منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حالة الأخلاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حالة الأخلاق Empty
مُساهمةموضوع: حالة الأخلاق   حالة الأخلاق Emptyالسبت 13 يناير 2024, 11:39 am

حالة الأخلاق


في أيّ جردة سريعة للمكتبة العربية، سوف نعثر على العشرات من الكتب المُترجمة عن معظم اللّغات الأوروبية موضوعها "الأخلاق"، من سبينوزا إلى كانط ودوستويفسكي، إلى ماري ميدلجي أو غيرها. قد تكون بضعة كتب من بينها أشارت إلى أنّ قتلَ الأطفال والنساء والرجال الأبرياء في الحرب عمل لاأخلاقي.


لكن مثال غزّة جديدٌ على علم الأخلاق العالمي. وهو يقسِم العالَم اليوم بين من يؤيّد الحرب ويعتبر الانتصار مجرّد مدخل لقتل الآخرين والتخلّص منهم، وإفساح الطريق لصاحب القوّة وحده كي يعيش "بسلام"، وبين من يدينون الحرب التي تقتل الأبرياء، ويدعون إلى وقفها. 


ولهذا نجد سيناتوراً أميركياً بارزاً يتجرّأ على القول إنّه لا يرى ضرورة لمراعاة المدنيّين في الحرب الحديثة، أو بالتحديد لمراعاة الشيوخ والأطفال والنساء في حرب "إسرائيل" ضد غزّة.


يمكن اعتبار موضوع الأخلاق، والموقف منها، وحالتها، وصحة توجّهاتها، واحداً من أبرز ما يُشير إليه معارضو "إسرائيل" والحرب الإسرائيلية على غزّة، في الفكر الغربي اليوم. وعلى الرغم من أنّ معظم منظّري الأخلاق أشاروا إلى أنّ الأخلاق ليست نسبية، أو تجريبية، فإنّ سلوك البشر اليوم، في القرن الحادي والعشرين، يثبت أنّها كذلك، بعد أن وُضِعَ السّاسةُ والمثقّفون والصحافيّون أمام اختبار الحقيقة.




حالة الأخلاق %D9%85%D9%85%D8%AF%D9%88%D8%AD_0
أب فلسطيني يحمل ابنه الرضيع في دير البلح،  


والقضية بهذا الشكل تطرح أسئلة عديدة، ومنها مثلاً: هل كان السيناتور يدعو مثل تلك الدعوة لو كان ابنه أو ابنته في المدينة ذاتها، وهو أو هي عاجزٌ عن النجاة؟ ما الحكمُ الأخلاقيّ الذي يُمكن أن يلتزم به؟ وقف الحرب؟ أي أنّه يمكن أن يدعو إلى وقف الحرب من أجل ابنه وحده، هذا ما يدعو إليه المتظاهرون في تل أبيب: وقف الحرب أو هدنة تُخرِج أبناءَهم من غزّة. أذكر أنّ مثقّفين عرباً لم يأبهوا بقتل الأطفال حين كانت تُقصف المدن والقرى السورية.


وبهذا المعنى من الضروري أن نشير إلى أنّ البشرية جمعاء مدعوّةٌ لإعادة النظر في ذاتها، ومواقفها الأخلاقية، لا في المبادئ. فما يفكّر به السيناتور الأميركي يشير إلى انحطاط أخلاقي يخصّه. وكذلك الأمر في ما يخصّ أي كاتب عربي سبق أن ناصر القنابل والطائرات والمدافع.


الأخلاق، بما تتضمّنه من قيمة تُعلي من شأن الإنسان ومبادئ الإنسانية، يجب أن تكون شاملة، وليست تجريبية، وهي ليست أخلاق الرجل الأبيض وحده، ولا أخلاق الكاتب الذي يؤيّد محور المقاومة الإيرانية أو الروسية وحده. فالطفل هو ابن الإنسانية جمعاء، وكذلك المرأة، والرجل غير المحارب، أو من يطلق عليهم في السياسة المعاصرة اسم "المدنيون"، وهم اليوم من يضعون العالَم أمام امتحان الأخلاق.


المؤسف أنّنا نكتب بعضنا لبعض، في لحظة انفصال فظيعة بين الثقافة والسياسة، فالسياسي العربي يخشى أن يقول: لا لـ"إسرائيل"، بصوت مرتفع. يخاف أن يصرخ في وجهها، ودعك من استخدام أيّ سلاح، بينما تحاول الثقافة العربية أن تتدارك ما فاتها وهي تتبع للغرب في كلّ أو أغلب أنماط التفكير.


