سيناريوهات "سيئة" تقلق الجيش الإسرائيلي في غزة.. ما هي؟
في ظل الرقابة العسكرية التي تفرضها إسرائيل على سير عملياتها وعدد قتلاها في قطاع غزة، يخشى الجيش الإسرائيلي من
سيناريوهات سيئة تؤثر على نشاطه العسكري.
ومن بين هذه السيناريوهات، يخشى جيش الاحتلال على مصير الأسرى الإسرائيليين، وإصابة جنوده بالأمراض، وفقدان ثقة
الشارع الداخلي الذي بات لا يصدق بياناته بشأن تطور الأوضاع في قطاع غزة.
بيانات عسكرية "مكررة ولا تأتي بجديد"
وفي هذا السياق، يلفت مراسل "العربي"، أحمد دراوشة، إلى أنّ الخشية الأساسية لدى الجيش الإسرائيلي تكمن في فقدان ثقة
الشارع الداخلي ببياناته التي باتت "مكررة ولا تأتي بأيّ جديد" بشأن العمليات الجارية في قطاع غزة.
ويشير المراسل في حديثه من غلاف غزة، إلى أن الجيش بشكل عام يخشى من ثلاثة أمور متصاعدة، أولها: الخشية على مصير
الأسرى الإسرائيليين تحديدًا من الغارات التي يقوم بها، إضافة إلى الأزمة الإنسانية في القطاع مع تعاظم المخاوف على صحتهم.
ويتمثل الأمر الثاني الذي يخشى منه، ليس فقط تراجع ثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش وفي البيانات التي يعلنها المتحدث
باسمه دانيال هاغاري وإنما أيضًا ألا يظل المجتمع مهتمًا من الأساس بتلك البيانات.
ويلفت مراسلنا أحمد دراوشة إلى أنه "في كل ساعة يصدر بيان من الجيش وتأتي هذه البيانات مكررة بدرجة كبيرة جدًا. وهي
تأتي طوال الوقت عن أن: الجيش يتقدم ويقتل ويغتال ويعتقل ويكتشف مزيدًا من الأنفاق وعن وجود أسلحة في رياض الأطفال
وفي المدارس".
وينقل أن هذه البيانات صارت مكررة وحتى الصور التي ينشرها المتحدث العسكري الإسرائيلي "تبدو مكررة أيضًا".
"لا نقاشات جدية بشأن الوضع في غزة"
ويضيف مراسل "العربي" أن المؤتمرات الإعلامية التي يجريها المتحدث العسكري الإسرائيلي لم تعد تحظى بمتابعة واسعة من
قبل الإسرائيليين، حيث تراجعت نسبة متابعة الأخبار في إسرائيل بشكل كبير.
ويشرح أنه وفقًا لأرقام قياسية فإنه من نحو 800 ألف منزل كانوا يشاهدون الأخبار ونشرة الثامنة على وجه الخصوص، تراجع
العدد بشكل كبير.
ويلفت دراوشة في مداخلته مع "العربي" إلى أن هناك خشية ثالثة عند الكثير من الإسرائيليين من أن تتورط تل أبيب في حرب
طويلة الأمد في قطاع غزة شبيهة بتورطها في لبنان عام 1982. وكانت تل أبيب تعتقد حينها أن الحرب ستنتهي في غضون
أسابيع؛ لكنها استمرت 18 عامًا سقط فيها آلاف الجنود الإسرائيليين.
ويلفت مراسلنا إلى أن المجتمع الإسرائيلي يخشى اليوم من تورط مشابه في قطاع غزة على ضوء غياب أي نقاش إسرائيلي
جدي حول إستراتيجية الحرب وعن مراحلها ومتى ستنتهي، وصولًا إلى المراحل المقبلة وعن مصير غزة في حال فشلت العملية
العسكرية.
ويشدد على أن التسريبات التي تخرج من "الكابينت" تدل على أنها نقاشات لا تتعلق بالأمور الإستراتيجية المتعلقة بحزب الله أو
قطاع غزة، إنما لها علاقة بأمور تأتي فقط من أجل زيادة الشعبية في الشارع الإسرائيلي. وعليه لا يوجد أي نقاش جدي
للأوضاع. وهو أمر يقلق كثير من الإسرائيليين، وفق مراسل "العربي".