منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح Empty
مُساهمةموضوع: هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح   هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح Emptyالأحد 14 يناير 2024, 4:11 pm

هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A92-1704787989



اقتباس :
لم يكن في جعبتي حينها، سوى 138 جنيها فلسطينيا، فآليت على نفسي أن أعيش بهم والأطفال، أو أن أموت معهم، إذ تصورت وكأن الشعب الفلسطيني سوف يمحى وينقرض لو مات الأطفال..
لا وألف لا..
هند الحسيني
25/ 4/ 1948
بعد مشهد تأسيسي يعرض مدينة القدس، بوصفها مدينة التمازج الديني، من خلال تتالي وتناغم ارتفاع صوت الأذان مع قرع أجراس الكنائس؛ تدخل المخرجة ساهرة درباس موضوع فيلمها، دون تلكؤ أو إبطاء، معتمدة على صوت التعليق الذي يقرأ، قائلا:
في 25 أبريل/ نيسان 1948، كتبت الآنسة هند الحسيني في مذكراتها، أنه لم يكن في جعبتها حينها سوى 138 جنيها فلسطينيا، ومع هذا قررت أن تعيش مع الخمسة والخمسين طفلا يتيما، طالما استطاعت.


منذ البداية يبدو أن ثمة فقرا في الزاد البصري المتعلّق بهند الحسيني (1916–1994). بل ربما لا توجد إلا تلك اللقطة العابرة لها، وهي تمرّ أمام الكاميرا مجانبة إياها، فما كان من المخرجة إلا أن استخدمتها بشكل غير تقليدي، عبر مزجها مع صورة أخرى بتأثيرات ما.

“لم يكن في جعبتي سوى 138 جنيها فلسطينيا”

لعل الفقر البصري ذاته، هو ما جعل المخرجة تنتقل مباشرة إلى “دار الطفل العربي”، وتنهل منها صورا متعددة لتفاصيل حياتية يومية، وتعتمد عليها وفق منطق المونتاج المتداخل، على الرغم من أن بداية الفيلم، تعود إلى طفولة السيدة هند الحسيني، ونشأتها، بينما الصور المأخوذة من الدار، تعود إلى ما بعد رحيلها، بالتأكيد.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9%D8%AF%D8%A7%D8%B1-1704788845هند الحسيني مع تلاميذ مدرسة دار الطفل العربي
أمر نبيل تماما، ما سعت إليه المخرجة ساهرة درباس، في فيلمها ذي العنوان الطويل: “لم يكن في جعبتي حينها، سوى 138 جنيها فلسطينيا.. قصة هند الحسيني”. والفيلم لا يعدو كونه لفتة وفاء، عابقة بالتقدير والاحترام، لامرأة فلسطينية استطاعت أن تحفر اسمها في مسيرة النضال الفلسطيني، لا على بوابة “دار الطفل العربي” فحسب.
وقد تجلى ذلك بشكل رئيسي في ناحية الشأن الاجتماعي، فأبدت حالة استثنائية -وربما نادرة- لامرأة فلسطينية آلت على نفسها أن تخدم قضيتها، لا من بوابة الشأن السياسي أو العسكري، بل من عمق الواقع الاجتماعي، وتفاصيله الإنسانية الراقية.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D9%81%D9%84-1704788869تلاميذ من دار الطفل العربي ينشدون نشيدا وطنيا فلسطينيا
يبدو واضحا أن لدى الفيلم الكثير من المعلومات عن السيدة هند الحسيني، وإن اقتصرت الشهادة الرئيسة في الفيلم على هداية الحسيني، التي عاشت في الدار إلى أن صارت الآن مديرة القسم الداخلي فيها.
وسيردف الفيلم المعلومات عبر محاولات فنية متعددة على المستوى البصري، ينال قسطها الأكبر ما جرى من تصوير في الدار الآن، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية، لمواقف ومحطات من حياة هند الحسيني، وقد عاشت فترة صاخبة من حياة فلسطين، منذ مطالع الثلاثينيات حتى منتصف التسعينيات، أي ما بين يقظة فلسطين ونكبتها ونكستها وانتفاضتها، قبل أن تحط على شاطئ أوسلو.

