نصف كتيبة في جيش الاحتياط الإسرائيلي يرفض دخول غزة
رفض نحو نصف جنود كتيبة في جيش الاحتياط الإسرائيلي، التي استدعيت في إطار إقامة لواء جديد، الدخول إلى قطاع غزة، بحسب ما كشفته إذاعة “كان ريشت بيت” العبرية، اليوم الأربعاء.
وذكرت الإذاعة أنه تم استدعاء الجنود من أجل تشكيل لواء جديد في جيش الاحتلال، يقوم بمهام حماية في مناطق غلاف غزة والضفة الغربية المحتلة. وتابعت الإذاعة أن الجنود غادروا الكتيبة بموافقة الضباط المسؤولين عنهم، بعد أن تبين أن الجيش يعتزم إدخالهم إلى قطاع غزة للقيام بمهام قتالية لم يتم تأهيلهم لها.
وأوضحت الإذاعة أنه تم استدعاء الجنود نهاية الشهر الماضي، مشيرة إلى حالة من الفوضى في الكتيبة المذكورة على المستوى التنظيمي، وعدم وجود نائب لقائد الكتيبة، ونقص في الضباط، ونقص كبير في الأسلحة والوسائل القتالية، وكذلك المستلزمات الطبية والمسعفين، بالإضافة إلى وجود أسلحة غير صالحة للاستخدام.
ويدور الحديث عن لواء جديد يحمل اسم “هشومير”، ويعني الحارس، يركّز جهوده على عمليات دفاعية كجزء من استخلاص الاحتلال للعبر، عقب عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتابعت الإذاعة أن جنود الاحتياط الذين استُدعوا للتدريب قبل إقامة اللواء، وجّهوا انتقادات لاذعة بشأن الفجوات الخطيرة في العتاد، والمهنية، ونقص الموارد البشرية.
وفي مرحلة معينة، قام عدد منهم بترك التدريبات بسبب غياب الثقة بالكتيبة والنقص في الوسائل المطلوبة. ونقلت الإذاعة عن بعضهم قولهم: “لسنا مستعدين لتحمل المسؤولية”.
ولاحقاً، فوجئ الجنود بأنه تقرّر إدخال الكتيبة إلى قطاع غزة من أجل القيام بعمليات “تطهير” منازل في عمق القطاع، دون تجهيزهم مسبقاً لذلك.
ودخل قائد الكتيبة مع عدد من الضباط إلى قطاع غزة من أجل التصديق على خطط مع قائد اللواء الذي ستنضم إليه الكتيبة في القطاع. وفوجئ قائد اللواء المتواجد في القطاع، بحجم القوات الصغير، ولكنه في نهاية المطاف صدّق على الخطة.
بعد ذلك، جمع قائد الكتيبة الجنود، وأبلغهم بأنهم سيدخلون إلى قطاع غزة لمهمات “تطهير” منازل، والبحث عن أسلحة وفتحات أنفاق، ما أدى إلى جلبة كبيرة، قال قائد الكتيبة بعدها إن من يشعر بأنه غير مستعد يمكنه المغادرة.
وبناءً على شهادات الجنود التي أوردتها الإذاعة، فقد غادر نصف جنود الكتيبة بموافقة الضباط.
ونقلت الإذاعة عن أحدهم قوله: “تلقينا أمر التجنيد واستجبنا لذلك. أخبرونا بأن تخصّصنا سيكون حماية البلدات، وبعد نحو أسبوع من التدريبات التي تمّت بطريقة مروّعة، وبدون ذخيرة، ولا ضباط، قيل لنا فجأة إن هناك أمراً بأن الجيش الإسرائيلي يحتاجنا لدخول القطاع لتطهير المنازل. لقد صُدمنا. جميعنا جنود مقاتلون. أنا شخصياً كنت في لواء ناحل، وباقي الجنود من ألوية مشاة سابقة، لكننا لم نقم منذ سنوات بمهام في الاحتياط. حصلنا على سلاح إم 16، تفكك بين أيدينا، ولم تكن هناك ذخيرة للتدريبات. لقد جمعنا الرصاص عن الأرض لكي يكون لدينا ما نستطيع إطلاقه”.
ونقلت الإذاعة عن جندي آخر قوله “هناك أشخاص تدرّبوا بدون زي عسكري. وهناك جنود لم يحصلوا في البداية على قمصان أو نعال. الوسائل التي كانت متوفرة لم تكن وسائل مناسبة للتدريبات. اللواء الذي كان يُفترض أن يضم أربع كتائب بالكاد وصل إلى كتيبة ونصف. ليس مفهوماً كيف أرادوا ادخال قوة كهذه غير مؤهلة بتاتاً إلى قطاع غزة”.
والدة أسير إسرائيلي تتهم الجيش بقتل ابنها بغاز سامذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "الجيش الإسرائيلي، فشل من تأكيد سبب وفاة الأسيرين الإسرائيليين القتيلتين في غزة، رون شيرمان ونيك بايزر"، حسبما أكد الجيش في بيان له الأربعاء.ووفق صحيفة /جروزاليم بوست/ الإسرائيلية، فقد "وصل ممثلون عن الجيش الإسرائيلي إلى عائلات الجنديين الأسيرين الرقيب. رون شيرمان والعريف. نيك بيزر، لإبلاغهم بالنتائج المتعلقة بظروف وفاتهم في أسر حماس في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء".وانتشل الجيش الإسرائيلي جثتيهما من نفق تابع "للقسام" في جباليا في 14 ديسمبر 2023. وبالقرب من مكان جثتيهما، كان جيش الاحتلال هاجم نفقا "استشهد فيه قائد الفرقة الشمالية للقسام أحمد الغندور".وأظهر التحقيق أنه "في وقت الهجوم، لم يكن الجيش الإسرائيلي على علم بوجود اسري إسرائيليين في المنطقة"، كما أن "القوات التي عثرت على جثتي الأسيرين أثناء عمليات التفتيش في النفق لم تكن لديها معلومات مسبقة عن وجودهما".ونشرت والدة رون شيرمان منشورا مساء الثلاثاء، اتهمت فيه الجيش الإسرائيلي بقتل ابنها عن طريق الخطأ.ووفقا للأم، قام "الجيش الإسرائيلي بملء النفق الذي كان محتجزا فيه بالغاز، مما أدى إلى وفاة ابنها مسموما". مضيفة: "حاول رون استنشاق الهواء لكنه لم يستنشق سوى سم الجيش الإسرائيلي".وادعت الأم أنها “وجدت أن لديه أيضًا عدة أصابع مهروسة، على ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للخروج من قبر السم الذي دفنه الجيش الإسرائيلي فيه عندما حاول استنشاق الهواء، لكنه لم يستنشق سوى سم الجيش الإسرائيلي".وأضافت: "لا مستقبل لهذا البلد إذا كان هذا ما فعلوه به بعد أن تخلوا عنه في ذلك السبت. ماذا كان القرار لو كان ابن بيبي هناك في النفق أو حفيد غالانت؟ أو ابن هيرتزي هاليفي؟ هل كانوا سيتسممون أيضاً بقنابل الغاز؟”وبحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، فإن تقرير التشريح يظهر عدم العثور على أي علامات إصابة أو طلقات نارية على جسدي الأسيرين، وبالتالي فإنهما لم يقتلا نتيجة إصابة مباشرة خلال الهجوم.وتابع البيان: "نظرا لحالة الجثث لا يمكن تحديد سبب الوفاة، وفي هذه المرحلة لا يمكن استبعاد أو تأكيد أنهم قتلوا نتيجة اختناق أو تسمم".وأشار إلى أنه "تم أخذ العينات لإجراء المزيد من اختبارات السمية، والتي قد تكشف عن المزيد من التفاصيل لاحقا".ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع.