ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: هل يصلح الفلاسفة ما أفسده "الفيتو"؟ الجمعة 01 مارس 2024, 11:16 pm | |
| يبدو أن تاريخ النفاق الإنساني لم يصل إلى محطته الأخيرة بعد، حيث تواصل الأمم المتحدة ترسيخ حقيقة أن نصوص ميثاقها تنطبق على بعض الدول بدون البعض الآخر، في حين تؤكد الدول الكبرى يوما بعد يوم أنها لا تكترث لسحق مبادئها عندما يتعلق الأمر بالمصالح.فقد أسست المنظمة الدولية عام 1919 كواحدة من ثمار الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، لكنها فشلت في منع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1945)، والتي أودت بحياة 60 مليون إنسان.وعلى مدار 10 عقود، أكدت المنظمة -في أكثر من أزمة- أنها لم تتعلم درس السياسة بعد، وذلك بسبب دأبها على النظر بعين واحدة إلى ما يتهدد الدول أو الشعوب من مخاطر.وتتجلى هذه النظرة العوراء للأمم المتحدة في ميثاقها الذي يعطي الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا) حق النقض (الفيتو) الذي يمكنه وقف أي قرار مهما بلغ الإجماع الدولي عليه.ومن خلال هذه الممارسة غير العادلة ترسخت حقيقة أن كافة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبنود ميثاق الأمم المتحدة ليست إلا حبرا على ورق في مواجهة الدكتاتورية العالمية المقننة.وفيما تنص المادة الـ51 من الميثاق الأممي -بوضوح- على حق الدفاع عن النفس، إلا أن هذا الحق يتم تفعيله بطريقة انتقائية من جانب الدول الداعمة لإسرائيل، التي تتخذه مبررا لعدوان دولة الاحتلال على المدنيين العزل في فلسطين.ولا يمثل استخدام حق الدفاع عن النفس لتسويغ جرائم إسرائيل، فقد استخدمت بريطانيا الذريعة نفسها لاحتلال مصر في نهاية القرن الـ19، عندما قصف أسطولها مدينة الإسكندرية (11 يوليو/تموز 1882) بزعم أنها تهدد سفنها.وبناء على هذه الأدلة التاريخية، يمكن الجزم بأن حق الدفاع عن النفس شأنه شأن سائر الحقوق لن يكون له أي معنى ما لم يستند إلى قوة تحميه.ورغم محاولات فلاسفة -من ابن خلدون وصولا إلى جان جاك روسو- وضع أسس المدينة الفاضلة، إلا أن الواقع يؤكد أن الدول لا تعرف الأخلاق ما لم تكون مدفوعة بالمصالح.وفي ظل هذا المناخ الظالم يزيد فقدان ثقة المجتمعات في مصداقية الأمم المتحدة بل وفي كل ما تقوله، فضلا عن أن التمرد والاعتماد على الغلبة -لا الحجَّة- في أخذ الحقوق، يمثلان تهديدا متزايدا للأمن والسلم الدوليين.وهنا يأتي السؤال عمَّا إذا كان قانون الغاب هو الحاكم فعلا لهذا العالم، أم إن عقل الإنسان قادر على تفضيل الحق على القوة، أم إن البشر قد اعتادوا الظلم ولن يكون الفلاسفة قادرون على إصلاح ما أفسده "الفيتو". |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هل يصلح الفلاسفة ما أفسده "الفيتو"؟ الجمعة 01 مارس 2024, 11:18 pm | |
| بدون عقوبات ووقف تزويدها بالأسلحة إسرائيل تستمر في جرائمهاأجمع محللون وأكاديميون على أن ردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين يكون عبر فرض عقوبات دولية عليها وإيقاف تزويدها بالأسلحة، وشددوا على أهمية أن تقوم الدول العربية وخاصة منها المؤثرة بالضغط على حلفاء إسرائيل.وارتكب جيش الاحتلال جريمة أخرى ليلة الخميس، بقتله أكثر من 100 فلسطيني وإصابة نحو 800، أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب دوار النابلسي بشارع الرشيد شمال قطاع غزة.وتفاوتت ردود الفعل الدولية على هذه الجريمة بين الغضب والإدانة والإحساس بالرعب والصدمة، وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما سماه الحادث المميت، وقال إن ما وقع يتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.وفي تعليقه على ردود الفعل الدولية، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، الدكتور زياد ماجد، إن هناك تغييرا في النظرة الدولية لإسرائيل بسبب جرائمها في غزة، لكن هذا التغيير لن يؤدي إلى لجم آلة القتل الإسرائيلية من دون عقوبات تفرض على الاحتلال ووقف تصدير الأسلحة له، ومن دون دفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، للقيام بواجبه المتعلق بالتحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بما فيها الجريمة الأخيرة شمال القطاع المحاصر.سراييفو حين قام الأوروبيون والأميركيون بإنزال مساعدات إنسانية مباشرة.وشدد على أهمية الضغط على حكام الدول الغربية، وأن يكون هناك ضغط عربي بهذا الاتجاه، مبرزا أن التحركات الدولية لها قيمة كبرى، وكانت قد لعبت دورا في عزل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.وبرأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، كثيرا ما تتجاهل الإدارة الأميركية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية، فسيستمر الاحتلال في سفك دماء الفلسطينيين، وقال "بما أن إسرائيل لا تدفع ثمنا فستواصل عدوانها وترتكب المزيد من المجازر ضد الفلسطينيين".وذهب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، في نفس الاتجاه، بقوله إن الضغوط الدولية التي تمارس الآن على إسرائيل تقتصر على ضغوط سياسية ودبلوماسية وأحيانا رجاء أن توقف عدوانها على غزة، وطالما أنه ليس هناك ضغوطات جدية، فإن نتنياهو سيواصل جرائمه بحق الفلسطينيين، خاصة وأنه يسوّق نفسه داخليا على أنه قائد صلب وقوي ويقف في وجه العالم.وبشأن تأثير المجزرة الأخيرة شمال قطاع غزة على مسار الحرب وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، قال الدكتور مصطفى إن إسرائيل تعول على سلاح التجويع في الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومحاولة فرض شروطها على اتفاق التهدئة الذي يجري التفاوض بشأنه. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هل يصلح الفلاسفة ما أفسده "الفيتو"؟ الجمعة 01 مارس 2024, 11:24 pm | |
| فلنتحدث بلغة تفهمها إسرائيلهجمات الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد شعب غزة الأعزل وصلت يومها الـ 146. لم تتوقف عمليات الإبادة الجماعية يومًا واحدًا، بل تواصلها إسرائيل بشكل غير مسبوق، من غزة إلى رفح، وفي كل يوم تنخفض معاييرها الأخلاقية عما سبقه.الاحتجاجات ضد العدوان تتواصل أيضًا بلا توقف. ومع ذلك، فقد ثبت أن إسرائيل ومن يدعمها ماضون في طريقهم دون أن يرفّ لهم جفن، مستهدفين الأطفال والشيوخ والنساء والأطباء والصحفيين والمعلمين والطلاب والرضع والمرضى، ما يدفع للبحث عن لغة وأسلوب جديدَين تفهمهما إسرائيل.كان للاحتجاجات معنى في المراحل الأولى من العدوان، وربما كان هناك أملٌ أيضًا أن توقف الهجمات. لكن العدوان استمر وتشجيعه الأميركي الأوروبي استمر أيضًا، مما يجعل استمرار اعتماد الاحتجاج بنفس الطريقة أمرًا بلا معنى.أصبح من الضروري الآن الانتقال إلى مرحلة أخرى من الفعل. كلامي موجّه بالطبع، إلى من يهتمون بالأمر حقًا. ومن بين هؤلاء تركيا التي كانت في طليعة الدول التي وقفت إلى جانب شعب فلسطين ضد إسرائيل، وقد أصبح متحتمًا أن تغير خطابها من مستوى "يجب على إسرائيل وقف هجماتها" إلى "يا إسرائيل.. نفد صبرنا، أوقفي الهجمات فورًا وإلا…" بكل ما يتطلبه ذلك من معانٍ ووسائل. - اقتباس :
إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس إذا لم ندرك اليوم أنه لا يمكن انتظار أن تقوم قوة أخرى بإيقاف إسرائيل، فإنما نكون كمن يطحن الماء في "هاون" فلا يعود بشيء. أولئك الذين ننتظر منهم إيقاف إسرائيل عند حدها هم في الواقع حلفاؤها. انتظارنا إنصافَهم، يعني قبل كل شيء، أننا لم نقرأ الموقف جيدًا.في هذه المرحلة، فإن التصريحات التي تكتفي بإظهار الدعم تظهر عجز الدولة لا وزنها. لهذا، يجب ألا نصدر أي تصريحات على الإطلاق، وألا نتوقع العون من الولايات المتحدة المتواطئة في الإبادة، أو من أي جهة أخرى، بل يجب على الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية أن يفعلوا ما يلزم.صحيح أن شعب غزة قال بوضوح إنهم لا يتوقّعون شيئًا من أحد: "نحن لا ننتظر أن تدعمونا بأسلحتكم وجيوشكم، فلم نتوقع مساعدة من أحد عندما بدأنا هذا الطريق". لكن أحدًا لم يكن يتوقع أن تصل جرائم الإبادة إلى هذا الحد، ولا أن تستهدف حياة الأطفال والعائلات بهذه الوحشية أمام أعين العالم فيبقى صامتًا، ولا أن توضع كل هذه العراقيل والقيود في وجه إيصال المساعدات، ويعجز القادة المسلمون عن إزالتها.الاحتجاجات الموجهة إلى إسرائيل وإلى قادة الدول المسلمة الذين عجزوا حتى عن تقديم المساعدات الإنسانية، تتجه الآن نحو مسار آخر، داعية الحكومات لاتخاذ تدابير أكثر فاعلية وعقابية. ويتحدث بولنت يلدريم عن إطلاق حملة "مافي مرمرة" جديدة، فيما قرأ رئيس الشؤون الدينية التركي الأستاذ الدكتور علي أرباش آيات تحضّ على الجهاد ضد إسرائيل.إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس.تستطيع إسرائيل مواصلة استخدام حماس كذريعة لعدوانها، وقد تظل حججها في هذا الشأن صالحة لدى حلفائها وداعميها الإعلاميين، مثل: شبكة CNN، أو BBC، أو وسائل الإعلام والمنابر السياسية الغربية. لكن لرؤية هذه الأكاذيب بوضوح، يكفينا النظر إلى حيث لا توجد حماس.منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى اليوم، وصل عدد الانتهاكات والهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة (التي لا تحكمها حماس) إلى 30458 هجومًا. قتلت خلالها 394 فلسطينيًا، بينهم 70 طفلًا. وتجاوز عدد الجرحى 3918 جريحًا وفقًا لبيانات وزارة الصحة. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول اعتقلت في الضفة 7040 فلسطينيًا، بينهم 260 طفلًا تحت سن 18.بالإضافة إلى هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، قام المستوطنون الإسرائيليون بـ 852 هجومًا في الضفة الغربية، وداهموا 2632 منزلًا فلسطينيًا. كل هذه يحدث في أماكن لا توجد فيها حماس، ولا مقاومة مسلحة.الذين يقتنعون بدعاية الإرهاب الإسرائيلي يظنون أن كل شيء بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن الوضع لم يكن مختلفًا قبل ذلك التاريخ، حتى في الأماكن التي لم تكن حماس موجودة فيها.العجز المستمر وانعدام الحلول في مواجهة الظلم الجاري، سيؤديان بالتأكيد إلى ظهور فاعلين جدد لديهم حلول أخرى.وعلى الجميع أن يحدد مكانه ويستعد لما سيأتي عندما يظهر هؤلاء الذين يقدمون الحل الذي سينقذ الإنسانية ويعيد إحياءها. |
|