“جمعية تضامن النساء المقدسية”.. أول الغيث

يذكر الفيلم معتمدا على التعليق الصوتي، أن هند الحسيني أبصرت النور في 25 نيسان/ أبريل عام 1916، فعاشت في كنف والدتها هي وإخوتها الخمسة، فقد توفي والدها وهي ابنة عامين. ثم علمت في الكلية الإنجليزية، وكانت معلمة في “المدرسة الإسلامية” بالمدينة القديمة.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-1704788015واحدة من المدارس التي أنشأتها هند الحسيني لدار الطفل العربي
وفيما بين العامين 1936–1939، أي خلال الاضراب العام الفلسطيني، والثورة ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والمشروع الصهيوني، حصلت هند الحسيني على منحة دراسية في بريطانيا، ولكن والدتها لم تأذن لها، لأنها كانت فترة حرب.
وفي 1944–1945، أنشأت النساء الفلسطينيات حركة تدعى “جمعية الاتحاد العربي النسائي”، وكانت هند الحسيني قد تركت التعليم، وأصبحت عاملة اجتماعية، فهي وبعض هؤلاء المجموعات النسائية الفلسطينية، قررن تشكيل “جمعية تضامن النساء المقدسية”. وبما أن هند رئيسة لها، فقد بدأت مع زميلاتها بالسفر إلى المدن والقرى في أنحاء فلسطين، لتأسيس رياض أطفال، ومراكز نسائية خيرية، فأنشأن 12 فرعا.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-1704788862هند الحسيني ومجموعة نساء مقدسيات يؤسسن “جمعية تضامن النساء المقدسية”
وبعد التصويت على تقسيم فلسطين، في الأمم المتحدة، قبيل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1947، اندلع القتال بين الفلسطينيين والعصابات اليهودية، وبحلول عام 1949 كان قد طُرد وشُرِّد 750 ألف لاجئ فلسطيني من بلدهم، وامتلأت القدس باللاجئين، لا سيما بعد مذبحة دير ياسين.

مذبحة دير ياسين. منعطف العمل الإنساني

كانت مذبحة دير ياسين المنعطف الحقيقي في حياة هند الحسيني، بل ستبدو حياتها منذ تفتح وعيها مطلع الثلاثينيات، ومساهماتها المشهودة، كأنما هي تمهيد منطقي للتحوّل الكبير إثر القرار الذي ستتخذه، وتغير جراءه مصيرها الحياتي، ومصائر أجيال من الأطفال الفلسطينيين، ممن قُدِّر لهم أن ينتسبوا إلى “دار الطفل العربي”، ويعيشوا قسطا من حياتهم فيها.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D9%8A%D8%B1-1704788188مجزرة دير ياسين، نقطة تحول في حياة هند الحسيني
تدرك المخرجة ساهرة درباس أهمية هذا المنعطف وجذريته، ولعلها بسبب هذا الإدراك بادرت إلى وضع عنوان فرعي: “التاسع من نيسان 1948، مذبحة دير ياسين”. بل إنها ستحاول على المستوى الفني إجراء انعطافة في البنية والشكل للفيلم، إذ تقدم صوت نقرات آلة كاتبة تعرض المعلومات المُراد تقديمها، بدلا من صوت التعليق، المعتمد في الدقائق الخمسة الأولى من الفيلم، فتقول:
في الصباح الباكر هاجمت عصابة “الأرغون” -برئاسة “مناحيم بيغن” رئيس الوزراء السابق- وعصابة “شتيرن”، قرية دير ياسين في ضواحي القدس، وكان يبلغ عدد سكانها قرابة 750 مواطنا فلسطينيا، وفي الظهيرة بلغ عدد قتلى المذبحة ما يقارب 200 فلسطيني من القرية.

