منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74817
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع   ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع Emptyالأربعاء 07 فبراير 2024, 1:10 am

يوثق التحقيق ازدواجية معايير الدولة الفرنسية في التعامل مع اللاجئين، إذ منحت الأوكرانيين بمجرد وصولهم الحماية المؤقتة وما يترتب عليها من حقوق تفتح لهم أبواب الحياة، بينما تحرم آخرين يتركون لقمة سائغة لمن يستغلونهم.
- تعتبر الطبيبة الأوكرانية كاتارينا كارالوفا نفسها محظوظة في فرنسا، إذ وجدت عملا في وقت قصير منذ وصولها في مارس/آذار عام 2022، مع ابنتها أدلينا ذات السبعة أعوام والتي تمكنت من الالتحاق بالمدرسة أيضا، لكن الأمر لا يخلو من منغصات إذ لم تتمكن بعد من إيجاد سكن ملائم قرب عملها بمركز صحي في مدينة فرساي قرب باريس، وما زالت تتنقل بين الأصدقاء، لكنها مع ذلك ترى حالها أفضل من ظروف باقي اللاجئين القادمين من أفغانستان، وسورية، والصومال، كما تقول لـ"العربي الجديد".
و"ما ساعد كارالوفا على إيجاد عمل رغم أن شهادتها غير معترف بها في فرنسا أنها وغيرها من اللاجئين الأوكرانيين يتمتعون بالحماية المؤقتة، وهذه الوضعية تلجأ إليها الدول في استجابة طارئة لحالات التدفق الجماعية للاجئين، والتي يفترض أن يستفيد منها جميع طالبي اللجوء الفارين من الحروب أو الأزمات الإنسانية، لكن الحال مختلف، إذ منحت فرنسا الأوكرانيين الفارين من الحرب مع روسيا الحماية دون غيرهم من الجنسيات، وبناء على ذلك لا يمرون بمرحلة تقديم طلب اللجوء، وهو إجراء طويل ومرهق جدا، في حين يحرم اللاجئون من جنسيات أخرى من كل الحقوق التي يتمتع بها الأوكرانيون، ويبقون في انتظار دراسة ملفهم إلى أن يتم قبوله"، كما تقول لـ"العربي الجديد" الناشطة إيراندا، رئيسة القسم القانوني بمنظمة خدمة اللاجئين اليسوعية (دولية تعنى بمساعدة اللاجئين).

سياسة تمييزية

بلغ عدد المتقدمين بطلبات لجوء إلى فرنسا 100 ألف شخص عام 2021، ويشكل الأفغان العدد الأكبر منهم بإجمالي 14475 حالة، ويليهم القادمون من ساحل العاج وعددهم 5298 طلبا، وفي عام 2022، بلغ إجمالي عدد طلبات اللجوء 131 ألفا، بارتفاع 27 % مقارنة بالعام السابق، وظل الأفغان في صدارة قائمة الطلبات بـ 17 ألف طلب، وتلاهم اللاجئون من بنغلاديش وعدد طلباتهم 8600، ووصل عدد طلبات الأتراك إلى 8500، بحسب البيانات المنشورة على الموقع الرسمي للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية Ophera (حكومي). ويستثنى الأوكرانيون من هذه الإحصائيات ما داموا يتمتعون بالحماية المؤقتة، وتقدر أعدادهم بـ 115 ألفا، وفق تصريح صحافي لوزيرة الدولة لشؤون المواطنة سونيا باكيس في 24 فبراير/شباط 2023، مشيرة إلى أن 80% منهم نساء. ويتمتع هؤلاء برعاية جميع الجهات ويؤمن لهم السكن فور وصولهم، كما وجدت نسبة كبيرة منهم عملا على الرغم من حاجز اللغة، بحسب باكيس.
اقتباس :
تمنح فرنسا الأوكرانيين الحماية المؤقتة فور دخولهم أراضيها
وأنفقت فرنسا 634 مليون يورو خلال عام 2022، من أجل الترحيب بالأوكرانيين، بحسب تقرير صادر عن ديوان المحاسبة في 28 فبراير 2023، موضحا أن الدولة خصصت من هذا المبلغ 253 مليون يورو لتأمين إقامتهم، وطلبت من حكام المقاطعات التعامل مع تدفق اللاجئين من أوكرانيا، وشجعت الجمعيات الإنسانية على مساعدتهم، ويعني منحهم الحماية المؤقتة أنهم يستفيدون على الفور من حقوق اجتماعية ومن الرعاية الصحية، وتعليم الأطفال القصر، والترخيص لممارسة نشاط مهني، بالإضافة إلى رفع بدل طالب اللجوء الذي يمنح لكل فرد بينهم من 6.80 يوروهات يوميًا إلى 7.40 يوروهات، وفق ما جاء في التقرير الذي ينتقد منحهم البدل لكونه مخصصا لمقدمي طلبات اللجوء الذين لا يتم إيواؤهم مجانًا من قبل الدولة، في حين أن الأوكرانيين لم يقدموا طلبات لجوء بل منحوا الحماية المؤقتة مباشرة.



ولا يحظى اللاجئون من دول أخرى بالامتيازات السابقة، كما أجمع 5 منهم التقاهم "لعربي الجديد"، ومن بينهم اللاجئ الإريتري داود، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول لتجنب أي مشاكل قانونية، قائلا إنه منذ وصوله إلى فرنسا عام 2018، وهو يعيش في قلق بانتظار بحث ملف لجوئه، ولم يقدم له سكن، ومن حسن الحظ، أن لديه بعض المعارف أقام معهم، معتبرا أن هذا "تمييز واضح تجاه الأفارقة لأنه وزملاءه لم يعاملوا مثل الأوكرانيين"، مشيرا إلى أن الوضعية الإدارية التي يعيشها طالب اللجوء لا تمكنه من القيام بأي شيء إلا الانتظار والاعتماد على بعض الجمعيات الإنسانية التي تقدم بعض المساعدات لتسهيل الحياة اليومية.
وتؤكد الناشطة إيراندا ما يقوله داود، "إذ لا يملك طالب اللجوء سوى الانتظار، وتقر بأن هذا الإجراء متعب وله تداعياته عليهم، "وكأن الإدارة الفرنسية ترمي من وراء هذه التعقيدات إلى دفع الأشخاص إلى التخلي عن طلبهم، عبر المساطر القانونية الطويلة والطلبات اللامتناهية والمرهقة وهو ما تدينه العديد من الجمعيات الفرنسية المدافعة عن حقوق اللاجئين".
واحتجاجا على هذا التمييز، رفع طالبو لجوء وساندهم ناشطون حقوقيون شعار "نحن كلنا أوكرانيون" في احتجاجات بباريس خلال يونيو/حزيران عام 2022، من أجل لفت انتباه مؤسسات الدولة المعنية إلى التناقض في التعامل بين اللاجئين بحسب جنسياتهم، لكن الدولة لم تتفاعل مع معاناتهم كما تؤكد مصادر التحقيق، وتواصل "العربي الجديد" مع المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية لتفسير هذه التعقيدات والإجراءات التمييزية  تجاه طالبي اللجوء دون رد.
ويقرّ فريد حسني، عضو في حزب الخضر وعضو المجلس البلدي لمدينة بانيو في الضواحي الجنوبية لباريس، بأن التمييز بين اللاجئين قائم، ويعزو اهتمام الدولة الفرنسية باللاجئين من أوكرانيا إلى أن الاتحاد الأوربي طلب من البلدان الأعضاء تخصيص وسائل استثنائية ومساعدات لاستقبالهم، وتوفير أماكن لاستقرارهم. قائلا: "إنه من الطبيعي أن يشعر طالبو اللجوء من أفريقيا وآسيا بالغبن وتعرضهم للتمييز الذي يمنعه القانون الفرنسي والأوروبي في الأساس"، معتبرا أن على المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية دراسة ملفات اللجوء بشكل متساو وسريع، وتوفير شروط العيش الكريم لهؤلاء اللاجئين الفارين من الحروب بحسب ما تنص عليه قوانين الدولة الفرنسية، والتي يمكنها القضاء على التمييز عبر تطبيق القانون وتخصيص موارد مالية وبشرية كافية للقيام بهذا العمل في أحسن الظروف، والأخذ بعين الاعتبار توفير ظروف إنسانية ولائقة بهؤلاء اللاجئين، وفق حسني.

مهددون بالطرد

تفكر اللاجئة الليبية فاطمة كمال (اسم مستعار لتجنب المشاكل القانونية) بالسفر إلى بريطانيا على الرغم من حصولها على الإقامة القانونية في فرنسا، بسبب تعقيدات الحياة، إذ لم تتمكن من إيجاد عمل مستقر، ما يجعل الحصول على سكن أمرا صعبا، إذ تجد نفسها مجبرة على التنقل بين مراكز الإيواء وهو ما يؤثر على حياتها هي وطفلتها ذات الخمس سنوات، كما تضطر في بعض الأحيان إلى الإقامة مع صديقات لها.
وتستذكر خلال حديثها لـ"العربي الجديد" معاناتها منذ وصولها من بلد في حالة حرب، إذ قدمت هويتها للسلطات الفرنسية من أجل إتمام الإجراءات الإدارية المطلوبة، لكنها فوجئت بأن "حشرتها" السلطات في أحد مراكز الإيواء مع آخرين وأمهلتهم 45 يوما للمغادرة، غير أن تدخل جمعيات حقوقية حال دون تنفيذ القرار، ما مكنها من التقدم بطلب لجوء، وانتقلت للإقامة في بلدة أفينيون جنوب شرق فرنسا، وبعد انتظار دام 4 أعوام، رُفض طلبها، واضطرت إلى اللجوء إلى القضاء للطعن في هذا القرار، وبالفعل قضى في يونيو 2020 بمنحها وطفلتها إقامة لمدة 4 أعوام.
اقتباس :
أنفقت فرنسا 634 مليون يورو خلال عام 2022 لرعاية الأوكرانيين
وواجه داود التعقيدات ذاتها منذ تقدمه بطلب لجوء سياسي عام 2018، وبعد سلسلة من الإجراءات الطويلة تم رفض طلبه وكان عليه مغادرة فرنسا نحو ألمانيا التي دخل منها لأول مرة ما دفعه إلى اللجوء للقضاء والطعن في القرار، وخلال تلك الفترة اضطر إلى مغادرة باريس، وأقام بمدينة بوردو الواقعة في الجنوب الغربي بعيدا 400 كيلومتر عن باريس، حتى أنصفه القضاء بعد أعوام، ومنح اللجوء السياسي.
وتعزو جمعية لاسيماد (غير حكومية تقدم استشارات قانونية للمهاجرين واللاجئين) في ردها المكتوب على "العربي الجديد"، هذه البيروقراطية الإدراية إلى وجود 21 قانونا متعلقا بالهجرة واللجوء والجنسية، بالإضافة إلى المراسيم الوزارية، ما عقّد الحصول على حق الإقامة، وأدى إلى إنتاج مساطر قانونية مجحفة بحق الأجانب وذات أمد طويل.
وينسحب الأمر على تسوية الوضعية القانونية، وما كان حقا في السابق أصبح اليوم وضعية استثنائية، بالإضافة الى أن الإدارات الفرنسية لا تطلب نفس الوثائق من طالبي اللجوء، إذ ترصد الجمعية أن لائحة المتطلبات تتغير من جهة إلى أخرى، بالإضافة إلى تشكيك الدوائر المختصة بالوثائق القانونية الصادرة في البلدان التي ينحدر منها بعض اللاجئين مثل جوازات السفر.
ولا يعتبر رفض الإقامة أو رفض تجديدها أمرا هينا في فرنسا، إذ يعني تسليم الشخص أمرا بمغادرة البلاد ووضعه في مركز لحجز الأجانب حتى يغادر بحسب جمعية لاسيماد، والتي أوضحت أن الدولة كانت تسلم الأجانب إقامة مدتها 10 أعوام، بينما اليوم أصبحت تمنحها بنسبة أقل، وتقلصت مدتها إلى عام واحد.




 

استغلال طالبي اللجوء

يُمنع طالبو اللجوء في فرنسا، باستثناء الأوكرانيين، من العمل أثناء انتظار دراسة ملفاتهم إلى أن يتم قبولهم في وضعية لاجئين، ويتسبب الوضع القانوني غير المستقر، في استغلالهم ضمن أنشطة السوق السوداء للعمل، إذ يحصلون على أجور قليلة ويتم الاستغناء عنهم بسرعة، كما أنهم بدون إقامة لا يمكنهم الحصول على سكن لائق، ويصبحون ضحايا لما يسمى بـ"تجار النوم" ممن يؤجرونهم مساكن سيئة الحال بأسعار عالية. وهذا ما مر به داود قائلا: "كنت أحيانا أعمل ولا أحصل على أجر، أو يختفي المشغل عن الأنظار وأحيانا أخرى يهددني باستدعاء الشرطة حتى لا يدفع لي".
ويتشابه حال اللاجئ عبدو بيكاي الذي قدم من مالي عام 2018، مع داود، إذ اضطر للعمل في ورش البناء مقابل أجر زهيد لا يتجاوز 40 يورو في اليوم، وهو مبلغ قليل في ظل ارتفاع كلفة المعيشة ومقارنة بالحد الأدني للأجور والذي يقدر بـ 11.52 يورو في الساعة، كما لا يتم احتساب الساعات الإضافية، وأحيانا يختفي مسؤول الورشة وهو ما يعني خسارة أجر أسبوع أو أسبوعين من العمل.

الصورة
ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع Mxiv
يُحرم طالبو اللجوء في فرنسا، باستثناء الأوكرانيين، من الحماية المؤقتة وما يترتب عليها من حقوق (العربي الجديد)
ورغم هذه الانتهاكات "لا يستطيع اللاجئون تقديم شكوى بحق مشغليهم لدى الجهات الأمنية، ما شجع أكثر على استغلال ظروفهم، ومن المؤكد أن نصف مليون شخص مهاجر بدون إقامة في فرنسا ويضاف إليهم اللاجئون الذين ينتظرون النظر في ملفاتهم، يشكلون يدا عاملة رخيصة وطيعة تستفيد منها سوق العمل الفرنسية"، كما توضح جميعة لاسيماد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74817
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع   ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع Emptyالأربعاء 07 فبراير 2024, 1:14 am

الأطباء الأجانب في فرنسا... كفاءات تعاني تمييزاً في الأجور والحقوق

مرت ريم التقي، طبيبة الإنعاش التونسية في مستشفى سان مونبيلي، بتجربة معقّدة وطويلة استمرت 5 أعوام من أجل الحصول على شهادة المعادلة من وزارة الصحة الفرنسية، إذ اجتازت اختبار التحقق من المعرفة والذي يشرف عليه المركز الوطني للإدارة بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومن بعده عملت 3 أعوام في المشفى بمسمى مشارك ممارس، ثم قدمت ملفها إلى لجنة التقييم، لكن الأخيرة طلبت منها بعد عام أن تعيد التدريب في اختصاصها، واحتاج الأمر منها عاماً إضافياً قبل أن يتحول مسماها إلى طبيب، وتنال كامل حقوق وامتيازات نظرائها الفرنسيين، وهو ما يحلم به 5418 طبيباً أجنبياً يعملون في المشافي الفرنسية، ويشكلون 30% من إجمالي أطبائها، بحسب إحصائيات المجلس الوطني لعمادة الأطباء الصادرة في عام 2019.
وينتسب الأطباء الأجانب للمجلس بعد الحصول على شهادة المعادلة طبقاً للمادة 4111 من الفصل الثاني في قانون الصحة العامة الفرنسي لعام 1953 والتي تنص على أنه: "لا يمكن ممارسة مهنة الطب في فرنسا دون الحصول على شهادة تعادل شهادة الطب الفرنسية بإشراف وزارة الصحة"، لكن تعقيد الإجراءات واختيار عدد محدود من الأجانب كل عام يفاقمان معاناتهم، بحسب مصادر التحقيق.

عراقيل في وجه الأجانب
يتعيّن على الطبيب الأجنبي أن يتقدم لاختبار التحقق من المعرفة، حتى يتحول مسماه من متدرب مساعد إلى ممارس مشارك، وبعد مضيّ 3 سنوات على عمله في مشفى عام يمكنه تقديم ملفه إلى لجنة تعنى بمنح التفويض للطبيب ليتمكن من ممارسة تخصصه، وبالتالي يتمتع بنفس حقوق الطبيب الفرنسي، أو إعادته إلى وضعه الأول ومطالبته بإجراء جملة من التدريبات، قبل إعادة إيداع الملف من جديد، وفقاً لتوضيح الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للأطباء الأجانب في فرنسا وداد عابدي.
ويمكن للمستشفيات أن توظف الطبيب الأجنبي قبل اجتياز الاختبار، بشرط ممارسة المهنة وصرف الدواء تحت مسؤولية أحد الأطباء الحاصلين على حق ممارسة المهنة، وفقاً للمادة 632_2516R من قانون الصحة العامة، بحسب عابدي.





هذا الإجراء ينتقده العديد من الأطباء ويصفونه بـ"المعرقل"، لأن الطبيب يمضي سنوات عديدة للحصول على شهادة المعادلة، ولا يسمح له بإعادة اختبار التحقق إلا 3 مرات فقط، بعدها يصبح معرضاً للطرد والمنع من العمل، وفي كل عام يتم قبول عددٍ ضئيل من المتقدمين لاختبار التحقق من المعرفة، ممن قضوا سنوات يعملون بأجر لا يفوق 2000 يورو، ومنهم من شارف على التقاعد دون الحصول على شهادة المعادلة، وعلى سبيل تم قبول 600 طبيب عام 2015 من أصل أربعة آلاف تقدموا للاختبار وفقاً لعابدي.
لكن وزارة الصحة تبرر ذلك بأنه إجراء ضروري للحفاظ على المستوى العلمي والطبي لفرنسا عالمياً، وتوضح كارين دلبي؛ الممثلة الإعلامية لمكتب وزارة الصحة الفرنسية، في ردها على "العربي الجديد"، أن فرنسا يوجد فيها طبيب أجنبي واحد من بين كل 4 أطباء، وتضيف أن الوضعية تختلف بينهم، إذ يوجد أطباء مولودون في فرنسا لكنهم حصلوا على شهادات من خارجها وهناك أجانب لكنهم درسوا في فرنسا وحصلوا على شهاداتهم من الجامعات الفرنسية، وهناك من قدموا عن طريق اللجوء وهناك أيضاً من أكملوا دراستهم العليا في فرنسا، وهذه الأنماط جميعها ينظمها القانون.
تمييز في الأجور
ظلت أجور الأطباء الأجانب على حالها منذ سنوات رغم المطالبات النقابية برفعها، إذ يتقاضى الطبيب الأجنبي تحت اسم متدرب مساعد قبل حصوله على شهادة المعادلة 1500 يورو، مقارنة بنظيره حامل الشهادة الفرنسية الذي يحصل على 3500 يورو شهرياً. ويحصل الطبيب الممارس المساعد الأجنبي على 2000 يورو شهرياً، وقد يصل الراتب أحياناً إلى 2600 يورو، في حين يتقاضى زميله الفرنسي 5600 يورو، وفق إفادة الطبيب الفرنسي ماتياس وارجون، رئيس قسم الطوارئ في مستشفى ديلافنتان العام في سان ساندني.
وتتركز مجالات عمل 85% من الأطباء الأجانب في اختصاصات لا يقبل الفرنسيون عليها، مثل الشيخوخة، وطب الطوارئ والطب النفسي والتخدير والإنعاش والتصوير الإشعاعي، و15% منهم جراحون، بحسب بيانات مجلس عمادة الأطباء.
ولكن غالبية هؤلاء الأطباء لا يتمتعون بوضع مستقر، كما هو الحال بالنسبة لفراس الطالبي، الاختصاصي في التصوير بالأشعة في مستشفى أنطوان شونتان غرب باريس، والذي قدم من المغرب بعدما عمل في مستشفى جامعي، ثم أتيحت له فرصة القدوم إلى فرنسا بموجب اتفاقية عمل مع المستشفى الفرنسي.
ويؤكد الطالبي أنه يؤدي نفس المهام التي يقوم بها زملاؤه من الأطباء الفرنسيين، من حيث ساعات العمل والمناوبات الليلية، ويتحمل كل مسؤوليات اختصاصي الأشعة، لكنه في المقابل لا يحصل على نفس الراتب مثلهم، ولا يتعدى ما يحصل عليه 1550 يورو. معتبراً أن "الطبيب يهان حين يقدم له راتب متدنٍّ، بينما يتلقى نظيره الفرنسي من ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما يتلقاه".
اقتباس :
يتقاضى الطبيب الأجنبي قبل حصوله على شهادة المعادلة راتباً متدنياً
ويشاطر سامي عبيد؛ طبيب الطوارئ الجزائري برتبة ممارس مشارك، زميله فراس الرأي، ويصف الوضعية التي يمر بها الأطباء الأجانب بـ"الاستغلال"، لكن وضعه لا يسمح له إلا بالعمل، وإن كان ذلك براتب لا يتجاوز 2000 يورو، ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يبقى غير معترف بتوقيعه على تصريح بخروج مريض، أو شهادة وفاة، لأنّه غير مسجل في المجلس الوطني لعمادة الأطباء، كما يقول.
هذه الحال تؤثر أيضاً على الوضع الاجتماعي للأطباء الأجانب، إذ أجمع من التقتهم معدة التحقيق على وصف حالهم بـ"غير المستقر"، في ظل صعوبة الحصول على بطاقة الإقامة التي يجب تغييرها مع انتهاء عقد العمل، لكنهم يصبرون على كل هذه المشاكل أملاً في الوصول إلى مبتغاهم بنيل شهادة المعادلة التي تمكنهم من تحقيق المستوى المهني والمادي المريح، والعمل في عيادات خاصة تحسن أوضاعهم.
عجز في الكادر الطبي





يشكل الأجانب 40% من الأطباء العاملين في المناطق البعيدة عن باريس، وفقاً لرد وزارة الصحة المكتوب على أسئلة "العربي الجديد".
ويرسخ القانون المنظم لوضعية الأطباء الأجانب في فرنسا نزعات إقصائية تقيّد الأجنبي وتحصره في مرتبة أدنى من نظيره الفرنسي، ليصبح طبيباً من الدرجة الثانية، وفق ما يقوله إيمانويل لوب الطبيب الفرنسي من أصل جزائري، ورئيس نقابة الأطباء الشبان، مضيفاً أن الطبيب الأجنبي يخضع لقيود، مثل عدم توفر فرص العمل في المدينة وتركز الأطباء الأجانب في المناطق البعيدة والمهمشة، والعمل بلا ترقيات أو علاوات، ما يمنعهم من الاستقرار المهني والمالي والاجتماعي.
اقتباس :
يشكّل الأجانب 40% من الأطباء العاملين في المناطق النائية
وعلى الرغم مما تعانيه المشافي الفرنسية من نقص في الكوادر، بحسب ما تؤكده دراسة نشرت في فبراير/ شباط عام 2020 وأجرتها مديرية البحوث والدراسات والتقييم والإحصاء التابعة للمعهد الوطني للإحصاء، فإن وزارة الصحة لم تجر التعديلات القانونية اللازمة لممارسة الأطباء الأجانب المهنة بما يسد النقص الحالي، "بل تستغل وضع الأجانب غير المستقر لخدمة سياساتها الصحية"، بحسب لوب. وتصل نسبة النقص في الكوادر إلى 20% في كل التخصصات، في حين بلغت نسبة النقص في الطب العام 30%. ويتركز النقص في ضواحي باريس التي شهدت زيادة في الكثافة السكانية بين عامي 2015 و2018 بنسبة 5.8 %، بينما بلغت الزيادة 1.9% على المستوى الوطني، وفقاً للدراسة ذاتها، ويحصل سكان هذه المناطق على أقل من 2.5 % استشارة طبية في السنة لكل فرد، بحسب مؤشر يأخذ بعين الاعتبار ضرورة توفر الأطباء وقربهم من السكان، فضلاً عن ذلك تشهد باريس تفاوتاً بين مقاطعاتها العشرين من حيث توفر الأطباء، وتشهد مقاطعتا سان مار وسان ساندوني في ضواحي باريس نقصاً فادحاً في عدد الأطباء، بحسب الدراسة. ويبلغ معدل الأطباء في فرنسا 3.3 أطباء لكل 1000 شخص، وفق بيانات البنك الدولي الصادرة عام 2018.
ويعود ذلك، بحسب تقديرات الأستاذ السابق بكلية الطب في باريس جوزيف دريز المشرف على إجراء الدراسة، إلى انعدام الأمن والظروف المعيشية الصعبة في عدد من الضواحي الداخلية، الأمر الذي يثني الأطباء عن الاستقرار هناك، وخاصة الفرنسيين الذين لا يحتملون في هذه المناطق أكثر من عامين للتدريب ثم يغادرون للعمل الخاص. بينما لا يجد الطبيب الأجنبي فرصاً متاحة سوى العمل في مشافي المناطق البعيدة والمهمشة.
وتصل نسبة العاملين في أقسام الطوارئ من الأجانب إلى 90%، ويقضي غالبيتهم بين 60 إلى 80 ساعة عمل في الأسبوع ليتمكنوا من توفير نفقاتهم في ظل تدني الأجور، كما يوضح الطبيب التونسي محمد غنام المتخصص في القسطرة والذي يمارس المهنة منذ 40 عاماً في فرنسا.
وترد كارين دلبي بأن الدولة الفرنسية بصدد توظيف الأطباء الأجانب في ظل نقص الأطباء، وخاصة اختصاصيي الطب العام، وطب الطوارئ الذي هجره الأطباء الفرنسيون ويغطيه الأجانب. مشيرة إلى انخفاض عدد الأطباء الممارسين بانتظام في البلاد بنسبة تصل إلى 10% منذ عام 2007.
وبينما يتمتع الأطباء الفرنسيون بالعمل في بيئة وتخصصات لا تجبرهم على معاناة ظروف العمل الصعبة والمناوبات الليلية، كما يتركزون في المدن، بحسب مصادر التحقيق، وتعاني مناطق مختلفة من نقص في الأطباء رغم قربها من العاصمة، لكونها غير آمنة، وفق ردّ وزارة الصحة، لذلك تم إنشاء وكالات صحية إقليمية في عام 2012 من أجل جذب الأطباء لتلك المناطق، بحسب دلبي التي تصرّ على أن السبب وراء تشجيع الدولة للأطباء الأجانب على تغطية هذه المناطق ليس لأنها تعتمد مبدأ التفرقة، بل لأنها بحاجة إلى أن تغطي "الصحاري الطبية" كما تقول.
مطالب لم تتحقق
يوضح رئيس نقابة الأطباء الحاصلين على شهادة من خارج الاتحاد الأوروبي سالم ولد الزين،  أنه، :"عقب سنوات من الاتصال مع الوزارة من أجل إلغاء امتحان التحقق من المعرفة، واستبداله بقانون ينظم مرور الأطباء أمام لجان محلية في كل منطقة، يناط بها تحديد حاجة المنطقة من الأطباء وانتدابهم للعمل، صادق البرلمان على هذا القانون في يوليو/تموز 2019". وتؤكد دلبي بأن دور الطبيب الأجنبي تجلى أثناء  أزمة كورونا، باعتباره أحد العناصر الأساسية للمنظومة الصحية الفرنسية، وتتابع :"من أجل هذا صادقت الحكومة على قانون تسهيل شروط ممارسة الطبيب الأجنبي للعمل في البلاد". 
لكن جائحة كورونا عطلت تفعيل القانون وحالت دون عقد اجتماعات اللجان المختصة، وبالتالي ما يزال الآلاف من الأطباء يمارسون العمل ويعانون حرمانا من حقوقهم، كما يضيف طبيب التخدير ولد الزين، وهو ما تؤكده وداد العابدي مضيفة أن النظام الصحي الفرنسي لا يمكن أن يقوم بمهامه من دون الأطباء الأجانب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ازدواجية المعايير الفرنسية... لاجئون مميزون وآخرون ضحايا الدولة والمجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: