ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75897 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الاستخارة والاستشارة.. عندما يصعب الاختيار! الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 5:28 | |
| الاستخارة والاستشارة.. عندما يصعب الاختيار! يمكن للإنسان أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقت شاء، شرط أن يبتعد عن أوقات الكراهة تصيبنا الحيرة في أمور كثيرة.. لكن لمن نلجأ وممن نطلب المشورة؟ فمهما وثقنا بأحد من الناس يبقى بشرا يصيب ويخطئ، قد يكون منهكا أو في مزاج سيئ فلا يسمع شكوانا جيدا ولا يقدم لنا النصيحة التي تناسب الموقف أو الظرف. لكن من رحمة الله فينا أنه هو بعظمته وجلاله يسمعنا في كل وقت لا نحتاج للقائه إلى وسيط. كثيرة هي الأحيان التي يلتبس علينا الأمر بها، سواء في وظيفة أو زواج أو سفر بل في مناحي الحياة جميعها.لذلك شرع الله لنا الاستخارة وحثنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عليها، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: (كان النبي صل الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن) "رواه البخاري. الاستخارة لغة تعني طلب الخيرة في الشيء. ولكن الطلب هنا من الله تعالى بعظيم قدره مما يعلق القلب فيه ويصرفه عن التعلق بالبشر. ففي الاستخارة يتحقق معنى العبودية لله والاتكال عليه، إذ يرمي المسلم حموله على الله واثقا بتدابيره وهل من أحد يحسن التدبير كمثله سبحانه! وهل من أحد في لطفه وحنانه!كيفية صلاة الاستخارة
[list="box-sizing: border-box; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Al-Jazeera,"][*] يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ويسلم.
[*] ثم يحمد الله ويصلي على نبيه (أي يقول: الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله).
[*] ثم يدعو بدعاء الاستخارة.
[/list] دعاء الاستخارة
قال النبي ﷺ: إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه يقول: هذا الأمر، زواجي بفلانة، أو سفري إلى محل كذا، أو شراء كذا، أو ما أشبه ذلك، يعين حاجته اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. وهذا هو دعاء الاستخارة.توقيت الصلاة
ويمكن للإنسان أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقت شاء، شرط أن يبتعد عن أي من هذه الأوقات المكروهة، وهي: بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وقبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبا، والذي يعتبر وقت زوال الشمس. تشرع الاستخارة وتستحب في الأمور المباحة كلها حتى وإن بدا ظاهرها خيرا فنحن لا نملك من مفاتيح الغيب شيئا.تحضرني هنا قصة في هذا السياق لصديقة مقربة مني كانت بحاجة ماسة للعمل قدمت لوظيفة، وفي يوم المقابلة سألتها إن كانت قد استخارت فقالت: لا داعي لذلك، فمكان العمل قريب جدا على سكني ولن أجد فرصة أفضل، فأنت تعلمين كم هو صعب الحصول على وظيفة في هذا البلد. ذهبت بكل سرور، وما إن عادت إلى البيت حتى حرقت يدها لأول مرة في حياتها وهي تعد الشاي، أحست يومها وكأن هذا تنبيه لها من الله وتذكرت كلامي فورا، وأيقنت ذلك أكثر حين اتضح بعد فترة أن من عينت مكانها في ذلك العمل تركت العمل من سوء القائمين عليه، وفسادهم. ومن يومها أصبحت تستخير الله في كل أمر يختلط عليها.الاستشارة
وتقدم المشورة على الاستخارة في بعض الأحيان، إذ يستشير المسلم أهل الخبرة والصلاح كأن يسأل عن طبيب معين لإجراء عملية جراحية فبعد المشورة والسؤال يستخير الله ليكون قراره صائبا، ولا يخسر أبدا فما خاب من استخار وما ندم من استشار. فكونوا مع الله يكن معكم، فوضوا أمركم إليه يختر لكم ما يناسبكم، ويحقق راحتكم في الدنيا والآخرة.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 5:34 عدل 1 مرات |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75897 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الاستخارة والاستشارة.. عندما يصعب الاختيار! الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 5:32 | |
| الدعاء مخ العبادةالتوسل إلى الله يكون بأسمائه الحسنى أو بصفة من صفاته العلى الدعاء لغة: الرغبة إلى الله، وجاء في نصوص القرآن والسنة بمعنى العبادة، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين *} [غافر :60]، وقال تعالى: {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون *} [غافر :54]، وقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون *} [البقرة :186]، وقال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين *ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين *} [الأعراف :55 ـ 56]، وقال تعالى: {فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين *} [الشعراء :213] .ومن أسباب قبول الدعاء: المطعم الحلال، وألا يستبطئ الإجابة، وألا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجزم في الدعاء، وحضور القلب وسلامته من الغفلة والخشوع، والابتعاد عن المعاصي، والإخلاص في الدعاء لله عز وجل (القحطاني، الدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة، ص122).ويمكن أن يقترن الدعاء بتوسل مشروع، كالتوسل بأسماء الله الحسنى، أو بصفة من صفاته العلى، أو أن يتوسل العبد إلى الله بأعماله الصالحة التي يرجو قبولها عند الله، أو يطلب الدعاء ممن يظن صلاحهم، أو بالتوسل بهم بشرط أن يكونوا أحياء أي: يتوسل بدعائهم.وقد تحدث العلماء عن أنواع التوسل المشروعة ومنها:- التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى أو بصفة من صفاته العلى
والدليل على هذا النوع من أنواع التوسل قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون *} [الأعراف :180].كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسالك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير، أن تعافيني.أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني، وتغفر لي.ولقوله سبحانه وتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف :180]، أي: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى، ولا شك أن صفاته العلى داخلة في هذا الطلب، لأن أسماء الله عز وجل الحسنى صفات له، خصّت به تبارك وتعالى (أحمد الحاج، منهج القرآن في الدعوة إلى الله، ص165-166).ومن الأدلة كذلك دعاء سليمان عليه السلام إذ قال: {أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين *} [النمل :19].- التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي يقوم بها العبد
كأن يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان به وطاعته، واتباع رسوله صل الله عليه وسلم ومحبته.ومن هذا النوع قول الله تعالى: {الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار *} [ آل عمران: 16]، فيمكن للعبد أن يقول: اللهم بإيماني بك، أو محبتي لك، أو اتباعي لرسولك صلى الله عليه وسلم اغفر لي، أو يقول: اللهم إني أسالك بمحبتي لمحمد صل الله عليه وسلم، وإيماني به أن تفرج عني.ومن ذلك أن يذكر الداعي عملا صالحا ذا بال، فيه خوفه من الله سبحانه وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء، وطاعته له جلّ شأنه، ثم يتوسل به إلى الله في دعائه، ليكون أرجى لقبوله وإجابته (القحطاني، الذكر والدعاء والعلاج بالرقى ص100).- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين الأحياء
بأن يطلب المسلم من أخيه الحي الحاضر أن يدعو الله له، فهذا النوع من التوسل مشروع، لثبوته عن بعض الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان بعضهم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فيطلب منه الدعاء له أو لعموم المسلمين، ومن ذلك ما ثبت في «الصحيحين» عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابيا قام يوم الجمعة والنبي صل الله عليه وسلم يخطب فقال: يا رسول الله: هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا.فرفع صلى الله عليه وسلم يديه -وما نرى في السماء قزعة- فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صل الله عليه وسلم.. إلى آخر الحديث.ومثله كذلك توسل الصحابة رضي الله عنهم بدعاء العباس رضي الله عنه، وهو في «صحيح البخاري» من حديث أنس رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صل الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون. والمراد بقوله: إنا نتوسل إليك بعم نبينا، أي: بدعائه.فهذه الأنواع الثلاثة من التوسل كلها مشروعة، لدلالة نصوص الشرع عليها، وأما ما سوى ذلك مما لا أصل له، ولا دليل على مشروعيته فينبغي للمسلم أن يجتنبه (البدر، فقه الأدعية والأذكار، ص341). |
|