السكان الأصليين تكنعنوا ودخلت فلسطين قبائل من العبرانيين.
ثالثاً : العبرانيون في فلسطين:
• دخلوا فلسطين في مطلع العصر الحديدي فوجدوا فيها الكنعانيين "العرب" في مدن مسورة زاهرة.• فلم يستطيعوا أن يغزو إلاّ المدن الضعيفة. حتى أورشليم هزئت من حملات العبرانيين بضعة قرون. هذه المدن التي عجز المهاجمون عن احتلالها، كانت ذات حضارة نشأت قبل قدوم العبرانيين إليها بـ 1500 سنة.
• وكان للكنعانيين منازل متقنة ومريحة وحكومة وصناعة وتجارة وعلم وكتابة وديانة.
• اقتبس العبرانيون الحضارة من الكنعانيين، لأنهم لم يستطيعوا العيش بدون هذه المدن الصناعية والتجارية.
• فصار بعضهم يسكن الخيام إلا أنهم شرعوا يبنون بيوتاً كالكنعانيين، وخلعوا عنهم الجلود التي كانوا يلبسونها وهم في البادية ولبسوا الثياب الكنعانية المصنوعة من منسوجات صوفية زاهية.
• احتدم الصراع بينهم وبين السكان الأصليين ونتج عن ذلك تأسيس دولة لهم حوالي 1030 ق.م.
• ولا يمكن الجزم فيما إذا كانت هذه الدولة أسسها العبرانيون لعدم توفر وثائق أصلية غير التوراة تشير إلى هذا.
• وذكرت التوراة: "أن القبائل العبرية الاثنتي عشرة قد اجتمعت وعقدت تحالفاً فيما بينها تحوّل فيما بعد إلى مملكة بقيادة "شاؤول" ومن بعده حكم داود" الذي تذكر التوراة بأن أول عمل عسكري قام به هو مهاجمة القدس اليبوسية ومن بعده ابنه سليمان الذي تنسب إليه المشاريع الصناعية والعمرانية الكبيرة، لكن عهده اتصف بالبذخ والترف مما أرهق الدولة، وبعده انقسمت مملكته إلى مملكتين: إسرائيل في الشمال وعاصمتها السامرة ويهودا في الجنوب عاصمتها القدس، تصارعتا فيما بينهما إلى أن سقطت المملكتين الأولى إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري 722 ق.م والثانية يهودا على يد بنوخذ نصر الكلداني 586 ق.م وسبى سكانها "السبي البابلي" وأصبحت كل فلسطين مع سائر بلاد الشام في أيدي البابليين.
فترة الحكم الفارسي في فلسطين 332-539 ق. م:
• لم يدم حكم الدولة البابلية طويلاً في فلسطين، فبعد أن توفي بنوخذ نصر 562 ق.م وسقطت الدولة البابلية بيد الفرس 539 ق.م بعد أن انتصر الفرس على الملك "نابونيدس".• المعلومات الموثقة التاريخية عن فلسطين في العهد الفارسي قليلة ومبعثرة والمعلومات المتيسرة مستمدة من التوراة.
• لم يكن للنظام الفارسي تدخلات مباشرة في الأوضاع السياسية والدينية في فلسطين وهدفه فقط مراقبة الأوضاع في بلاد الشام وضمان ولاء هذه المقاطعة له، رغم أن أسماء الحكام فارسية.
• قسمت فلسطين في العهد الفارسي إلى عدة مقاطعات أذكرها: الجليل – والسامرة – والقدس - وأدوم – وكنعان – وفلسطين.
• وكانت اللغة الآرامية هي اللغة الشائعة في فلسطين كغيرها من بلاد الشام.
• ومن مدن العهد الفارسي في فلسطين تل الدوير، التي هُجرت بعد تدمير البابليين للموقع وثم رممت.
• وظهرت المخلفات المعمارية للعهد الفارسي في عدد من المواقع الفلسطينية منها: تل أبو الحوام، وتل مبارك وتل زرور ويافا وأسدود وعسقلان وتل الصافي وتل الفارعة الجنوبي ومواقع أخرى في فلسطين.
• كان الفخار في هذا العهد أقل تنوعاً وأكثر خشونة من العهود السابقة، وكانت الزخرفة فيه أقل، وكانت الأواني الفخارية مرتبطة بالاستعمالات الزراعية؛ فكثرت الجرار، وظهرت الدمة الفخارية والتماثيل الحجرية.
• من الصناعات في العهد الفارسي صناعة ما يسمى "بالمذابح" وهي صغيرة الحجم مصنوعة من الحجر الكلسي تحمل زخارف متنوعة بأشكال هندسية وآدمية وحيوانية ونباتية محفورة في الحجر أو مدهونة بطلاء أحمر أو بني أو أسود، وظهر قليل منها عليها نحت بارز.
• ولقد ظهرت النقود في فلسطين في هذا العهد مثل التي عُثر عليها في القرن 6 ق.م في القدس وتل بلاطة، في القرن 5 ق.م في تل المتسلم وعتليت وسبسطية وغيرها، ويعود أقدم النقود الشامية للقرن 14 ق.م، وتنوع هذه المسكوكات التي تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتصنيف لأهميتها التاريخية، وهذه المسكوكات أفضل شاهد على الانتقال من العهد الفارسي إلى العهد اليوناني أو المرحلة الهلينستية اللاحقة.
الفترة الهلينستية 63 – 332 ق. م:
• انتصر الاسكندر المقدوني على الملك الفارسي داريوس "دارا" الثالث في معركة أيسوس عام 333 ق.م.• ودخلت قواته مدينة غزة في خريف عام 332 ق.م، وبعد أن زحف عبر الساحل الفينيقي تجاه مصر صمدت غزة من 2-4 شهور في وجه حصار الاسكندر، ودخلها بعد أن قتل عدد من رجالها ودمرها وبيع الكثير من سكانها رقيق.
• وتوفي الاسكندر 323 ق.م وانقسمت أملاكه إلى قسمين: السلوقيين في بلاد الشام والبطالمة في مصر.
- الذي يهمنا هنا هو ما أصاب بلاد الشام ومصر لأن تاريخ فلسطين ارتبط بتاريخهما ارتباطاً عضوياً في الفترة التالية لمدة ثلاث قرون على الأقل.
- وشُنت خمس حروب بين الدولتين في القرن الثالث بهدف السيطرة على بلاد الشام، عرفت هذه الحروب باسم الحروب السورية.
• بسبب هذه الحروب أصاب فلسطين الضرر إلاّ أنها لم تتأثر مباشرة بالحروب الثلاثة الأولى.
• هذا أتاح لها نوع من الاستقرار النسبي على مدار 80 سنة في القرن 3 ق.م، أفادت منه في تطوير اقتصادها.
• أما في العصر السلوقي فلم يتح لفلسطين مثل هذا الاستقرار والهدوء.
• لأن أنطيخوس الثالث الكبير 187-223 ق.م انتزع فلسطين من البطالمة.
• وبعد وفاة أنطيخوس الثالث عانت الدولة مشكلات عديدة منها الحروب التي كانت تشنها ضد الفرثيين في إيران.
• وقامت في فلسطين حرب المكابين ضد السلوقيين استمرت 40 سنة من135 – 175 ق.م.
• انتهت هذه الحرب بقيام الأسرة الحشمونية التي قضى عليها بومبي سنة 63 ق.م واحتل القدس وأصبحت فلسطين جزءاً من الدولة الرومانية شأنها في ذلك شأن بلاد الشام.
• وأنشئت في فلسطين في العصر الهلنستي مدن تختلف عن المدن السابقة لهذا العصر.
• كانت الأبنية القديمة طرقها وشوارعها أزقة وبيوتها متراصة ومساكنها مزدحمة.
• أما المدن الجديدة فقد نُسقت على نظام تقاطعي استنه "هيبو دراموس"؛ مهندس المدينة الهلينسية، شوارعها عريضة تركت فيها مساحات فسيحة للتجمعات وأُقيمت فيها هياكل فخمة للآلهة، وأنشئت فيها نافورات أنيقة للحوريات المقدسة.
• وحمل العنصر البشري اليوناني الذي سكن أفراده كجنود في المدن الهلنستية عناصر حضارية ليفيد منها العالم.
• وعملوا على نشر آرائهم وأفكارهم وفلسفتهم عبر المؤسسات المدينة والثقافية وكان السلوقيون هم بناة المدن في الدرجة الأولى من العصر الهلينستي، يشجعون جماعات من سكان البلاد على السكنى في المدن، لأن المهتمين في نشر الحضارة الهلينستية كانوا يرون أن المعايشة داخل أسوار المدينة الواحدة، هي السبيل إلى ذلك، إلاً أنهم لم يصبحوا جزءاً عضوياً من مجتمع المدينة؛ بل كانوا جماعة خاصة كان يطلق عليها اسم: "بوليتويما"، ولم يشاركوا في الحياة في الحياة السياسية ولا في الجيش وكان دورهم في الحياة الاقتصادية كبير.
• ومن أشهر المدن الهلنسية في فلسطين: عكا – جبع – دورا – أرسوف – يافو "يافا" – يبنا "يمينا" – أسدود وعسقلان وغزة ورفح والسامرة وصفورية وبيسان.
• ومن المصادر الرئيسية للحياة الاقتصادية في فلسطين في هذا العصر "زينون" في أواسط 13 ق.م اليوناني الذي هبط مصر سعياً وراء الرزق والمنصب وزار فلسطين واهتم بزيارة الموانئ وذكر أن الثروة الرئيسية للبلاد هي الأرض والزراعة وكانوا يعتبرون المُلك كرماً أو غابة زيتون أو بيتاً.
• وكانت الضرائب تدفع عيناً حبوباً أو زيتوناً أو خمراً أو بقراً أو غنماً أو طيوراً.
• أما النقود فكان دورها ثانوياً.
• وكان رضى الله عن الشعب أو غضبه عليه يُعبر عنه بالخير في الحالة الأولى والقحط والجفاف في الحالة الثانية، وكانت الفترة
الهلينية هي فترة تمدّن فقد اقتبس الناس أساليب المعايشة اليونانية، واللغة اليونانية أصبحت لغة المثقفين لا في المدن التي أنشئت لليونانيين فقط بل في مدن فينيقيا القديمة بما فيها القدس. والمخطوطات التي عثر عليها في البحر الميت في قمران وكهوف باركوسيبا ومسعدة خلال الفترة من 1947 – 1961 م تشكل مصدراً هاماً للتطور الفكري والحضاري في فلسطين..
الفترة الرومانية في فلسطين 63 ق.م – 324 م.
• في عام 65 ق.م دخلت الجيوش الرومانية كليكيا في طريقها إلى سوريا وفلسطين، وكان هم القائد الروماني "بومبي" هو القضاء على الدولة السلوقية وتنظيم منطقة غرب آسيا.• وفي فلسطين تعرضت الأسرة الحشمونية للانحطاط نتيجة الصراع على الزعامة الدينية في القدس.
• إلاً أن "بومبي" دخل القدس عام 63 ق.م منهياً بذلك حكم الأسرة الحشمونية.
• ووضع تنظيماً إدارياً جديداً وكوّنت سوريا وفلسطين على أثره ثقافة رومانية.
• في سنة 57 ق.م تولى غابينوس ولاية سوريا فقسم منطقة القدس إلى خمسة أقضية كل منها مستقل عن الآخر:
1) قضاء بيت المقدس ويتبعه جبال القدس والخليل وأدوم.
2) قضاء أريحا وكان يضم السفوح الشرقية لجبال القدس وعقربة.
3) قضاء جازر وكان يضم السفوح الغربية لمنطقة القدس – رام الله.
4) قضاء صفورس "صفورية" وكان يشمل الجليل الشرقي.
5) قضاء أماتوس "عمّاتا" وهو بيريا سابقاً "أكثره إلى الشرق من نهر الأردن"
• تمت هزيمة بومبي في معركة فرسالوس 48 ق.م وتوجه إلى مصر حيث تم اغتياله هناك.
• ثم جاء حدث آخر أزعج الدولة الرومانية هو اغتيال "يوليوس قيصر" في مارس 44 ق.م.
• وفي معركة فيليبي عام 42 ق.م انتصر أنطونيوس وأكتافيوس على من تبقى من قتلة يوليوس قيصر.
• وأُوكل أمر إدارة المشرق لأنطونيوس الذي نصب هيرودوس ملكاً على فلسطين، وقد نجح هيرودوس في تحقيق طموحه بسبب التأييد الروماني له ولأسرته. وكان أنطونيوس يرعى هيرودوس منذ انتصاره في معركة فيليبي 42 ق.م.
• وكان هيرودوس نصيراً لأنطونيوس كلياً.
• وبعد معركة أكتيوم 31 ق.م انهزم أنطونيوس فأصبح هيرودوس موالياً طيلة حياته لخصمه أكتافيوس سيد العالم الروماني "أغسطوس فيما بعد".
س: اذكر إنجازات هيرودوس في فلسطين في الفترة من
37 – 4 ق.م ؟
• حكم هيرودوس فلسطين من 37 _ 4 ق.م وكانت كل البلاد باستثناء المدن الهلنستية تحت حكمه.
• كان هيرودوس بناء من الدرجة الأولى، فبنى هيرودوس أول ميناء بحري كبير مكان حصن ستراتون وأحاط الميناء بمدينة كبيرة سماها قيصرية نسبة إلى أغسطوس قيصر "وهي قيسارية الحالية".
• وبنى مدينة جديدة حيث كانت تقوم مدينة السامرة سماها سبسطية باسم الامبراطور أيضاً.
• وبنى مدينة رأس العين عند منابع نهر العوجا الذي يصب شمال يافا.
• وبنى فصايلس وهي خربة فصايل الواقعة إلى الشمال من أريحا حالياً إحياء لذكرى أخيه الأكبر.
• وقد شيد قلعة في أريحا سماها سيبروس على اسم أمه.
• ولم تقتصر أعمال هيرودوس العمرانية على المدن الواقعة تحت حكمه بل امتدت إلى المدن المجاورة، أبنية ضخمة وشوارع معبدة وهياكل ومسارح ومن هذه المدن: بيروت وأنطاكية وجبيل وطرابلس ودمشق واللاذقية وصور وصيدا، وكان هيرودوس قد أدخل المدنيّة على المدن التي بناها فأدخل المسارح والجمباز اليوم وميدان السباق وأدخل الثقافة الجديدة، وكان في بلاطة فئة من أهل المعرفة مثل "نقولا الدمشقي" الذي أرّخ الفترة نفسها.
• وكان هيرودوس يحيط نفسه بمجلس استشاري يدعوه للمشاورة عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.
• هيرودوس كان أدومي الأصل "والآدميون عرب".
• وبعد وفاته توزعت أملاكه على أبنائه الثلاثة.
• بعد موت "أغريبا" حفيد هيرودوس أصبحت فلسطين كلها ولاية رومانية بعد عام 44 م.
• وفي سنة 66 م اندلعت في فلسطين حركة عصيان "قام بها اليهود" ضد الحكم الروماني قضى عليها تيطس عام 70 م.
• بعد القضاء عليها أصبحت القدس لا تعدو معسكراً للفرقة الرومانية العاشرة من الجيش الروماني.
• وعندما تولى الامبراطور الروماني "هادريان" 130 م أقام مدينة جديدة مكان المدينة القديمة وضمن مخططها هيكل روماني وجميع المؤسسات الرومانية وأسماها "إيليا كابيتولينا".
• هذا أدى إلى ثورة باركوخيا 132- 135 م وكان نتيجتها أن قضى الرومان نهائياً على آخر وجود لليهود في فلسطين.
• تلى ذلك فترة هدوء خلال الأعوام 135 – 324 م وسلام وطمأنينة في جميع فلسطين.
• ونشطت فيها أعمال البناء من مسارح ومعابد وشوارع وجسور.
الحياة الفكرية والتعليم في فلسطين خلال فترة الحكم الروماني في فلسطين:
• أتيحت الفرصة لفلسطين لأن تكون مدارسها في مقدمة مدارس الامبراطورية.• وُجد بها مكتبات كبيرة في القدس وقيصرية وغزة، وكانت في قيصرية مدرسة تعد الطلاب في شئون البلاغة والآداب القديمة ومعهد لتعليم المسيحية، وكان أفضل التدريب موجوداً في غزة.
• ومن شخصيات غزة العلمية "بروفوريوس" و "زوس يموس" 395-420 م الذي كان معاصراً للإمبراطور "نيرون".
• وكان آخر رجال غزة "يوحنا" الذي عاصر الامبراطور "جستنيان" 527-565 م، وغيره مثل العسقلاني الذي وضع معجماً لاتينياً وألف كتاباً في النحو.
• وكان أمام الشباب الفلسطيني المثقف عدة مدارس يتوجه إليها: مدارس في أثينا والقسطنطينة وبيروت وأنطاكية والإسكندرية وغزة، وكانت غزة تعتبر بنت الإسكندرية علمياً.
• إذ أن العلماء أنشأوا لغزة تقليداً علمياً قوياً وجعلوا منها مركزاً فكرياً ويسرت الامبراطورية حرية التنقل لطلاب الرزق والعلم والمتعة.
• وكانت فتوح الإسكندر لفلسطين وغيرها منطلقاً جديداً من حيث أن عناصر حضارية جديدة نسبياً قد دخلت فلسطين بشكل وآخر ومثّل مجيء الرومان من الناحية الحضارية استمراراً للعمل الهلينستي لأن الهلينية ثم الرومانية كانتا حلقتين في سلسلة حضارية أفادت منهما فلسطين. وتبقى القاعدة الأساسية في التطور بسبب التلاحم بين التقاليد المحلية وما يأتي من الخارج، وكان هذا أيام الكنعانيين والفلستينيين أقل من أيام الأشوريين والكلدانيين والفرس.
الفترة البيزنطية في فلسطين 324 – 636 م:
• بدأت الفترة البيزنطية باعتراف الملك قسطنطين الأكبر بالديانة المسيحية ديناً رسمياً للدولة الرومانية 324م.• بنى عاصمته الجديدة فوق قرية تقع على مضيق البوسفور تعرف باسم بيزنطة.
• زارت والدته هيلانة القدس وأمرت ببناء كنيسة القيامة وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة البشارة في الناصرة.
• بعد وفاة قسطنطين حتى عام 527م تولى حكم الامبراطورية 17 امبراطور منهم 4 كانوا مغتصبين للعرش.
• واعتبرت بيزنطة نفسها الوريثة للامبراطورية الرومانية لهذا تمكنت بيزنطة من السيطرة على البلاد العربية، ثم أخذت هذه الامبراطورية تتسم بطابع خاص لها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.
• ولم يتوقف الصراع والتنافس بين بيزنطة وفارس حول البلاد العربية وخاض الطرفان حروباً مستمرة.
• كان لهذا أثره الكبير في إضعاف الامبراطوريتين وإضعافهما وانهيارهما.
• هذا انعكس على البلاد العربية فأصابتها حالة من الضعف والتراجع.
• أما فيما يخص فلسطين تحت الحكم البيزنطي فقد قسمت إلى ثلاثة أقسام إدارية، بالإضافة إلى تطور الإدارة في الفترة الأخيرة من العهد البيزنطي.
• وازدادت المراكز الكنسية بحيث أصبحت 15 مركزا في فلسطين.
• خلال السنوات من 610 – 622م قام الفرس بهجمات على الامبراطورية البيزنطية فنهبوا أنطاكية ودمشق، واستطاعوا بمساعدة من اليهود احتلال القدس 614م، وإشعال النار في عدد من الكنائس.
• لكن هرقل قام بعدة حملات عسكرية على الساسانيين انتصر على الساسانيين الفرس وحاصر عاصمتهم المدائن عام 627م وخلع ملكها وعقد معهم صلح ولكن هرقل لم يدم طويلاً إذ أنه لم يستطع الثبات أمام الجيوش الإسلامية.
• وقضت الجيوش الإسلامية على الدولة الساسانية "الفرس" واستولوا على بلاد الشام بما فيها فلسطين ومصر من أيدي البيزنطيين وذلك بعد انتصارهم في معركة اليرموك عام 636م.
• استفادت فلسطين من هذا الفتح، واكتسب الفاتحين من خلال تجربتهم الطويلة الكثير من البيزنطيين؛ فالتنظيم الإداري الأول للبلاد كان أشبه بما كانت بيزنطة انتهت إليه، وسك النقود وسار فيه الحكام الأوائل كما كان معروفاً من قبل.
• إلى أن تبدل أيام الملك عبد الملك بن مروان وبنيه.
• واستخدم العرب الوسائل نفسها التي كانت مستعملة لحفظ القيود والسجلات و خاصة المالية منها.
• وبهذا فإن العقود الأخيرة للبيزنطيين في فلسطين قد هيأت البلاد "فلسطين" لأن تقبل بالقادم الجديد، حيث أنه كان وثيق الصلة بأهل فلسطين عرقياً وتجارياً وتنقلاً نحو فلسطين.
• لهذا يمكن القول أن العرب القادمين لم يجدوا صعوبة في التحدث إلى أكثر السكان في فلسطين شرقاً وجنوباً وعلى الساحل بلغتهم العربية.