منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير Empty
مُساهمةموضوع: الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير    الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير Emptyالخميس 18 يناير 2024, 5:25 am

 الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير 33Y64DK-highres-1697208352



الجمهور الأردني أكثر الشعوب العربية تأييدا للمقاومة ولعملية طوفان الأقصى 




الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير




منذ بداية معركة طوفان الأقصى اتجهت الأعين إلى الجبهات التي يمكن أن تؤثر في مسارها، والتي ناشدها القائد العام لكتائب القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- محمد الضيف للإسهام في المعركة خلال كلمته صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.


ولعل مناشدة كتلك تشير إلى تعويل القسام على تدخّل فاعل من هذه الجبهات، بما يفرض على الاحتلال تراجعا سياسيا وميدانيا ويغيّر في ميزان القوى الذي كان يدفع حينها باتجاه تصفية القضية الفلسطينية.


وتعويل كهذا قد يكون مرتبطا بتجربة التفاعل والمساهمة الواسعة النطاق في انتفاضة ومعركة سيف القدس عام 2021، في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948 وعبر حدود لبنان والحدود الأردنية التي عبرها المتظاهرون منذ الأيام الاولى للحرب.


إلا أنه رغم مرور ما يزيد عن 100 يوم من الحرب فلم ترتق مشاركة هذه الجبهات إلى مستوى إثارة مخاوف كافية لردع الاحتلال عن مستوى جرائمه غير المسبوق ضد سكان القطاع، مما يدعو إلى استقراء خلفيات هذا المستوى من التفاعل، وأسبابه، وآفاق تطوره في المستقبل القريب.




أهمية الموقف الأردني
تنبع أهمية الموقف الأردني بفعل أبعاد سياسية وجغرافية وديمغرافية، إذ لديه أطول حدود مع فلسطين المحتلة، كما يرتبط الأردنيون بروابط وثيقة بفلسطين، بحكم التاريخ والجوار وتداخل العائلات، ولكون ملايين منهم لاجئين من فلسطين بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي عامي 1948 و1967.


كما أن احتلال الضفة الغربية عام 1967، حصل في ظل اندماجها دستوريا مع الأردن، وهو ما رتّب مسؤولية تاريخية لاستعادتها يستشعرها الأردنيون عموما، ويعبّر عنها ملوك الأردن المتعاقبون، وخصوصا فيما يتعلق بوجود دور خاص لهم في الوصاية على المسجد الأقصى، والذي يعد أحد روافع الشرعية السياسية لهم.


وفي المقابل، يرتبط الأردن بمعاهدة سلام مع الاحتلال، وباتفاقات اقتصادية إستراتيجية، كاتفاقية استيراد الغاز، واتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة التي تضم مصانع مملوكة لإسرائيليين في الأردن، واتفاقية مبدئية لتبادل المياه من الاحتلال بالكهرباء من الأردن.


وفي اعتبار لا يقل تأثيرا على سير الأحداث، يراهن الحكم في الأردن منذ نشأته، وفق مراقبين، على العلاقة الوثيقة مع الدولة المهيمنة غربيا، بدءا من التحالف مع بريطانيا ثم الولايات المتحدة، ويندر أن يخرج السلوك الرسمي عن مقتضيات هذا التحالف، إذ يتمحور الأردن سياسيا ضمن "محور الاعتدال" العربي رفقة الأقرب إلى الولايات المتحدة في الإقليم كمصر والسعودية والإمارات.


ويرتبط باتفاقية التعاون الدّفاعي مع واشنطن، التي بدء العمل بها في مارس/آذار 2021، التي تتيح للجيش الأميركي وحلفائه استخدام الأراضي الأردنية بحريّة واسعة، ويتلقى دعما عسكريا واقتصاديا وسياسيا من الإدارات الأميركية المتعاقبة مقابل هذا التحالف. والحال شبيهة بعلاقاته مع الدول الأوروبية المؤثرة والكبيرة كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.


تناقض مواقف
وبفعل هذه الاعتبارات المتعارضة يشكل تصاعد الصراع بين الاحتلال وأي طرف في الإقليم تحديا للحكم في الأردن، بفعل تناقض موقف الشعب من جهة، وموقف الحليف الخارجي الأهم وهو الولايات المتحدة، مما يدفعه إلى العمل على تهدئة وتيرة الصراعات ما وجد إلى ذلك سبيلا، وإلى امتصاص غضب الشارع بخطوات سياسية وإعلامية لا تخرج عن اعتبارات التحالف مع الولايات المتحدة وحدود المقبول لديها في تعامله مع دولة الاحتلال.


إلا أن تزايد التطرف في حكومات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة ومساعيها لتصفية القضية الفلسطينية بمختلف ملفاتها، مثل القدس واللاجئين والاستيطان، زاد من كلفة الإستراتيجية الرسمية تجاه القضية الفلسطينية ورفع مخاطرها على شرعية الحكم وآفاق الاستقرار، إذ يتعاظم الرفض الشعبي للحفاظ على حالة السلام والتعاون الاقتصادي مع احتلال يوظف مكتسبات هذا السلام الاقتصادية والسياسية والأمنية للبطش بالفلسطينيين وابتلاع أرضهم وخلق ظروف طاردة تهدف إلى تهجيرهم.




تحدي طوفان الأقصى
جاء طوفان الأقصى ليرفع مستوى التحدي للتموضع السياسي للحكم، بفعل حالة الغليان الشعبي تجاه المجازر الإسرائيلية غير المسبوقة في قطاع غزة، مقابل القيود السياسية والاقتصادية المرتبطة بالخيارات التي اتخذها الحُكم تجاه الصراع مع دولة الاحتلال منذ عقود.


كما كان لاتضاح مساعي حكومة الاحتلال لتهجير أهل قطاع غزة إلى مصر، ونوايا أطراف فيها لتهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن دور في تعاظم المخاوف الرسمية الأردنية من مآلات السلوك الإسرائيلي على الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي للأردن.


إذ يشكل سيناريو دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى حدود الأردن كابوسا لمؤسسة حكم راهنت على التحالف مع دولة الاحتلال ورعاتها، وربطت اقتصادها وأمنها وسياستها بهذا التحالف، مما يجعل خياراتها الفعلية محدودة لمواجهة تهديد كهذا.


ومما يشير إلى مدى حساسية الأمر تصريح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة بأن "أي جهود لدفع الفلسطينيين إلى المملكة ستشكل تهديدا وجوديا".


فمن ناحية، منع هؤلاء اللاجئين بالقوة من دخول الأردن سيخلق مشهدا بالغ الاستفزاز للشعب الأردني، ويعد مخالفة لالتزامات الدولة بموجب القانون الدولي الإنساني، ومن ناحية أخرى إن السماح بدخولهم يرتب أعباء اقتصادية وسياسية ثقيلة، في ظل وضع سياسي واقتصادي هش.


ويعدّ التوازن الديمغرافي بين مكونات المجتمع الأردني أمرا ذا حساسية بالغة، ويسهم في إعاقة الإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن. وتلاقي الطروحات الإسرائيلية والغربية بشأن توطين اللاجئين وإقامة وطن بديل لهم في الأردن رفضا شعبيا واسعا، بما يشمل مكونات مدنية وعسكرية مؤثرة في الدولة.


وفي ظل "حقل ألغام" كهذا، أصدر الأردن إشارات إعلامية حادّة تجاه مستوى الجرائم الإسرائيلية، خصوصا في ظل تزايد انعكاسات الحرب في غزة على الضفة الغربية، إذ استدعى سفيره لدى تل أبيب وطالبها بعدم إعادة سفيرها إلى عمان.


وتم إلغاء لقاء قمة كان يفترض أن يجمع الرئيس الأميركي جو بايدن بملك الأردن ورئيسي مصر والسلطة الفلسطينية في عمان في اليوم التالي لمجزرة المستشفى المعمداني التي راح ضحيتها مئات الشهداء في قطاع غزة.


إعلان حرب
كما صرح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة بأن أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، سيعده الأردن إعلان حرب. وهو تعبير غير مسبوق منذ عقود من العلاقة بين الطرفين.


وأعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أن الأردن لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه مع تل أبيب في ظل الحرب على قطاع غزة.


وعلى الصعيد الإغاثي، أبقى الأردن على مستشفى ميداني له في شمال القطاع، وأرسل مستشفى آخر إلى جنوبه ومستشفى ثالثا إلى الضفة الغربية تحسّبا لتصعيد متوقع هناك. كما أرسل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح ومن أراضيه مباشرة.


وفي المقابل، لم تُعِد الحكومة النظر في أي من اتفاقاتها مع الاحتلال، رغم صدور قرار من مجلس النواب بهذا الشأن، واقتصر القرار بشأن اتفاقية تبادل المياه والطاقة على إرجاء توقيعها، من دون إلغائها أو إبداء نية لفعل لذلك.


