إيران "نمر من ورق" لا تستطيع الرد على إسرائيل
يقول محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية بصحيفة "تلغراف" البريطانية كون كوغلين إن الضربة القوية التي وجهتها إسرائيل للحرس الثوري الإيراني ووكلائه في سوريا كشفت عن "ضعف قادة طهران المخادعين" حسب قوله.
بدأ كوغلين مقاله بتبرير الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان الجاري، قائلا إن الهدف الأساسي لهذه القنصلية هو العمل كمركز قيادة وتحكم لـ الحرس الثوري الإيراني، مما يمكن طهران من تشغيل شبكتها "الإرهابية" في جميع أنحاء الشرق الأوسط من قلب دمشق وفق قوله.
وزعم الكاتب أن هذه القنصلية ظلت تعمل منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كمركز قيادة إقليمي رئيسي، حيث ساعدت في الإشراف على أنشطة "محور المقاومة: حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن الذين أكدوا التزامهم بتدمير إسرائيل".
وقال إن الهجوم الإسرائيلي يجب أن يُنظر إليه في سياق حرب بالوكالة متصاعدة بين إيران وإسرائيل التي اشتدت في الأشهر الأخيرة، وزاد النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل كبير منذ هجوم حماس، لأسباب ليس أقلها أن حزب الله والمليشيات الأخرى المدعومة من إيران استخدمت قواعدها في سوريا وجنوب لبنان لشن سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل.
إسرائيل مقتنعة بأن إيران لن ترد مباشرة
وقال إن أحد الحسابات الرئيسية لإسرائيل في استعدادها لمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا هو قناعتها بأن إيران ليس لديها رغبة كبيرة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتفضل استخدام وكلائها، للقيام بذلك.وأضاف الكاتب أن المؤكد أن المخاوف من أن إيران ربما تندفع "أخيرا" إلى الانتقام، بعد أن حذر مسؤولون كبار في الحرس الثوري الإيراني من أن الإجراء الإسرائيلي لن يمر دون إجابة، حتمت على إسرائيل إلغاء الإجازات لجميع الوحدات القتالية وحشد المزيد من جنود الاحتياط لوحدات الدفاع الجوي.إيران لم تنتقم من مقتل سليماني
ومع ذلك، يقول كوغلين، فإن مدى رغبة إيران في تصعيد التوترات في المنطقة هو نقطة خلافية. ففي المرة الأخيرة التي عانى فيها الحرس الثوري الإيراني من نكسة كبيرة، عندما اغتالت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني في 2020، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "بالانتقام الشديد" ردا على ذلك، لكن في النهاية لم ينفذ المرشد تهديده.وبالمثل، يؤكد الكاتب، أن إيران ستكون حذرة من التورط في مواجهة عسكرية مباشرة، لأسباب ليس أقلها أن الإسرائيليين أوضحوا تماما أنه في حالة وقوع هجوم إيراني، فإنها سترد بتدمير البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان وسوريا، تماما كما تفعل مع "حماس" في غزة.مجلس الأمن يخفق في إدانة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق
عرقلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأربعاء بيانا صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي كان من شأنه إدانة الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، الذي تتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عنه.وتتعين الموافقة على البيانات الصحفية الصادرة عن المجلس المؤلف من 15 عضوا بالإجماع، وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة بدعم من فرنسا وبريطانيا، أبلغت بقية الدول بالمجلس بأن العديد من الحقائق بشأن ما حدث يوم الاثنين في دمشق لا تزال غير واضحة، ولم يكن هناك توافق في الآراء بين أعضاء المجلس خلال اجتماع عقد يوم الثلاثاء.وقال ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة في منشور على منصة إكس "هذا بمثابة مثال صارخ للمعايير المزدوجة التي تستخدمها الترويكا الغربية ونهجها تجاه الالتزام بالقانون والنظام في السياق الدولي".وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر بيانات في الماضي يدين فيها الهجمات على المقار الدبلوماسية، وأدان الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الهجوم وقال إنه يتعين احترام حصانة المباني والشخصيات الدبلوماسية والقنصلية.وتقول الولايات المتحدة إنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي دمر مبنى قنصليا مجاورا لمجمع السفارة الرئيسي، وأدى إلى مقتل 13 شخصا، بينهم اثنان من الضباط الإيرانيين و5 مستشارين عسكريين في الحرس الثوري.وفي أعقاب الهجوم على قنصليتها استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، وذلك لإرسال رسالة إلى الإدارة الأميركية، لكن وزارة الخارجية الإيرانية لم توضح فحوى الرسالة المرسلة للإدارة الأميركية.ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي استهدفت إسرائيل مرات عدة قادة ومستشارين عسكريين إيرانيين، مما أدى إلى مقتل 11 قائدا ومستشارا عسكريا إيرانيا على الأقل، فضلا عن استهدافها مقاتلين في حزب الله اللبناني والدفاعات الجوية للجيش السوري وبعض القوات السورية الأخرى.