يبدو أنّنا بانتظار أن يتغيّر ميزان القوى الأخلاقي عالمياً، كي نستطيع أن نصحّح وضع القضية الفلسطينية أخلاقياً، وهو أمرٌ لا يزال مُرتَهناً بقوّة إلى طبيعة الصراع الذي نشأ عالمياً بين أجيال مختلفة في الوعي الغربي حصراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حالة الأخلاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: حالة الأخلاق   حالة الأخلاق Emptyالسبت 13 يناير 2024, 11:39 am

زمن الأسطورة


أخطر ما في المعركة الفكرية التي تُخاض ضدّ "إسرائيل" وأنصارها، هي أنّنا بحاجة لتفكيك الأسطورة التي تأسّست الدولة العبرية على أساسها، وأنَّ هذه الأسطورة لا تتغلغل في وجدان وتفكير وعقل وتاريخ الشعوب الغربية وحدها، بل إن من بين العرب من بات يدافع عنها، ويزعم صحّتها، ويمنحُ الإسرائيليّين الحق في الأرض الفلسطينية. إنّها أسطورة فقط.


ومهما قلتَ، وبيّنت أنّنا إزاء أسطورة، لا أحدَ يلتفتُ نحوك، وهم مستعدّون للاستماع إلى أسطورة جلجامش، وأسطورة يوليسيس، وأسطورة طروادة، واعتبارها من الخيال، وعدم الزجّ بها في التاريخ، أو في حرب الحقائق، باستثناء أسطورة أنَّ الشعب اليهودي كان هنا في فلسطين، وأنَّ من حقّه العودة إليها.


وبعكس جميع الأساطير المسالمة، التي لا تعترض على وصفها بالخيال والوهم، فإنَّ أساطير التأسيس للشعب اليهودي مزوّدة بالمخالب والأنياب. حتّى إنَّ فرنسا مثلاً، حاكمت مفكّراً مثل روجيه غارودي بسبب كتابه "الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية". وهو يقول في كتابه؛ بعد أن يجري بحوثاً، مقارناً بينها وبين العديد من المراجع التي تشير إلى تشابهات كثيرة بين تلك الأساطير لدى عدة شعوب، ومنها شعوب عاشت قبل كتابة أسفار "العهد القديم" بمئات السنين: "وهذه جميعها قصصٌ رمزيّة ذات مغزى روحي لا يستند البتّة إلى دلائل تاريخية موثّقة".


واللّافت في أمر هذا الكتاب أنَّ الثقافة العربية نفسها قد أهملت ذكره، والعودة إليه للتزوّد بالأفكار الهامّة التي قدّمها في مجال نقض الأسطورة وإعادتها إلى رمزيّتها، أو في مجال المقارنة بالوقائع التاريخية التي تثبت زيف الأسطورة، أو عدم صحّتها بالمقارنة مع الحقائق، وحيث يقدّم بالوقائع مقارنات مُرعبة بين سلوك الصهاينة المعاصر المستوحى في نطاق الإبادة العرقية من سلوك أنبياء العهد القديم وأسفارهم.


أكثر فلاسفة الغرب العقلانيّين يجثون أمام أساطير "العهد القديم"


الملاحظ من قراءة الكتب المترجمة إلى العربية عن الأسطورة، وهي إعادة قراءة لكثير منها على ضوء ما يسود العالم الغربي من انحياز لاإنساني ولاأخلاقي إلى سياسة "إسرائيل" الوحشية في غزّة، أنَّ معظم المفكّرين في الغرب يميلون إلى تفسير الأسطورة رمزيّاً، وهذا هو الموقف العلمي، باستثناء أساطير "العهد القديم" التي تُتخذ ذريعة لقيام دولة الكيان الصهيوني، وتدافع عن وجودها، وتخرجها من شبكة هذا الرأي.


أكثر الفلاسفة العقلانيّين في الغرب يجثون أمام سطوة أساطير "العهد القديم"، كي يدافعوا عن وجود الدولة العبرية، وينفوا وجود فلسطين. وفي كتابه "الأسطورة" الصادر عن "مؤسسة هنداوي" (2017)، يصف روبرت سيغال كتاب عالم اللاهوت رودولف بولتمان "العهد الجديد والميثولوجيا" بأنّه متناقضٌ: "فعلى الرغم من أنّه يصف الأساطير بأنّها تعبير رمزيٌّ عن الحالة الإنسانية، فإنّه يأخذ أساطير سِفر الرؤيا في 'العهد القديم' مأخذاً حرفياً". وأهمّ ما في ذلك هو أنَّ الثقافة العربية تجاهلت، أو غضّت النظر عن مثل هذا الانحياز، ولم تدرك مخاطره من قبل.


تنتهي الرمزية في الأسطورة عند حافة الأهداف السياسية، وتتحوّل الأحداث فيها إلى النطاق الحرفي والتاريخي، في أكبر عملية تزوير فكرية وفلسفية وأيديولوجية ينفّذها الساسة الغربيّون، في القرن العشرين بوجه خاص، ويساندهم جيش من فلاسفة ومفكّرين وعلماء لاهوت خرجوا من تاريخ آخر، لا من تاريخ هذه المنطقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حالة الأخلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأخلاق المحمودة
» الأخلاق المذمومة
» الورع / مكارم الأخلاق
» موسوعة الأخلاق الإسلامية
» الأخلاق ثمرة الإيمان ..؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: