منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Empty
مُساهمةموضوع: “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية   “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Emptyالإثنين 04 مارس 2024, 9:06 pm

موجات الهجرة الأخيرة إلى أوروبا تُعَدّ تاريخياً من بين أكبر الهجرات التي عرفتها البشرية، وكحدث تراجيدي متعدد المستويات والأبعاد يصل إلى مستوى الكارثة البشرية، فإن عملية توثيقه سينمائياً لا يمكن أن تغيب عن ذهن المشتغلين فيها، ولا طبعاً عن برامج المؤسسات الإعلامية الكبيرة، فبات أمر ظهور أعمال تسجيلية حولها بحكم الأمر المفروغ منه وبالتالي لم يعد السؤال يتمحور حول موعد العمل بها، بل في السؤال عن اللحظة التي ستُعلن شركات الإنتاج عن إتمام مشاريعها وتحديد مواعيد عرضها.
أما بالنسبة للمشتغلين بالسينما فيظل فضولهم منصباً على معرفة؛ من أي زاوية سيتم تناول الحدث الجلل، وما هي المساحة أو المقاطع التي ستُؤخذ منه، لإدراكهم المسبق باستحالة تفرُّد فيلم واحد بهذه المهمة، لهذا رأينا هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” تأخذ في ملحمتها الوثائقية “Exodus: Our Journey To Europe” فترة زمنية محددة منها. 
 
أخذت عاماً واحداً فقط وغطت بعض المساحات التي خرجت منها تلك الهجرات، وكان طبيعياً أن يكون للسوريين الحصة الأكبر فيها.
ولتمييز منجزها أسلوبياً اعتمدت على الخامات الفيلمية الشخصية وعلى المشاهد المأخوذة بكاميرات تليفونات المهاجرين المحمولة، إلى جانب طبعاً تسجيلات مصورّيها طيلة فترة مرافقتهم لمجاميع كبيرة من المهاجرين خلال عام 2015، في مناطق جغرافية مختلفة التضاريس، متفاوتة الظروف، الفجيعة والآلام كانا أساسها المشترك.
على مدى ثلاث ساعات قُسمت على ثلاثة أجزاءـ قدم المخرج “بول كلاين” ومساعده “جاك ماكلينس” ملحمة سينمائية لم يستنكف في تنويع مصادرها لتقديره أهمية ما يقوم بتسجيله المهاجرون بأنفسهم وأحياناً تكون حصيلتها أهم من الناحية التوثيقية لا الفنية، من حصيلة كاميرات مصوريه المحترفين. 
 
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Lhjrt_1
 
انفتاح واع سيوسم عمله، وسيضفي عليه تنويعاً بصرياً مستنبطا من تنوع القصص وغزارتها ومع هذا كان عليه إمساك الخيط الجامع لها وعدم إضاعته والانتباه جيداً إلى تجنب إغراق فيلمه بالتفاصيل أو بتكرار ما سبق وأن قدمه غيره من حكايات، فآخر “الهجرات العظيمة: رحلتنا إلى أوروبا” التي شرع يسجلها لم تكن وليدة اليوم ولا انحصرت زمنياً بعام واحد، وعليه كان لا بد من السعي لإنجاز عمل “أصلي” يتم تناول أحداثه بأسلوب مختلف لا يخاف المغامرة. 
غالباً وعند التصدِّي إلى حدث كبير، متنوع المستويات والشخوص تواجه أصحابه مشكلة تجميع مفرداته وتوصيلها كلها إلى خط النهاية بسلام، وعلى مستوى المشاهدة تتسم بصعوبة الإمساك بتفاصيلها، في البداية على أقل تقدير، لكن حصافة المخرج ونباهة المونتير كفيلان بتحقيق التوازن والسلاسة المطلوبتين.
 
 كل شخص في الملحمة الوثائقية ينتمي إلى بيئة حاضنة له، لهذا كان لا بد من التعريف بها حتى يفهم المُشاهد الدوافع القوية التي أرغمته على ترك وطنه وتعريض حياته لمخاطر جدية، وبهذا أسهم الوثائقي في تقديم تصور واقعي عن الظروف القاهرة لكل مجموعة، محققاً بذلك وظيفته التوعوية. 
 
فالسوريون لولا أهوال الحرب التي طالت أكثر من خمس سنوات وحصدت أرواح آلاف من الناس لما تركوا بلدهم المعطاء والجميل، والأفغان لولا الفقر والحرب لظلّوا في بلادهم فيما يدفع الفقر وصعوبة العيش الأفارقة لركوب البحر وأهواله.
نوَّع “الهجرات العظيمة”، بسبب تنوع الحاضنات الاجتماعية والظروف السياسية والاقتصادية للمهاجرين، أساليب تقديمها وبما يتوافق مع طبيعتها. لم يبخل أو يتردد في استخدام كل الوسائل التقنية والأسلوبية الملائمة لها، وكان أسهلها الحديث المباشر مع الكاميرا والأصعب من بينها تصوير المواقف الخطيرة مثل؛ التخفي عن أنظار شرطة الحدود أثناء عبورهم أو ترتيب عمليات التهريب السرية فيما ترك للصورة البانورامية وبخاصة للمدن والموانيء والمحطات التي كان يصلها المهاجرون فرصة التعبير عن نفسها بلغة جمالية لم ترضَ التنازل عن حقها.
 
في تركيا مثلاً؛ تابع حياة عائلة “طارق” الحلبية، التي غادرت منزلها هرباً من قصف الطيران وحاولت التأقلم مع الظروف الصعبة الجديدة التي وجدت نفسها فيها مرغمة.
تلعب ابنته الصبية “أسماء” دوراً محورياً في عرض حالتهم وعبرها سنتعرف على أحوال الأطفال السوريين في المناطق الحدودية وكيف تدفعهم الظروف إلى العمل في شوارعها.
على مستوى العائلة تظهر التناقضات والمواقف جلية فلا شيء يمكن أن يخفيه المهاجر، المكشوف لكل أنواع الذلّ والتحولات التراجيدية.
يجاورها بشخصيتين محوريتين هما؛ “حسان” مدرس الإنجليزية المعارض والهارب من ملاحقة وتعذيب السلطات السورية له ومعه شاب كردي اسمه “أحمد” قرر الخروج لتأمين مستقبل أفضل لعائلته بعد فقدانه أمل العيش بسلام في المكان الذي ترعرع فيه. 
 
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Lhjrt_2
 
سنتابع رحلة كل واحد منهما ووجهته، وبالمصادفة كان الشابان متفقين على الذهاب إلى بريطانيا فيما العائلة تريد الذهاب إلى إحدى دول الشمال. مراحل تهريبهم من تركيا إلى اليونان وصعودهم القوارب المطاطية يوثق جزءاً مهماً منها بكاميرا التليفون المحمول لتأتي بمصداقية يندر توفرها في التسجيل السينمائي العادي. 
 
صورة مرتبكة مثل أصحابها خائفة لكنها معبرة، وربما للمرة الأولى التي نرى فيها مشاعر خوف المهاجر من الموت غرقاً أمام أعيننا. نحس بها كما لو كنا نحن معهم لحظتها وكيف تتوحد المشاعر وتتناغم مع المواقف والظروف القاهرة.
في اليونان لن يختلف الأمر فالناس هم أنفسهم فيما الجغرافيا مختلفة. حرص الوثائقي على رصد حالة المهاجر السوري ورسمه تفاصيل تجربته في كل مكان وصله؛ بالكلمات والأرقام والأحاديث والقصص الحقيقية المجسدة للفجيعة بأعلى درجاتها. 
 
ملاحقة حيواتهم في رحلة العذاب والتوقف معهم في كل منعطف ومحطة مهمة منها تشير إلى حجم المحنة التي عاشوها وكان لا بد من توثيقها.
سيكتب تاريخ السينما فصلاً عن رحلة السوري كما قدمها “الهجرات العظيمة: رحلتنا إلى أوروبا” لصدقها وندرتها. في منتصف الطريق يترك الوثائقي “مؤقتاً” السوريين ويذهب لتصوير الأفغان. بعضهم جاء لأسباب لها علاقة بالخوف من سيطرة التيارات الدينية المتشددة والحرب الأهلية وأخرى تريد تجربة حظها في الوصول إلى الخارج. 
عائلة “علي” وأخواته ورحلتهم من كابول إلى تركيا عبر الجبال شتاء تروي فصلاً تراجيدياً وتعكس أحلاماً قد يصعب تحقيقها.
في كل مرحلة من مراحل “الهجرات العظيمة” يتوقف صناعه ليقدموا لنا معلومات عن اللحظة التي يجد هؤلاء أنفسهم فيها وكلها محصورة في عام 2015.
أرقام عن عدد الغرقى المهاجرين من كل بلد، تسعيرة المهربين، موقف كل دولة منهم، وكم عدد المقبولين فيها وغيرها الكثير، لدرجة يغدو عرضها مثل محاضرة أكاديمية تغني العقل وتفيد من يريد محاججة الأوروبيين المعارضين لوجود المهاجرين في بلدانهم.
 
الفصل الأفريقي في كتاب الهجرات مشبع بالصورة التليفونية وبالوقائع المخيفة. تكشف لنا التسجيلات تفاصيل ما يتعرض له الأفريقي الفقير من انتهاك على أيدي المهربين ويقدم تصوراً جديداً عن أهوال رحلة الصحراء.
يرافق الوثائقي شاباً من غامبيا باع كل ما يملك من أجل تأمين مستقبل عائلته الفقيرة، التي غدت عاجزة عن تأمين قوتها اليومي بعد وفاة والده. ما صوره بنفسه كان مذهلاً. بدت خلالها الطريق الصحراوية أشد قسوة من أمواج البحر العاتية والموت فوق رمالها الحارقة أمراً مألوفاً للمهربين لا يتوقفون عنده.
مهربون قساة جشعون لن يتورعوا عن استغلال المحتاجين أبشع استغلال لدرجة يقومون بعد توصيلهم إلى ليبيا، وهي من أكثر وجهات تهريب الأفارقة نشاطاً نحو السواحل الإيطالية، بتسليمهم إلى عصابات منظمة تجبر عوائلهم المعدمة على دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، وفي حالة عجزهم يقررون قتلهم ورميهم في الصحراء. 
نذالة وقساوة تحيل المشاهد للتفكير بالصعاب الحقيقية التي تُجبر الشباب الأفريقي لتذوق مرارتها، يضاف إليه فوقها أهوال رحلات القوارب المهترئة وسط البحر.
 
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Lhjrt_4
 
يقدم الوثائقي في الجزء الثاني مشهداً واسعاً بانورامياً للمغامرة الأفريقية وصعوبة وصول خائضيها إلى هدفهم، ثم يضيف إليه ملحقاً عنوانه؛ التمييز العنصري وكراهية السود، ليغدو أكثر اشباعاً وعمقاً قبل وصوله إلى المرحلة الأخيرة من ملحمته وفيها يقوم بمهمة جامع الخيوط المتناثرة والشخوص المتفرقة فبدونها سيظهر الفيلم مفككاً ومبعثراً مثل أرواح المهاجرين وممزقاً مثل مصائرهم. 
احتاج لتحقيق ذلك ملاحقة تفاصيل حياة عشرات الأشخاص في أكثر من عشرين بلداً مروا بها وإلى السير آلاف الأميال والتصوير مئات الساعات والجلوس أكثر منها في غرف المونتاج لجمع الخلاصات وتوصيل كل شخصية بمصيرها. 
بعضهم حقق ما أراد والبعض الآخر مات في الطريق أو استسلم وقسم منهم تاهوا في الدروب، لكن الوثائقي عرف بمصائرهم بفضل كاميراتهم، التي لعبت دور الشاهد على معاناتهم والأهوال التي مروا بها.
 
بعد كل ذلك كيف يمكن تقييم وثائقي كبير مثل “الهجرات العظيمة: رحلتنا إلى أوروبا”؟ بالمديح فهذا يستحقه دون جدال أو بالدعوة إلى اتخاذه نموذجاً يدرس لطلاب صناع الوثائقي وهذا ليس بكثير عليه. 
 
هل شابته عيوب؟ نعم قليلة مثل؛ تكرار بعض مشاهد وصول المهاجرين إلى السواحل اليونانية وحال قواربهم وسترات النجاة الممزقة على رمال الشواطيء أو عرض فظاظة سلوك شرطة حدود بعض دول شرق أوروبا، لكنها تظل في النهاية ضئيلة بالمقارنة مع منجز كبير على مستوى الإنتاج والابتكار الأسلوبي فيما يتعلق باعتماد التصوير الشخصي بكاميرا المحمول في السينما الوثائقية الجادة، وإعادة توليفها لتتلاءم مع بقية التصوير الاحترافي دون بروز فوارق فاقعة ومزعجة للبصر وهذا ما تحقق لدرجة كان من الصعب أحياناً على المشاهد التمييز بين اليد الهاوية والأخرى المحترفة، وعلى مستوى الموضوع يسجل موقفاً إنسانياً يصعب على أكثر المعارضين للهجرة تجاهله، لأنه بسهولة سرد بعضاً من أهوال رحلة الوصول إلى “الجنة” وذكّر بالخافقين في الوصول إليها، فيما الملايين في سوريا وغيرها يتعرضون للقصف والدمار كل يوم وآخرون يعانون من الخوف والفقر وكلها أسباب مقنعة تدفع البشر للبحث عن حلول، لم يُروِّج “الهجرات العظيمة” مباشرة لها، لكنه مهّد الطريق لفهمها بما يتوافق مع وظيفته كفيلم وثائقي. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية   “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Emptyالإثنين 04 مارس 2024, 9:10 pm

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية 5809



الحرّاقة وحلم الهجرة.. شباب دفعهم الإقصاء والإحباط بأوطانهم للمغامرة بأرواحهم
كيف قرر شباب من دول المغرب العربي وأفريقيا أن يؤثروا الموت غرقا في مياه المتوسط على رؤية مستقبلهم يموت على أراضي أوطانهم؟ وما حقيقة الحلم الذي يراودهم بحياة أفضل في أوروبا هربا من واقع الفقر والبطالة والأوضاع السياسية الصعبة في بلدانهم؟ ومن يتحمل مسؤولية ظاهرة الهجرة غير النظامية؟ وما هي آليات مواجهتها؟ وهل طابقت الأحلام واقع من تمكنوا من الهجرة فعلا؟
حلقة أمس 29يوليو/تموز 2019 من برنامج “للقصة بقية” ناقشت هذه القضية للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها؛ حيث قال الأكاديمي الجزائري المتخصص في قضايا الديمغرافيا والهجرة عبد القادر الأطرش إن ظاهرة الهجرة غير النظامية متعددة الدوافع والأسباب، فمنها ما هو سياسي أو اقتصادي أو شخصي.
وأضاف أن تطلعات الشباب العربي والأفريقي تفوق ما هو متاح في بلدانهم من فرص، ومع ذلك فإن الهجرة كانت قائمة منذ القدم وستظل كذلك بغض النظر عن توفر فرص التنمية من عدمه، ولا يمكن لأي سياسة أن توقف تطلعات الشباب وغيرهم ممن يهاجرون مخاطرين بأنفسهم وبعضهم يحملون شهادات عليا، مشيرا إلى أن المقاربة الأمنية الأوروبية لم تنجح منذ مطلع الألفية في مكافحة الهجرة.
وأوضح الأطرش أن “الهجرة مشروع” وإذا وجدت الشباب فرصا للمشاركة في صناعة البلاد فإن الرغبة في الهجرة ستقلّ لأن من أكبر أسبابها الشكوى من الإقصاء والتهميش، وإذا أتيح لسكان الضفة الجنوبية من المتوسط حرية التنقل فسيكون هنالك حد للهجرة غير النظامية، ومن يهاجرون سيعود أكثرهم لبلدانهم مجددا ومعهم تجاربهم الإيجابية، لافتا إلى أن التنسيق بين حكومات الضفتين هو الأسوأ وهناك غياب رؤية.
أما زهير وسيني الإعلامي المغربي في تلفزيون “راي” الإيطالي فرأى أن هناك أمرين أساسيين يقفان وراء استفحال هذه الظاهرة: أولهما صورة أوروبا لدى سكان دول المغرب العربي التي تصورها بأنها جنة فردوس ويجب الذهاب لها لتحقيق الأحلام، والثاني أن الهجرة صارت سوقا مربحا خاصة للمافيات، كما أن الحكام العرب يرون في المهاجرين مصدرا للعملة الصعبة فقط ولا يهمهم ما سوى ذلك.





غياب الرؤية
وأكد أن كل الجهود التي يبذلها المغرب العربي لا تكفي لوقف الهجرة لأن الفوارق الاجتماعية العميقة في دوله وعدم التوازن في التنمية يوّلد هذه الظاهرة ويغذيها، مضيفا أن النخب الحاكمة في هذه الدول مرتبطة بالمصالح الأوروبية أكثر من مصالح شعوبها، ومن أدلة ذلك أنه لا توجد وحدة مغاربية رغم العوامل الداعمة والداعية لذلك أكثر مما لدى الغير ممن اتحدت بلدانهم، ولذلك فإن أوروبا تستفيد من هذا الوضع المتفكك باستغلال الإمكانيات والثروات العربية.
وشدد وسيني على أن الواقع الأوروبي يقول إن الأوروبيين لا يريدون مهاجرين، إذ هناك رأي عام أوروبي يرفض الآخر واليمين المتطرف يستغل الهجرة ليبني خطابه بالكذب والتلفيق، موضحا أن أوروبا سياساتها ترقيعية وليس لها أي بعد نظر تجاه الدول المغاربية. ودليل ذلك أنهم لم يعتبروا تونس عمقا إستراتيجيا ولم يقدموا لها المساعدة لتكون نموذجا ديمقراطيا يُحتذى عربيا، ولذا ليس هناك أي إرادة أوروبية لحل مشكلة الهجرة، وعلى صانعي القرار في الدول المغاربية حلها بأنفسهم والتخلي عن قبول دور الشرطي لأوروبا.
ومن جهته؛ أكد مدير جمعية فرنسا أرض اللجوء بيار هنري أن الهجرة بالغة التعقيد لكل الدول في العالم، لأن السياسات العامة المعتمدة في كثير من الدول قاسية وهي تدفع أبناءها للهجرة، لا سيما أن هناك هجرة غير نظامية تغذي العصابات الإجرامية بالمال، وفيها يتم تهريب الأشخاص والاتجار بهم وبالسلاح والمخدرات.
وذهب إلى أن هناك أشخاصا يحاولون الهرب من أوضاع صعبة تُخنق فيها حرياتهم، وهناك مسؤولية -بمقتضي اتفاقيات جنيف- تحتم على الدول الأوروبية استقبال هؤلاء الأشخاص الذين يأتي أكثرهم عن طريق ليبيا بسبب الحرب الأهلية، وبعضهم يُحتجزون في ظروف إنسانية صعبة.
وأشار هنري إلى أن هناك توترا حقيقيا في معظم أوروبا تجاهال الهجرة، وهو ما أدى إلى أن تتقدم أحزاب اليمين في الانتخابات بمعظم نواحي أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية الأوروبية، ولكون أوروبا تواجه مشاكل منذ عام 2015 جراء الوفود الكبيرة من الأشخاص الهاربين من وضع الحرب كما هو حال السوريين. وأضاف أنه يجب أن يتوحد المغرب العربي ليكون حواره مع الاتحاد الأوربي أكثر توازنا، كما يجب النضال دون كلل على الضفتين من أجل مشاريع هجرة ناجحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية   “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Emptyالإثنين 04 مارس 2024, 9:17 pm

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%83%D8%B3%D9%88%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%8A



الزواج الرمادي.. كيف تهاجر إلى أوروبا؟
الهروب من الفقر والبطالة وتحقيق الاستقرار في أوروبا، حلم يراود ملايين الشباب في العالم العربي والأفريقي والأمريكي الجنوبي، خصوصا في الدول التي تشهد نسب بطالة كبيرة. لذلك لجأ الشباب إلى زواج بلونين، فما هما؟ ولماذا يُلجأ لهما؟
هناك نوعان من الزواج متعارف عليهما لمن يريد القدوم والعيش في أوروبا، فالأول يدعى “الزواج الأبيض” وهو عبارة عن اتفاق بين الطرفين يقضي بدفع الوافد إلى أوروبا للمقيم فيها أو حامل الأوراق مالا مقابل العيش بشكل قانوني، أما النوع الآخر فهو “الزواج الرمادي” وهو أن لا يكون هناك اتفاق بين الطرفين، ولكن أحدهما يخطط لزواج مصلحة ينتهي بعد أن يحصل الوافد إلى أوروبا على أوراق الإقامة.



وعن هذا الموضوع تقول الباحثة نوال بن سعيد: هناك ممارسات تحايل على سياسة الهجرة، لأن دولا أوروبية وفي مقدمتها بلجيكا لديها سياسات هجرة صعبة، وبالتالي لم يعد ممكنا اليوم الدخول إلى أوروبا إلا عن طريق لمّ الشّمل الأسري.
يعرض فيلم “زواج بلونين” الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية قصصا مختلفة لحالات من العالم العربي وأفريقيا وأمريكا الجنوبية مرورا بتجارب وانخرطوا بزواج اللونين للوصول إلى القارة العجوز والعيش فيها.

أمل الاستقرار المتلاشي.. عبودية القانون البلجيكي

كانت البداية مع سيدة جزائرية -رفضت الكشف عن اسمها- تقول إنها كانت تملك عملا ومنزلا في بلادها وأمورها تسير بشكل طبيعي، وأضافت أنه “تقدم لها أحد الأشخاص -يحمل الجنسية البلجيكية- للزواج بها، فوافقت على أمل البدء بحياة جديدة وتكوين أسرة وتحقيق الاستقرار العائلي والاجتماعي”.
وتقول إن المشاكل بدأت مع زوجها عندما أخبرها أنه لا يريد إنجاب الأطفال، ورفض أن تعمل أو تغادر المنزل، فكنت جاهلة في قوانين الأسرة ببلجيكا ولم تكن تعلم ما يجب عليها أن تفعله، وبعد فترة طردها من المنزل دون تفسيرات أو مبررات لهذه الخطوة، ووصلت معه الأمور حد قوله إنها لا تعجبه، وعليها العودة إلى الجزائر.
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-brشاب مقيم في بلجيكا تزوجته امرأة من المغرب كي تحصل على الإقامة بعد التحاقها به
وبعد طردها حاولت السيدة الجزائرية البحث عن عمل وتقديم طلبات في مكاتب التوظيف ولكن دون نتيجة، ولكي تمنح أوراق إقامة عمل يجب أن تجد عملا بدوام كامل وهو غير متوفر. تقول: أحتاج أن أمضي 5 سنوات مع زوجي -دون طلاق- للحصول على الجنسية البلجيكية، لتحويل إقامة لم الشمل الأسري إلى إقامة عمل، وهذا قانون مجحف.
تقول المحامية البلجيكية “آن ديكورتيس”: هناك نوع من المتاجرة في هذه المواضيع، إذ كان عدد من البلجيكيين في بروكسل يقيمون علاقات وهمية مع النساء، ومن بينهم رجل أقام 18 علاقة وهمية وغير قانونية، وكان يعترف بأبوته لأطفال من نساء مختلفات حتى يُمكن تلك النسوة من الحصول على الأوراق القانونية، وكان يتقاضى أجرا مقابل هذه الأفعال.


زواج أناني في المغرب.. جسر العبور إلى أوروبا

من السيدة الجزائرية إلى رجل مغربي، ولد في المغرب وقدم إلى إسبانيا مع والده، عندما كان يبلغ من العمر 11 عاما وعاش فيها 20 عاما قبل أن ينتقل لبلجيكا عام 2011 بحثا عن فرصة عمل أفضل، وعندما بلغ 35 عاما قرر الزواج ووقع خياره على امرأة مغربية تعرف عليها عبر أحد “مواقع التعارف”.
يقول: في غضون 8 أشهر من الأحاديث، قررت السفر إلى المغرب للتعرف عليها وعلى أهلها، وعندما وصلت هناك استقبلتني وقدمتني لوالديها وعائلتها، كنت مرتاحا معها وقررت الزواج بها، وبعد توقيع العقد عدت إلى بلجيكا من أجل البدء في إجراءات لمّ الشّمل الأسري، ووافقت الدولة البلجيكية ومنحتنا حق لم الشمل.
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9خديجة بزلمود رئيسة جمعية “ديمقراطي+” لمساعدة المتقدمين بطلبات الجنسية واللجوء السياسي في بلجيكا
وواصل أنه “بعد شهر من قدومها إلى بلجيكا لاحظت أنها لم تكن مرتاحة في المنزل، فكانت دائما بعيدة عني وغالبا ما تكون منشغلة بهاتفها، كانت دائما منعزلة عني ولم تكن تريد الحديث إلي، وتتحدث معي بالحد الأدنى وتعزل نفسها في غرفتها طوال الوقت، وكنت أسألها ما الذي حدث؟ ولماذا تغيرت ولم تعد مثلما كانت في المغرب؟ كنت أظن أنها تحبني ولكنها مشاعرها سرعان ما تبخرت، ذهبت بعد ذلك إلى أبي وأختي وبقيت أشهرا عندهما.
وختم بقوله: في نهاية الأمر، فهمت لماذا غادرت عش الزوجية، فقد أرادت تجهيز ملفها والذهاب لزيارة الأطباء النفسيين بمفردها، والجمعيات التي تساعد السيدات اللاتي تعرضن لسوء المعاملة، وكانت تريد اتهامي بسوء معاملتها وتصوير نفسها على أنها كانت ضحية للعنف الذي مارسته ضدها، هذا يعني أنها قبلت الزواج مني للوصول إلى أوروبا، وكانت تعتبرني جسرا وصلت عبره إلى بلجيكا، ولكنني كسبت الدعوى التي رفعتها ضدي واستطعت إثبات أنها ادعت كل هذه التهم، وخالفت القوانين البلجيكية طمعا في الأوراق فقط.

ضحايا الزواج الرمادي.. أشواك الهجرة

تشرح الباحثة نوال بن سعيد تداعيات “الزواج الرمادي”، وتقول: في هذا الزواج لدينا ضحية تعرضت للخداع من الطرف الآخر، وهذه الحالات إنسانية في المقام الأول، وهي تجارب حزينة ومؤلمة ووضعيات تستمر لسنوات طويلة.
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D9%8Aامرأة بلجيكية تزوجت من تونسي ثم استقرا في بلجيكا قبل ان يتركها من أجل امرأة أخرى
وفي السياق تقول خديجة بزلمود رئيسة جمعية “ديمقراطي+” التي تُعنى بمساعدة الأشخاص الذين لديهم مشاكل في موضوع طلبات الجنسية وتسوية الإقامات والحصول على اللجوء السياسي: هناك من يقول إن معظم ضحايا “الزواج الرمادي” هم من النساء، لكن ذلك غير صحيح، فهناك عدد كبير من الرجال يمرون بهذه المشكلة، وقد استقبلت شخصيا عددا منهم، وهم يعيشون نفس الأزمة التي تختبرها النساء، حاليا هناك عدد كبير من الرجال والنساء يعودون إلى بلدانهم الأصلية ويجدون شخصا يريدون الارتباط به، وبعد حفل الزواج ولم الشمل في بلجيكا يكتشف أحد الطرفين أن الآخر ليس الشخص المناسب، ومن هنا تبدأ المشاكل ورفع الدعاوى المتبادلة لتخلص كل منهما من الآخر.

حب في تونس.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وفي إحدى الحالات التي يعرضها الفيلم، تقول امرأة بلجيكية: زرت مدينة الحمامات التونسية في سبتمبر/أيلول عام 2014 لمدة أسبوعين تعرفت فيهما على عدد من الأشخاص بينهم شاب تونسي أصبح زوجي فيما بعد، ترددت في البداية ثم قررت قبول الزواج، فعدت إلى بلجيكا وبعت أغراضي ثم سافرت للعيش معه في تونس، وبعد حفل الزواج وقبوله في السفارة البلجيكية بتونس والتحضير للقدوم إلى بلجيكا حصلت عملية إرهابية في يوليو/تموز 2015 فتعقدت إجراءات لم الشمل واستصدار التأشيرات، لأجد نفسي مضطرة أنا وزوجي للدخول إلى بلجيكا بطريقة غير مشروعة عبر صربيا، ثم اجتياز طريق البلقان سيرا على الأقدام أملا في أن يدخل زوجي بلجيكا ثم نبحث عن تسوية، وبعد أيام من وصوله إلى بلجيكا هجرني وقرر مغادرة المنزل والذهاب إلى سيدة تكبره بـ33 عاما.
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%A8%D8%A7يهاجر الناس من دول العالم الثالث إلى أوروبا بحثا عن فرصة حياة أفضل وبيئة نظيفة
بعد 15 يوما عاد إلى المنزل معتذرا، وبرر الأمر بأنه ارتكب خطأ وكان تائها، وقد اعتقدت حينها أنه كان يرزح تحت ضغوط نفسية وأنه لم يكن مستقرا ولهذا استقبلته مجددا، وكان لهما شقة خاصة يعتنيان بها سوية، وبدا أن الأمور تسير بشكل جيد، حتى بدأ بشرب الخمر، حينها تركته في الشقة وحيدا ومكثت عند عائلتها أسبوعين، وهناك علمت أنها حامل، وبعد 4 أشهر من ولادة ابنها قررت تقديم طلب لم الشمل حتى يتمكن من الحصول على الأوراق الرسمية، وقد حصل بالفعل على إقامة لمدة 6 أشهر، وهي تعطيه حق العيش في بلجيكا بشكل قانوني حتى تنتهي إجراءات لم الشمل، ولكن بمجرد حصوله على بطاقة الإقامة تغير سلوكه مرة أخرى.
تقول الزوجة: في أحد الأيام بدأ بشرب الخمر أمام طفله ثم صفعني وضربني، لذا اتصلت بالشرطة فقدمت واعتقلته وسجنته، ورغم ذلك رفضت أن أرفع دعوى ترحيل ضده وساعدته حتى يأخذ الإقامة الدائمة، لكن منعته من رؤية طفله وطلبت منه اللجوء إلى القضاء في حال أراد رؤيته.

إسبانيا التي تشبهنا.. قبلة المهاجر الأمريكي

ينتقل الفيلم من بلجيكا إلى الديار الإسبانية، حيث يفضل المهاجرون القادمون من أمريكا الجنوبية القدوم إليها بسبب اللغة والأكل والعادات والتقاليد والثقافة المشتركة.
وعن الرحلة الشاقة والمكلفة تقول امرأة قادمة من أمريكا الجنوبية: إن قرار الهجرة يحتاج لتفكير عميق وحاسم، فالمسافة طويلة جدا وعلى من يتخذ القرار خوض غمارها بالتفاصيل، كلفتني تذكرة السفر 1400 يورو وجلبت معي 1000 يورو، ناهيك عن المشقة بسبب طول ساعات السفر وعدد مرات توقف الطائرات والانتقال من مطار لآخر، فأنا قدمت من بنما وتوقفت في باريس، ثم أكملت الرحلة إلى مالقة حتى وصلت إلى غرناطة.
وتتابع: الأمر الصعب هنا هو انتظار 3 سنوات للحصول على الإقامة الدائمة، وقد نصحنا بعدم وضع ثقتنا في أي شخص خلال فرصة البحث عن “زواج أبيض” أو بالاتفاق، لأن كثيرا منهم يستغل الفرصة للاستيلاء على الأموال.
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية %D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-tjdhjجزائرية لم توفق في إقامتها في بلجيكا بسبب زوجها الذي رفض مساعدتها
وتشرح السيدة الثانية القادمة من “كوستاريكا” أجواء المقابلة للحصول على الإقامة في إسبانيا، فتقول: يتوقع أعضاء اللجنة أن الشخص المتقدم للحصول على الأوراق متوتر، فعليك أن لا تنظر للأرض وتبقى دائم النظر للوجوه دون قلق، وتعلمنا من الذين سبقونا أن لا نخاف، وحمدا لله على فرصة الوصول إلى إسبانيا.
وعن الوضع في إسبانيا تقول المحامية نسرين الحشلاف: تختلف وضعية المهاجرين بشكل كبير في إسبانيا، وهو أمر يعود بالأساس لطريقة الدخول إلى البلاد فنجد من دخل متسللا ومن دخل بتأشيرة سياحية ومن ملأ استمارة طلب الإقامة في البلاد، فمثلا كل شخص أمضى في إسبانيا ثلاث سنوات بطريقة غير شرعية يحق له التقدم للحصول على أوراق الإقامة أو ما يسمى “أوراق الظرف الاستثنائي”.

“هل يحبني لذاتي أو لأنني من أوروبا؟”.. نصائح الأمان

يستعرض الفيلم في النهاية نصائح يقدمها من مر بالتجربة وعانى من تداعياتها، فيقول الشاب المغربي الذي تزوج من سيدة مغربية أرادت تركه عندما وصلت إلى بلجيكا: أعدت بناء حياتي وأنا أروي قصتي حتى يتعظ الناس ولا يثقوا بمواقع التعارف على الإنترنت وتطبيقاتها على الهاتف، فنحن لا نعلم شخصية الرجل أو المرأة خلف شاشة الكومبيوتر أو الهاتف الذكي.
أما المرأة البلجيكية فتذهب أكثر من ذلك وتطلب أن تكون هناك فترة تعارف وود متبادل قبل الزواج، “ففي حالتي لم يكن الأمر كذلك، بل كنت مفتونة بالبلد (تونس) والمناظر الطبيعية والثقافة الجديدة، لا يجب أن ننطلق من النيات الحسنة، وعلى أي امرأة يطلب منها أحدهم الزواج التفكير أكثر من مرة في هذا الطلب، وتسأل نفسها سؤالا مهما جدا: هل يحبني لذاتي أو لأنني من أوروبا؟”.
وتقول عالمة الاجتماع “فابيان بريون”: بإمكاننا تفهم أن هؤلاء يستغلون مؤسسات الزواج من أجل الدخول إلى أوروبا، لأن ذلك يمثل إحدى قنوات الهجرة الأقل خطورة من عبور البحر بزورق مطاطي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية   “الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية Emptyالإثنين 04 مارس 2024, 9:18 pm

“الحدود الأخرى ” : يوميات الهجرة السرية للمجهول
لعل عالم الهجرة السرية او مايسمى الهجرة غير الشرعية كان ومايزال موضوعا اشكاليا في اية عندما  يسلط الضوء عليه في اية  بقعة من بقاع الأرض ، والمعضلة دائما هي واحدة ، معضلة الأنسان الباحث عن ” ملاذ آمن ” عن بديل انساني يحقق له جانبا من جوانب الحياة الأنسانية السوية ، وحيث انسان هذا العصر المهدد على الدوام بالعنف والفقر والأستبداد والجريمة ، انسان تطوقه الأنظمة الساسية الفاسدة التي تدفع الأنسان دفعا الى النزوح والأنقطاع عن الجذور وعن الوطن الأم .
ولعل هذه خلاصة مشتركة يلتقي بها مئات الوف المهاجرين من حول العالم لاسيما اذا علمنا ان المعدل العام السنوي للهجرة  قبل عشر سنوات من الآن كان في حدود 150 مليون انسان ليصل اليوم الى قرابة 240 مليون  بحسب احصاءات منظمة الهجرة العالمية التي تقول باختصار شديد ان واحدا من كل 33 شخصا في العالم هو مهاجر ولنا ان نتخيل العدد الضخم للمهاجرين من حول العالم .لكن السؤال هو كيف تجري وقائع حياة وماذا عن التحديات التي تواجه هؤلاء المهاجرين المنخرطين في مجال الهجرة السرية معرضين انفسهم الى انوع لاحصر لها من المخاطر الجسام .
عينة محددة لهذا الواقع التراجيدي يمكن تلمسه في كثير من البقاع لكن مدينة ونهرا يقعان بالقرب من الحدود المكسكية المتاخمة لغواتيمالا يمنحاننا صورة مجمسة لعالم الهجرة بتداعياته ومشكلاته وتفاصيلة السرية والمخبئة ، هنا على تلك الأرض ثمة حياة اخرى منسية لمئات الوف البشر الذين يستللون ليلا ونهارا عبر منافذ وممرات سرية خطرة لبلوغ احلامهم وهو مايناقشه الفيلم الوثائقي (       المكسيك – الحدود الأخرى ) للمخرجة لاورا ولدنبيرج – فرنجز .
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية 201351844124087344
هذه هي مدينة ( تيكونومان ) وهذا هو نهر ( سوشيات ) وكلاهما يفصلان بين غواتيملا عن حدود المكسيك ،  نهر يقطعه مئات من سكان هذه البلاد للعبور الى الضفة الأخرى حيث الأراضي المكسيكية وهي الخطوة الأولى للعبور الى العالم الآخر ، اربعة نقاط عبور رسمية على النهر يمكن لمن يمتلك اوراقا رسمية ان يتخذها معبرا آمنا في مقابل اكثر من 300 معبر يمر عبر ادغال وسهوب ومرتفعات هي منافذ الهجرة السرية التي يتخذها اولئك المهاجرون الذين لايتدفقون من غواتيمالا فحسب بل من سائر بلدان امريكا الوسطى مثل ( السلفادور والهوندوراس ونيكاراغوا ) حتى بلغ عدد من تسللوا عبر هذه المنفذ الى قرابة نصف مليون شخص بين الأعوام 2005 و 2009 وبما معدله 100 الف شخص سنويا .
يتابع الفيلم الحياة الواقعية اليومية لأولئك المشردين والفقراء فضلا عن الشباب الطموح وهم يغذون الخطى لأجتياز مدينة جياباس ، آخر نقاط الحدود ومن هناك يبدأ الخوف والترقب.
تلاحق عدسة المصور يوميات هؤلاء العابرين على جناح الخوف ويلتقي رجال شرطة ومنفذي قانون على طرفي الحدود بين العالمين .
ولعل التراجيديا المريرة التي يكشفها الفيلم هي في وقوع اولئك الحالمين بالجنة الموعودة في براثن قطاع الطرق والمهربين وسماسرة الأتجار بالبشر ومحترفي الدعارة المنظمة والأتجار بالمخدرات وهم الذيم يكونون بانتظار هؤلاء المهاجرين السريين بمجرد وصولهم الأراضي المكسيكية .
في وسط هذا الجو المخيف تطل مايعرف بمدينة التضامن وهي مدينة حدودية صغيرة  داخل الأراضي المكسيكية واول مدينة بعد الحدود ، هناك تتجسم مايشبه ( محمية طبيعية لكل شيء) ، هنالك المطاعم والبارات والنوادي الليلية والغرف  الفندقية البائسة رخيصة الثمن وهناك ايضا تجري فصول ابتزاز اولئك المهجرين بطريقة مزرية ، اخذ اوراقهم بحجة ايجاد عمل لهم او لأية حجة اخرى ثم ابتزازهم فأما ان يدفعوا مايطلب منهم وخاصة من النساء او اجبارهن على ممارسة الدعارة وهو ماتتعرض له اغلب النساء العابرات للحدود واللائي كل هدفهن اللحاق بعائلاتهن في الولايات المتحدة او البحث عن حياة افضل لأطفالهن وحيث سواد كبير منهن يكن مصحوبات بهم  وهناك يقعن في مصيدة الأتجار بالبشر والدعارة .
يناقش الفيلم من زوايا متعددة حدود الظاهرة فيلتقي بنساء وجدن انفسهن وسط هذه المحنة وكذلك برجال تحري وقانون ومع اصحاب مقاهي ومطاعم وعلب ليل ويعرض كيف تعيش تلك الكائنات التي وجدت نفسها في هذا المأزق .
ولعل الأوجه الأخرى للمأساة تتمثل في تداخل عناصر كثيرة في محنة هؤلاء المهاجرين السريين ، اجهزة الهجرة المكسكية تطاردهم في السهول والغابات والمناطق الجبلية وفي نفس الوقت وهم يهربون من رجال الشرطة فأنهم يقعون في قبضة عصابات الجريمة المنظمة التي تقوم باختطاف الكثيرين لغرض ابتزازهم واخذ  اموالهم او زج النساء الشابات في اعمال الدعارة او اجبارهم للأنخراط في الأتجار بالمخدرات .
ليل مدينة ” هويكستلا” المكسكية مثل نهارها ، هي مدينة تعيش على ايقاع حياة الغرباء القادمين من امريكا الوسطى رجالا ونساء ورحلتهم الشاقة تتدرج قدما لتبلغ نهاياتها .. نهايات هم يحلمون بها وتتدفق من خلالها المعالجة الفيلمية على اكثر من مستوى :
– الأفادات الفردية للمهاجرين السريين وهم يروون قصة احلامهم وطموحاتهم وبحثهم عن حياة بديلة خاصة في الولايات المتحدة بعدما يقطعون الأراضي المسكسة بطولها لبلوغ الأرض الموعودة ، هذا اذا بلغوها .
– يوميات العيش في مدن الهجرة السرية على التتابع : ” ” تيكونومان ” – ” هويكستلا ” – ” تابجولا ” – ” ارياجا ” حيث المكابدات هي نفسها تفصح عن نفسها من خلال يوميات الهجرة السرية ومشاعر الأحباط والرهبة التي تنتاب هؤلاء المهاجرين والمهاجرات خوفا من اعادتهم عنوة الى بلدانهم .

“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية 201351844124087345
– المعايشة الواقعية التي زخر بها الفيلم لدورة الحياة البشرية التي تدب عبر النهر الفاصبل بين غواتيمالا والمكسيك وصولا الى معايشة يوميات النساء المهمشات المنسيات ، ضحايا الهجرة غير الشرعية وعصابات الجريمة المنظمة .
– التفاصيل اليومية التي قدمها رجال تطبيق القانون والهجرة وهم يكشفون بوضوح  كيف يتحول الطموح بأرض بديلة وبلاد اخرى  الى مصيدة للطموح ، مصيدة لهؤلاء المهاجرين .
على ان ماهو افدح من كل ذلك هو مابعد دخول الأراضي المكسيكية عندما يكون قطار الشحن والبضائع هو الوسيلة المعتادة لهؤلاء المهاجرين السريين الذي يتسللون اليه ويتدفقون بالمئات الى سطوحه وزواياه لقطع مئات الكيلومترات داخل الأراضي المكسيكية في فصل جديد من فصول العناء والشقاء الذي يتابعه الفيلم بدقة مصاحبا اولئك المهاجرين في رحلتهم المتواصلة .
وخلال وبعد هذه الرحلة سيكون سعيد الحظ من سينجو من فخاخ عصابات الجريمة المنظمة التي تكون بانتظارهم اما لأختطافهم وابتزازهم او تسخيرهم لتجارة المخدرات او استغلال النساء جنسيا…. عرض  مأساوي حقا ومنسي في عوالم مجهولة وبعيدة تماما عنا ولكنها تكشف عن واقع مشترك لعذابات ومكابدات من تركوا ديارهم في اطار الهجرة السرية باحثين عن امل وعن حياة اخرى ولكن الأماني شيء وعذابات الرحلة ومخاطرها الجسام شيء آخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
“الهجرات العظيمة”.. ملحمة التغريبة البشرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الهجرات العربية في التاريخ الحديث
»  رؤيتنا الحضارية لسورية العظيمة بعد تحريرها
» الالياذة .. ملحمة هوميروس
» مسلسل التغريبة الفلسطينية -
» حفل " موسيقى من بلدنا " - التغريبة الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: