خط عسكري على طول قطاع غزة وحلم استيطاني برؤية البحر
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على وضع خطة تهدف إلى إقامة خط مواقع عسكرية جديد قرب المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وتحديداً ما يُسمى منطقة "غلاف غزة"، التي كانت مركز الأحداث في عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال، ينوي إقامة هذا الخط العسكري، بالأساس قرب المستوطنات الأمامية، أي الأقرب إلى قطاع غزة، في مناطق الغلاف، لكي يشكّل رداً فورياً، ويكون حاضراً دائماً في حال تسلل مقاومين من غزة إلى المناطق الإسرائيلية.
وسيتشكّل الخط العسكري من قوات تدمج بين قوات راجلة ودبابات ومدرّعات مختلفة.
ويرى جيش الاحتلال بأن المواقع العسكرية التي ستمتد على طول الخط المذكور، بسحب المخطط، ستشكّل خط دفاع في غاية الأهمية من أجل صد المقاومين خلال وقوع أحداث مشابهة لما جرى في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني، كما تأتي هذه الخطوة في إطار استخلاص العبر المستمر في دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ "طوفان الأقصى".
ومن أهداف الخط العسكري المنوي إقامته، توفير شعور بالأمان لدى سكان تلك المناطق الذين تركوها ولم يعودوا إليها منذ أكثر من شهرين ونصف وما زالوا يقيمون خارجها.
ويدخل ذلك في إطار المحاولات الإسرائيلية لتعزيز الأمن في مختلف المناطق وفي إطار الخطط الدفاعية التي يعمل عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولم تشر القناة إن كان الخط الدفاعي المذكور سيقام على أراضي مستوطنات الغلاف، أم على أراض يقتطعها الاحتلال من غزة على غرار نيته إقامة منطقة عازلة، تشير بعض التقديرات الإسرائيلية إلى أنها ستكون بعرض كيلومتر واحد على الأقل، داخل أراضي القطاع.
وتأتي هذه الخطوة، إضافة إلى خطوات إسرائيلية "دفاعية" أخرى، منها مسح جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من مناطق القطاع المطلّة على مستوطنات الغلاف وتسويتها بالأرض، لكي لا يكون هناك ما يمكن إخفاؤه عن مواقع المراقبة الإسرائيلية.
استيطان وإطلالة على البحر
في سياق متصل بمسح المباني، سبق أن لمحت أوساط إسرائيلية إلى رغبتها بإطلالة على البحر، ما يعني بكلمات أخرى تسوية جميع المباني الغزية التي تحول بينه وبينهم بالأرض ومسحها من الوجود، إضافة إلى العودة للاستيطان في القطاع.
وعبّرت عن ذلك الحلم الإسرائيلي، رئيسة حركة "نحلاة" الاستيطانية دانييلا فايس، التي تحدثت الأسبوع الماضي للقناة السابعة الإسرائيلية. ودعت خلال اللقاء الذي ناقش "اليوم التالي" للحرب على القطاع، إلى تهجير الفلسطينيين وإعادة الاستيطان وتخطيطه بشكل يتيح لسكان الغلاف إطلالة على البحر.
وقالت في سياقه: "سمعت عدداً من الناس يقولون إنهم يريدون رؤية البحر بمعنى أن لا تكون هناك بيوت (أي فلسطينية في غزة)، وهم محقون في هذه الرغبة. ولكن كيف يمكن عدم حجب البحر (أي الإطلالة عليه)؟ استيطان إسرائيلي مخطط كما يجب في قطاع غزة. هكذا سيرى سكان غلاف غزة البحر بدون (رؤية ووجود) عرب يكرهون إسرائيل".
وأضافت: "رسالتي إلى سكان الغلاف: أنتم تلتفون حولنا ونحن نلتف حولكم. غلاف غزة وغوش قطيف (التكتل الاستيطاني الذي أخلاه الاحتلال عام 2005)، يشكّلان (معاً) قوة واحدة كبيرة جداً. وأي محاولة للفصل تؤدي إلى تشويه، قد يؤدي إلى كوارث".
وأضافت في حديثها عن الوجود الفلسطيني في القطاع، بأن ما كان قبل 7 أكتوبر لن يكون بعده، وأن "إسرائيل لن تنس ما حدث"، ولذلك "لن يكون في غزة أي عربي".
وقالت فايس إن رؤيتها جنود الاحتلال داخل قطاع غزة يلتقطون صوراً ومشاهد لأنفسهم وهم يتلون الصلوات التلمودية في الأماكن التي كانت فيها مستوطنات، تمنحها شعوراً بأن هناك رغبة لدى الجمهور الإسرائيلي للاستيطان اليهودي في غزة.
وتابعت: "نحن نرى الجنود على الأرض يضيئون الشموع في نفيه ديكاليم وكفار داروم (أسماء مستوطنات سابقة). إنهم يدركون أننا عدنا إلى بلادنا. غزة هي جزء من أرض إسرائيل. لقد كان فيها يهود عبر التاريخ. لا يوجد شيء أكثر منطقية من العودة للاستيطان في غوش قطيف".
وتعتقد فايس بأنه "لا خيار أمام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلا السماح لشعب إسرائيل بالعودة إلى جزء من أرض إسرائيل. يجب أن نقول إن غزة هي جزء لا يتجزأ من الجسد الحي لدولة إسرائيل".
وترى فايس في رسالتها إلى سكان مستوطنات "غلاف غزة"، بأنه لا فرق بين المستوطنات التي كانت في القطاع قبل الانسحاب وبين مستوطنات الغلاف، متسائلة: "ما الفرق؟ إنها مسافة 3 كيلومترات. نحن أخوة. إذا كان بالإمكان العيش في بئيري (إحدى مستوطنات الغلاف التي استهدفتها عملية طوفان الأقصى) فكيف لا يكون بالإمكان العيش في نتساريم (إحدى مستوطنات غزة قبل الإخلاء)؟".