منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Empty
مُساهمةموضوع: ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة   ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Emptyالخميس 18 يناير 2024, 6:00 am

ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة


عملية "طوفان الأقصى" التي حدثت في السابع من أكتوبر 2023م، تستحق كل ما قيل فيها وكُتب عنها، وما سيقال ويكتب في المستقبل، من إشادة وتقدير، وهي لو وجدت الإرادة الكافية للاستثمار فيها لشكّلت منعطفًا تاريخيًا يقود إلى تغيير الواقع السياسي للعديد من الدول العربية والإسلامية في المنطقة، ولكانت بداية النهاية لحقبة من الهيمنة والاستعمار والعربدة في المنطقة كلها.


وهي بقدر ما تمكّن من خلالها الشعب الفلسطيني من إعادة تقديم صورته العظيمة وقدرته الهائلة على الصمود وإنتاج مقاومة فذّة استثنائية، كشفت عن طبيعة الاحتلال الإسرائيلي، ومدى الضعف والهشاشة اللذين يعاني منهما على أكثر من صعيد.


بعد مرور ما يزيد على 100 يوم على هذه المعركة، لا بدّ من تسليط الضوء على عدد من الثغرات المرافقة للمعركة والتي تستدعي التحرك الفوري لسدّها ومعالجتها، إن لم يكن من أجل دعم المقاومة الفلسطينية والنضال المشروع للشعب الفلسطيني، فاستجابة للضمير الإنساني والقيم الدينية والقومية لوقف هذه المجزرة المفتوحة والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش فاشيّ تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية، وتحدَّى وما زال كل المؤسسات الدولية. وأيضًا لمحاولة التذكير بالواجب من جهة، وبالفرصة التي ما زالت قائمة للاستثمار في تلك المعركة الاستثنائية.


ولعلّ من أبرز الثغرات في المشهد المصاحب للموقف البطولي في قطاع غزة ما يلي:


أولًا: عدم انخراط كافة المكونات الفلسطينية في المعركة، والمقصود هنا الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 والشعب الفلسطيني في الشتات، حيث ما زالت مساهمة هذه المكونات في المعركة محدودة ولا ترقى إلى المستوى المطلوب الذي يجعلها تساهم مساهمة مباشرة وفاعلة في تحقيق إنجاز وطني فلسطيني نوعي.
مع أن طول أمد المعركة ينبغي أن يشكل حافزًا ومبررًا موضوعيًا لهذه المكونات للانخراط في المعركة، بغضّ النظر عن الآليات والوسائل والأدوات، بما يراعي ويتلاءم مع طبيعة كل منطقة جغرافية وكل مكوّن فلسطيني.


لكن من غير المنطقي أن يبقى دورها مقتصرًا على التضامن والمساهمة المعنوية، ينبغي أن يكون هنالك انخراط واضح ومباشر ومؤثر في هذه المعركة. ولعل هذه من أهم الأزمات التي عانى منها النضال الوطني الفلسطيني على مدى عقود طويلة، إذ لم تتمكن قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية، ولو لمرة واحدة، من أن تجند كل مكونات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في معركة مشتركة في مواجهة الاحتلال.


هذه الأزمة يجب أن يضعَ الفلسطينيون لها حدًا ويخططوا جيدًا لخوض مواجهاتهم بشكل موحد ومتكامل ومنسق في معركة تحرير أرضهم ونيل استقلالهم ومواجهة هذا العدوّ الفاشيّ.


ثانيًا: الأداء السياسي للقيادة الرسمية الفلسطينية. "م ت ف والسلطة الفلسطينية"، فمما تعانيه هذه المعركة الثغرة الكبيرة في أداء المستوى السياسي، حيث إن القيادة السياسية الفلسطينية الرسمية -والمقصود هنا قيادة منظمة التحرير وما لديها من سلكٍ دبلوماسي وممثلين ومؤسسات- تبدو غير منسجمة تمامًا مع المعركة، ولا تتعامل معها بما تستحقّ.
ففيما يخوض الشعب الفلسطيني معركةً غير مسبوقة في تاريخه بكل بسالة وصمود، وتبدع حركات المقاومة في الميدان، تُظهر القيادة السياسية عجزًا كبيرًا في الأداء، ينمّ عن انفصال عن الواقع، وانعزال عن حركة الشعب الفلسطيني. ولعلّ هذه المعضلة من الأسباب التي تطيل في أمد هذا العدوان، وهذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني.


إن الوقت ما زال متاحًا والضرورة ما زالت ملحّة لتحرك وأداء سياسي يرقى لمستوى هذه المواجهة، فلمُّ الشمل الفلسطيني أولًا، والتحرك على المستوى العربي والإسلامي والدولي للجم هذا العدوان ابتداءً، ومن ثم للاستثمار فيه سياسيًا بما يخدم التطلعات والحقوق الوطنية الفلسطينية- واجبُ اللحظة.


ثالثًا: الانقسام الفلسطيني: الانقسام الفلسطيني أيضًا ثغرة كبيرة في المشهد، وهي نقطة ضعف كبيرة للفلسطينيين، يستثمر فيها الاحتلال بشكل كبير. تسانده في ذلك الولايات المتحدة الأميركية أيضًا، التي استثمرت في هذا الموضوع منذ بداية الحرب، وهي تبذل جهودًا كبيرة، وتتحدث بشكل علني وصريح حول ضرورة الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية، ونزع كل فتيل قد يقود إلى تأجيج الأوضاع فيها. وهذا يعني بطريقة أو بأخرى العمل على ضمان استمرار الانقسام الفلسطيني.
الانقسام الذي أخذ أشكالًا جغرافية وسياسية وميدانية، فتحوّل إلى انقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين حركتي حماس وفتح، أو بين المقاومة والقيادة السياسية، وهو ما ينبغي الالتفات جيدًا إليه.


إذا كان في ظل هذه الدماء الغزيرة وهذه المجازر التي لا تتوقف لا يستطيع الفلسطينيون تجاوز انقساماتهم، فمتى يمكنهم ذلك؟. إذا كانت كل هذه التضحيات وهذا الصمود وهذه البطولة وهذا الالتفاف العالمي حول القضية الفلسطينية لا تدفع القيادات الفلسطينية لتجاوز الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وإنجاز الوحدة فما الذي يمكنه فعل ذلك؟ وأين القوى والفصائل والنقابات والاتحادات الفلسطينية من هذا الأمر؟، لماذا لم نشهد أيَّ تحرك ضاغط لإنجاز الوحدة وللمساهمة في حماية الشعب الفلسطيني ومقاومته ومنجزاته المحتملة من هذه المعركة؟.


رابعًا: غياب الظهير العربي والإسلامي الرسمي، وضعف التفاعل الشعبي: لا أحد يمكنه تصور حجم الألم والمرارة التي يشعر بها الفلسطيني، وبالذات في قطاع غزة، نتيجة الخِذلان والضعف في المواقف العربية والإسلامية الرسمية.
ورغم ما يظهره الفلسطينيون بشكل عام، وقادة المقاومة بشكل خاص من تعالٍ على الجراح وحرصٍ في التعامل مع العرب والمسلمين، حيث يستمرون في مناشدتهم وشكرهم والإشادة ببعض مواقفهم على ضعفها، فإنَّ حجم ألمِهم وشعورهم بالمرارة كبير جدًا. فلم يتصور أحد أن يصل الضعف إلى حد أن أمّة يزيد عددها على مليارَي إنسان ولديها من الإمكانات والمقدرات الكثير، تعجز عن مدّ يد العون لشعب مضطهد، هو بالأساس يقاتل نيابةً عنهم ودفاعًا عن مقدساتهم.


هذه الأمة تعجز عن تقديم الدعم على الأقلّ في الشقّ الإنساني منه. لقد استبشر البعض خيرًا باجتماع منظمة التعاون الإسلامي، لكن سرعان ما خاب الظن. هذا العجز الذي يظهره العالم العربي والإسلامي، إن استمر على حاله فسيكون العالم العربي والإسلامي أمام حقبة جديدة من الهيمنة الأميركية والعربدة الصهيونية قد تستمرّ لعقود قادمة.


النقطة الخامسة والأخيرة: عدم وجود دعم عسكري للمقاومة، فالاختلال هائل في موازين القوى العسكرية؛ نظرًا للانحياز الغربي المطلق للاحتلال، وعدم جرأة أي من الدول العربية والإسلامية أو حتى القوى الدولية المؤمنة بالحق الفلسطيني والمؤمنة أيضًا بالحقوق والقيم الإنسانية كالحرية والعدالة والحق في تقرير المصير والحق في مقاومة الاستعمار، على تقديم دعم ملموس ومباشر ومادي للمقاومة الفلسطينية، بما يساعد في ردم هذه الفجوة الكبيرة في الإمكانات والقدرات العسكرية.
إن التوازن القائم في الميدان اليوم، رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية، يعود إلى البطولة والصمود والثبات الفلسطيني، ولعلّ الذي أحدث فارقًا كبيرًا ورجّح معادلة الميدان لصالح المقاومة الفلسطينية هو الإنسان الفلسطيني المقاوم والاستثنائي، الذي يقاوم بكل بسالة وبالحد الأدنى من المقومات المادية والعسكرية ويلحق كل هذه الخسائر بجيش مدجج بالأسلحة -ومدعوم من أعتى القوى الدولية، وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، التي دشنت جسورًا جوية وبحرية لإمداده بالذخيرة والسلاح- ويحرمه من إنجاز أيّ من أهدافه في هذه الحرب. فكيف سيكون الحال لو دُعمت المقاومة عسكريًا وأُسندت من بعض أشقائها!


إنَّ استمرار وجود هذه الثغرات يشكل خطرًا ليس فقط على قطاع غزة، شعبًا ومقاومةً، بل وعلى مستقبل القضية الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، وإن استمرار مواقف الأطراف المختلفة -آنفة الذكر على ما هي عليه- سيسجل على أنه تخاذل وتخلٍّ عن المسؤولية الدينية والوطنية والقومية والأخلاقية في لحظة تاريخية فارقة، وسينعكس على تلك الأطراف ومستقبلها، في المديَين: المتوسط والبعيد، سواء بتفاعل عوامل داخلية أو خارجية مرتبطة بدول الهيمنة في العالم.


إن حديثَ الاحتلال عن المرحلة الثالثة من الحرب والتي يمكن أن تستمرّ لأشهر أو أكثر، يفتح المجال أمام انخراط الفلسطينيين في كلّ مكان في موجة مقاومة طويلة مع الاحتلال تشبه الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، يمكن أن تقود إلى هزيمة الاحتلال وإنجاز بعضٍ من الحقوق السياسية الفلسطينية، وتدفع العالم للإقرار بضرورة حلّ القضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز الفلسطينيين وقضيتهم.


كما أنها قد تشكل فرصة لكل الشعوب والدول العربية لتعيد حساباتها وتعدّل مواقفها بما ينسجم مع واجباتها الدينية والقومية والإنسانية، وبما يخدم مصالحها ومستقبلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة   ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Emptyالخميس 18 يناير 2024, 6:01 am

عواقب نجاح إسرائيل في حربها على غزة
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّ الرد الإسرائيلي على معركة "طوفان الأقصى" سيستغرق وقتًا وسيغير وجّه الشرق الأوسط. فما الذي قصده بذلك؟ وماذا يعني نجاح الاحتلال في تحقيق أهدافه في قطاع غزة والتي أعلن أنها تتمثّل في اجتثاث حماس وقوى المقاومة؟


لا شكّ أن الضربة التي تلقّاها الاحتلال أثرت ليس على معنويات جنوده ومجتمعه فحسب، وإنما أحدثت أيضًا خللًا كبيرًا في موازين القوى في المنطقة، وأعطت إشارة إلى أن هذه الدولة قابلة للهزيمة عندما تتوفر الإرادة والتصميم والقدرة. ولكن كيف يمكن أن تكون الصورة لو تمكّن جيش الاحتلال بالدعم والانحياز الغربي غير المحدود، بل والشراكة الأميركية الكاملة، في إنجاز أهدافه بإعادة احتلال قطاع غزة والتخلّص من قوى المقاومة وعلى رأسها حركة حماس؟


إسرائيليًا، يعني ذلك استعادة صورتها التي رسمتها منذ نشأتها كصاحبة الحضور والنفوذ والتفوق النوعي في المنطقة، وأنّ جيشها قوي لا يمكن العبث معه ولا يتسامح مع أي ضربات، ما يعني استعادة قدرتها على الردع وعودة الهيبة والاعتبار لفكرة "الجيش الذي لا يقهر". وهذا سيقود إلى التنكر الكامل للحقوق الفلسطينية ووضع خطة سموتريتش التي تعرف بخطة "حسم الصراع" موضع التنفيذ، عبر إعادة تهجير من تبقّى من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع لصالح المشروع الصهيوني.


من مصلحة دول المنطقة الوقوف خلف المقاومة الفلسطينية والحيلولة دون الانقضاض عليها وإضعافها، مهما كانت اختلافاتها معها، لأن الضرر سيعمّ الجميع، ولأن المقاومة بشكل من الأشكال تعتبر سندًا وحاميًا ليس فقط للفلسطينيين، وإنما للأمن القومي لعدد من الدول العربية.


وفلسطينيًا، يعني ذلكَ تجريد الشعب الفلسطيني من كلّ ما أنجزه خلال السنوات الماضية، ليس فقط من بنية وطنية نوعية في قطاع غزة بما فيه من قوى المقاومة، التي باتت يُحسب لها الحساب، وإنما سيمتد ليصل إلى ما يعتبر (نواة لكيانية سياسية)، وأقصد هنا السلطة الفلسطينية، فرغم كل ما يمكن أن يقال عن هشاشتها وضعفها وسوء أدائها، إلا أنها تظل غير مرغوبة من اليمين الصهيوني الحاكم. بل إن الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية سيكون مهددًا بشكل جِدي، وقد يجد فلسطينيو الضفة الغربية وحتى فلسطينيو 48 أنفسهم، مهددين بالتهجير والإبعاد إلى دول أخرى وبالذات إلى المملكة الأردنية الهاشمية.


وعربيًا، وخاصة في مصر والأردن، فإن تحقيق أهداف الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما هدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سيشكل خطرًا إستراتيجيًا على الأمن القومي المصري، وسيخلق أزمة عميقة لها، إذ سيفرض على مصر أن تتولى ملف الفلسطينيين بشكل عام، وملف قطاع غزة على نحو خاص. كما ستصبح المملكة الأردنية، مرشحة لاستقبال ثلاثة إلى أربعة ملايين فلسطيني من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، لتتحقق مقولة اليمين الصهيوني الفاشي التاريخية بأن (الأردن هي فلسطين)، وسيتم تنفيذ سياسة الوطن البديل وإقامة كيان فلسطيني في الأردن وَفقًا لخطة سموتريتش لحسم الصراع. بما يعني تقويض المملكة الأردنية وتغيير بنية البلد على أكثر من مستوى وبشكل جذري.


أمّا ما يعرف بـ "محور المقاومة" فوجوده على المحك، فدوره سينتهي إذا انتهت المقاومة في قطاع غزة، ولا سيما أن معنى هذا المحور ومغزاه مستمدان من الحديث عن القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بل إن مصطلح "المقاومة" في المنطقة تم صكّه استنادًا إلى مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يطلقَ على نفسه صفة "مقاوم" أو يتحدث عن المقاومة إن لم تكن القضية الفلسطينية والفلسطينيون في المركز. ويعني غياب أو كسر شوكة قوى المقاومة الفلسطينية، أنّ هذا المحور بلا قيمة أو وجود أو شرعية، ليس على مستوى ارتباطه بالقضية الفلسطينية فحسب، بل إنه سيخسر خسارة كبيرة على مستوى الدول التي يوجد فيها، لأنه استمد جزءًا من شرعيته في تلك الدول لموقفه الداعم للمقاومة الفلسطينية، وليس استنادًا إلى الاعتبارات الداخلية أو القُطرية وحدها.


وسيعني ذلك أن النفوذ الإيراني في المنطقة سيتأثر، فشعار: "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" الذي ترفعه هي  وحلفاؤها في المنطقة، يستند بشكل أساسي إلى دعم المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وإذا ما حيّدت إسرائيل قوى المقاومة فإن مبرر هذا النفوذ الإيراني في كثير من دول الإقليم قد انتهى، ولن يبقى تفسير له سوى التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، تحقيقًا لأهداف إيرانية محضة وسيكون خاليًا من أي رسالة، وهو ما يشكل تحديًا حقيقيًا لإيران.


أخيرًا؛ فإن من أخطر نتائج تحقيق إسرائيل أهدافَها، هي الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإعادة الاعتبار لها، والتأكيد مجددًا أنها صاحبة الكلمة العليا واليد الطولى في المنطقة. وأن كل حديث عن تراجع دورها ونفوذها وما يستتبعه من محاولات تمرّد عليه يصبح كلامًا بلا معنى. ولا يؤثر هذا على الفلسطينيين وحدهم، وإنما على الدول والقوى الصاعدة في المنطقة، وأيضًا على القوى الدولية التي ترغب أن يكون لها دور ونفوذ على المستوى الدولي، ما يعني أن ذلك سيشكّل رسالة عملية للصين وروسيا، وأي دولة طامحة أخرى، بأن زمن هذه الطموحات لم يحِن بعد.


لهذه كله يجب ألا يتمكن العدو الصهيوني من إنجاز أهدافه، ويجب على كل القوى والدول المتضررة من هذا الموقف المساهمة في لجم العدوان ووقف الحرب الهمجية. كما يجب الحيلولة دون إعادة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أي دولة كانت، وليس فقط إلى مصر. ويقتضي هذا تنحية الخلافات، بين بعض دول الإقليم والمقاومة الفلسطينية، جانبًا، فمن مصلحة تلك الدول الوقوف خلف المقاومة الفلسطينية والحيلولة دون الانقضاض عليها وإضعافها؛ لأنها بشكل من الأشكال تعتبر سندًا وحاميًا ليس فقط للفلسطينيين وإنما للأمن القومي لعدد من الدول العربية.


إن ضمان عدم تهجير الفلسطينيين واستمرار المقاومة الفلسطينية، حتى وإن تمكّن العدو الصهيوني من إلحاق الأذى الكبير بالفلسطينيين تدميرًا وقتلًا، يعني فشل هذه الحرب، وتثبيت صورة النصر التي تحقّقت في الأيام الأولى، ويعني أيضًا أن الكيان الصهيوني سيبقى عاجزًا عن التدخل في الشؤون العربية وفي شؤون الدول المختلفة في الإقليم، وإلا فالكل متضرر من هذه المعركة إذا انتصر فيها الاحتلال الإسرائيلي والنفوذ الأجنبي والهيمنة الأمريكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة   ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة Emptyالخميس 18 يناير 2024, 6:01 am

معركة طوفان الأقصى.. المقاومة الفلسطينية تضع الأمور في نصابها


تأتي معركة طوفان الأقصى في ظل بيئة عربية وإقليمية ودولية غير مواتية، لا بل تحولت مع مرور الوقت الى بيئة غير صديقة للفلسطينيين ولمقاومتهم، وتعمل كلما مر الوقت لصالح الاحتلال الصهيوني، في ظل استمرار للانحياز الغربي، وبالذات الأميركي، الوقح للاحتلال رغم فاشيته وعنصريته وتطرفه الواضح.


وهي أيضا معركة في مواجهة حكومة دينية يمينية فاشية تضم غلاة المتطرفين الصهاينة الذي يتنكرون ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني، بل ينكرون وجوده ويدعون علانية لطرد من تبقى منه على الأرض الفلسطينية وتهجيرهم وإلى حرق وإبادة القرى والمدن التي يخرج منها المقاومون.


حكومة تزداد غطرسة وإجراما بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وبالذات في المسجد الأقصى كل يوم يحفزها ويوفر لها الغطاء، بالإضافة للرعاية الدولية، موجة التطبيع العربي وتنامي العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول عربية وإسلامية.


هذه المعركة ستكون قاسية وسيمارس فيها الاحتلال كل ما يستطيع من قتل وتدمير وتخريب وستقف خلفه قوى الظلم والإجرام في العالم، لكن ذلك لا يعني أبدا أنه سيكون قادرا على تحقيق أهدافه أو كسر شوكة الفلسطينيين ومقاومتهم


هذه البيئة السياسية رسمت مشهدا بدا فيه الفلسطيني وحيدا في مواجهة دولة الاحتلال، وجرت محاولات كثيرة لاستغلال ما اعتقد البعض أنه ضعف لفرض تسويات مهينة عليه وتحويل قضيته الوطنية المقدسة والعادلة إلى مطالب اقتصادية ومعيشية، عبر عنها البعض بتحسين ظروف الحياة للفلسطينيين. وهو ما أشعر الفلسطينيين بالاستخفاف والإهانة، فكان محفزا للشباب الفلسطيني للثورة والانتفاض في الضفة الغربية، مخيماتها وقراها ومدنها، فكانت جنين وعرين الأسود وشباب الثأر وغيرها.


غير أن هذه الهبة المفاجئة من جيل الشباب الذي حاولت مشاريع كثيرة ترويضه على مدى العقود الثلاثة الماضية لم يكن كافيا لردع الاحتلال ولجمه ووقف إجراءاته الدموية اليومية. فكانت معركة طوفان الأقصى التي أعلن القائد العام انطلاقها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول لتشكل محطة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.


ورغم أننا ما زلنا في بداية المعركة، التي وصفت بحق من قبل الكثير من المحليين بأنها استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني، ولم يتضح بعد كيف يمكن أن تتطور في الأيام والأسابيع القادمة، فإننا يمكن أن نسجل الملاحظات الآتية:


البراعة في اختيار التوقيت، حيث ما زال هذا الشهر يحمل في العقل والوعي العربي والفلسطيني مخزونا كبيرا من الكرامة والعزة والفخر، فقد كانت معركة أكتوبر 1973 محطة فاصلة بين الهزيمة وإمكانية النصر وبين العربدة والتفوق الصهيوني والبطولة والتضحية والكبرياء العربي، فنجحت القسام في إعادة الاعتبار لكل معاني الكرامة والعزة والقدرة والنصر لدى الفلسطينيين والعرب، وفي الوقت ذاته فتح نافذة للعقل الصهيوني على ذاكرة مكتظة بالهزيمة والضعف والإذلال والخوف في المستقبل.
العبقرية في التخطيط والتكتيك العسكري ومباغتة جيش الاحتلال وأذرعه الأمنية والاستخبارية واختيار ساعة صفر قاتلة لبدء المعركة، فكانت صبيحة يوم نهاية الأعياد ونهاية الأسبوع، وتوضح المشاهد القادمة من المعركة حالة الجنود في تلك الساعة بالتحديد.
التفوق النوعي الذي أظهرته كتائب القسام تدريبا وتخطيطا وإدارة وإقداما وقدرة على التنفيذ المحكم لما خططوا له، وصولا إلى نتائج أذهلت العدو وفاجأت الأصدقاء.
كشف مدى هشاشة وضعف جيش الاحتلال على أكثر من صعيد، وبالذات على مستوى الأفراد والمقاتلين.
شكلت هذه المعركة لدى الكثيرين سيناريو مصغرا لمعركة التحرير الممكنة، وأحدث كياً لوعي طرفي الصراع، فعلى الصعيد الفلسطيني، ستعيد هذه المعركة للفلسطيني ولمناصريه الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على الانتصار ودحر الاحتلال وستحرر العقل العربي والإسلامي من وهم التفوق الإسرائيلي، وعلى الصعيد الصهيوني ستفقد هذه المعركة المجتمع الصهيوني بمكوناته المختلفة الثقة في نفسه وفي قدرته على الاستمرار في احتلاله وغطرسته، وستجعل جنوده يفكرون كثيرا قبل التقدم في أي جبهة كانت. كمان أنها ستفقده الثقة في قيادته العسكرية والسياسية مما سيكون له آثار كبيرة على المديين القريب والبعيد.
تثبت معركة طوفان الأقصى أن القضية الفلسطينية لها حماة، وأنها ليس حمى مستباحا يتصرف بها أو يتحدث باسمها كل من يشاء وبما يشاء، وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يمكن أن يفرطوا بوطنهم وبقضيتهم وبحقوقهم المشروعة حتى وإن تركوا لوحدهم، فهم حراس وطنهم وحماة حماهم. وما زالوا يثقون بقدراتهم وبدعم وإسناد شعوب الأمة والقوى الحية فيها، مما يدفعهم للتضحية بكل ما يملكون إذا ما تهدد الخطر مقدساتهم أو قضيتهم.
إن التطبيع والعلاقات الاقتصادية مع دولة الاحتلال لن تجلب سلاما ولا أمنا، وإن المسار الوحيد الكفيل بضمان الاستقرار والأمن والهدوء في المنطقة هو الإقرار بالحقوق الفلسطينية وتحقيق طموحاتهم الوطنية ودحر الاحتلال. وهي رسالة للمطبعين بأن الكيان الصهيوني لا يعوّل عليه ولا يصح ولا يصلح اتخاذه حليفا أو التوقع بأنه يمكن أن يشكل سندا لأي من دول المنطقة.
إننا أمام نموذج فلسطيني مقاوم مختلف، وأن المقاومة بقيادة كتائب القسام تشكل حالة فلسطينية غير مسبوقة على الأرض الفلسطينية، فهي جادة صادقة مؤمنة تماما بما تفعل وعاقدة العزم على التحرير لا تظهر في هذا الطريق أي تردد أو تهاون. وهو ما جعل الفلسطينيين في كل مكان يلتفون حولها ويهتفون باسمها وباسم قائدها.
بلا شك، إن هذه المعركة ستكون قاسية وسيمارس فيها الاحتلال كل ما يستطيع من قتل وتدمير وتخريب وستقف خلفه قوى الظلم والإجرام في العالم، لكن ذلك لا يعني أبدا أنه سيكون قادرا على تحقيق أهدافه أو كسر شوكة الفلسطينيين ومقاومتهم، لأن سلسة الحروب في السنوات الأخيرة قد برهنت على أن زمن الحروب الخاطفة والرادعة التي كانت تخوضها إسرائيل قد ولّى إلى غير رجعة، وأن هذا الجيش لم يعد قادرا على حماية معسكراته ومقراته وتحرير أسراه، فضلا عن قدرته على إلحاق الهزيمة بعدو أو ردع شعب صاحب حق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ثغرات لا بدّ من سدها في جدار الصمود الفلسطيني في غزة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يوم الأرض الفلسطيني كيف بدأت الحكاية الصمود والبقاء
»  حين يحدث الفلسطيني صدمة..في جدار الوعي اليهودي
» ثغرات في قانون المالكين والمستأجرين
» الكويت.. افتتاح مؤتمر بعنوان فلسطين واستدامة الصمود
»  فلسطينيو 1948: معركة الصمود والهوية والدور الوطني…

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة :: حركات التحرر والمنظمات والفرق العسكريه-
انتقل الى: