على إسرائيل أن تواجه ما تخشاه وهو قيام الدولة الفلسطينية
يقول الكاتب سيمون تيسدال المختص بالشؤون الخارجية بصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية في مقال له بالصحيفة إن إسرائيل المعزولة خارجيا والممزقة داخليا عليها أن تواجه المستقبل الذي تخشاه، وهو قيام الدولة الفلسطينية.
استهل الكاتب مقاله بالحديث عن أن الإحساس بالأشياء التي تتفكك عميق، والتداعيات السلبية موجودة في كل مكان بالعالم. وأورد العديد من الأمثلة على ذلك، مثل الاستهزاء الروتيني بميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة حول غزة، وتجاهل جرائم الحرب في أوكرانيا وميانمار والسودان، وإرسال القتلة إلى الخارج للقضاء على المعارضين السياسيين، والحرب الإلكترونية غير المعلنة التي لا تعرف حدودا.
التفكك أقوى بالشرق الأوسط
لكنه قال إن التفكك أقوى بشكل خاص في الشرق الأوسط، وخاصة عقب هجوم طوفان الأقصى، وكذلك الحال بالنسبة للإفلات من العقاب، وأوامر محكمة العدل الدولية لمنع المجاعة في غزة، التي لا تتلقى سوى التشدق بالكلام.
واستمر تيسدال في رسم صورة التفكك الذي يشهده الشرق الأوسط، قائلا إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي حجر الزاوية الإقليمي، وصلت إلى نقطة الانهيار. ونقل عن معلقين قولهم إن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن غير قابل للإصلاح.
نتنياهو ربما يصعد الحرب في المنطقة
وأضاف أن الأزمة الداخلية في إسرائيل، هي الأخرى، تشكل تهديدا وجوديا لها، في الوقت الذي يتحول فيه نتنياهو وحلفاؤه "المتطرفون المناهضون للديمقراطية وجماعات المستوطنين اليمينية المتطرفة"، إلى متمردين، متوقعا أن يصعّد نتنياهو الحرب في المنطقة، إذا كان من يتهمونه بالرغبة في استغلال الحرب لمصالحه الشخصية، على حق.
وانتهى تيسدال إلى القول إنه وبما أن إسرائيل المنقسمة والمصابة بالصدمة وسوء القيادة والمنبوذة، تمزق نفسها، مع تمزيق مؤهلاتها التاريخية والأيديولوجية والديمقراطية، فإن إعادة تأسيس عملية تفاوضية ذات مصداقية مع الهدف الصريح والموافق عليه دوليا المتمثل في وجود دولتين تتعايشان جنبا إلى جنب قد يكون هو الطريقة الأفضل والوحيدة لإنقاذ إسرائيل من نفسها. وقد يكون أيضا أفضل أمل لإنقاذ مجتمع الأمم من مزيد من الانحدار إلى الفوضى، واستعادة بناء الثقة العالمية.