منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالسبت 13 يناير 2024, 9:56 am

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Image-265





دماء ودموع في جنوب غرب أفريقيا.. ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين


تتناثر الظلال المزركشة لأشجار السنط فوق العشب الجاف. نسيم شتوي بارد يتنهد من خلال الفروع، وفي الظل المتناثر، يحمل جفتا نغهيريمو -الناشط طوال حياته في سبيل العدالة التصالحية لشعب الهيريرو- بقايا صدئة لبعض المعدات العسكرية، ومن الصعب الآن معرفة كيف استخدم ذلك العتاد القتالي.
قال الرجل البالغ من العمر 59 عاما بينما يرمي العتاد القديم مرة أخرى على الأرض: "أفكر في كل النساء والأطفال الذين ماتوا هنا". إنه يقف في مكان معركة ووتربيرغ، حيث قضى الجيش الاستعماري الألماني في 11 أغسطس/آب 1904 على مقاومي الهيريرو الذين كانوا يقاتلون المستعمرين.
الاستعمار الألماني فرض حكمه على البلاد واستولى على جزء كبير من أراضيها، وكانت عمليات القتل جزءا من حملة العقاب الجماعي الألمانية بين عامي 1904 و1908، والتي تُعرف اليوم بأنها أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 6558جفتا نغهيريمو في قرية أجداده بناميبيا (الجزيرة)
لكن أسلاف جفتا نغهيريمو لم يكونوا مجرد ضحايا، فهو يرى أن "هذه الحرب كانت أول مقاومة للاستعمار"، كما يقول في هذه القصة الإخبارية التي كتبها هاميلتون ويندي المؤلف والصحفي المقيم في جوهانسبرغ، ونشرها موقع الجزيرة الإنجليزية.
ولد جفتا في قرية أومبويوفاكورا في ناميبيا، ولكنه يعيش الآن في الولايات المتحدة. ذو لحية مخططة باللون الرمادي ويتحدث بهدوء ومدروس. شاعر وشخص روحاني عميق، يؤمن بشغف بالعدالة لشعبه، ولكنه يؤمن أيضا بالمصالحة مع الألمان، الذين ذبحوا عشرات الآلاف من الهيريرو والناما والسان، وهي مجتمعات عرقية أصلية في الدولة التي كانت تُعرف آنذاك بـ"جنوب غرب أفريقيا".
كتب في عام 2020 "لدي احترام كبير لأجدادي ووالديّ، للجهود غير العادية التي بذلوها لحمايتنا نحن الأطفال من الصدمة المتناقلة عبر الأجيال التي سببتها الإبادة الجماعية.. لن يذكر الرواة الهيريرو الإبادة الجماعية خلال سردهم لحرب 1904.. سيتحدثون فقط عن حرب المقاومة".





الاستيلاء الألماني

في عام 1884، بعد مؤتمر برلين الذي قسّم الأراضي الأفريقية بين القوى الأوروبية، كانت ناميبيا من نصيب الألمان. بحلول أوائل القرن العشرين، وصل ما يقرب من 5 آلاف مستوطن ألماني، وحكموا حوالي 250 ألف من السكان الأصليين الأفارقة. مع نمو السيطرة الألمانية، تضاءلت حقوق وحريات الشعوب الأفريقية بسرعة، وتم طرد الهيريرو والمجموعات الأخرى بشكل منهجي من أراضي أجدادهم، وخصص لهم المستعمرون ما سموها بـ"المحميات".
تعرّض الأفارقة الذين اعتبر الألمان أنهم انتهكوا القانون، للجلد والشنق في بعض الأحيان، وحتى السجلات الرسمية الألمانية تظهر حالات عديدة من المستوطنين البيض صدرت بحقهم أحكام مخففة لارتكابهم جرائم اغتصاب وقتل. هذه الوحشية المستمرة، إلى جانب قضية الأرض، فجّرت غضبا واستياءً واسع النطاق بين السكان المحليين.
بحلول عام 1904، ثار الهيريرو بقيادة زعيمهم صمويل ماهريرو، ضد الغزاة الاستعماريين الألمان. وفي 12 يناير/كانون الثاني، هاجم العديد من مقاتليهم بلدة أوكاهانجا، وقتل أكثر من 120 شخصا معظمهم من الألمان.
سرعان ما نما الصراع، حيث كانت حركة الهيريرو في البداية ناجحة للغاية، إذ اجتاحت المستوطنات الاستعمارية الضعيفة الدفاع، بينما كافح الألمان لتنظيم دفاعهم تحت قيادة حاكمهم ثيودور فون ليوتوين.
ولكن في يونيو/حزيران، أطاح به القيصر من قيادة ساحة المعركة، وعين الجنرال لوثار فون تروثا مكانه، فقام على الفور بتطبيق سياسة عسكرية: لا للتهدئة بل للإبادة، وسرعان ما أربكت الهيريرو.
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 000_Q94DKنصب تذكاري في لوديريتز يذكر بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الألمانية ضد شعوب الهيريرو والناما (الفرنسية)
مع بزوغ فجر يوم 11 أغسطس/آب على هضبة ووتربيرغ، استيقظ حوالي 50 ألفا أو أكثر من رجال ونساء وأطفال الهيريرو على  قصف أكواخهم البسيطة.
اندفع الرجال لقتال الألمان تاركين وراءهم عائلاتهم، فقُتلوا على يد لواء من حوالي 6 آلاف مجند ألماني يدعى "شاتزتروب" (Schutztruppe)، وهو الاسم الرسمي للقوات الألمانية في الأراضي الأفريقية لإمبراطوريتها.
وعلى الرغم من قلة الجنود الألمان مقارنة مع المقاومين، فإنهم كانوا يملكون أسلحة متفوقة، بما في ذلك مدافع مكسيم الآلية، وسرعان ما دمروا دفاعات الهيريرو.
في وقت مبكر من المعركة، اجتاح مقاتلو الهيريرو مواقع المدفعية الألمانية، لكن الجنرال لوثار فون تروثا أمر بتقديم المدافع الرشاشة إلى الأمام، فدفعت نيرانها السريعة الهيريرو إلى الخلف، وقتل الآلاف.
وفرّ الذين نجوا شرقا من خلال فجوة في الدفاعات الألمانية، في صحراء كالاهاري القاسية التي لا تحتوي على مياه، والمعروفة باسم "أوماهيكي"، حيث مات عشرات الآلاف. مات الكثير من العطش، بينما تم القبض على آخرين ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال واستخدامهم في السخرة.
يقول جفتا، وهو يتأمل ما حوله، "أخبرتني جدتي عن شعبنا وهروبهم إلى الشرق وكيف هلكوا، وعن تجريدهم من أرضهم وماشيتهم، وعن كل الأشياء الفظيعة التي مروا بها في معسكرات الاعتقال".
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين HereroGenocideMonumentWindhoek1-1نصب تذكاري في ويندهوك يكرّم من قتلوا خلال الإبادة الجماعية (الجزيرة)

إبادة جماعية

على بعد أكثر من 500 كيلومتر من ووتربيرغ، في بلدة سواكوبموند الساحلية، يجلس أنتون فون فيترشايم -وهو مواطن ألماني من الجيل الثالث- يتحدث بهدوء في منزله الأنيق الذي يشبه المظهر الألماني القديم تقريبا. في غرفة معيشته، تشرق الشمس عبر النافذة الزجاجية الواسعة. يتناول كوبا من الشاي، يشاركه ذكريات عائلته.
"كان سلفي الأول -في ما كان آنذاك جنوب غرب أفريقيا الألمانية- هو عمّ أبي الذي استقر في مزرعة بالقرب من ويندهوك عام 1901. وكان من أوائل المستوطنين الذين تعرضوا للهجوم أثناء انتفاضة هيريرو، وقُتل في اليوم الثاني من الأعمال العدائية في 13 يناير/كانون الثاني 1904".
ويكمل "أرسلت الإمبراطورية الألمانية تعزيزات فور بدء الحرب، وكان جدي -الذي كان يبلغ من العمر 19 عامًا- من بين أولئك الذين وصلوا في فبراير/شباط 1904. قاتل في معارك ضد الناما والهيريرو، ونجا من الحرب وظل في المستعمرة مزارعا".
وأردف "لدي فهم كبير للانتفاضة، وقال شقيق عمي الباقي على قيد الحياة إنه لم يكن غريبًا أن الهيريرو كانوا ينتفضون، لأن أرضهم تم الاستيلاء عليها، وكان التجار لا يرحمون. أخذوا الماشية بطريقة غير عادلة. يمكنني أن أفهم لماذا جعلهم ذلك ينتفضون، لكن الحرب تحولت في النهاية إلى مسعى للإبادة الجماعية".





عندما هُزم الهيريرو بسرعة من قبل قوات فون تروثا، حاولوا إعادة تنظيم قواتهم أثناء فرارهم، وكانوا يأملون في أن يحقق موقفهم الأخير في ووتربيرغ النصر. لكن الألمان خططوا بشكل جيد؛ سمحوا للهيريرو بالفرار إلى "أوماهيكي"، ثم وضع فون تروثا قوات لمنعهم من الهروب خارج الصحراء.
نشأ جفتا وهو لا يعرف المدى الكامل للرعب الذي عانى منه أسلافه إلا عندما سمع قصة جدته ورحلتها عبر الصحراء التي لا ماء فيها، في محاولة للوصول إلى برّ الأمان. يحكي عن تلك القصة بغصة، قائلا "كانت جدتي كبيرة في السن ومتعبة، وقد تُركت.. تركتها الأسرة تحت شجرة لتموت.. لقد ماتت بلا كرامة، وأردت أن أفهم حياتها، اضطرت الأسرة إلى اتخاذ قرار مؤلم: التضحية بحياة الجدة من أجل الحفاظ على حياة الأسرة.. لا يزال ألم هذا الاختيار يتردد عبر الأجيال".
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Station_Kubub_1905محطة كوبوب 1905 في ما كان يسمى آنذاك جنوب غرب أفريقيا الألمانية (ويكيميديا كومنز)

ناما

أثناء الرحلة عبر الصحراء، أصبحت الحرب الألمانية ضد الهيريرو سياسة تطهير عرقي متعمدة. أمر الجنرال فون تروثا قواته بإنشاء خط من البؤر الاستيطانية بطول مئات الكيلومترات لمنع الهيريرو من العودة إلى مزارعهم وقراهم المهجورة، وأمر الآخرين بمنعهم من استخدام آبار المياه.
في 3 أكتوبر/تشرين الأول 1904، بالقرب من منطقة بئر المياه الصحراوي "أوسومبو زو ويندميبا" (Osombo zo Windimbe) النائية، قرأ الجنرال فون تروثا أمر الإبادة (Vernichtungsbefehl) السيئ السمعة، وقال:
"أنا، الجنرال العظيم للجنود الألمان، أرسل هذه الرسالة إلى الهيريرو. لم يعد الهيريرو رعايا ألمانا… سيتم إطلاق النار على أي هيريرو يتم العثور عليه داخل الحدود الألمانية، بمسدس أو بدون مسدس أو بدون ماشية. لن أقبل بعد الآن النساء والأطفال، سأعيدهم إلى شعبهم أو سأسمح لهم بإطلاق النار عليهم. هذه هي كلماتي لشعب الهيريرو".
تجول الهيريرو اليائسون على حافة الموت بحثا عن ملاذ وعن آبار مياه، ومات عشرات الآلاف من الناس. أخيرا، أجبر الغضب السياسي في ألمانيا بسبب هذه الوحشية الاستعمارية القيصر على إرسال تلغراف لفون تروثا، لسحب الأمر في 8 ديسمبر/كانون الأول.
بحلول أواخر عام 1904، رأى شعب ناما الذين كان بعضهم متحالفا بشكل ما مع الألمان لحماية أراضيهم، ما يكفي من وحشية الأوروبيين، وخافوا من العداء المتزايد والعنصرية المفتوحة التي يظهرها البيض تجاههم آنذاك. استدعى زعيمهم الكاريزمي هندريك ويتبوي -الذي كان في السبعينيات من عمره- مجلس الشيوخ للاستماع إلى تقارير عن الفظائع.
بعد فترة وجيزة، دعا ويتبوي جميع الناما لمحاربة الألمان. استجاب العديد من العشائر، بما في ذلك تلك التي ينتمي إليها زعيم مشهور آخر هو جاكوب (يعقوب) مورينجا، وانضمت إلى حرب ضد المستعمرين، وقتلوا رجالا بارزين، ولكن تجنبوا النساء والأطفال.
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Jakobus_Morengaجاكوب مورينجا (وسط) أحد قادة تمرد حركة ناما ضد الاحتلال الألماني. الصورة بين عامي 1904 و1907 (ويكيبيديا كومنز)
كافح الجنود الألمان ضد الحرارة والعطش والإجهاد المستمر لغارات ناما الصاعقة. كانت هناك حوالي 200 غارة ومناوشة قبل إصابة ويتبوي بجروح قاتلة في أواخر عام 1905 بشظية في إحدى هجماته. توفي بعد 3 أيام، وانهار تحالف الناما. بعد فترة وجيزة، استسلم المشردون منهم، وأحيط بالناما، إلى جانب آخر بقايا الهيريرو الهزيلة المتبقين على قيد الحياة، وتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.
تحمل عائلة إيدا هوفمان -وهي ناشطة في حركة ناما قتل الألمان سلفها-  قصة مروعة عبر الأجيال. تقول إيدا "قتل الألمان أيضا ابنة جدي الأكبر، سارة سنو".
وتضيف "بحسب التاريخ الشفوي الذي تم نقله لأجيال. كانت سارة حاملا وقت مقتلها، فشق الألمان جسدها وأخذوا الطفل وقتلوه بدم بارد". ولا تزال العائلة تكرّم ذكراها في قبر بالصحراء حيث دفنت.
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 000_MQ37Xإيدا هوفمان (في الوسط) تتحدث في نيويورك عام 2017 عن الإبادة الجماعية لشعب الناما (الفرنسية)

"مات الناس هنا"

يتذكر جفتا قصة جدته الأخرى (جدته لوالدته) التي "تم القبض عليها في أوماهيكي بعد سحب أمر الإبادة وإرسالها إلى معسكر الاعتقال بجزيرة شَارْك في بلدة لوديريتز، حيث عملوا عبيدا. مات معظم الناس، لكنها كانت من القلائل الذين نجوا". وتوقف متمعنا، ثم قال "لهذا السبب أنا هنا اليوم".
و"شارك" (القرش)، شبه جزيرة ضيقة في ميناء بلدة لوديريتز الساحلية الصغيرة، وهي مستوطنة من بقايا الاستعمار الألماني، كانت واحدة من 5 معسكرات اعتقال أقيمت في البلاد، لكنها الأكثر شهرة.
هناك، عانى شعب الناما والهيريرو من ظروف مروعة. أقاموا ملاجئ مؤقتة من البطانيات والخرق والأخشاب الطافية، لمحاولة حماية أنفسهم من الرياح المتجمدة والضباب الذي ضرب جنوب المحيط الأطلسي.
تم إعطاؤهم بضع مئات من الغرامات فقط من الطعام، ولم تكن هناك مرافق صحية، مما أدى إلى تفشي الأمراض، خاصة بين الأطفال، وتعرضت النساء للاغتصاب، يقول جفتا "لم يتم التغاضي عن الاستغلال الجنسي للمرأة الأفريقية فحسب، بل تم تسجيله بحماس".
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين SharkIsland1جزيرة شارك (القرش) في ناميبيا حيث أقيمت معسكرات اعتقال لشعبي الهيريرو والناما (الجزيرة)
تم تحويل العديد من الصور (الجنسية) العارية للنساء إلى بطاقات بريدية، وأرسلت إلى ألمانيا. أولئك الذين كانوا أقوياء بما فيه الكفاية نُقلوا للقيام بأعمال السخرة في الميناء والسكك الحديدية المجاورة.
لا أحد يعرف العدد الدقيق لمن تم سجنهم في المعسكرات. السجلات التي توثق ذلك عشوائية أو غير موجودة، لكنها تظهر الآلاف من حالات الوفاة من الهيريرو والناما، أيا ما كان مكان حفظها.
في زيارة لجزيرة القرش مع جفتا، تهب الرياح باردة وشديدة عبر الصخور القاحلة التي تضم موقعا للمخيم ومناطق للغسيل فارغة في ذلك اليوم، لكن من الواضح أنها تنتظر قدوم السياح إلى المخيم، ممن سيكونون غافلين عن التاريخ الحقيقي للموقع.
يبدو جفتا مستاء بشكل واضح ويجد صعوبة في الكلام، "هذا هو المكان الذي كان فيه أسلافي، ويطلق عليه المؤرخون معسكر الموت. بطريقة ما نجت جدتي، لكن معظم الناس ماتوا من الجوع".
ويضيف "هذا هو أوشفيتز الخاص بنا، داخاو الخاص بنا، (أوشفيتز وداخاو من معسكرات الاعتقال النازية)، هل يوجد موقع تخييم في تلك الأماكن؟.. لا". ويقول "هذا مكان مقدس. مات الناس هنا وأُجريت عليهم تجارب طبية. كان خوفهم الأكبر هو الذهاب إلى المركز الطبي القريب من هنا، لأنهم كانوا يعلمون أنهم لن يعودوا أحياء. اعتادوا غلي رؤوس البشر، وأجبرت النساء على تقشير الجلد وكشط اللحم بالزجاج".
كانت هناك تجارب أخرى غير إنسانية. عانى العديد من السجناء من الإسقربوط (مرض عوز فيتامين سي)، وقام الأطباء بحقنهم بالأفيون والزرنيخ ومواد أخرى ليروا كيف يمكن أن يؤثروا على مرض ناتج عن نقص الطعام الطازج. قاموا بفتح جثث الذين ماتوا نتيجة لذلك من أجل رؤية آثار هذه التجارب.
تم إرسال الجماجم وغيرها من الرفات البشري إلى ألمانيا، حيث تمت دراسته سعيا وراء علم تحسين النسل العنصري. انتهى المطاف بالعديد منهم في معهد القيصر فيلهلم، حيث درس جوزيف مينجيل الذي أجرى لاحقا تجارب طبية مميتة على السجناء في أوشفيتز، في أوائل الأربعينيات.
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Jephta-at-SharkIslandجفتا في جزيرة القرش التي كانت موقعًا لمعسكر الاعتقال أثناء الإبادة الجماعية في ناميبيا (الجزيرة)

الأرض والذاكرة

ما حدث للشعوب الأفريقية في ناميبيا كان نذيرا وحشيا، وكاد أن يُنسى بمحرقة النازيين ضد اليهود والجماعات الأخرى في الحرب العالمية الثانية.
لكن ذكرى هذه الأحداث موضع خلاف في ناميبيا نفسها. كان أول توثيق حقيقي للإبادة الجماعية في "الكتاب الأزرق" الشهير الذي جرى تأليفه وإنتاجه بواسطة سلطات جنوب أفريقيا عام 1918، بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى.
غزا اتحاد جنوب أفريقيا -الذي كان مستعمرة بريطانية في ذلك الوقت- المستعمرة الألمانية "جنوب غرب أفريقيا" عام 1915، بعد هزيمة مبكرة في بداية الحرب، واجتاح الاتحاد بسرعة القوات الألمانية التي استسلمت في يوليو/تموز من العام نفسه.
ويقدر أن حوالي 65 ألفا من الهيريرو من أصل 80 ألفا ماتوا، في حين أن حوالي 10 آلاف من الناما (حوالي نصف السكان) لقوا حتفهم.
يزعم البعض أن هذه الإحصائيات مبالغ فيها، بينما يعتقد جفتا وغيره من نشطاء الهيريرو أن الأرقام كانت أكبر بكثير، ويتساءل "لكن ما أهمية الأرقام الفعلية؟"، مقررا: "كانت الأفعال بحد ذاتها إبادة جماعية".
بعد ما يقرب من 120 عاما، لا تزال المصالحة بين الألمان وبين الهيريرو والناما بعيدة المنال، ولا تزال الغالبية العظمى من الشعوب الأفريقية تعيش في فقر.
على مشارف مدينة سواكوبموند السياحية الشهيرة، يأخذنا جفتا لمقابلة لورانز ندورا في مستوطنة متهدمة تُعرف باسم "دي آر سي" (DRC).
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Lourens-Nduraلورانز ندورا في منزله بضواحي سواكوبموند (الجزيرة)
صفوف وصفوف من البيوت البسيطة، جنبًا إلى جنب مع الأكواخ، تملأ المساحات الصحراوية. لا تكاد توجد أي نباتات، والرياح تحمل الرمال عبر الشوارع العارية. يرتدي لورانز قميصا أحمر اللون، في ذكرى الأيام الأكثر ازدهارا عندما كان يعمل بدوام كامل رجل إطفاء في منجم.
أجبر الجفاف والجوع لورانز على إحضار عائلته إلى هنا منذ 10 سنوات، لكن لم تصلهم أي أموال من أي اتفاق مفترض. "كان جدي الأكبر في جزيرة شارك. يتعين على الألمان أن يدفعوا ثمن ما فعلوه، لأن هذا هو الجرح الذي ظل معنا لفترة طويلة جدا"، كما يقول بشكل محسوب لكن بحزم.
"المال هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحدث التغييرات، يمكننا شراء الأراضي والحيوانات ". وهو يشير إلى الكوخ المؤقت الذي يعد المنزل الوحيد الذي يمكّنه من إعالة أسرته، ويضيف "نحن نعيش هنا كما لو كنا في معسكر اعتقال".
الأرض والذاكرة هما التوأمان اللذان لا يزالان متشابكين بشدة حتى يومنا هذا، بالنسبة لشعبي الهيريرو والناما، والناميبيين الألمان.
يجتمع جفتا مع جيرد وولبلينغ، وهو مزارع ألماني ناميبي معتدل القامة يمتلك مزرعة شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 15 ألف هكتار (37 ألف فدان)، بالقرب من موقع معركة ووتربيرغ.
تمتلك عائلته المزرعة منذ عام 1907، ونشأ جيرد وسط شعب الهيريرو، وهو يتحدث لغة "أوتشي هيريرو" (Otjiherero) بطلاقة. لقد كان لجده 3 أطفال من امرأة من الهيريرو، وقال "ما زلنا نتمتع بعلاقة وثيقة".
ومع ذلك، فإن قضية الأرض ومعنى تاريخ البلاد المعذب يقفان جدارا بينه وبين جفتا. يسأل جيرد: "أي الماضي أكثر أهمية؟"، ويضيف "التاريخ شعب يحل محل الآخر. قبل 100 عام من عام 1907، لم يكن الهيريرو يسكنون هذه الأرض. لا يمكننا تصحيح الأمور عن طريق إعادة الأرض".
يستمع جفتا بعناية، ولا يجادل في ادعاء جيرد بشأن أراضي أجداده، حيث يمشون معا عبر حظيرة الماشية وعبر حقل من العشب الشتوي الباهت، فيسأل وهما يقفان مستريحين من الشمس تحت شجرة مظللة: "هل تنكر حدوث إبادة جماعية؟".
جيرد يرفع يديه ليشرح: "أنا لا أشكك في الضرر الذي لحق بشعب الهيريرو. لقد فقدوا الكثير من أراضيهم، ومعظم ماشيتهم، ولنقل نصف سكانهم". ومع ذلك، فإنه ينفي وقوع إبادة جماعية: "لم تكن هناك تلك النية، والعلاقة مع الهولوكوست، بالنسبة لي، هذا بعيد المنال".
لكن في عام 1985، صنف "تقرير ويتاكر" الصادر عن الأمم المتحدة ما حدث لشعبي الهيريرو والناما على أنه إبادة جماعية. بينما في مايو/أيار 2021، اعترفت الحكومة الألمانية نفسها رسميًا بما حدث على أنه إبادة جماعية.
في إعلان مشترك مع ناميبيا، تعهد الألمان بدفع 1.1 مليار يورو (أكثر من 1 مليار دولار) للحكومة الناميبية مساعدة خلال أكثر من 30 عامًا، ونص الاتفاق على ضرورة إنفاقها في المناطق التي يعيش فيها الآن أحفاد ضحايا الفظائع.





يقول جفتا "في يوم ما سنعيد أراضينا". هو وإيدا وكثيرون آخرون غير راضين أبدا عن هذا الاتفاق. تقول إيدا "المفاوضات شبه الأحادية الجانب التي تجريها الحكومة الناميبية مع الحكومة الألمانية غير مقبولة".
كان هناك الكثير من الاستياء في ناميبيا بشأن الاتفاق المشترك بين الحكومتين الناميبية والألمانية، إلى جانب مطالب من نشطاء الناما والهيريرو بإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية، وتوفير المزيد من الأموال للمجتمعات المتضررة وإشراكهم مباشرة في المناقشات.
في الواقع، لم توقع أي من الحكومتين على الاتفاقية حتى الآن. وأشارت الحكومة الناميبية إلى رغبتها في مزيد من المفاوضات، بينما رفض البرلمان الألماني إجراء المزيد من المحادثات.
لا توجد مؤشرات على أن المأزق يجري حله بسرعة. يقول جفتا: "يبدو أن الحكومة (الناميبية) تشارك مرة أخرى في مفاوضات سرية، بينما أعرب الناس علنًا عن ضرورة إشراك قادة المجتمعات المتضررة".
يشعر العديد من الهيريرو والناما أن حزب الأغلبية الحكومي، "المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا" (سوابو)، لا يمثلهم ولا يمثل شعوبهم بشكل كاف، لأن أقوى دعم للحزب الحاكم  يأتي من شعب أوفامبو في النصف الشمالي من البلاد. موقف الحكومة هو أنهم يمثلون جميع الناميبيين وأن الاتفاقية لا يمكن تقييدها بموافقة الهيريرو والناما فقط.
يقول فانويل كاباما، أحد كبار المفاوضين في الحكومة الناميبية، للجزيرة، إنه في الوقت الحالي هناك "عملية مشاورات داخلية، لبناء توافق في الآراء".
ويؤكد المبعوث الخاص للحكومة الألمانية، روبريخت بولينز، في رسالة بالبريد الإلكتروني أن "الإعلان المشترك تمت مناقشته في ناميبيا منذ مايو/أيار 2021، وغالبا ما يُنظر إليه على أنه مثير للجدل. الحكومة الاتحادية تراقب هذا النقاش وتنتظر النتيجة".
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Jephta_Gerdجفتا (يسار) وجيرد وولبلينغ (الجزيرة)
في ووتربيرغ، ركع جفتا لالتقاط حفنة من الرمال. وضع بعضا منه في فمه ليباركه، بحسب التقليد الذي علمته جدته إياه، ورمى الباقي بعيدًا. لفترة، كان صامتًا، قبل أن يقف ببطء ويقول: "إنني أعرب عن التقدير والإجلال، أعلم أن أسلافي موجودون هنا، وهذه الأماكن ستبقى في الأذهان والذاكرة دائمًا".
تملأ الدموع عينيه. يصمت وهو ينظر إلى المناظر الطبيعية التي بدأت تتلألأ في شمس الصباح المتأخرة. رويدًا رويدًا بدأ يتكلم مرة أخرى بصوت شاعري عميق.
"من الصعب مواجهة مصير التاريخ. الألمان الذين هزمونا يمتلكون هذه المساحة. اشتروا الأرض ولكن ممّن؟ سنناضل من أجل الاستعادة والتعويضات والكرامة. لقد هزمنا لكننا ما زلنا أقوياء. في يوم من الأيام سنستعيد أرضنا، يجب تقاسم أراضي أجدادنا معنا".
ويضيف "هذه الأرض والأشجار تتحدث إليّ الآن. أشعر أثناء حركة الريح، بأن الأرواح تتحدث إليّ قائلة: اروِ القصة. أشعر بطاقة أولئك الذين لقوا حتفهم، وأشعر برياح تحمل غبار الذين لم يدفنوا، وأشعر برياح المقاومة.. والطيور تغرد، وتقول لي شيئا إذا استمعت باهتمام".
ويختم جفتا "لا أشعر بالغضب الشديد، لكني أشعر بأن روحي مرتبطة بروحهم. لا فائدة ترجى من الغضب، أشعر بالفخر للتحدث معهم".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالأحد 14 يناير 2024, 11:40 am

ألمانيا تتدخل كطرف ثالث بين إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل.. ماذا يعني ذلك؟


أعلنت ألمانيا أنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب أفريقيا بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.


وذكر المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبستريت، في بيان، أن ألمانيا "تعتزم التدخل كطرف ثالث في جلسة الاستماع الرئيسية"، في إشارة إلى أن برلين ستتدخل في القضية الأساسية ضد إسرائيل والتي قد تستغرق المحكمة سنوات لتصدر قراراً بشأنها.


وتتيح المادة 63 من نظام المحكمة الأساسي للدول طلب توضيحات بشأن استخدام اتفاقية متعددة الأطراف. وتسمح هذه الخطوة لألمانيا بتقديم قضيتها إلى المحكمة بأن إسرائيل لم تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية ولم ترتكب أو تنوي ارتكاب جريمة إبادة جماعية.




وبما أن ألمانيا لا تدعي أنها متأثرة قانونياً في القضية المرفوعة، فإنها لا تحتاج إلى إذن من محكمة العدل الدولية لتدخل كطرف ثالث. وباعتبارها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، يحق لها تقديم حججها بشأن القضية.


ووفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، لا يبدو أن الخطوة الألمانية ستؤثر على إجراءات المحكمة هذا الأسبوع، والمقرر نقاشها في جلسات الاستماع التي طلبت فيها جنوب أفريقيا أمرا قضائيا مؤقتا لإجبار إسرائيل على تنفيذ وقف إطلاق النار. ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة في غضون شهر واحد.


ولم يكن إجراء تدخل طرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية المنصوص عليه في المادتين 62 و63 مستغلا بالقدر الكافي في وقت سابق، لكن الوضع تغير لاحقاً بشكل كبير، حيث تضمنت ثلاث قضايا حديثة أمام المحكمة تدخل طرف ثالث، الأولى بين تونس وليبيا، حيث تقدمت مالطا بطلب التدخل؛ وبين ليبيا ومالطا، طلبت إيطاليا التدخل، ومؤخراً، طلبت السلفادور التدخل في القضية بين نيكاراغوا والولايات المتحدة.


وأمس الجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده قدمت أدلة -كثير منها مرئي-  للمحكمة، كفيلة بإدانة إسرائيل بجرائم الإبادة، في الدعوى التي أعلن العديد من الدول دعمها.


من جهته، قال هيبستريت: "في ضوء التاريخ الألماني والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في المحرقة، فإن الحكومة الألمانية ملتزمة بشكل خاص باتفاقية الإبادة الجماعية التي تم التوقيع عليها في عام 1948 في أعقاب المحرقة".


وأضاف أن الاتفاقية تمثل "صكًا مركزيًا" بموجب القانون الدولي لمنع حدوث محرقة أخرى، ولهذا السبب، "نحن نقف بحزم ضد الاستغلال السياسي" للاتفاقية.


وأعرب المتحدث عن رفض الحكومة الألمانية "بشكل حاسم وصريح الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية"، معتبرا أن "هذا الاتهام لا أساس له من الصحة".


من جانبه، شكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستشار الألماني أولاف شولتز على قرار برلين قائلاً: "موقفك وموقف ألمانيا إلى جانب الحقيقة يحرك جميع مواطني إسرائيل".


وأضاف نتنياهو: "لا ينبغي السماح لفرية الدم المليئة بالنفاق والحقد أن تسود على المبادئ الأخلاقية المشتركة بين بلدينا والعالم المتحضر برمته".






 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 1730416707

ألمانيا تتدخل كطرف ثالث بين إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل.. ماذا يعني ذلك؟


أعلنت ألمانيا أنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب أفريقيا بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.


وذكر المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبستريت، في بيان، أن ألمانيا "تعتزم التدخل كطرف ثالث في جلسة الاستماع الرئيسية"، في إشارة إلى أن برلين ستتدخل في القضية الأساسية ضد إسرائيل والتي قد تستغرق المحكمة سنوات لتصدر قراراً بشأنها.


وتتيح المادة 63 من نظام المحكمة الأساسي للدول طلب توضيحات بشأن استخدام اتفاقية متعددة الأطراف. وتسمح هذه الخطوة لألمانيا بتقديم قضيتها إلى المحكمة بأن إسرائيل لم تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية ولم ترتكب أو تنوي ارتكاب جريمة إبادة جماعية.


وبما أن ألمانيا لا تدعي أنها متأثرة قانونياً في القضية المرفوعة، فإنها لا تحتاج إلى إذن من محكمة العدل الدولية لتدخل كطرف ثالث. وباعتبارها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، يحق لها تقديم حججها بشأن القضية.


ووفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، لا يبدو أن الخطوة الألمانية ستؤثر على إجراءات المحكمة هذا الأسبوع، والمقرر نقاشها في جلسات الاستماع التي طلبت فيها جنوب أفريقيا أمرا قضائيا مؤقتا لإجبار إسرائيل على تنفيذ وقف إطلاق النار. ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة في غضون شهر واحد.


لم يكن إجراء تدخل طرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية المنصوص عليه في المادتين 62 و63 مستغلا بالقدر الكافي في وقت سابق، لكن الوضع تغير لاحقاً بشكل كبير، حيث تضمنت ثلاث قضايا حديثة أمام المحكمة تدخل طرف ثالث، الأولى بين تونس وليبيا، حيث تقدمت مالطا بطلب التدخل؛ وبين ليبيا ومالطا، طلبت إيطاليا التدخل، ومؤخراً، طلبت السلفادور التدخل في القضية بين نيكاراغوا والولايات المتحدة.


وأمس الجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده قدمت أدلة -كثير منها مرئي-  للمحكمة، كفيلة بإدانة إسرائيل بجرائم الإبادة، في الدعوى التي أعلن العديد من الدول دعمها.


من جهته، قال هيبستريت: "في ضوء التاريخ الألماني والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في المحرقة، فإن الحكومة الألمانية ملتزمة بشكل خاص باتفاقية الإبادة الجماعية التي تم التوقيع عليها في عام 1948 في أعقاب المحرقة".


وأضاف أن الاتفاقية تمثل "صكًا مركزيًا" بموجب القانون الدولي لمنع حدوث محرقة أخرى، ولهذا السبب، "نحن نقف بحزم ضد الاستغلال السياسي" للاتفاقية.


وأعرب المتحدث عن رفض الحكومة الألمانية "بشكل حاسم وصريح الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية"، معتبرا أن "هذا الاتهام لا أساس له من الصحة".


من جانبه، شكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستشار الألماني أولاف شولتز على قرار برلين قائلاً: "موقفك وموقف ألمانيا إلى جانب الحقيقة يحرك جميع مواطني إسرائيل".


وأضاف نتنياهو: "لا ينبغي السماح لفرية الدم المليئة بالنفاق والحقد أن تسود على المبادئ الأخلاقية المشتركة بين بلدينا والعالم المتحضر برمته".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالأحد 14 يناير 2024, 10:49 pm

خبير قانوني: هكذا ستكون تبعات قرارات “العدل الدولية” على دولة الاحتلال


في الوقت الذي يواصل فيه رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تشبثه بمواصلة العدوان على غزة رغم 


مرور 100 يومٍ على الحرب التي عجز فيها عن تحقيق أيٍ من أهدافه المزعومة ، ويؤكد أنّ تل أبيب لن توقفها محكمة العدل 


الدولية في لاهاي من خلال الدعوى المرفوعة ضدها من دولة جنوب إفريقيا، يقف المجتمع الدولي عاجزًا أو لنقل متواطئًا مع 


ما يجري في ظل دعمٍ أمريكيٍ غربيٍ وضوءٍ أخضر لنتنياهو “المأزوم” الخائف من الإجابة على سؤال ماذا بعد نهاية الحرب؟


وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “سنواصل الحرب في قطاع غزة، حتى نحقق جميع أهدافنا، لن توقفنا (محكمة) لاهاي ولا 


محور الشر”، دون أنّ يوضح ما المقصود بمحور الشر، ضاربًا عرض الحائط كل المساعي الأممية والدولية لوقف شلال الدم 


والأوضاع الإنسانية الكارثية التي تتعرض لها غزة بعد مائة يوم من العدوان المتواصل.


بعد مائة يوم من الجرائم والكذب، يواصل نتنياهو “سيمفونية” الفشل التي ملت منها جبهته الداخلية، وملّ منها حلفاؤه رغم 


دعمهم له، مطالبين بتقصير أمد الحرب، لكن الـ “نتنياهو” يؤكد: سنواصل هذه الحرب حتى نحقق جميع أهدافنا، وهي 


القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى والتأكد أنّ غزة لن تشكل تهديدًا لبلدنا.


المحامي والخبير في القانون الدولي فيصل الخزاعي، يؤكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّه وعلى الرغم من تصريحات 


نتنياهو التي يسعى من خلالها لقطع الطريق على أيّ قرارات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إلا أنّ إسرائيل أختارت 


الدفاع عن نفسها أمام المحكمة، كما أنها من الدول الموقعة على إتفاق منع الإبادة الجماعية، الأمر الذي يجعل من الصعب 


عليها أن تتجاهل أية نتيجة ضدها، لا سيما وأن محكمة العدل الدولية ستنصاع للطلبات المقدمة بدعوى دولة جنوب أفريقيا 


بعد المرافعة القانونية القوية والمتينة المعززة بالأدلة والبراهين على عكس المرافعة الصهيونية التي جاءت “باهتة ومترددة 


وغير قادرة على إقناع المحكمة بالأكاذيب الإسرائيلية”.


المحاكمة ستنعكس على صورة دولة الاحتلال


ولفت الخزاعي إلى أنّ “المحاكمة التي تعقد الأن ستؤثر في صورة إسرائيل بغض النظر إن أمتثلت للحكم أو لا”، مشددًا على 


أنّ “الأكاذيب التي تسوقها إسرائيل بأنها لا تقاتل المدنيين غير قابلة للتصديق”.


وأشار إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ “المحكمة لا تستطيع تنفيذ أحكامها، لكن أعضاء الأمم المتحدة يمكنهم قبول نتائجها، 


ووضعها أمام مجلس الأمن، الأمر الذي سيضع أمريكا في حرجٍ شديد إن فكرت أن تواجه مثل هذا القرار بالفيتو، خاصة بعد 


إدانة محكمة العدل الدولية”.  


 وشدد على أنّه يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير في الكيفية ألتى قد تتمكن بها من التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو محاسبة 


إسرائيل بوسائل أخرى عن الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين كالعقوبات الدولية، وغيرها، أو استثمار هذه القضية ضد 


دولة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية.


ولفت الحزاعي إلى أنّ المرافعة التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال، طلبت خلالها من المحكمة الإشارة إلى تدابير 


إحترازية موقتة من أجل وقف فوري للعدوان على غزة وحماية الفلسطينيين من أي ضرر جسيم إضافي وغير قابل للإصلاح 


بموجب الأتفاق ولضمان أمتثال إسرائيل لألتزاماتها بموجب إتفاق منع الإبادة الجماعية بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية، 


ومنعها ومعاقبتها.


وأكد المحامي الدولي على أنّ “إسرائيل تشعر بالإحراج بخاصة بعد تحول الرأي العام الدولي، والأهم من كل ذلك هي 


التظاهرات ألتي خرجت من قبل اليهود، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا ومشاركة الإتحاد الدولي لليهود ضد 


الصهيونية في كل المؤتمرات واللقاءات الدولية وأخرها المؤتمر الدولي لنصرة غزة والذي عقد مؤخراً في العاصمة الإيرانية 


طهران بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية ومشاركة 65 دولة ومنظمة دولية وخبراء قانونيين وشاركت به شخصيا”.


قرارت العدل الدولية ملزمة.. لكن يبقى التنفيذ


ولفت الخزاعي إلى أنّ قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة بقوة القانون وليس التطبيق، إذ إن لا قوة تستطيع أن تلزم إسرائيل 


بالتطبيق إلا إذا أنعقد مجلس الأمن وقرر تبني الحكم النهائي.


وأشار إلى أنّ دولة الاحتلال تسعى للخروج بحكم مخفف أو عدم إدانتها بجرائم إبادة، موضحا أنه بعد جلسات الإستماع يمكن 


لمحكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في 


الألتماس الذي قدمته جنوب أفريقيا، وفتح تحقيق أو السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.


كما أكد الخزاعي أنّه “قد تمر سنوات عدة بين الدعوى الأولية والجلسة الفعلية للنظر في أساس الدعوى وموضوع القضية “.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالأحد 14 يناير 2024, 10:50 pm

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 6TSJD-750x563
رئيس ناميبيا يستهجن دعم ألمانيا لـ”إسرائيل” بـ”العدل الدولية” ويتهمها بارتكاب جرائم إبادة


ناشد رئيس دولة ناميبيا حاجي جينجوب، مساء السبت، حكومة ألمانيا إعادة النظر في قرارها الذي وصفه بـ”غير الموفق” 


بالتدخل كطرف ثالث للدفاع والدعم لأفعال الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة، أمام محكمة العدل الدولية.


وأصدر جينجوب بيانًا، وفق ترجمة وكالة “صفا”، رفض فيه عزم ألمانيا دعم “إسرائيل” في رفض ارتكابها جريمة الإبادة 


الجماعية في القطاع.


وأكد أن ألمانيا ارتكبت على أرض ناميبيا أول إبادة جماعية في القرن العشرين في الفترة من 1904 إلى 1908، حيث لقي 


عشرات الآلاف من الناميبيين الأبرياء حتفهم في أشد ظروف الوحشية والفظاعة.


وأضاف: “ما زالت حكومة ألمانيا تفشل في التكفير عن ذنبها بشكل كامل عن الإبادة التي ارتكبتها على أرض ناميبيا”.


وعبر جينجوب عن قلقه العميق إزاء القرار الذي أعلنته حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية برفض التوبيخ الأخلاقي الذي 


قدمته جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بأن “إسرائيل” ترتكب جريمة إبادة ضد الفلسطينيين في غزة ووصف القرار 


“بالمروع”.


وذكر جينجوب في بيانه: “بشكل يثير القلق تجاهلت حكومة ألمانيا وفاة أكثر من 23,000 فلسطيني في غزة وتقارير الأمم 


المتحدة المروعة التي أبرزت النزوح الداخلي لـ 85٪ من المدنيين في غزة وسط نقص حاد في الطعام والخدمات الأساسية، 


واختارت حكومة ألمانيا الدفاع في المحكمة الدولية عن أعمال الإبادة البشعة لحكومة إسرائيل ضد المدنيين الأبرياء في غزة 


والأراضي الفلسطينية المحتلة”.


وأشار الرئيس جيجنوب إلى أنه لا يمكن لألمانيا أن تعبر أخلاقيًا عن التزامها باتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة، بما في ذلك 


التكفير عن الإبادة في ناميبيا، في حين تدعم ما يعادل هولوكوست وإبادة في غزة.


ولفت إلى أن منظمات دولية مختلفة، مثل هيومن رايتس ووتش، استنتجت بشكل مرعب أن “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب 


في غزة.


وشدد على أن ناميبيا ترفض دعم ألمانيا لـ”إسرائيل” العنصرية في قضية الإبادة التي تمارس ضد المدنيين الأبرياء في غزة.


كما كرر الرئيس جينغوب دعوته التي أطلقها في 31 ديسمبر 2023، بأنه لا يمكن لأي إنسان يحب السلام تجاهل المذبحة 


التي تشنها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين في غزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالإثنين 15 يناير 2024, 8:20 am

سابقة تاريخية.. ثمانية عقود لم تعتد إسرائيل النزول تحت خط المحاسبة بفضل ستار الحماية الأمريكي


https://youtu.be/C6sgzOJjanM




ناميبيا تذكّر ألمانيا بجرائمها بعد رفضها دعم قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل


https://www.youtube.com/watch?v=r1YkNWTTS6M
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالخميس 18 يناير 2024, 6:19 am

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 1236292357-1705432022







الرئيس الناميبي ربط بين وقوف ألمانيا إلى جانب إسرائيل وبين "عجزها عن استخلاص الدروس من تاريخها الرهيب


كيف وظفت ناميبيا تاريخ "الإبادة الجماعية" لإحراج ألمانيا؟
في الوقت الذي لم تتوصل فيه ألمانيا لاتفاق شامل مع ناميبيا يتيح طيّ صفحة الإبادة الجماعية بحق شعبي هيريرو وناما خلال الحقبة الاستعمارية، جاءت الانتقادات الكبيرة من ناميبيا لألمانيا، بسبب دعم هذه الأخيرة لإسرائيل، لتزيد من الضغوط على برلين، مما قد يهدد الاتفاق الهش الذي وقعته سابقا مع الحكومة الناميبية.


وربط الرئيس الناميبي هاكه كينكوب -في بيان- بين وقوف ألمانيا إلى جانب إسرائيل في الدعوى التي رفعتها ضدها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وبين "عجز ألمانيا عن استخلاص الدروس من تاريخها الرهيب".


وتتعاطف المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (سوابو)، وهو الحزب الحاكم في ناميبيا، مع فلسطين بشكل كبير، بحكم أن الحزب أسس لأجل الاستقلال عن جنوب أفريقيا.


 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين 001-1705431671

ألمانيا أعادت بقايا بشرية لسكان أصليين قتلوا خلال الإبادة الجماعية في ناميبيا أثناء فترة الاستعمار 


اتفاق هش
ويعدّ الانتقاد الناميبي في غاية الحساسية بالنسبة لألمانيا، بحكم اتهامه لبرلين بـ"تجاهل أعمال الإبادة الجماعية المروعة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية"، مع تذكيرها بماضيها مع "الإبادة الجماعية" التي اعترفت برلين بوقوعها في ناميبيا، بناء على اتفاق عام 2021 مع حكومة ناميبيا. وبموجبه قرّرت ألمانيا دفع 1.1 مليار يورو كمساعدات تنموية للدولة الأفريقية.


بيد أن الاتفاق لم يقبله كثير من القياديين والشخصيات من أحفاد ضحايا الإبادة، بحجة أن المفاوضات تمت مع الحكومة، وليس مع المتضريين، كما أن التعويض موجه حصرا للدعم التنموي، ولن تستفيد منه العائلات والأسر المتضررة.


وقالت برلين من جانبها، إن ناميبيا تتوفر على حكومة ديمقراطية، وبالتالي لا يمكن إجراء تسويات مع أفراد أو مجموعات. كما دعم الاتفاق بعض الشخصيات الأخرى من قبيلة هيريرو الذين كانوا حاضرين في المفاوضات.


"الحكومتان، الألمانية والناميبية، اعتقدتا أن دعوة ممثلين عن القبائل متروك لتقديراتهما السياسية، وهذا غير صحيح، لأنه وفقا للقانون الدولي العرفي، فمشاركة المجتمعات المتضررة ضرورية، كما أن التدابير الإصلاحية غير كافية، ولذلك عليها التراجع عن الاتفاق ومباشرة عملية جديدة"، تقول  كارينا تويره، خبيرة في القانون الدولي، للجزيرة نت.


ورفع زعيم "حركة الناس المعدمين" برنادوس سوارتبوي و11 ممثلا عن القبائل المتضررة دعوى قضائية ضد السلطات في بلاده أمام المحكمة العليا، لم تبت فيها بعد، كما لم تعرض الحكومة الناميبية مسودة الاتفاق أمام البرلمان للتصويت عليها، بسبب الانقسام الواقع حيالها، مما يجعل الاتفاق غير ساري المفعول.


اعتراف غير مقنع
وارتفعت الأصوات داخل ناميبيا بانتقاد المواقف الألمانية الأخيرة، وقال أسوتوايجي مامبيروا، الرئيس السابق للاتحاد الوطني لجنوب غرب أفريقيا إن "رفض ألمانيا الاعتراف بالفظائع المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين هي محاولة للهروب من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في ناميبيا"، قائلا إن برلين "لن تتمكن من محو تاريخ بلاده"، حسب ما نقلته صحيفة "ذا ناميبيان".


ولكن ألمانيا اعترفت أكثر من مرة بالإبادة في ناميبيا، وذكرت الخارجية الألمانية في بيان عام 2021 أنها "لا تتحفظ ولا تتردد في تسمية الفظائع التي ارتكب ما بين 1904 و1908 بالإبادة الجماعية"، وأكدت أنه "نظرا للمسؤولية التاريخية والأخلاقية التي تتحملها ألمانيا، فهي تطلب الصفح من ناميبيا وأحفاد الضحايا".


وكانت ناميبيا تمثل جزءا من المستعمرات الألمانية في عدة مناطق في أفريقيا، في الفترة ما بين 1884 و1918، إلى جانب دول رواندا وبوروندي وتنزانيا وغانا وتوغو والكامرون.


وقد تخلّت ألمانيا عن مستعمراتها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، لكن رحيل ألمانيا لم يمنح لهذه المستعمرات الاستقلال، إذ بقيت تحت سطوة دول وقوى أخرى، مثل ما وقع لناميبيا التي بقيت تحت سيطرة جنوب أفريقيا إلى غاية 1990.


وتتمتع ناميبيا، التي كانت تسمى بجنوب غرب أفريقيا، بأهمية خاصة، حيث استقبلت حوالي نصف المستوطنين الألمان في أفريقيا، بسبب موقعها الإستراتيجي وغناها بالموارد الطبيعية. واستولى الوافدون على الأراضي، وانتهكوا حقوق السكان خصوصا في استغلالهم في أعمال السخرة.


ولأجل إخماد تمرّد السكان، لجأت القوات الألمانية إلى قمع عنيف أدى إلى مقتل حوالي 65 ألفا من شعب هيريرو (80% من عدد القبيلة)، و10 آلاف من شعب ناما (50%)، حسب أرقام جامعة بون الألمانية، ومن تبقوا عانوا من قمع كبير.


بيد أن هناك من يرى أن بيان الرئيس الناميبي يأتي لتخفيف الانتقادات الداخلية بسبب اتفاقه السابق مع ألمانيا. "الدعوى أمام المحكمة العليا الناميبية موجهة ضد سلطات الدولة الناميبية، بما فيها الرئيس، لأنها انتهكت رفقة ألمانيا القانون الدولي"، تقول كارينا تويره.


وتتابع تويره التي تعمل مستشارة قانونية ألمانية لمكتب المحاماة الذي رفع هذه الدعوى "الآن يحاول الرئيس كينكوب تقديم نفسه والحكومة الناميبية كجهات فاعلة تقاتل ضد الإرث الاستعماري"، بينما في الإعلان المشترك، كان متواطئا في إعادة إنتاج الأنماط الاستعمارية".


 
 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Profil-Karina-Theurer-1705431495



كارينا تويره: القوى الأوروبية عموما بدأت تدرك "أنها سوف تضطر إلى مواجهة تراثها الاستعماري" 




الملف التنزاني الذي ينتظر
بيد أن لألمانيا ملفا ساخنا آخر يتعلق بالتعويضات المنتظرة لصالح تنزانيا، حيث وقعت في جنوبها الانتفاضة المعروفة باسم "ماجي ماجي" التي قادها قبائل في شرق أفريقيا ضد المستعمر الألماني ما بين 1905 و1908. وشكلت تنجانيقا (الاسم السابق لتنزانيا) وبورندي ورواندا محمية شرق أفريقيا الألمانية.


وسقط في هذه الحرب ما بين 250 ألفا و300 ألف قتيل (حوالي ثلث السكان التنزانيين حينها)، جلهم بسبب المجاعة إثر تدمير الحقول، وفق المركز الألماني الاتحادي للتثقيف السياسي.


وطلب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قبل أسابيع "الصفح" عما جرى خلال زيارة لتنزانيا، وأكد استعداد بلاده لإجراء "تسوية مشتركة"، في حين صرحت الرئيسة التنزانية سامية صولحو حسن أن بلادها بدورها مستعدة لإجراء مفاوضات رسمية.


وترى تويره أن القوى الأوروبية عموما بدأت تدرك "أنها سوف تضطر إلى مواجهة تراثها الاستعماري"، ولكن الأهم هو "إنشاء إطار دولي بشأن الحد الأدنى من المعايير القانونية، على ضوئه يتم التفاوض مع الدول والمجتمعات المتضررة".


ورفعت جمعيات تنزانية عدة مطالب بالتوازي مع زيارة الرئيس الألماني. وقالت -في بيان لها- إن جنوب تنزانيا التي شهدت الحرب لا تزال تعيش الفقر مقارنة ببقية المناطق، وطالبت بالإضافة إلى الاعتذار، بمفاوضات تؤدي إلى تعويض المجتمعات المتضررة، وإعادة رفات وجماجم المقاتلين التنزايين وكذلك "الكنوز الثقافية" من ألمانيا.


ولكن الاختلاف الأكبر بين ناميبيا وتنزانيا في هذا الإطار هو اختلاف الاهتمام بالقضية الفلسطينية، إذ لا تحفل بالاهتمام ذاته لدى النخبة الحاكمة حاليا في تنزانيا، التي عملت مؤخرا على الحفاظ على "موقف متوازن" في العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


لكن تنزانيا كانت من المصوتين على وقف إطلاق النار في غزة. وشأنها شأن جلّ الدول الأفريقية، تعترف تنزانيا بفلسطين، كما كانت أول بلد أفريقي يفتح سفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1973، إذ كان القائد التنزاني التاريخي جوليوس نيريري من أشد الداعمين لفلسطين في أفريقيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين    ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Emptyالخميس 18 يناير 2024, 6:24 am

 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Shutterstock_1190927644-1705234494





نصب تذكاري للإبادة الجماعية الألمانية في ويندهوك عاصمة ناميبيا


ألمانيا في ناميبيا.. مئة عام على "أول إبادة جماعية" في القرن العشرين


الأرض والذاكرة هما التوأمان اللذان لا يزالان متشابكين بشدة حتى يومنا هذا بالنسبة لشعبي الهيريرو والناما، اللذين يسكنان دولة ناميبيا أقصى جنوبي غربي أفريقيا، وألمانيا الواقعة وسط القارة الأوروبية.


قبل مئة عام بالضبط، شدد الاستعمار الألماني حكمه القاسي على ناميبيا، وكانت عمليات القتل على نطاق واسع جزءا من حملة العقاب الجماعي الألمانية بين عامي 1904 و1908، والتي تُعرف اليوم بأنها أول إبادة جماعية في القرن العشرين، ولكن قصة الاستعمار الألماني بدأت قبل 3 عقود من تلك الحقبة الدامية.


"محميات أفريقيا"
في عام 1884، بعد مؤتمر برلين الذي قسّم الأراضي الأفريقية بين القوى الأوروبية، كانت ناميبيا من نصيب الألمان. بحلول أوائل القرن العشرين، وصل ما يقرب من 5 آلاف مستوطن ألماني، وحكموا حوالي 250 ألفا من السكان الأصليين الأفارقة. مع نمو السيطرة الألمانية، تضاءلت حقوق وحريات الشعوب الأفريقية بسرعة، وتم طرد الهيريرو والمجموعات الأخرى بشكل منهجي من أراضي أجدادهم، وخصص لهم المستعمرون ما سموها بـ"المحميات".


تعرّض الأفارقة الذين اعتبر الألمان أنهم انتهكوا القانون، للجلد والشنق في بعض الأحيان، وحتى السجلات الرسمية الألمانية تظهر حالات عديدة من المستوطنين البيض صدرت بحقهم أحكام مخففة لارتكابهم جرائم اغتصاب وقتل. هذه الوحشية المستمرة، إلى جانب قضية الأرض، فجّرت غضبا واستياءً واسعي النطاق بين السكان المحليين.


بحلول عام 1904، ثار الهيريرو بقيادة زعيمهم صمويل ماهريرو ضد الغزاة الاستعماريين الألمان. وفي 12 يناير/كانون الثاني من العام ذاته، هاجم العديد من مقاتليهم بلدة أوكاهانجا، حيث قُتل أكثر من 120 شخصا، معظمهم من الألمان.


سرعان ما نما الصراع، حيث كانت حركة الهيريرو في البداية ناجحة للغاية، إذ اجتاحت المستوطنات الاستعمارية الضعيفة الدفاع، في وقت كافح فيه الألمان لتنظيم دفاعهم تحت قيادة حاكمهم ثيودور فون ليوتوين.


ولكن في يونيو/حزيران من العام ذاته، أطاح به القيصر من قيادة ساحة المعركة، وعين الجنرال لوثار فون تروثا مكانه، فطبّق على الفور سياسة عسكرية "لا للتهدئة بل الإبادة"، سرعان ما أربكت الهيريرو.






مع بزوغ فجر يوم 11 أغسطس/آب على هضبة ووتربيرغ، استيقظ نحو 50 ألفا أو أكثر من رجال ونساء وأطفال الهيريرو على قصف أكواخهم البسيطة.


اندفع الرجال لقتال الألمان تاركين وراءهم عائلاتهم، فقُتلوا على يد لواء من نحو 6 آلاف مجند ألماني يدعى "شاتزتروب" (Schutztruppe)، وهو الاسم الرسمي للقوات الألمانية في الأراضي الأفريقية لإمبراطوريتها.


وعلى الرغم من قلة الجنود الألمان مقارنة بالمقاومين، فإنهم كانوا يملكون أسلحة متفوقة بما في ذلك مدافع مكسيم الآلية، وسرعان ما دمروا دفاعات الهيريرو.


في وقت مبكر من المعركة، اجتاح مقاتلو الهيريرو مواقع المدفعية الألمانية، لكن الجنرال لوثار فون تروثا أمر بتقديم المدافع الرشاشة إلى الأمام، فدفعت نيرانها السريعة الهيريرو إلى الخلف وقتل الآلاف منهم.


وفرّ الذين نجوا شرقا، من خلال فجوة في الدفاعات الألمانية، إلى صحراء كالاهاري القاسية التي لا تحتوي على مياه والمعروفة باسم "أوماهيكي"، حيث مات عشرات الآلاف عطشا، بينما تم القبض على آخرين ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال واستخدامهم في السخرة.


تطهير عرقي
أثناء الرحلة عبر الصحراء، تحولت الحرب الألمانية على الهيريرو إلى سياسة تطهير عرقي متعمدة. إذ أمر الجنرال فون تروثا قواته بإنشاء خط من البؤر الاستيطانية بطول مئات الكيلومترات لمنع الهيريرو من العودة إلى مزارعهم وقراهم المهجورة، وأمر الآخرين بمنعهم من استخدام آبار المياه.


في 3 أكتوبر/تشرين الأول 1904، بالقرب من منطقة بئر المياه الصحراوي "أوسومبو زو ويندميبا" (Osombo zo Windimbe) النائية، قرأ الجنرال الألماني فون تروثا أمر الإبادة (Vernichtungsbefehl) السيئ السمعة: "أنا الجنرال العظيم للجنود الألمان، أرسل هذه الرسالة إلى الهيريرو. لم يعد الهيريرو رعايا ألمانا.. سيتم إطلاق النار على أي هيريرو يتم العثور عليه داخل الحدود الألمانية بمسدس أو من دون مسدس أو من دون ماشية. لن أقبل بعد الآن النساء والأطفال، سأعيدهم إلى شعبهم أو سأسمح لهم بإطلاق النار عليهم. هذه هي كلماتي لشعب الهيريرو".


 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Image-265
سجناء من قبائل الهيريرو والناما خلال حرب 1904-1908 ضد ألمانيا 


تنقل الهيريرو اليائسون على حافة الموت بحثا عن ملاذ وآبار مياه، ومات عشرات الآلاف منهم. أخيرا، أجبر الغضب السياسي في ألمانيا بسبب هذه الوحشية الاستعمارية القيصر على إرسال تلغراف لفون تروثا لسحب الأمر في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1904.


بحلول أواخر عام 1904، رأى شعب الناما، الذين كان بعضهم متحالفا بشكل ما مع الألمان لحماية أراضيهم، ما يكفي من وحشية الأوروبيين، وخافوا من العداء المتزايد والعنصرية المفتوحة التي يظهرها البيض تجاههم آنذاك. استدعى زعيمهم الكاريزمي هندريك ويتبوي -الذي كان في السبعينيات من عمره- مجلس الشيوخ للاستماع إلى تقارير عن الفظائع.


بعد فترة وجيزة، دعا ويتبوي جميع الناما لمحاربة الألمان. استجاب العديد من العشائر، بما في ذلك تلك التي ينتمي إليها زعيم مشهور آخر هو جاكوب (يعقوب) مورينجا، وانضمت إلى حرب على المستعمرين، وقتلوا رجالا بارزين، لكن تجنبوا النساء والأطفال.


كافح الجنود الألمان ضد الحرارة والعطش والإجهاد المستمر لغارات الناما الصاعقة. كانت هناك حوالي 200 غارة ومناوشة قبل إصابة ويتبوي بجروح قاتلة في أواخر عام 1905 بشظية في إحدى هجماته. توفي بعد 3 أيام، وانهار تحالف الناما.


بعد فترة وجيزة، استسلم المشردون منهم، وأحيط بالناما إلى جانب آخر بقايا الهيريرو الهزيلة للمتبقين على قيد الحياة، وتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.


تحمل عائلة إيدا هوفمان -وهي ناشطة في حركة الناما قتل الألمان سلفها- قصة مروعة عبر الأجيال. تقول هوفمان "قتل الألمان أيضا ابنة جدي الأكبر سارة سنو".


وتضيف للجزيرة "بحسب التاريخ الشفوي الذي تم نقله لأجيال، كانت سنو حاملا وقت مقتلها، وشق الألمان بطنها وأخذوا الطفل وقتلوه بدم بارد". ولا تزال العائلة تكرّم ذكراها في قبر بالصحراء حيث دفنت.


ويقول أحفاد شهود عيان إنه تم تحويل العديد من الصور العارية (الجنسية) للنساء إلى بطاقات بريدية، وأرسلت إلى ألمانيا. أما أولئك الذين كانوا أقوياء بما فيه الكفاية فنُقلوا للقيام بأعمال السخرة في الميناء والسكك الحديدية المجاورة.


لا أحد يعرف العدد الدقيق لمن تم سجنهم في المعسكرات. السجلات التي توثق ذلك عشوائية أو غير موجودة، لكنها تظهر الآلاف من حالات الوفاة من الهيريرو والناما، أيا ما كان مكان حفظها.


 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Jakobus_Morenga
جاكوب مورينجا (وسط) أحد قادة تمرد حركة ناما ضد الاحتلال الألماني (الصورة تعود لما بين عامي 1904 و1907)


كما كانت هناك تجارب أخرى غير إنسانية. عانى العديد من السجناء من الإسقربوط (مرض عوز فيتامين سي)، وحقنهم الأطباء بالأفيون والزرنيخ ومواد أخرى ليروا كيف يمكن أن يؤثروا على مرض ناتج عن نقص الطعام الطازج. فتحوا جثث الذين ماتوا نتيجة لذلك من أجل رؤية آثار هذه التجارب.


وانتهى المطاف بالعديد منهم في معهد القيصر فيلهلم، حيث درس جوزيف مينجيل الذي أجرى لاحقا تجارب طبية مميتة على السجناء في أوشفيتز في أوائل الأربعينيات.


الكتاب الأزرق
ما حدث للشعوب الأفريقية في ناميبيا كان نذيرا وحشيا، وكاد أن يُنسى بمحرقة النازيين ضد اليهود والجماعات الأخرى في الحرب العالمية الثانية.


لكن ذكرى هذه الأحداث موضع خلاف في ناميبيا نفسها. كان أول توثيق حقيقي للإبادة الجماعية في "الكتاب الأزرق" الشهير الذي تم تأليفه وإنتاجه بواسطة سلطات جنوب أفريقيا عام 1918 بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى.


غزا اتحاد جنوب أفريقيا -الذي كان مستعمرة بريطانية في ذلك الوقت- المستعمرة الألمانية "جنوب غرب أفريقيا" عام 1915 بعد هزيمة مبكرة في بداية الحرب، واجتاح الاتحاد بسرعة القوات الألمانية التي استسلمت في يوليو/تموز من العام نفسه.


ويقدر أن نحو 65 ألفا من الهيريرو من أصل 80 ألفا ماتوا، في حين أن حوالي 10 آلاف من الناما (حوالي نصف السكان) لقوا حتفهم.


يزعم البعض أن هذه الإحصائيات مبالغ فيها، بينما يعتقد نشطاء الهيريرو أن الأرقام كانت أكبر بكثير، ويتساءلون "لكن ما أهمية الأرقام الفعلية؟"، قائلين "كانت الأفعال بحد ذاتها إبادة جماعية".


بعد ما يقرب من 120 عاما، لا تزال المصالحة بين الألمان من جهة والهيريرو والناما من جهة أخرى بعيدة المنال.


الأمم المتحدة: "إبادة جماعية"
في عام 1985، صنف "تقرير ويتاكر" الصادر عن الأمم المتحدة ما حدث لشعبي الهيريرو والناما بأنه إبادة جماعية. وفي مايو/أيار 2021، اعترفت الحكومة الألمانية نفسها رسميًا بما حدث بأنه إبادة جماعية.


في إعلان مشترك مع ناميبيا، تعهد الألمان بدفع 1.1 مليار يورو للحكومة الناميبية مساعدة خلال أكثر من 30 عامًا، ونص الاتفاق على ضرورة إنفاقها في المناطق التي يعيش فيها الآن أحفاد ضحايا الفظائع.


 ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين Station_Kubub_1905
محطة كوبوب 1905 فيما كانت تسمى آنذاك جنوب غرب أفريقيا الألمانية 


كان هناك الكثير من الاستياء في ناميبيا بشأن الاتفاق المشترك بين الحكومتين الناميبية والألمانية، إلى جانب مطالب من نشطاء الناما والهيريرو بإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية، وتوفير المزيد من الأموال للمجتمعات المتضررة، وإشراكهم مباشرة في المناقشات.


في الواقع، لم توقع أي من الحكومتين على الاتفاقية حتى الآن. وأشارت الحكومة الناميبية إلى رغبتها في مزيد من المفاوضات، في حين رفض البرلمان الألماني إجراء المزيد من المحادثات.


يشعر العديد من الهيريرو والناما أن حزب الأغلبية الحكومي "المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا" (سوابو) لا يمثلهم ولا يمثل شعوبهم بشكل كاف، لأن أقوى دعم للحزب الحاكم يأتي من شعب أوفامبو في النصف الشمالي من البلاد. في حين ترى الحكومة أنها تمثل جميع الناميبيين، وأن الاتفاقية لا يمكن تقييدها بموافقة الهيريرو والناما فقط.


يقول فانويل كاباما، أحد كبار المفاوضين في الحكومة الناميبية، للجزيرة إنه في الوقت الحالي هناك "عملية مشاورات داخلية لبناء توافق في الآراء".


ويؤكد المبعوث الخاص للحكومة الألمانية روبريخت بولينز، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن "الإعلان المشترك تمت مناقشته في ناميبيا منذ مايو/أيار 2021، وغالبا ما يُنظر إليه على أنه مثير للجدل. الحكومة الاتحادية تراقب هذا النقاش وتنتظر النتيجة".


وفي الذكرى المئوية للإبادة في ناميبيا، رفضت الدولة الأفريقية دعم ألمانيا لموقف إسرائيل في محكمة العدل الدولية حيث تواجه تهمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.


وأعربت الرئاسة الناميبية -في بيان لها على موقع إكس أمس السبت- عن قلقها العميق إزاء "القرار الصادم" الذي أصدرته ألمانيا قبل يومين، والذي رفضت فيه لائحة الاتهام الأخلاقية التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.




وأعلنت ألمانيا أنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل لدعم إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضدها.


وأشارت ناميبيا إلى ما وصفتها بـ"أول إبادة جماعية" في القرن الـ20 ارتكبتها ألمانيا على الأراضي الناميبية بين عامي 1904 و1908، و"راح ضحيتها عشرات الآلاف من الناميبيين الأبرياء في ظروف لا إنسانية ووحشية".


وقالت إن الحكومة الألمانية لم تقم بالتكفير الكامل بعد عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها على الأراضي الناميبية.


وانتقدت وندهوك تجاهل برلين الوفيات العنيفة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني في قطاع غزة، كما تجاهلت تقارير الأمم المتحدة التي تسلط الضوء على النزوح الداخلي لنحو 85% من المدنيين في غزة، وسط نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية.


وكررت الرئاسة الناميبية دعوة الرئيس حاجي جينجوب التي أطلقها في نهاية الشهر الماضي قائلا إنه "لا يمكن لأي إنسان محب للسلام أن يتجاهل المذبحة التي ارتكبت ضد الفلسطينيين في غزة".


وناشد جينجوب الحكومة الألمانية أن تعيد النظر في قرارها غير المناسب بالتدخل كطرف ثالث للدفاع عن "أعمال الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل، ودعم تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ألمانيا وأول إبادة جماعية في القرن العشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: القوانين-
انتقل الى: