كواليس لقاءات بلينكن في إسرائيل: هذا ما سمعه من قادة الاحتلال
عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، وذلك في وقت
تبحث فيه إسرائيل ردّ حركة حماس على مقترح للتهدئة في قطاع غزة، وفي ظل تخوف أميركي من عملية عسكرية
إسرائيلية على رفح.
وإسرائيل هي المحطة الرابعة في جولة بلينكن التي شملت السعودية، ومصر، وقطر والضفة الغربية ومن المقرّر أن يختتم
جولته الخميس. وهذه هي الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأميركي لإسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7
أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
نتنياهو: غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح
وخلال جولته، التقى بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، في القدس الغربية المحتلة، وبحثا
تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكر موقعا "أكسيوس" الأميركي و"والاه" الإسرائيلي أن بلينكن أبلغ نتنياهو بأن الإدارة الأميركية "تشعر بقلق بالغ"
إزاء احتمال توسيع العملية البرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة.
وناقش الاجتماع أيضاً الجهود الأخيرة لضمان الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وفق المتحدث باسم
الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، فضلاً عن "الرؤية الأميركية للسلام طويل الأمد والأمن في المنطقة".
ولاحقاً، كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية عن أنه أعرب خلال لقائه مع بلينكن عن موقف إسرائيل من أن "غزة يجب أن
تكون منزوعة السلاح، وأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بوجود إسرائيلي"، مؤكداً أن إسرائيل "تريد تدمير كل حركة حماس
وليس جزءاً منها".
نتنياهو: قلت لبلينكن إنّ غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بوجود إسرائيلي
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات نتنياهو بأنها رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها لن تقبل التعديلات التي وضعتها
حركة حماس على بنود الصفقة.
غالانت لبلينكن: حماس صاغت ردها لكي نرفضه
وخلال اللقاءات التي عقدها بلينكن في إسرائيل، بحث الوزير الأميركي مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، التعديلات
التي وضعتها حركة حماس على نص صفقة التبادل المطروحة.
وأوضح غالانت، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، خلال اللقاء، أن "رد حماس تمت صياغته بحيث ترفضه إسرائيل. وموقفهم
سيؤدي إلى استمرار الحرب وإرسال قواتنا إلى أماكن أخرى في غزة قريباً" في إشارة على ما يبدو إلى رفح.
وأشارت مسوّدة وثيقة للمقترح إلى أن اقتراح حماس يتضمن ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوماً. ويتضمن الاقتراح الإفراج
عن المحتجزين الباقين، والبدء بإعادة إعمار غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، وتبادل الجثث والرفات.
بلينكن يطلب لقاء هليفي على انفراد
وفور قدومه إلى إسرائيل، طلب بلينكن إجراء لقاء ثنائي يجتمع خلاله على انفراد مع رئيس أركان جيش الاحتلال
الإسرائيلي هرتسي هليفي، في لقاء قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه كان يهدف إلى بحث تطورات الحرب الإسرائيلية على
قطاع غزة.
غالانت: موقف حماس سيؤدي إلى استمرار الحرب وإرسال قواتنا إلى أماكن أخرى في غزة
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الثلاثاء، أن مكتب نتنياهو رفض طلب بلينكن، وأوضح أنه سيتم إطلاع بلينكن على
التطورات خلال جلسة يعقدها مع "كابينيت الحرب".
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الوزير الأميركي طلب الاستماع إلى "إحاطة أمنية من رئيس الأركان، في اجتماع ثنائي دون
حضور الوزراء أو أعضاء كابينيت الحرب". ووصفت الصحيفة طلب بلينكن بأنه "استثنائي وغير اعتيادي".
"اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ممكناً"
وبعد مباحثات مكثفة مع القادة الإسرائيليين، خرج بلينكن في مؤتمر صحافي، ليقول إنّه "في حين توجد بعض الأمور غير
الواضحة في رد حماس، فإننا نعتقد أنه يخلق مساحة للتوصل إلى اتفاق"، مستدركاً: "هناك نقاط لم يتم قبولها في رد
حماس على المقترح وواشنطن ستواصل التركيز على إعادة الرهائن".
وأعرب بلينكن عن اعتقاده بأن "رفض نتنياهو مقترح حماس يتعلق بوجود عناصر غير مشجعة فيه"، لكنه أشار إلى أن
"اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ممكناً".
وأكد الوزير الأميركي أنه أبلغ زعماء إسرائيل بأن العدد اليومي للشهداء والجرحى في غزة لا يزال مرتفعاً للغاية، مضيفاً أن
"حياة المدنيين في قطاع غزة تتوقف على دخول المساعدات الإنسانية". وأوضح أنه اقترح على الإسرائيليين سبلاً لضمان
حماية المدنيين في رفح بقطاع غزة.