خبير قانوني: هكذا ستكون تبعات قرارات “العدل الدولية” على دولة الاحتلال
في الوقت الذي يواصل فيه رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تشبثه بمواصلة العدوان على غزة رغم
مرور 100 يومٍ على الحرب التي عجز فيها عن تحقيق أيٍ من أهدافه المزعومة ، ويؤكد أنّ تل أبيب لن توقفها محكمة العدل
الدولية في لاهاي من خلال الدعوى المرفوعة ضدها من دولة جنوب إفريقيا، يقف المجتمع الدولي عاجزًا أو لنقل متواطئًا مع
ما يجري في ظل دعمٍ أمريكيٍ غربيٍ وضوءٍ أخضر لنتنياهو “المأزوم” الخائف من الإجابة على سؤال ماذا بعد نهاية الحرب؟
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “سنواصل الحرب في قطاع غزة، حتى نحقق جميع أهدافنا، لن توقفنا (محكمة) لاهاي ولا
محور الشر”، دون أنّ يوضح ما المقصود بمحور الشر، ضاربًا عرض الحائط كل المساعي الأممية والدولية لوقف شلال الدم
والأوضاع الإنسانية الكارثية التي تتعرض لها غزة بعد مائة يوم من العدوان المتواصل.
بعد مائة يوم من الجرائم والكذب، يواصل نتنياهو “سيمفونية” الفشل التي ملت منها جبهته الداخلية، وملّ منها حلفاؤه رغم
دعمهم له، مطالبين بتقصير أمد الحرب، لكن الـ “نتنياهو” يؤكد: سنواصل هذه الحرب حتى نحقق جميع أهدافنا، وهي
القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى والتأكد أنّ غزة لن تشكل تهديدًا لبلدنا.
المحامي والخبير في القانون الدولي فيصل الخزاعي، يؤكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّه وعلى الرغم من تصريحات
نتنياهو التي يسعى من خلالها لقطع الطريق على أيّ قرارات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إلا أنّ إسرائيل أختارت
الدفاع عن نفسها أمام المحكمة، كما أنها من الدول الموقعة على إتفاق منع الإبادة الجماعية، الأمر الذي يجعل من الصعب
عليها أن تتجاهل أية نتيجة ضدها، لا سيما وأن محكمة العدل الدولية ستنصاع للطلبات المقدمة بدعوى دولة جنوب أفريقيا
بعد المرافعة القانونية القوية والمتينة المعززة بالأدلة والبراهين على عكس المرافعة الصهيونية التي جاءت “باهتة ومترددة
وغير قادرة على إقناع المحكمة بالأكاذيب الإسرائيلية”.
المحاكمة ستنعكس على صورة دولة الاحتلال
ولفت الخزاعي إلى أنّ “المحاكمة التي تعقد الأن ستؤثر في صورة إسرائيل بغض النظر إن أمتثلت للحكم أو لا”، مشددًا على
أنّ “الأكاذيب التي تسوقها إسرائيل بأنها لا تقاتل المدنيين غير قابلة للتصديق”.
وأشار إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ “المحكمة لا تستطيع تنفيذ أحكامها، لكن أعضاء الأمم المتحدة يمكنهم قبول نتائجها،
ووضعها أمام مجلس الأمن، الأمر الذي سيضع أمريكا في حرجٍ شديد إن فكرت أن تواجه مثل هذا القرار بالفيتو، خاصة بعد
إدانة محكمة العدل الدولية”.
وشدد على أنّه يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير في الكيفية ألتى قد تتمكن بها من التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو محاسبة
إسرائيل بوسائل أخرى عن الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين كالعقوبات الدولية، وغيرها، أو استثمار هذه القضية ضد
دولة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية.
ولفت الحزاعي إلى أنّ المرافعة التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال، طلبت خلالها من المحكمة الإشارة إلى تدابير
إحترازية موقتة من أجل وقف فوري للعدوان على غزة وحماية الفلسطينيين من أي ضرر جسيم إضافي وغير قابل للإصلاح
بموجب الأتفاق ولضمان أمتثال إسرائيل لألتزاماتها بموجب إتفاق منع الإبادة الجماعية بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية،
ومنعها ومعاقبتها.
وأكد المحامي الدولي على أنّ “إسرائيل تشعر بالإحراج بخاصة بعد تحول الرأي العام الدولي، والأهم من كل ذلك هي
التظاهرات ألتي خرجت من قبل اليهود، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا ومشاركة الإتحاد الدولي لليهود ضد
الصهيونية في كل المؤتمرات واللقاءات الدولية وأخرها المؤتمر الدولي لنصرة غزة والذي عقد مؤخراً في العاصمة الإيرانية
طهران بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية ومشاركة 65 دولة ومنظمة دولية وخبراء قانونيين وشاركت به شخصيا”.
قرارت العدل الدولية ملزمة.. لكن يبقى التنفيذ
ولفت الخزاعي إلى أنّ قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة بقوة القانون وليس التطبيق، إذ إن لا قوة تستطيع أن تلزم إسرائيل
بالتطبيق إلا إذا أنعقد مجلس الأمن وقرر تبني الحكم النهائي.
وأشار إلى أنّ دولة الاحتلال تسعى للخروج بحكم مخفف أو عدم إدانتها بجرائم إبادة، موضحا أنه بعد جلسات الإستماع يمكن
لمحكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في
الألتماس الذي قدمته جنوب أفريقيا، وفتح تحقيق أو السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
كما أكد الخزاعي أنّه “قد تمر سنوات عدة بين الدعوى الأولية والجلسة الفعلية للنظر في أساس الدعوى وموضوع القضية “.