وعلى العكس من ذلك، تزايد تصدير الخضروات من الأردن إلى إسرائيل في ضوء النقص الناشئ عن تراجع قطاع الزراعة الإسرائيلي بفعل الحرب، إضافة إلى تسيير خط إمداد بري من الإمارات إلى إسرائيل عبر أراضي السعودية والأردن في ضوء منع جماعة أنصار الله الحوثيين السفن الإسرائيلية من عبور مضيق باب المندب. وهما أمران أخلت الحكومة مسؤوليتها تجاههما، وربطت أولهما بقرارات للقطاع الخاص، وثانيهما باتفاقات المرور الحرّ للبضائع.


وعلى المستوى الأمني، تكثفت جهود مكافحة التهريب عبر الحدود مع سوريا، الذي أصبح في العام الأخير أكثر اشتمالا على أسلحة متجهة إلى الضفة الغربية، كما كشفت عن عديد من المحاولات التي أحبطها الاحتلال.




تأييد المقاومة
ومن الواضح أن مواقف كهذه لا ترضي الجمهور الأردني الذي أظهر استطلاع للرأي في الأردن -أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية- أنه أكثر الشعوب العربية تأييدا للمقاومة ولعملية طوفان الأقصى.


فمنذ بداية الحرب، لم يهدأ الحراك الشعبي الرافض للعدوان والمطالِب برفع سقف مستوى الرد الرسمي إلى إلغاء معاهدة السلام ودعم المقاومة الفلسطينية، وإخراج القوات الأميركية التي توجد بصفة غير دستورية على الأرض الأردنية؛ إذ إن الاتفاقية التي توجد بموجبها لم تُعرض على مجلس النواب لإقرارها خلافا لما ينص عليه الدستور.


وبدورها، بذلت الأجهزة الأمنية جهودا كبيرة لاحتواء هذه التحركات الشعبية، من خلال محاولة توجيهها إلى مناطق ذات حساسية سياسية منخفضة كمراكز المدن، وإبعادها عن الحدود وسفارتي الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، إضافة إلى اعتقال المئات من الناشطين الذين لا يلتزمون بهذه السياسات.


وبالفعل نجحت هذه المساعي في تحجيم تأثير التحركات الشعبية وتقليل القناعة بجدواها، خصوصا في ضوء ضعف وتفكك القوى الشعبية وإحجامها عن كل ما من شأنه حصول احتكاك مع الموقف الرسمي.


إلا أن الجمهور وجد لنفسه فرصة للتعبير عن نفسه في التجاوب الواسع مع دعوات الإضراب الشامل الذي شهده الأردن يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2023.


تعبيرات إعلامية
وفي ظل هذا الوضع الحرج للأردن الرسمي، تتفهم الولايات المتحدة ودولة الاحتلال التعبيرات الإعلامية والسياسية الصادرة عنه، باعتبارها ضرورة لتهدئة الشارع، ولا تأثير يذكر لها على مسار الحرب عسكريا وسياسيا، إذ لا تصدر ردود فعل رسمية إسرائيلية توازي مستوى التصريحات الأردنية العالية السقف.


ويشير هذا الوضع إلى أنّ تركيز الاحتلال وأولويته منصبة على استمرار ضبط الأردن للأمن عبر الحدود وعدم حصول تغير في الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معه إلى حين انتهاء حربه على القطاع. وفي هذا السياق، يمكن تفسير السماح للأردن بإنزال مساعدات جوية للمستشفى العسكري التابع له في شمال القطاع.


إلا أن الموقف الأردني والمخاوف الجدية بشأن استقرار الأردن تعد دافعا هاما لتحفظ الولايات المتحدة على ارتفاع مستوى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومساعي نتنياهو وشركاء حكومته لسحب حل الدولتين من على طاولة البحث، وهو ما يزيد من الانقسام السياسي داخل حكومة الاحتلال ويضيق المجال على مناورات نتنياهو الساعية إلى إطالة أمد الحرب وتوسيعها حماية لبقائه السياسي.


وختاما، رغم صعوبة تداعيات الحرب في غزة على الأردن، فإن التحديات الكبرى ترتبط بتوسّع المواجهة بين الاحتلال والفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما يشير إليه مسار الأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وهذا ما يضع صانع القرار أمام وضع تزداد فيه صعوبة اتخاذ مواقف يمكن أن يتحملها الشعب الأردني من جهة، وتقبل بها دولة الاحتلال والولايات الأميركية من جهة أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير    الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير Emptyالثلاثاء 23 أبريل 2024, 8:43 am

أيّ دورٍ قادم للأردن في المنطقة؟
ثمّة مخاوف لا يواريها عديدون من السياسيين الأردنيين المقرّبين من مواقع صنع القرار من أن يُحسب الأردن من ضمن الأطراف أو القوى الخاسرة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ويشبه هذ التيار الوضع القادم بالعزلة التي عانى منها الأردن بعد حرب الخليج في العام 1991، عندما رفض دخول القوات الغربية إلى الخليج، فتعرّض للتضييق والحصار، ما فرض عليه لاحقاً الذهاب إلى مؤتمر مدريد للسلام 1991، نوعاً من كسر العزلة المفروضة، عربياً وأميركياً، وتبديله النخب السياسية الموجودة بنخبٍ أخرى أكثر قدرةً على التعامل مع الخيارات الاستراتيجية التالية لتلك الحرب!
من الصعوبة بمكان مسايرة ذلك التيار بالقياس على تلك الظروف التاريخية، لكن ذلك لا ينفي أنّ هنالك بالفعل مخاوف من العزلة أو عملية تحجيم الدور الأردني في المرحلة المقبلة، بخاصة بعد التصعيد الديبلوماسي الأردني الملحوظ في مواجهة العدوان الإسرائيلي في الفترة الماضية، ورفضه خططاً أميركية - إسرائيلية - عربية عديدة متعلقة بالتطبيع الإقليمي والانتقال إلى مرحلة يتم فيها ترصيص التحالف العربي - الإسرائيلي، حتى لو لم يتم تقديم حلول منطقية للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يطالب به الأردن، بوصفه شرطاً أساسياً لأي عملية سلام إقليمي قادمة. 
ثمة حقيقتان رئيسيتان تساهمان في شرعنة المخاوف الأردنية: الأولى، أنّه سواء كان هنالك تحريك للعملية السلمية أم لا، بخاصة بعد أن أُعيد موضوع حلّ الدولتين إلى الطاولة، بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإنّ ما هو متوافق عليه أنّ فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والحدود، وعاصمتها القدس الشرقية، لم يعد خياراً لدى السياسيين الأميركيين، ولم يعد مطروحاً في الأوساط المتحمسة للتوقيع عربياً! وبالتالي، ما يمكن أن يُطرح أو لا يُطرح على الفلسطينيين لا يتجاوز سيناريو "غوام وبورتريكو" (كما يؤكد كل من ناثان براون وفلاديمير براون في مقالتهما "اليوم التالي" العسير في غزّة، على موقع معهد كارنيجي للسلام)، ولا يهم عند ذلك، سواء كان القادم للبيت الأبيض في الانتخابات المقبلة هو الرئيس السابق دونالد ترامب أم بقي الختيار المرهق جو بايدن، لأنّ النتيجة أنّ تحريك السلام والتسوية لن يؤدّي إلّا إلى كيان مسخ سياسياً، وربما لمرحلة مؤقتة، قبل أن تجري محاولة إلحاقه في مرحلة تالية بالأردن.

مسألة تبديل التحالفات والرهانات الأردنية، أي الانخراط في مشروعات مقاومة أو ممانعة والتحالف مع الطرف الآخر غير مطروحة لدى "مطبخ القرار" في عمّان