يتامى المذبحة التائهين في أم المدائن.. مشروع العمر

وهنا يدخل الفيلم موضوعه الأساس، حين كانت هند الحسيني في طريقها للاجتماع مع أنور الخطيب رئيس بلدية القدس، لكنها رأت 55 طفلا، أكبرهم ابن 12 سنة، وأصغرهم في سنته الأولى، فعرفت أنهم من أبناء دير ياسين الذبيحة، وأن شاحنات العصابات الصهيونية ألقت بهم هنا، ولم يعد لهم من معيل، بعد أن قُتل أهاليهم وشردوا.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86-1704788031أبناء شهداء مجزرة دير ياسين في كنف هند الحسيني
قررت هند أخذ هؤلاء الأطفال اليتامى واحتضانهم ورعايتهم، فوضعتهم في البداية في غرفتين بالبلدة القديمة، بجانب راهبات صهيون مدة ثلاثة أسابيع، ثم نقلتهم إلى بيتها، وكانت تعيش فيه مع والدتها. وقد كان تفكر في البداية بتوفير ملجأ لهم وإطعامهم، ومنحهم الحب والحنان للشعور بالأمان، ثم رأت أنهم بحاجة للتعليم، وقد دعمها أنور الخطيب رئيس بلدية القدس، ففتحت مدرسة في المنزل بصف واحد في الحديقة.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%85-1704788837هند الحسيني.. أم الفقراء واليتامى
ومن هناك سينطلق مشروع عمرها “دار الطفل العربي” التي تنامت عبر عقود من الزمن للتحول من غرفة صف إلى مدرسة، ومن ثم إلى مؤسسة اجتماعية وطنية، تحتضن الأطفال، فترعاهم وتربيهم حتى يبلغوا القدرة على السير في دروب الحياة.

“نساء فلسطينيات يفعلن ما لا يفعل الرجال”

مع أن هند الحسيني، أعطت الجانب الاجتماعي الإنساني جلّ اهتمامها، فإنها لم تغفل عن الوقائع المأساوية التي كانت تتتالى على فلسطين، إلى درجة أن تعليق الفيلم سيذكر أنه خلال حرب الأيام الستة سنة 1976، واحتلال إسرائيل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، كانت هند قد حوّلت المدرسة مستوصفا لعلاج الجرحى، فكانت تلبس الزي الأبيض، وتضع الصليب الأحمر على ذراعها، وصارت تجول في القرى والبلدات لجمع الأطفال والمسنين.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-1704788024مقتنيات تراثية فلسطينية حرصت هند الحسيني على تجميعها في متحف
ويذكر أن المدرسة لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية، فقد قُصفت ودمر نصفها، وقام الصليب الأحمر النرويجي بالمساعدة لإعادة بنائه.
وعندما سمعت هند الحسيني روايات مفادها أن زوجة الجنرال “موشيه دايان” كانت تتجول في القرى وتشتري إنتاجهم التراثي، ما كان منها إلا أن سافرت إلى القرى، واشترت منهم أشغال تطريز وقطع عتيقة، ومن ثم فكرت بإنشاء المتحف الذي سُمي فيما بعد متحف المُحسن الكبير الشيخ أحمد الجفالي للتراث الشعبي الفلسطيني.
وبجهدها وإصرارها أضحت “دار الطفل العربي” بعد ذلك تملك 6 بنايات، تتوزع على الإدارة، وكلية هند الحسيني، ودار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون، والمدرسة، والمتحف، والمساكن. وكلها وقف إسلامي لدار الطفل العربي.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-1704788853ثوب فلسطيني مطرز يدويا ضمن مقتنيات متحف التراث الفلسطيني
وليس أجمل في نهاية الفيلم من القول: هناك نساء فلسطينيات يستطعن فعل ما لا يستطيع فعله الرجال، وهند الحسيني مثال ذلك، فلا رجال ولا حكومات تقدر على ما فعلت.

صناعة الفيلم.. غاية كبرى تتجاهل المحسنات الفنية

صحيح أن الكتابة عن هذا الفيلم، ألزمتنا بالحديث عن الجانب المعلوماتي منه، خاصة أن هدف الفيلم الأساس هو تناول شخصية هند الحسيني، وتقديمها لجمهور لا يعرف عنها الكثير، حتى من الفلسطينيين أنفسهم، وحتى المقدسيين منهم.
إنه فيلم وظيفي، يريد غاية واضحة ومحددة، وربما في سبيلها اعتمد أسلوب المباشرة في الخطاب والتأكيد والتوضيح وحتى التكرار، طمعا بأن يخرج المشاهد من الفيلم وهو ممتلئ معرفةً بهذه المرأة، وملامسةً لأحلامها وطموحها، مكتشفا عظمة إصرارها وقوة عزيمتها.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1-1704623778هند الحسيني، مناضلة فلسطينية كانت لها بصمتها في تأسيس دور الأيتام والرعاية الاجتماعية في فلسطين
وفي سبيل هذه الوظيفة، تخلّى الفيلم عن الاشتغال بالجماليات البصرية الممكنة، بل إن الصورة وحركة الكاميرا وتنقلاتها أتت على النحو الذي يخدم الفكرة والغاية والهدف، كما أن المونتاج والتعليق الصوتي واللوحات المكتوبة، لا تخرج عن هذا أيضا.

إنعاش الذاكرة الفلسطينية.. ساحة أخرى من ساحات المعركة

يبقى من الجدير القول إن فيلم “لم يكن في جعبتي حينها، سوى 138 جنيها فلسطينيا.. قصة هند الحسيني” على قدر كبير من الفائدة، أولا من ناحية الكشف عن تجربة هند الحسيني، بتميزها، واستثنائيتها، ودلالاتها على قدرة المرأة عموما -والمرأة الفلسطينية في هذه الحالة- على القيام بدور كبير لنفسها ولشعبها وأمتها والإنسانية.
وثانيا من ناحية إضافة عدد من الوجوه والأسماء إلى الذاكرة الفلسطينية، إذ لا ينبغي للزمن أن يطويها، ولا للذاكرة التغافل عنها. وثالثا من حيث الربط بين الاجتماعي والسياسي والوطني، دون إفلات جدلية هذه العلاقة وتلازمها وضرورتها.
وبغض النظر عن الإشكالات التقنية التي اعترت الفيلم، ينبغي القول إن المخرجة ساهرة درباس، تظهر مرة أخرى في سياق مشروعها البصري الذي تجلّى حتى الآن عن عدد من الأفلام، التي تعد إضافات جادة وجيدة للمخزون البصري الفلسطيني، ولحقل الذاكرة الفلسطينية، وخصلة الوفاء لأعلام فلسطينيين أفذاذ، في وقت يسعى فيه كثيرون لمحو ذاكرتنا، وتشويشها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح %D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%AD-1704788005على ضريحها كتبوا.. لم يكن في جعبتي يومها سوى 138 جنيها فلسطينيا
وفي سبيل هذه الوظيفة، تخلّى الفيلم عن الاشتغال في الجماليات البصرية الممكنة. بل إن الصورة، وحركة الكاميرا، وتنقلاتها، أتت على النحو الذي يخدم الفكرة والغاية والهدف. كما أن المونتاج، بالتعاون مع التعليق الصوتي، واللوحات المكتوبة، لا تخرج عن هذا، أيضا.
يبقى من الجدير القول إن فيلم “لم يكن في جعبتي حينها، سوى 138 جنيها فلسطينيا.. قصة هند الحسيني” على قدر كبير من الفائدة، أولا من ناحية الكشف عن تجربة هند الحسيني، بتميزها، واستثنائيتها، ودلالاتها على قدرة المرأة عموما، والمرأة الفلسطينية، في هذه الحالة، على القيام بدور كبير لنفسها، ولشعبها، وأمتها، والإنسانية. وثانيا من ناحية الإضافة إلى الذاكرة الفلسطينية للعديد من الوجوه والأسماء التي لا ينبغي للزمن أن يطويها، ولا للذاكرة التغافل عنها. وثالثا من حيث الربط بين الاجتماعي والسياسي والوطني، دون إفلات جدلية هذه العلاقة وتلازمها وضرورتها.
وبغض النظر عن بعض الإشكاليات التقنية، التي اعترت الفيلم، فينبغي القول إن المخرجة ساهرة درباس، تظهر مرة أخرى في سياق مشروعها البصري، الذي تجلّى حتى الآن عن العديد من الأفلام، التي تعتبر إضافات جادة وجيدة للمخزون البصري الفلسطيني، ولحقل الذاكرة الفلسطينية، وخصلة الوفاء لأعلام فلسطينيين (وفلسطينيات) أفذاذ، في وقت يسعى كثيرون لمحو ذاكرتنا، وتشويشها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
هند الحسيني.. راعية يتامى المذبحة ووتد من أوتاد الكفاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: