هل فات الأوان لإنقاذ إسرائيل؟
يرى الكاتب آرثر غرين في تايمز أوف إسرائيل أن نفس القوة العقلية التي خلقت دولة إسرائيل قادرة على أن تبني "أمة
ناجية". فكيف يرى السبيل إلى ذلك؟
يردد معظم الإسرائيليين على مسامعنا سؤالا مفاده: هل فات الأوان لإنقاذ دولة إسرائيل من خصومها ومن نفسها؟ والجواب
ليس واضحا. أسمع كثيرين يقولون بهدوء: ربما يكون الأمر كذلك.
إن هذا اليأس مدمر، وأعرف أنه بسبب الصدمة العميقة من هجمات 7 أوكتوبر. لكن الإسرائيليين غير مستعدين أيضا للإجابة
عن سؤال مهم آخر وهو: ماذا يفترض بنا أن نعمل الآن؟ إذ أن أكثر ما يخيفهم هو قناعتهم بأن حماس ستبيدهم، وأنه لا
سبيل للتفاوض مع جماعة مؤدلجة ومستعدة لخوض حرب لا نهائية. وبعضهم يردد عبارة نتنياهو الفظيعة "الحل الوحيد هو
جز العشب".
والمشكلة التي تخيف الإسرائيليين أيضا هو عدم وجود بلد أم يعودون إليه. فهناك جالية يهودية كبيرة في الشتات ولكن هذا
ليس حلا. وكان هناك بعض التقارير التي تفيد بقيام إسرائيليين بشراء أراض في اليونان والبرتغال، ولكن بالمقابل هناك
أعداد كبيرة من المغتربين عادوا إلى إسرائيل بعد الهجمات ليكونوا مع عائلاتهم. وهذا يدل على أن جذور الإسرائيليين
مغروسة بقوة في إسرائيل، وهم غير مستعدين للذهاب إلى مكان آخر.
يرى الكاتب أن على إسرائيل أن تنظم أعظم مواردها؛ وهو رأسمالها البشري والفكري. إذا أن نفس القوة العقلية الني أنشأتها
أول مرة قادرة على أن تساعدها على النجاة من هذه الأزمة. ويشمل هذا الرأسمال البشري: مواطنين يهود وعرب، ومتدينين
وعلمانيين، وغربيين وشرقيين.
ويجب العمل على تحرير المفكرين والمبدعين من الاختناق الذي تديره مجموع سياسية من الفاسدين و"البلطجية". كما
يجب إجبار نتنياهو وعصابته من الوزراء على الخروج من السلطة، واستبدالهم بحكومة ائتلاف وسطي واسعة النطاق
للوصول لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إن هذا الحل الجذري يحتاج لدعم الولايات المتحدة والسعودية وحكومات دول الخليج والاتحاد الأوروبي. وسيتعين على
هؤلاء التعهد بتحقيق اتفاقيات السلام المستقبلية والضمانات العسكرية وتقديم الدعم الاقتصادي لحكومة الائتلاف الجديدة
على حل الصراع سياسيا. ويجب أن تتشكل هذه الحكومة من خلال استفتاء شعبي.
أما على الصعيد الفلسطيني، فيجب على كل من مصر والأردن أن يساعدوا في تشكيل فريق قيادة فلسطيني جديد بدلا من
حماس. ويشمل هذا الفريق جيلا من الشباب المثقفين من داخل السلطة الفلسطينية، والمثقفين الفلسطينيين من الشتات،
والفلسطينيين الإسرائيليين الراغبين في العمل كجسر.
ويجب على حكومات السلام أن تزرع بذور التعايش السلمي الذي يشمل عدم توسيع المستوطنات، واستعادة الأراضي
المستولى عليها بشكل غير قانوني، وحل الجماعات المسلحة، وإعادة بناء غزة.
ويطالب الكاتب أخيرا برفع الحصار عن غزة، لا سيما مايتعلق بالغذاء والماء والدواء. ويشدد على أن التعاليم تنص على
إطعام الجياع بغض النظر عن هويتهم. ويقول: لا نريد أن ينظر إلينا كشعب يجوّع عدوه لإخضاعه. هذه ليست شيمنا.
لحفظ ماء الوجه. إسرائيل أعلنت اكتمال العملية العسكرية في غزة
فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة، وستفشل في تحقيق هدفها الحقيقي الخفي. حول ذلك، كتب سيرغي
ليونوف، في "أرغومينتي إي فاكتي":
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل أكملت "المرحلة المكثفة" من هجومها البري في شمال قطاع غزة،
وستنتهي قريبا في منطقة خان يونس جنوب القطاع. ووفقا له، فقد هزم الجيش جميع كتائب حركة المقاومة الإسلامية
حماس.
ويقول العقيد ليفون أرزانوف، عضو هيئة رئاسة منظمة ضباط روسيا، إن بيان السلطات الإسرائيلية بشأن اكتمال المرحلة
النشطة من الأعمال القتالية محاولة لحفظ ماء الوجه. فـ "إسرائيل لم تحقق هدفها المعلن وهو التدمير الكلي لحماس. الجيش
الإسرائيلي، لا يسيطر على الوضع في غزة، بل لديه سيطرة مؤقتة على مناطق. ويعاني الإسرائيليون أيضًا من خسائر.
بالإضافة إلى وجود رهائن ما زالوا في الأسر. كل هذا يسبب اضطرابات في المجتمع. أدركت السلطات الإسرائيلية أنه لن
يكون من الممكن تدمير الفلسطينيين بالكامل بالوسائل العسكرية، لأن العالم العربي بأكمله يمارس الضغوط عليها. لذلك،
عليهم المغادرة مع الحد الأدنى من فقدان السمعة".
وبحسب ضيف الصحيفة، فإن سبب الصراع هو الخلاف على جرف الغاز في غزة. "يوجد هناك حقلان كبيران - تمار
وليفياثان - هذا ما تدور حوله الحرب. الآن، لا يجريالاستخراج بسبب الصراع الأبدي بين الطرفين. وعلى الرغم من أن
الحقلين قد تم تقسيمهما عمليا، إلا أنه كان من المفترض أن يذهب جزء من أموال تطويرهما إلى السلطة الفلسطينية، حيث
ستذهب الأموال منها إلى المقاومة الفلسطينية. لكن إسرائيل لا تستطيع أن تسمح للمقاومة بتلقي دعم مالي هائل. ولهذا
الغرض اندلعت الحرب،لتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والسيطرة على حقول الغاز. وحتى الآن، لم تنجح إسرائيل.
وبالنتيجة 24 ألف مدني في غزة قتلوا، بينهم أطفال كثيرون. هذا ثمن حروب الطاقة المتخفية تحت ستار النوايا الحسنة".