عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة الخميس 22 فبراير 2024, 9:55 pm
معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة
عندما فرت من حي الشيخ رضوان شمالي غزة جنوبا برفقة ابنها محمد (5 أعوام) جراء القصف الإسرائيلي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت إسراء كمال الجملان حاملا في شهرها الثامن. قطعت الأم وطفلها مسافة الكيلومترات الثلاثة الفاصلة بين منزلها ومستشفى الشفاء سيرا على الأقدام. وشأنها شأن الكثيرين الذين احتموا بالمستشفى، لم تأخذ إسراء معها سوى عدد قليل من القمصان والسراويل الخفيفة لأنها كانت تتوقع عودة قريبة إلى منزلها. بعد مضي شهرين على نزوحها، ما زالت السيدة البالغة 28 عاما تقيم وعائلتها في واحدة من مئات الخيم التي نصبت وسط قطاع غزة من دون أي وسيلة يمكن أن تحميها ومولودها الجديد من الشتاء القاسي ودرجات الحرارة المتدنية المصحوبة بالأمطار، التي ضربت القطاع المحاصر. تقول إسراء وهي تحتضن مولودتها ذات البشرة الشاحبة "عندما أنجبتها لم يكن المطر قد هطل هنا بعد، كنت وزوجي نحاول البحث عن مأوى يقينا من المطر بعدما تسربت المياه من شقوق الخيمة". وأضافت "مررنا بأيام صعبة لم نشهد مثلها من قبل". إسراء الجملان أنجبت طفلتها يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتقيم وزوجها حاليا في خيمة بدير البلح (الجزيرة) ويكافح الزوجان لتدفئة مولدتيهما داخل الخيمة التي أجبرهم التهجير القسري على اللجوء إليها في ظروف مناخية قاسية ومن دون ملابس أو أغطية. علما أنهما لن يتمكنا من نقلها إلى الخارج قرب النار التي يشعلها النازحون بجوار الخيمة طلبا للدفء، لأن الدخان يسبب لها صعوبة في التنفس. تقول إسراء عن ذلك اليوم الذي قربت فيه المولودة الجديدة من النار لأول مرة "في ذلك اليوم ظلت تسعل حتى تحوّل لونها إلى الأزرق.. كنا مرعوبين من أنها قد تموت"، وأضافت بصوت مرتعش "أنا قلقة على ابنتي. فهي لم تحصل على تطعيماتها لغاية الآن". ويمتد موسم الشتاء في غزة عادة من ديسمبر/كانون الأول إلى مارس/آذار وتصحبه درجات حرارة منخفضة تصل في المتوسط إلى 8 درجات. ومن شأن الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية أن تزيد من صعوبة نجاة أولئك الذين تقطعت بهم السبل واضطروا للإقامة في خيام مؤقتة من دون سقف يحميهم. وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي وقع المتوقع، حيث هطلت أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية، مما أدى إلى جرف الخيام المتداعية، وإغراق ملابس النازحين والأغطية التي كانوا يحتمون بها.
وعندما شنت إسرائيل حربها بعد هجوم "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان الطقس وقتها ما زال دافئا ومحتملا بالنسبة للذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال غزة، والاتجاه جنوبا وهم يرتدون ملابس صيفية وخفيفة. لكن وضع هؤلاء النازحين تحوّل سريعا مع منع الجيش الإسرائيلي عودتهم إلى منازلهم، وتدمير أو هدم أكثر من 60% من وحدات غزة السكنية، وشح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع. وأكدت إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منتصف فبراير/شباط الجاري تدمير 70% من البنية التحتية المدنية في القطاع. لذا فلا سبيل للحصول على ملابس دافئة تحمي من البرد. يقول سليم الجملان (28 عاما) زوج إسراء إن البرد يمنعهم من الحركة. وأوضح "كما تعلمون، لم نتمكن من أخذ أي ملابس معنا، ولا حتى وثائقنا الشخصية". "الجو بارد جدًا في الليل. نحتضن بعضنا بشدة في الليل، لأنه لا يوجد مصدر للدفء". في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وضعت إسراء طفلتها في مستشفى. وخاطت طبيبة الولادة جروحها من دون استخدام مسكن للألم. أما الطفلة فلفّها والدها أولا بسترته، قبل أن يزودهما أحد العاملين في المستشفى بقطعة ملابس للمولودة الجديدة. عن قطعة الملابس اليتيمة تقول إسراء "ترتديها منذ ولادتها. حتى عندما تتقيأ، أقوم بمسح القيء فقط لأنني لا أستطيع خلعها لغسلها، فالجو بارد". أما زوجها فيقول بنبرة ملؤها الإحباط "لم أتوقع أن تولد ابنتي في وضع كهذا". ويضيف "في منزلنا، كان لدينا حقيبة طفل جاهزة لها. كنا سعداء للغاية واستعددنا لولادتها. لا أعرف ماذا حدث لنا، للجميع. كان الله في عوننا جميعا".
بالنسبة للأشخاص العاديين، من شأن التعرض لسوء التغذية أو البرد لمدد طويلة التأثير على حالتهم الصحية. وتتضاعف هذه المخاطر في حالة أطفال قطاع غزة الذين يمثلون أكثر من نصف سكانه. ومن شأن انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية التأثير على الصحة العقلية وعمل القلب والرئتين والجهاز الهضمي. نازحون فلسطينيون إلى رفح يصنعون طعامهم أمام خيمتهم (الجزيرة) شادية عرقان نازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كانت عائلتها من بين عائلات كثيرة نزحت جنوبًا سيرًا على الأقدام تحت رقابة الجيش الإسرائيلي. تقول شادية "كان زوجي يحمل هويته في يد وعلما أبيض في اليد الأخرى. كنت أحمل هويتي أنا أيضا في يدي. أما أطفالي فكانوا يحملون حقائب الظهر الخاصة بهم". روت شادية البالغة من العمر 42 عامًا وهي أم لأربعة أطفال قائلة "واصلنا السير حتى وصلنا إلى ما يسمى بالطريق الآمن". وزادت "مررنا بالقرب من الدبابات الإسرائيلية، وبمجرد مرورنا، بدؤوا بإطلاق النار على بعد قدمين منا. بدأت أدعو الله أن ينقذ عائلتي". تقول شادية إن عائلتها هربت ومعها زاد يوم واحد من الطعام والماء والمال. وأضافت أنهم جميعا يعيشون حاليا في خيمة "شديدة البرودة". أتاحت كمية المال التي حملتها شادية شراء بعض الملابس المستعملة لأطفالها. وهي تقول في هذا الصدد "اشتريت لهم بعض الملابس الشتوية المستعملة، وأشعلنا بعض الحطب للتدفئة". وأضافت "لسوء الحظ، تمكنت فقط من شراء قطعة واحدة من الملابس لكل واحد منهم". يشار إلى أن أسعار الضروريات الأساسية مثل الملابس الشتوية والمواد الغذائية ارتفعت في غزة في ظل استمرار الحرب والحصار، مما صعب على النازحين والعاطلين عن العمل الآن شراء هذه المواد. ومع ندرة الوقود وضعف فرص الوصول إلى سخانات الكهرباء أو الغاز، يلجأ نازحو غزة إلى قطع الأشجار للحصول على الحطب للتدفئة، وتسخين المياه لأغراض الطهي والاستحمام. لقد اضطروا إلى قطع أشجار الزيتون التي تستغرق سنوات لتنمو، وهي تشكل كذلك مصدرا رئيسيا للغذاء والزيت في الأراضي الفلسطينية. أشجار في قطاع غزة قُطعت لاستخدام خشبها في التدفئة (الجزيرة) ويكافح النازحون الفلسطينيون أيضًا من أجل العثور على الغذاء الكافي، علما أن الجوع يجعل من الصعب على جسم الإنسان أن يبقى دافئًا. كان سليم، زوج إسراء، يعمل بناء وميكانيكي دراجات، لكنه لم يتمكن من العثور على عمل منذ بدء الحرب. تقول إسراء في هذا الصدد "زوجي لا يعمل الآن. ولا يملك شيكلا واحدا. كنا نعيش على المعونات (من منظمات الإغاثة)". وأضافت "في بعض الأحيان يعطوننا أرزا أو قسيمة". عندما التقت الجزيرة بإسراء وسليم، لم يكونا قد تناولا الطعام طوال اليوم لأن المساعدات الغذائية ليست منتظمة. كان سليم يطبخ الباذنجان الذي قال إنه حصل عليه من والدته، لكنه لم يتمكن من العثور على خبز ليأكله معه. وقال "زوجتي تعاني من سوء التغذية، ولا تستطيع إرضاع ابنتنا"، مضيفا "حتى لو أردنا تحضير زجاجة من الحليب، فلا توجد طريقة صحية لتدفئة الحليب. إذا أردنا غلي بعض الماء للطفل، علينا أن نشعل البلاستيك والورق، وهو أمر غير آمن". يعيش ما يقرب من مليوني شخص من النازحين داخليا في قطاع غزة في الغالب في أماكن مكتظة مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، مما أدى إلى زيادة حادة في انتشار الأمراض. وبسبب الازدحام غير الاعتيادي انتشرت بينهم الأمراض الموسمية مثل الأنفلونزا ونزلات البرد. وقال الدكتور محمد زيارة (36 عاما)، وهو طبيب يعمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس بجنوب غزة، "حتى موظفو (المستشفى) يصابون بشكل متكرر بنزلات البرد أو الفيروسات الموسمية". يشار إلى أن الدكتور محمد زيارة كان في الأصل يعمل في مستشفى الشفاء في شمال غزة، لكنه نزح بدوره جنوبًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد صدور الأمر بإخلاء أكبر منشأة طبية في القطاع. الدكتور محمد زيارة (الثاني على اليسار) في لقطة مع زملائه بمجمع الشفاء (الجزيرة) ويقول الدكتور زيارة إن مسكنات الألم أو أدوية البرد والأنفلونزا التي لا تتطلب وصفة طبية غير متوفرة حاليا بسبب استمرار الحصار والحرب، والمستشفيات مثقلة بالأعباء ولا يمكنها علاج سوى المصابين بجروح خطيرة أو المصابين بأمراض مزمنة. وتابع أن "معظم القضايا الطبية والأمراض هنا لا يتم الاعتناء بها. لقد انهار النظام الطبي بالكامل"، مضيفا أن هذا النظام كان قبل الحرب ومع استمرار الحصار ونقص الأدوية "جاثيا على ركبتيه بالفعل".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية لاحظت زيادة في الأمراض المعدية بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب واليرقان والإسهال. وفي الجنوب، يمكن لحالات متلازمة اليرقان الحادة المبلغ عنها أن تكون علامة على التهاب الكبد، الذي يلوح في الأفق. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس، لقناة الجزيرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، "ما قد يكون سعالا أو نزلة برد بالنسبة لك أو لي هو حكم الإعدام على الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية والإجهاد". ومع توقف خدمات الصرف الصحي عن العمل وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، ثارت المخاوف من ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية. وبوجود ملاجئ مكتظة بالنازحين بما يفوق طاقتها الاستيعابية، هناك نقص في المراحيض. يقول إبراهيم عرفات، زوج شادية، وهو مصرفي من بنك القدس في مدينة غزة، "من أجل استخدام الحمام، علينا أن نقف في طابور طويل في المستشفى". وأوضح أن الأمر يستغرق حوالي ساعة لتجاوز الطابور.
نفاد المخزون مقابل ضخامة الاحتياجات
ويمضي قائلا "يتم نقل الطين من الشارع إلى الحمام، ويستخدم الجميع من كل الأعمار الحمام نفسه، الأطفال والكبار. أما النساء فيتعين عليهن السير بين مياه الصرف الصحي الطافحة للوصول إلى دورات المياه الخاصة بهن. إنه أمر لا يوصف". ينصح عرفات عائلته بعدم الوقوف في الطوابير أمام دورات المياه للوضوء لتجنب الوقوف في البرد والتعرض للجراثيم. ويقول عرفات وهو يضرب كفا بكف من الإحباط: "بالأمس، أردت بعض الماء الدافئ للوضوء، فذهبت زوجتي إلى المستشفى واستخدمت الموقد الكهربائي لتدفئة الماء". وختم "لم أستحم منذ شهر". شادية وعرفات مع أبنائهما داخل خيمة (الجزيرة) تعيش غدير حرب (50 عامًا) في خيمة في دير البلح مع 11 فردًا من عائلتها، بما في ذلك زوجها وأطفالها الثلاثة وأربعة أحفاد. ونظرا لعدم قدرتهم على توفير ما يكفي من البطانيات أو الملابس، تنام الأسرة مع بعضها بعضا ليلاً للحصول على الدفء. وللحصول على الغذاء، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ولكنهم لا يحصلون عليها دائمًا. تقول غدير "إنهم (منظمات الإغاثة) يقومون بتوزيع بعض الأشياء في بعض الأحيان، ولكن هنالك ناس كثر. نتعرض للإذلال للحصول على أي شيء نحتاجه". وتضيف "من الصعب علي أن أتوسل للحصول على حاجتي". يقول متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لقناة الجزيرة "إننا نتحرك بسرعة لإيصال مستلزمات الشتاء الأساسية للناس في غزة". ويضيف "مع ذلك، فإن المساعدات المسموح بها لا تتناسب مع الاحتياجات الهائلة للسكان". وأضاف المتحدث "دعونا نؤكد أن التحدي الأكبر يكمن في شدة القصف في الجنوب. ومن الصعب للغاية نقل المساعدات أو إيصالها تحت سماء مليئة بالغارات الجوية وأثناء القصف". وقال مدير الأونروا توماس وايت إن الوكالة مكلفة بتوزيع دقيق القمح على نحو مليوني شخص، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك بسبب نقص الإمدادات. يشار إلى أن الأونروا قالت إنها قامت حتى 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي بتوزيع الدقيق على أكثر من 125 ألف عائلة تعيش خارج ملاجئها في جنوب غزة.
وقال وايت "لم نتمكن من جلب ما يكفي من الغذاء لمليوني شخص". "وثانيا، نفدت المخزونات المتوفرة لدى جميع التجار بشكل أساسي خلال الأسابيع القليلة الأولى (من الحرب)، ولم يتمكنوا من إعادة تخزين بضاعتهم". يشار إلى أن الأشخاص الذين لديهم نقود لا يستطيعون الاستفادة منها، حيث لا يكاد يوجد أي شيء يمكن شراؤه في السوق. وعندما تصبح المساعدات متاحة، يصطف الناس خارج مراكز التوزيع التابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تم تسجيلهم ويتم تسليمهم قسائم لاستلام دقيق القمح الخاص بهم. ووفقا لوايت فإن "الظروف ميؤوس منها الآن ويعيش الناس في ظروف بائسة للغاية وهم يشعرون بالبرد. ولكن أود أن أقول إن أسوأ ما في فصل الشتاء لم يصل بعد. لم نشهد انخفاضًا كبيرا في درجات الحرارة حتى الآن". وأضاف وايت "لم نشهد عاصفة كبيرة قبالة البحر الأبيض المتوسط". ويتابع المسؤول الأممي "عندما نواجه عاصفة كبيرة قبالة البحر الأبيض المتوسط، أعتقد أن الكثير من الملاجئ لن تنجو منها. وبعد ذلك سيشعر بالبرد والرطوبة والجوع مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة الجمعة 23 فبراير 2024, 12:42 am
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة الجمعة 23 فبراير 2024, 6:49 am
[size=30]لماذا ترفض الدول العربية والإسلامية إغاثة غزة؟![/size] صادم جدا ما قاله الطبيب والسياسي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، عن مقترح لإرسال قافلة مساعدات من 57 دولة عربية وإسلامية إلى قطاع غزة لفك الحصار، بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لكن هذه الدول لم تحرك ساكنا.
البرغوثي كشف أن الاقتراح قدم منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة وأثناء عقد القمة العربية الإسلامية المشتركة، في صيغة سؤال : لماذا لا ترسل الـ 57 دولة عربية وإسلامية، قافلة إنسانية تتحدى الاحتلال مع طبع 57 علما تمثل الدول العربية والإسلامية، وأن تأتي بالمنظمات الإنسانية التي لن ترفض المجيء، لإيصال المساعدات إلى غزة؟".
وتساءل الدكتور البرغوثي: "فليفعلوا ذلك ويتحدوا إسرائيل، فهل ستقصف إسرائيل قافلة تضم ممثلي 57 دولة عربية وإسلامية؟ أنا أشك في ذلك".
وأضاف: "لكنها لا تشعر بالتحدي".
وبحسب البرغوثي، الصهاينة وصلوا إلى درجة من الوقاحة بالتهجم على كل شخص يرفع صوته دعما للحق والعدل، وقد تهجموا على رئيس البرازيل، ووصفوا منظمة الصحة العالمية بأنها داعمة لحماس، ويريدون تدمير وكالة الغوث الدولية (أونروا)، ويطالبون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاستقالة، هذه الغطرسة لم نرها إلا من الفاشيين والنازيين في الماضي، كيف يسمح لهم بذلك، ألا يشعر العالم وخاصة العربي أن هؤلاء أصبحوا خطرا على حياته أيضا؟
الأمم المتحدة بجميع منظماتها الإغاثية والإنسانية والحقوقية تقف موقفا عاجزا أمام هذه الغطرسة والوقاحة والإجرام، وهي بقبولها دور العاجز والصامت تحولت إلى متواطئ في جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وحتى في الضفة الغربية؛ لأنها تملك القدرة التنفيذية على إيصال المساعدات والأدوية إلى قطاع غزة لكنها هيئة جبانة ومتخاذلة تبحث عن مصالحها على حساب الدم الفلسطيني.
بل إنها تتلقى صفعات الاحتلال بهدوء وعدم اعتراض، فكل ساعة هناك اعتداء صهيوني على العاملين في منظماتها وعلى مبانيها ومؤسساتها، وهناك هجوم سياسي عليها.
في وقت سابق كشفت وثائق أممية وتحليل لصور الأقمار الصناعية عن إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة بتاريخ 5 شباط/ فبراير الجاري، بحسب شبكة "سي إن إن" التي قالت إنها اطلعت على مراسلات بين الأمم المتحدة والجيش الإسرائيلي تظهر أن الطرفين اتفقا على مسار القافلة قبل الغارة.
وذكرت أن "الجيش الإسرائيلي أطلق النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل إمدادات غذائية حيوية في وسط غزة، قبل أن يمنع في نهاية المطاف الشاحنات من التقدم إلى الجزء الشمالي من القطاع، حيث يقف الفلسطينيون على حافة المجاعة"، وذلك وفقا لوثائق أممية وتحليلات أقمار صناعية اطلعت عليها "سي إن إن".
وأضافت أن جيش الاحتلال استهدف قافلة المساعدات من البحر، رغم اتفاقه مع الأمم المتحدة على مسارها، مشيرة إلى أن شاحنة واحدة من القافلة المتكونة من 10 شاحنات تعرضت لإطلاق النار في أثناء توقفها عند نقطة احتجاز إسرائيلية، وفقا لتقرير داخلي لوكالة الأونروا.
وكانت المرة الأخيرة التي تمكنت فيها الوكالة من إيصال الغذاء إلى شمال وادي غزة في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي.
ما يتعرض له الفلسطينيون من مجاعة وحصار وقتل ودمار تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى 57 دولة عربية وإسلامية لم تحترم قراراتها ولم تحاول تطبيقها، ولديها القدرة على ذلك بأن تقتحم الساحة بشاحناتها وطائرات الإغاثة، وترفع أعلامها، وتعتبر أن أي اعتراض أو قصف لشاحناتها إعلان حرب.
أن تهدد بمنع الاحتلال من استخدام أجوائها وأراضيها، وأن تعتبر جميع الاتفاقيات معه لاغية.
لكنها لم تفعل، ولن تفعل، ولا يوجد تفسير لذلك سوى أنها متواطئة وغارقة حتى شعر رأسها في تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، أو أن أنظمتها السياسية واقعة في مصيدة الحركة الصهيونية والماسونية العالمية، أو أنها لا ترى أن الدم الفلسطيني هو دمها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة الجمعة 23 فبراير 2024, 6:50 am
منظمات في الأمم المتحدة تشارك في حرب الإبادة بغزة! كشفت لنا الحرب الإجرامية الهمجية على قطاع غزة الوجه الحقيقي لغالبية المسؤولين في الأمم المتحدة، وبأن كل من يجلس في منصب أممي يبحث عن سلامة منصبه والامتيازات التي يحصل عليها.
وتكتفي منظمات أممية مهمة وحساسة بالمراقبة وإصدار التقارير وعمل الإحصائيات والتحذير مما سيواجه قطاع غزة من أمراض ومجاعة بسبب الحصار ومنع دخول المساعدات ، دون ان تفعل شيئا عمليا لمواجهة هذه الكارثة.
بل إن أهم برنامج للغذاء وهو برنامج الغذاء العالمي والتابع للأمم المتحدة أوقف جميع عملياته في قطاع غزة ومن المعروف أن من تتولى رئاسته هي سيندي ماكين التي لا تخفي أبدا ميولها الصهيونية.
فيما تلتزم مقررة شؤون المرأة الصمت المطبق حول تقارير أممية ودولية أكدت تتعرض الأسيرات الفلسطينيات للعنف الجنسي.
والأمر ينطبق على منظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسيف.
ثم اكتمل الأمر بصمت منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاغ وتجاهلها للوضع الكارثي الذي يتطور في محافظتي غزة وشمالي القطاع، ولاسيما تفشي المجاعة.
ولم تبذل كاغ ضغوطا ملموسة على المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف المعنية لجذب الانتباه إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة الحاصلة في شمال وادي غزة والتصدي لها وحشد تحرك أكثر فاعلية لتغيير هذا الوضع الصادم.
وأشارت أكثر من منظمة حقوقية ومنظمات حقوق الإنسان إلى تقاعس كاغ يثير في ضوء ولايتها التي تقضي بـ"تسهيل وتسريع وتسهيل المساعدة للمدنيين في غزة".
ويلاحظ امتناع كاغ عن ممارسة الضغوط على الاحتلال والأطراف المعنية لضمان الوصول الآمن للإمدادات الإنسانية، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول التزامها بأداء مهمتها في مواجهة واقع من صراع البقاء في غزة.
وزاد من تواطؤ كاغ التقاط صورة مبتسمة مع المسؤول الإسرائيلي اللواء غسان عليان، مما أثارت انتقادات مبررة بشكل إضافي، ولاسيما أن الحقير عليان هذا هدد علانية بجعل حياة سكان غزة جحيما حيا وحرمانهم من كل مقومات الحياة.
لن ننسى جميع الوجوه والأسماء التي خذلت شعبنا في غزة وسيأتي يوم يجرون زحفا إلى العدالة.
وكاغ تعلم تماما أن استخدام المجاعة كسلاح حرب يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وقد يرد اسمها في أية دعاوي لاحقة أذى لم تقم بالضغط لإدخال المساعدات والخروج من دائرة المراقبة وإطلاق التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معركة غزة مع الجوع والبرد.. قتل بطيء بدون أسلحة السبت 24 فبراير 2024, 10:13 am
تعرف على أبرز المواثيق الدولية المقرّة للحق في الغذاء
وتلزم الصكوك الدولية البلدان في هذا الإطار بتأمين الغذاء وضمان استدامته للفرد، وتمكينه من كل سبل الحصول عليه، وإتاحة الغذاء السليم لكل الفئات دون استثناء أو تمييز. وتتصل الكثير من أحكام القانون الدولي الإنساني بتوفير الغذاء في حالات النزاع المسلح، حسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ووفق هذا القانون، يحظر تجويع المدنيين كوسيلة للحرب أو القتال أثناء النزاعات الدولية المسلحة وغير الدولية. وهذا الحظر يتم انتهاكه أيضا عندما يتعرض السكان للجوع نتيجة للحرمان من مصادر الطعام وإمداداته. وفي نفس الإطار، يتعين على أطراف النزاعات التمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية، وتتضمن الأهداف المدنية المواد الغذائية والمناطق أو المنشآت الخاصة بإنتاجها. ويقر القانون الدولي الإنساني أيضا ضرورة تقديم المساعدة الإنسانية من طرف المنظمات الإنسانية، في حين لا يجوز لطرف النزاع حجب موافقته على مثل هذه الخدمة، بل يتعين عليه تسيير المرور السريع للإغاثة الإنسانية من دون معوقات.