مضيق هرمز في دائرة القلق مجدداً...
6 معلومات أساسية عن أهميته للاقتصاد العالمي
يشكل مضيق هرمز في الخليج أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، وهو دور دخل دائرة القلق مجدداً
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية الناتجة من استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. فما أهمية هذا
المضيق؟ إليك إجابات عن 6 أسئلة تجعل الصورة أوضح.
فالمضيق طريق رئيسي يمرّ عبره الشحن البحري، إذ يتعامل مع قرابة 30% من تجارة النفط العالمية، ويخضع
لمراقبة دقيقة بحثاً عن أي علامات على الاضطراب، فيما أثارت التهديدات الإيرانية بمعاقبة إسرائيل على
اغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مخاوف من تعرّض الشحن البحري عبر الممر
المائي الحيوي للخطر.
وقد استهدفت إيران مراراً وتكراراً السفن التجارية التي تمر عبر نقطة الاختناق على مر السنين وهددت بمنع
العبور في الماضي. ولم تهدد طهران بشكل خاص حركة المرور عبر هرمز هذه المرة، لكنها تدعم بنشاط
المتمردين الحوثيين في اليمن الذين هاجموا السفن بالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بما يشير إلى أن
إيران مستعدة لعرقلة الشحن العالمي في سعيها لتحقيق أهدافها.
لكن ما أهمية مضيق هرمز الاستراتيجية، وماذا عن أبرز المحطات المهمة المصاحبة للاضطرابات المزمنة في
المنطقة؟ بلومبيرغ سعت للإجابة عن هذا السؤال من خلال 6 أسئلة محورية:
1 - أين يقع مضيق هرمز الاستراتيجي؟
على شكل حرف V المقلوب، يربط الممر المائي الخليج بالمحيط الهندي، مع إيران إلى الشمال والإمارات
وسلطنة عُمان إلى الجنوب. ويبلغ طوله نحو 100 ميل (161 كيلومتراً) وعرضه 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع
ممرات الشحن في كل اتجاه بعرض ميلين فقط. ويجعل عمقه الضحل السفن عرضة للألغام، والقرب من الأرض
(خصوصاً بالنسبة إلى إيران) يترك السفن مفتوحة للهجوم من الصواريخ الساحلية أو الاعتراض بواسطة
زوارق الدوريات والمروحيات.
2 - ما دور مضيق هرمز في التجارة؟
المضيق يُعد ممراً ضرورياً لتجارة النفط العالمية. فقد شحنت الناقلات نحو 15.5 مليون برميل يومياً من الخام
والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران عبر المضيق في الربع الأول من عام 2024، وفقاً
لبيانات جمعتها بلومبيرغ. ومضيق هرمز مهم للغاز الطبيعي المسال، حيث يمرّ عبره أكثر من خُمس إمدادات
العالم (معظمها من قطر) خلال الفترة نفسها.
مضيق هرمز طريق رئيسي يمره عبره الشحن البحري إذ يتعامل مع قرابة 30% من تجارة النفط العالمية
3 - متى عطلت إيران الشحن عبر مضيق هرمز في الخليج؟
استخدمت إيران مبدأ مضايقة السفن في الخليج لعقود من الزمن لتسجيل استيائها من العقوبات المفروضة
عليها، أو كوسيلة ضغط في النزاعات. وفي 13 إبريل/نيسان الماضي، قبل ساعات من شنّ هجوم بطائرات دون
طيار وصواريخ على إسرائيل، استولى الحرس الثوري الإيراني على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قرب
مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عُمان. وقد أفرجت إيران عن طاقم السفينة في أوائل مايو/أيار، وفقاً
لمنشور "لويدز ليست" التجاري. وزعمت طهران أن سفينة "إم إس سي أريس" انتهكت القواعد البحرية، لكن
المحللين أشاروا إلى أنّ الدافع ارتباط ملكيتها الإسرائيلية.
وعندما استولت على ناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة في إبريل 2023، قالت إيران إن السفينة اصطدمت
بسفينة أخرى. لكن يبدو أن هذه الخطوة جاءت رداً على مصادرة السلطات الأميركية سفينة محملة بالنفط
الإيراني قبالة سواحل ماليزيا على خلفية انتهاك العقوبات.
في مايو 2022، استولت إيران على ناقلتين يونانيتين واحتجزتهما لمدة ستة أشهر، ربما رداً على مصادرة
السلطات اليونانية والأميركية للنفط الإيراني على متن سفينة أخرى. وفي النهاية أُفرِج عن الشحنة وعن
الناقلتين اليونانيتين. وكذلك الحال بالنسبة إلى النفط على متن ناقلة قالت إيران إنها احتجزتها في يناير/كانون
الثاني "رداً على سرقة النفط من قبل الولايات المتحدة".
4 - هل أغلقت إيران مضيق هرمز من قبل؟
لم يحصل هذا الأمر حتى الآن. فخلال حرب 1980-1988 بين العراق وإيران، هاجمت القوات العراقية محطة
لتصدير النفط في جزيرة خرج، شمال غربيّ المضيق، في ما يعود جزئياً لاستفزاز انتقام إيراني من شأنه أن يجر
الولايات المتحدة إلى الصراع. وبعد ذلك، في ما يُسمّى "حرب الناقلات" هاجم الجانبان 451 سفينة من
الجانبين.
يناهز طول مضيق هرمز نحو 100 ميل (161 كيلومتراً) وعرضه 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع ممرات الشحن
في كل اتجاه بعرض ميلين فقط
وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في تكلفة تأمين الناقلات، وساعد في رفع أسعار النفط العالمية. وعندما فُرضت
العقوبات على إيران عام 2011، هددت طهران بإغلاق المضيق، لكنها تراجعت في النهاية. ويشكك تجار النفط
في أن البلاد ستغلق المضيق بالكامل، لأن من شأن ذلك أن يمنع إيران من تصدير نفطها أيضاً.
كذلك فإن البحرية الإيرانية ليست نداً للأسطول الخامس الأميركي والقوات الأخرى في المنطقة. وفي هذا الصدد،
قال العميد البحري علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإسلامي، قبل وقت قصير من
الاستيلاء على السفينة "أريس إم إس سي"، إن إيران لديها خيار تعطيل حركة المرور عبر مضيق هرمز، لكنها
تختار عدم القيام بذلك.
5 - هل حماية مضيق هرمز ممكنة؟
خلال حرب الناقلات، لجأت البحرية الأميركية إلى مرافقة السفن عبر الخليج. وفي عام 2019، أرسلت حاملة
طائرات وقاذفات بي-52 إلى المنطقة. وفي العام نفسه، بدأت الولايات المتحدة عملية "سنتينل" رداً على تعطيل
إيران للشحن. ولاحقاً، انضمت إلى العملية 10 دول أُخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة والسعودية والإمارات
والبحرين، علماً أن العملية معروفة الآن باسم بناء الأمن البحري الدولي.
ومنذ أواخر عام 2023، تحوّل الكثير من التركيز على حماية الشحن بعيداً من مضيق هرمز إلى جنوب البحر
الأحمر ومضيق باب المندب الذي يربطه بخليج عدن والمحيط الهندي. وقد أصبحت الهجمات التي يشنها
المسلحون الحوثيون في اليمن على الشحن الداخل أو الخارج من البحر الأحمر مصدر قلق أكبر من مضيق
هرمز. وتسعى قوة بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر لحماية الشحن في المنطقة.
6 - من الأكثر اعتماداً على مضيق هرمز؟
تصدر السعودية معظم النفط عبر مضيق هرمز، رغم أنها حولت أخيراً الشحنات إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب
يبلغ طوله 746 ميلاً عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، بما يسمح لها بتجنب مضيق هرمز وجنوب
البحر الأحمر. وتستطيع الإمارات تصدير بعض نفطها الخام من دون الاعتماد على المضيق، من خلال إرسال
1.5 مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عُمان.
تصدر السعودية معظم النفط عبر مضيق هرمز رغم أنها حولت أخيراً الشحنات إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب
طوله 746 ميلاً إلى محطة على البحر الأحمر
ومع إغلاق خط أنابيب النفط إلى البحر الأبيض المتوسط لأكثر من عام، تُشحن جميع صادرات النفط العراقية
حالياً من طريق البحر من ميناء البصرة، مروراً بالمضيق، بما يجعلها تعتمد كثيراً على المرور الحُر. وليس لدى
الكويت وقطر والبحرين خيار سوى شحن نفطها عبر الممر المائي. كذلك يتجه معظم النفط الذي يمر عبر مضيق
هرمز إلى آسيا، لذا فإن إغلاقه سيكون أقل أهمية بالنسبة إلى مؤيدي دولة الاحتلال الإسرائيلي في الغرب.