الحقيقة الثانية، أنّه أيّاً كانت الحصّة التي ستحصل عليها القضية الفلسطينية من التسوية الإقليمية ومشروعات التطبيع القائمة والقادمة، وأيا كان مصير قطاع غزّة بعد الحرب، فإنّ هنالك مخطّطات وأفكاراً وترتيبات بدأت بالفعل، وستنبثق واقعياً بمجرّد بدء ما تسمّى أعمال اليوم التالي، التي ستقوم على بناء نظام إقليمي يدمج إسرائيل في المنطقة، ضمن مفاهيم ومشروعات طموحة اقتصادياً وأمنياً، وتتحدّث مراكز التفكير والأوساط السياسية في واشنطن عن أهمية إعطاء السعودية الدور الأكبر والأهم بين الدول العربية في تشكيل النظام الإقليمي الجديد. 
في ضوء هذه الاعتبارات، ستكون السيناريوهات الرئيسية للمرحلة المقبلة إقليمياً، والمتوقّع أن تنبثق مع اليوم التالي للحرب على غزة، ستكون على النحو التالي: السيناريو الأول، بقاء الوضع القائم، بمعنى حالة من الفوضى الإقليمية (الأناركية)، وعدم وجود قواعد محدّدة للصراع والردع، وبقاء حالة التوتر العسكري والأمني بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل وبعض الدول العربية من جهةٍ أخرى. السيناريو الثاني، تشكيل حالة من توازن القوى من خلال تشكيل تحالف إقليمي علني أو سرّي في مواجهة إيران، برعاية أميركية، مع تطوّر علاقة الدعم والإسناد من روسيا والصين لإيران في المنطقة، وبالتالي يكون الأردن على خطوط التماسّ مع النفوذ الإيراني الممتد إلى الحدود الشمالية الأردنية والحدود الشرقية مع العراق. السيناريو الثالث، انفجار الصراع الإقليمي وتحوّله إلى حالة من الحرب الإقليمية، أو الحروب المجزأة في مناطق عديدة، بالوكالة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهةٍ ثانية. 
ما هو التموضع الأردني المتوقّع في ضوء السيناريوهات التالية؟ الخيار الاستراتيجي الأول يتمثل بالحفاظ على التموضع الحالي، بمعنى رفض مخطط إقليمي من دون حلّ القضية الفلسطينية، ورفض أيّ حل للقضية لا يؤدّي إلى دولة مستقلة ذات سيادة، وبالتالي، سيكون الموقف الأردني أقرب إلى العزلة أو الانطواء؛ فمسألة تبديل التحالفات والرهانات الأردنية، أي الانخراط في مشروعات مقاومة أو ممانعة والتحالف مع الطرف الآخر غير مطروحة لدى "مطبخ القرار" في عمّان. من هنا تتبدى مخاوف التيار الذي يحذّر من تراجع الدور الإقليمي الأردني ومن العزلة وضعف المناورة الديبلوماسية.

يسعى اليمين الإسرائيلي إلى ترحيل المشكلة الفلسطينية إلى الأردن، وهو الأمر الذي قد يؤدّي إلى مشكلات داخلية

الخيار الاستراتيجي الثاني هو الانخراط في أيّ أحلاف أو مشروعات قادمة، على قاعدة التطبيع الإقليمي و"الأفكار الإبراهيمية"، ما يعني التخلّي جزئياً عن الموقف من صفقة القرن أو ما يشبهها، والقبول بتذويب القضية الفلسطينية تدريجياً، سواء عبر حل سياسي أو من غيره، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما يشكّل خطراً آخر على الأردن، يتمثّل في أجندة اليمين الإسرائيلي، الذي يسعى إلى ترحيل المشكلة الفلسطينية إلى الأردن، وهو الأمر الذي قد يؤدّي إلى مشكلات داخلية، لكنّه، في المقابل، وفقاً لأنصار هذا الخيار، يضمن حلولاً استراتيجية لمشكلة الأردن الاقتصادية، بخاصة ما يتعلق بالبطالة والاستثمار، ويساعد على تأمين عشرات الآلاف من الفرص للشباب الأردني، وربما إعادة تدفّق المساعدات الخليجية، لكنه يضع الأردن في دور تابع وثانوي في أيّ تحالف أو تشكّل إقليمي على هذه القاعدة. 
الخيار الاستراتيجي الثالث مزيج من الخيارين الثاني والأول؛ بمعنى الحفاظ على بعض المواقف الحيادية في السيناريو الأول، ورفض التخلي عن مواقف أساسية في القضية الفلسطينية، والقبول بالانخراط في مشروعات اقتصادية وخدماتية واستثمارية ضمن مشروعات المحور الإقليمي الجديد، والولوج في توافقات والتزامات دفاعية في مواجهة النفوذ الإيراني، أيّاً كان سيناريو العلاقة بين إيران وأميركا ودول المنطقة الأخرى.
بالطبع، ثمة تفصيلات عديدة في كل من السيناريوهات والخيارات الاستراتيجية السابقة، وهنالك في المقابل شعور بتراجع الدور الإقليمي الأردني لدى بعضهم، إلّا أنّ هنالك إشارات ورسائل أخرى تؤكّد على أهمية هذا الدور وبقائه وإنْ بصيغ أخرى، وما يعزّز ذلك حالة الاستقرار والأمن التي يتحصل عليها الأردن في إقليم ملتهب ومليء بالنزاعات والصراعات والأزمات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الأردن وطوفان الأقصى.. أبعاد التأثّر والتأثير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: تقرير حالة البلاد-
انتقل الى: