أبو حسين فرحات”
والدته هي خنساء فلسطين.. “أبو حسين فرحات” الذي أحرق المقاتلون الفلسطينيون من أجله دبابة إسرائيلية؟
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعية مؤخراً مقطع فيديو مصوراً يُظهر عناصر من المقاومة الفلسطينية وهم يقومون بإحراق دبابة للاحتلال الإسرائيلي، ويوجهون تحية إلى "أبو حسين فرحات"، فمن هو، وما أبرز ما قدمه للمقاومة الفلسطينية؟
من هو أبو حسين فرحات؟
وفي تفاصيل مقطع الفيديو، تظهر دبابة للاحتلال الإسرائيلي من نوع "ميركافا" وهي تشتعل بعد استهدافها بقذائف مضادة للدبابات في معارك حي الشجاعية في غزة.
فيما يظهر صوت لأحد مقاتلي المقاومة وهو يقول: "لعيون أبو حسين فرحات، الدبابة مشعللة".
أما أبو حسين فرحات، اسمه الحقيقي وسام فرحات، فهو قائد كتيبة الشجاعية التابعة للقسام، والذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023.
في حين، لم يصدر حتى الآن أي إعلان رسمي من كتائب القسام أو حركة حماس بنعي أبو حسين فرحات أو إعلان استشهاده.
وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك، فقد كان وسام فرحات "أبو حسين" مخطط الهجوم على كيبوتس ناحال عوز وموقع للجيش الإسرائيلي في البلدة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالت إسرائيل إن ستة جنود إسرائيليين قتلوا في هذا الهجوم، وفقاً لما نقلته CNN الأمريكية.
والدته هي خنساء فلسطين "مريم فرحات"
والدته هي مريم فرحات، التي يطلق عليها "خنساء فلسطين"، وهي داعية إسلامية، ومربية، ومجاهدة، وسياسية فلسطينية، ونائبة في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، وقيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفقاً لما ذكره المركز الفلسطيني للإعلام، فقد كانت مريم فرحات والدة وسام فرحات حاضنة للكثير من عمليات المقاومة، لا سيما تلك التي كان ينفذها أحد قادة كتائب عز الدين القسام.
وقد تعرض منزل خنساء فلسطين للقصف 4 مرات، كونه كان مأوى للمقاتلين الفلسطينيين.
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993، حاصرت قوات خاصة إسرائيلية منزل مريم فرحات ليغتالوا أمامه عماد عقل بأكثر من 70 رصاصة.
استشهاد 3 من أخوته قبله
وسام فرحات ليس أول فرد يُستشهد في عائلته، فقد سبقه إلى ذلك 3 من أخوته هم: محمد، نضال، رواد.
محمد فرحات
محمد فرحات، البالغ من العمر 17 عاماً فقط كان أول شهيد في عائلة أبو حسين فرحات، وذلك عندما أصرت والدته خنساء فلسطين على إرساله لتنفيذ عملية استشهادية.
تدرب محمد على يد عماد عقل الذي كان يعيش لدى العائلة، واقتحم مدرسة تدريب جنود داخل مستوطنة عتسمونا إحدى مستوطنات غوش قطيف واستطاع قتل 9 جنود إسرائيليين، في 16 أبريل/نيسان 2002.
قبل ذهابه لتنفيذ العملية، سجل محمد مقطع فيديو مصوراً مع والدته خنساء فلسطين لتسجيل وصيته، فكانت أول أم فلسطينية تودع ابنها وهو خارج إلى عملية استشهادية.
نضال فرحات
بعد عام واحد في 2003، استُشهد شقيق أبو حسين فرحات الثاني، وهو الأخ الأكبر في العائلة، نضال فرحات، والذي كان قائداً ميدانياً في كتائب عز الدين القسام.
كان نضال أول من صنع صاروخاً في فلسطين؛ إذ يعود الفضل إليه في اختراع صاروخ "القسام" رفقة الشهيد تيتو مسعود، كما عُرف في كتيبته باسم "مهندس الصواريخ"، فيما شارك في إطلاق أول صاروخ باتجاه الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001.
وفي 16 فبراير/شباط 2003، اغتاله الاحتلال الإسرائيلي وهو يحاول تجهيز طائرة القسام بدون طيار (أبابيل1).
رواد فرحات
وبعد عامين من استشهاد نضال، استُشهد الشقيق الثالث لأبو حسين فرحات، وهو شقيقه الأصغر رواد، البالغ من العمر حينها 17 عاماً فقط، وذلك في قصف من طائرة أباتشي استهدف سيارة كان يستقلها في قطاع غزة في 2005.
أبو حسين فرحات قضى 11 عاماً أسيراً في سجون الاحتلال
بعد أسبوعين فقط من وفاة رواد، خرج وسام فرحات (أبو حسين) من الأسر؛ إذ قضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 11 عاماً؛ حيث دخل إلى السجن في عمر الـ20 وخرج منه بعمر الـ31.
هذه السنوات الـ11، قضاها متنقلاً بين 3 سجون، عامان منها في سجن عسقلان، و 6 في سجن نفحة، و3 أعوام في سجن هداريم.
إذ كان قد اعتُقل في 20 مارس/آذار 1995 بتهمة نقل 6 حقائب تحتوي على متفجرات من منطقة تل السبع إلى داخل أراضي 48، وصدر بحقه حكم بالسجن لأحد عشر عاماً.