مصادر: الاتحاد الأفريقي منع وفدا إسرائيليا من دخول مقره
كشف مصدر دبلوماسي أفريقي للجزيرة أن الاتحاد الأفريقي منع وفدا إسرائيليا من دخول مقر المنظمة، كان قد طلب عقد لقاءات مع مسؤولين أفارقة بغرض طرح وجهة نظره حول تطورات الحرب في غزة.
وأشار المصدر إلى أن الوفد الإسرائيلي المكوّن من المدير العام لوزارة الخارجية ياكوف بليتشتين، والمديرة في قسم إدارة أفريقيا آميت باياس، وصل أديس أبابا وحاول المشاركة في الجلسه الافتتاحية لاجتماعات مجلس وزراء الخارجية الأفارقة بصفة مراقب، لكن الاتحاد الأفريقي رفض إدخالهم.
وأوضح أن الوفد كان يسعى إلى التواصل مع عدد من المسؤولين الأفارقة، للتخفيف من حدة الموقف الأفريقي تجاه إسرائيل على خلفية الحرب في غزة، ولمحاولة إقناع بعض الدول مجددا بدعم عضوية إسرائيل تحت صفة مراقب في الاتحاد، بعد رفض المطالب السابقة.
جدير بالذكر أن وفدا إسرائيليا كان قد حاول حضور القمة الأفريقية الـ 36التي عقدت بأديس أبابا في فبراير/شباط من العام الماضي، لكن الاتحاد رفض؛ بسبب اعتراض دول أفريقية عدة تتقدمها جنوب أفريقا والجزائر.
كما أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في ذلك الوقت، عن تعليق "قرار منح إسرائيل صفة مراقب حتى يتم بحث هذا الإجراء عبر لجنة خاصة".
الاتحاد الأفريقي يوضح سبب طرد الوفد الإسرائيلي ويختتم أعمال قمته في أديس أبابا
أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي السبب وراء طرد المسؤولة الإسرائيلية من أعمال القمة الأفريقية الـ36 التي انطلقت أمس السبت في أديس أبابا واختتمت مساء اليوم الأحد.
وقال فكي إنه تم إخراج المسؤولة الإسرائيلية "لأننا لم ندع مسؤولين إسرائيليين"، كما أعلن تعليق "قرار منح إسرائيل صفة مراقب حتى يتم بحث هذا الإجراء عبر لجنة خاصة".
وكان وفد إسرائيلي برئاسة شارون بارلي نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، حاول المشاركة أمس السبت في الجلسة الافتتاحية للقمة، لكن اعتراض دول أفريقية منع الوفد من ذلك.
وقال مراسل الجزيرة إن وفدي الجزائر وجنوب أفريقيا اعترضا على مشاركة الوفد الإسرائيلي، مما استدعى تدخل أجهزة الأمن لتطلب من الوفد مغادرة القاعة.
ووقعت حادثة الطرد مع انطلاق أعمال القمة 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية".
وحين طُرد الوفد الإسرائيلي كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية موجودا في القاعة، يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقد أعربت الخارجية الإسرائيلية عن غضبها الشديد، وقالت في بيان إن الوفد الرسمي الإسرائيلي عومل بطريقة فظة.
واتهمت تل أبيب الجزائر وجنوب أفريقيا اتهاما مباشرا بالوقوف وراء الحادثة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأفريقي رهينة بيد دول تحركها الكراهية، وفق تعبيرها.
وكانت إسرائيل حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021، وعارضت الخطوة دول من بينها جنوب أفريقيا والجزائر اللتان قالتا إن ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الداعمة للفلسطينيين، كما طالب الفلسطينيون بسحب صفة مراقب من إسرائيل.
والعام الماضي علق الاتحاد الأفريقي بالإجماع قرار منح صفة مراقب لإسرائيل، وأعلن تشكيل لجنة لبحث الأمر.
البيان الختامي.. مشاريع وقرارات
واختتمت القمة مساء اليوم الأحد بالمصادقة على البيان الختامي الذي تضمن أبرز المشاريع والقرارات المرفوعة للقمة من قبل المجلس الوزاري.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن البيان الختامي تناول قضايا اقتصادية وسياسية وأمنية عدة، أبرزها مبادرة "إسكات البنادق" لتسوية الصراعات بالقارة، في إطار أفريقي.
كما تطرّق البيان إلى تسريع تفعيل منطقة التجارة الحرّة الأفريقية، ودعم عمليات التحول الديمقراطي، ورفض الانقلابات العسكرية وعدم الاعتراف بالأنظمة القائمة عليها.
ودعا البيان أيضا إلى "دعم توجه دولة فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة والدعوة لدعمها دوليا".
سحب المرتزقة وتداعيات حرب أوكرانيا
وطالب مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بانكول أديوي الجهات الراعية للمرتزقة والمقاتلين الأجانب بسحبهم فورا من أفريقيا.
وقال في تصريح للجزيرة إن مبادرة "إسكات البنادق" ستركز في مرحلتها القادمة على مواجهة الجماعات المسلحة.
[rtl]وفي تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الساحة الأفريقية، قال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا إن روسيا باتت تشكل تحديا كبيرا، ليس في أوكرانيا فحسب ولكن في مناطق أخرى في العالم بما في ذلك القارة الأفريقية.[/rtl]
وفي تصريح للجزيرة على هامش مشاركة بلاده مراقبا في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، شدد كوستا على ضرورة تعزيز الحضور الأوروبي في أفريقيا لمواجهة النفوذ الروسي.
من جانبه، قال الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن إن معظم الدول الأفريقية تكرس جزءا كبيرا من ميزانيتها لدفع الديون.
وأضاف بن عبد الرحمن في تصريح للجزيرة على هامش القمة، أنه لا يمكن لكثير من الدول الأفريقية الصمود حتى نهاية العام الحالي بسبب أعباء هذه الديون، وفق قوله.