استعانت بغواصة لأول مرة في البحر الأحمر.. مم تتألف ترسانة الحوثي؟ تشهد منطقة البحر الأحمر تصعيدًا عسكريًا متزايدًا في ضوء الهجمات التي يشنُّها التحالف الأميركي البريطاني على اليمن، ومهاجمة جماعة الحوثي سفنًا مرتبطة بإسرائيل ومناطق للاحتلال. وتختلف هجمات الحوثي اليوم من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة والأهداف، لا سيما مع دخول غواصة بحرية إلى العمل قال عنها الجانب الأميركي إنها تستخدم لأول مرة في هذه الهجمات.
مفاجأة الحوثي بقدراته العسكرية
ووفقًا لمراسل "العربي" خليل القاهري، أقرّت واشنطن بأن لدى جماعة أنصار الله الحوثيين عتادًا عسكريًا لم يتم استخدامه من قبل، في تناقض لما كان قد أعلن عنه الجانب الأميركي والبريطاني من تدميرهما عتادًا عسكريًا كبيرًا يقارب الـ 30%. ويردف القاهري: "تراجعت واشنطن ولندن عن هذه التصريحات خلال الأيام الأخيرة وقالتا إنه يبدو أن لدى الجماعة عتادًا وترسانة عسكرية، وليس من السهل تدميرها.. والدلالة على ذلك ازدياد عدد السفن المستهدفة في البحر الأحمر وخليج عدن".
ويلفت مراسلنا من صنعاء إلى أن سفينة "روبي مار" البريطانية التي نالها ضرر كبير وهي الآن تغرق تدريجيًا وفقًا للبيان الأميركي في خليج عدن، شاهد على القدرات العسكرية لجماعة الحوثي. ويتابع: "الحكومة المدعومة من التحالف الذي قادته السعودية في اليمن، شكّلت اليوم خلية طوارئ للتعامل مع ما أسمته أزمة سفينة روبي مار، ودعت كافة الدول إلى التعامل السريع مع هذه الأزمة لأنها قالت إنها ستشكل خطرًا كبيرًا في البحر الأحمر وخليج عدن بسبب تسرب كميات كبيرة من المبيدات الخطيرة التي كانت تحملها".
توسع رقعة الهجمات الحوثية
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدفت جماعة الحوثي عدة مواقع إسرائيلية بأكثر من 180 صاروخًا، وطائرة مسيرة. فمنذ إعلان الجماعة بدء هجماتها، استهدفت عدة مواقع في إسرائيل، أبرزها مدينة إيلات بأكثر من 180 صاروخًا وطائرة مسيّرة بحسب ما أفاد عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله. كما شملت الهجمات سفنًا ترتبط بإسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، حيث تطالب الجماعة بوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 4 أشهر كشرط لوقف الهجمات التي توسعت لتشمل سفنًا بريطانية وأميركية.
أما مجموع السفن التي استهدفتها الجماعة في المنطقة فبلغت نحو 50 سفينة بحسب عبد الملك الحوثي، وتحمل جنسيات عدة أبرزها الإسرائيلية والبريطانية فضلًا عن سفن من دول أخرى. وأبرز تلك السفن "غالاكسي ليدر" التي يملكها رجل أعمال إسرائيلي، إذ سيطرت عليها جماعة الحوثي واقتادوها لميناء الحديدة غربي اليمن، فأثار هذ الحادث غضب إسرائيل إذ عده جيشها "بالخطير للغاية عالميًا"، بينما وصفته رئاسة الوزراء الإسرائيلية بالعمل "الإرهابي". كما تعرضت سفينة تجارية أخرى تملكها شركة الشحن الإسرائيلية ZIM لهجوم بطائرة مسيرة وفق شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري قبالة بحر العرب، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها ألحق بها أضرارًا. لكن الاستهداف الذي يعد الأهم، هو ضرب السفينة "روبي مار" المسجلة في المملكة المتحدة بصاروخ "باليستي" في خليج عدن بالقرب من باب المندب. هذا الهجوم وصفته أميركيا وبريطانيا بالأشد فتكًا، منذ منع صنعاء مرور السفن المرتبطة بإسرائيل عبر مضيق باب المندب.
الترسانة العسكرية لجماعة الحوثي
ولتنفيذ تلك الهجمات تملك جماعة الحوثي ترسانة من الصواريخ البالستية وصواريخ "كروز"، التي يستهدفون بها السفن وأبرزها صاروخ "طوفان" الذي يصل مداه إلى أكثر من 1000 كيلومتر، ومن الممكن أن يصل إلى مدينة إيلات، فضلًا عن صواريخ أخرى مثل "فالق" و"قدس". في حين أن ترسانة الجماعة من الطائرات المسيرة التي تشن بها هجمات على السفن، تشمل المسيّرة "صماد 3" الانتحارية، ويمتد مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر وإلى جانبها هناك طائرة "وعيد" المسيّرة.
هجمات أميركا وبريطانيا
وفي مقابل هذه الهجمات، شكّلت الولايات المتحدة تحالفًا تحت اسم "حارس الازدهار" تولى مهمة شن عشرات الهجمات على مواقع للحوثيين في اليمن. وقد استهدفت هجمات التحالف الأميركي البريطاني مناطق في محافظات عدة من البلاد، أبرزها: صنعاء، والحديدة، وصعدة، وتعز، والبيضاء، وذمار، في محاولة لمنع جماعة الحوثي من استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل. هذه الهجمات تشنها مقاتلات أميركية تقلع من حاملة الطائرات "أيزنهاور"، وتضرب تارة مواقع في اليمن تقول إنها عسكرية تابعة للجماعة وتارة تسقط طائرات مسيرة وصواريخ بالستية تطلقها على السفن.
أما بريطانيا، فإنها تنفذ هجمات على اليمن بطائرات "تايفون" المقاتلة وتستخدم هذه الطائرات قنابل موجهة نحو مطارات ومواقع عسكرية منها مطار صنعاء. إلى جانب ذلك، فإن الغواصة "يو أس أس فلوريدا" وهي واحدة من 4 غواصات تعمل بالطاقة النووية تشارك أيضًا في الهجمات على اليمن، ويمكنها حمل أكثر من 150 صاروخ "كروز" من طراز "توماهوك"، الذي يتميز بالدقة العالية في إصابة أهدافه.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
دخول "سلاح الغواصات" في المواجهة.. الحوثي يتوعد بتصعيد العمليات
توعد عبدالملك الحوثي بتصعيد العمليات ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب. وكشف زعيم الحوثيين في كلمة متلفزة أن جماعته أدخلت "سلاح الغواصات" في هجماتها على السفن تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة. وقال: "استهدفنا 48 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب، منذ بدء العدوان على غزة، وهو رقم مهم رغم تقليل العدو من حركتها وتمويهه وحجب المعلومات عنها". وأضاف أن "عملياتنا في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب سوف تستمر، ونسعى لتصعيدها".
وحول العمليات التي تستهدف إسرائيل أشار الحوثي إلى "إطلاق 183 صاروخًا وطائرة مسيرة على أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء العدوان على قطاع غزة". واتهم الولايات المتحدة بأنها "توفر أكبر غطاء لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، حتى وصل إلى مستوى فاضح ومحرج للدول والمؤسسات الغربية".
استهداف سفينة بريطانية
واليوم، أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان بأن هجومًا صاروخيًا استهدف سفينة شحن تبحر في خليج عدن قبالة السواحل اليمنية، ما تسبب بنشوب حريق على متنها. وقالت وكالة "يو كاي أم تي أو" التي تديرها القوات البحرية الملكية إن "سفينة هوجمت بصاروخين، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها"، مشيرة إلى أن "قوات التحالف تستجيب" للحادثة.
من جهتها، أشارت وكالة "أمبري" للأمن البحري إلى أنها تلقت بلاغًا عن "تعرّض سفينة شحن عامة مملوكة من بريطانيا وترفع علم جمهورية بالاو لهجوم بصاروخين على بعد نحو 63 ميلًا بحريًا إلى جنوب شرق عدن في اليمن". ولفتت "أمبري" إلى أن السفينة "يبدو أنها كانت متجهة من ماب تا فوت في تايلاند، في اتجاه البحر الأحمر".
فرنسا: تدمير مسيّرتَين فوق البحر الأحمر
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان الفرنسية أن البحرية الفرنسية في البحر الأحمر دمّرت ليل الأربعاء الخميس مسيّرتَين انطلقتا من اليمن. وكانت وزارة الجيوش الفرنسية قد أعلنت أن فرقاطتين للجيش الفرنسي دمرتا مسيّرتين في البحر الأحمر ليل الإثنين الثلاثاء "بعد رصد هجمات متعددة لمسيّرات مصدرها اليمن". وأفادت هيئة الأركان الخميس أن فرقاطة فرنسية متعددة المهام "رصدت نفس النوع من التهديد واشتبكت مع طائرتين مسيّرتين ودمرتهما" خلال الليل. ومنذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ضربات أميركية بريطانية
وفي محاولة لردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير/ كانون الثاني. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد. وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة". وفي مواجهة هجمات الحوثيين، أنشأت الولايات المتحدة قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر في ديسمبر حملت اسم Prosperity Guardian فيما أعلن الاتحاد الأوروبي الإثنين الإطلاق الرسمي لمهمة مماثلة مقررة لسنة قابلة للتجديد.
وستكون هذه المهمة مخولة إطلاق النار للدفاع عن السفن التجارية أو الدفاع عن نفسها، لكنها لن تكون قادرة على ضرب أهداف برية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، بحسب دبلوماسيين. وأعلنت دول عدة نيتها المشاركة فيها لا سيما بلجيكا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا. وأعلنت إسبانيا عدم مشاركتها.