خبير عسكري: هذه أسباب انسحاب الاحتلال من خان يونس ومستقبل الحرب
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب جميع القوات البرية من جنوبي قطاع غزة، بما فيها الفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، حيث لم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم لفصل الشمال عن الوسط والجنوب.
وفي هذا الإطار يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن الاحتلال أرجع انسحابه من خان يونس للاستعداد لمعركة رفح، مبينا أنه يريد سحب هذه القطاعات العسكرية لإعادة استعدادها القتالي للفترة المقبلة واستخدامها بمكان آخر.
لكن الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري للجزيرة- قال إن عملية الانسحاب تعطي فرصة للاحتلال لانتقال المدنيين والنازحين من مدينة رفح إلى خان يونس وصولا للشارع الذي يفصل شمالي القطاع عن الوسط والجنوب.
وأوضح أن هذه المساحة الجغرافية أصبحت كبيرة جدا لاستيعاب أعداد المدنيين والنازحين من رفح تمهيدا للعملية العسكرية المرتقبة.
ومن بين أسباب الانسحاب -وفق الفلاحي- إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه في تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب القسام واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
واستدل الخبير العسكري، بعمليتي الزنة وحي الأمل الأخيرتين بمدينة خان يونس، والتي قالت كتائب القسام إنها قتلت خلالهما 14 عسكريا إسرائيليا، وهو ما يعني وجود استنزاف لجيش الاحتلال.
وتوقع الفلاحي، أن تل أبيب أخذت بمشورة واشنطن بضرورة الخروج من المنطقة لأنها تعد بمثابة استنزاف كامل للقوات الإسرائيلية الموجودة داخل المدن.
ماذا بعد الانسحاب؟
وفي رؤيته للمشهد الميداني بعد الانسحاب، يعتقد الفلاحي، أن سيناريو الانسحاب من خان يونس يشبه كثيرا سيناريو الانسحاب من غزة، مؤكدا أن العمليات ستعود إليها بعد الانتقال للمرحلة الثالثة.
وبيّن أن معالم هذه المرحلة تتمثل في وقف الاجتياح البري الشامل والتمركز في المناطق العازلة، ومن ثم القيام بعمليات توغل نوعية محدودة ثم الانسحاب مجددا.
وأضاف أن العمليات ستكون أقل كثافة ولكنها أكثر نوعية وتركيزا بإسناد جوي ومدفعي؛ واستنادا لمعلومات استخبارية، إضافة إلى تفعيل الاغتيالات للقيادات المطلوبة.
إطلاق الصواريخ
وحول دلالات استمرار إطلاق الصواريخ نحو منطقة غلاف غزة، قال الفلاحي، إن العملية العسكرية الإسرائيلية قد تكون أضعفت فصائل المقاومة ولكن لم يتم القضاء عليها قطعا.
وأشار إلى أن الصواريخ تحمل رسائل واضحة مفادها أن مناطق غلاف غزة لن تكون آمنة طالما لا يزال القتال مستمرا، مضيفا أن لدى المقاومة من الإمكانيات ما يمكنها من الوصول لهذه الأهداف.
وحول التوقعات بشأن اجتياح رفح، يعتقد الفلاحي أن العملية قد لا تبدأ بالمنظور القريب في ظل الحاجة لعدة أسابيع لنقل المدنيين في رفح، كما أن العملية تحتاج تنسيقا مع مصر.
وأكمل موضحا: "من المبكر القول إن هناك عملية تجاه رفح، ولكن هناك تحضيرات جارية على قدم وساق"، مؤكدا أن الحديث عنها يندرج أيضا في سياق الضغط على حماس للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى.
https://manifest.prod.boltdns.net/manifest/v1/hls/v4/clear/665001584001/3bcf3970-e10e-411d-a64a-e532b4264e6e/4
49a7929-b123-455a-8cd7-bc191d18ea6e/10s/rendition.m3u8?fastly_token=NjYxNDliZmVfNTQ0NGQxODcxZjgxND
MyY2I1ZTcwZTJjNWU4NGFiYjkyYzZhMjU5N2Y3
YTBlNTU0ZTFlOGFjYWE1YWE3MGU4Mg%3D%3D
خبير عسكري يربط بين الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس والتهيؤ لهجوم رفح
رجح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن يكون لقرار انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس جنوبي قطاع غزة علاقة بالهجوم العسكري المحتمل على رفح جنوبي القطاع، لكنه تحدث عن حسابات أخرى تتعلق بالمفاوضات الجارية وبالضغوط الدولية لوقف الحرب.
وقال إن انسحاب الألوية الإسرائيلية بشكل مفاجئ من خان يونس يثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن الخطة المستقبلية للاحتلال، ويؤكد أيضا وجود إشكاليات لدى القيادات العسكرية العليا في إسرائيل بشأن مسألة التعامل مع القطاعات الموجودة في قطاع غزة.
ويشير العقيد كريم الفلاحي -في حديثه ضمن وقفة التحليل العسكري على قناة الجزيرة لمجريات الحرب في غزة- إلى أن القطاعات العسكرية التي تم سحبها من خان يونس تشترك في المعركة منذ مدة طويلة، وقد أصابها الكثير من العطب، ولذلك فإن عملية السحب قد تكون لإعادة الاستعداد القتالي والتهيؤ لمعركة رفح، مرجحا أن تكون خان يونس منطقة إيواء لسكان رفح.
وأضاف أن القصف الإسرائيلي الكثيف جدا على المناطق الغربية والشرقية من مدينة رفح يوحي بأنها "عملية تهيئة لمسرح عمليات مقبل".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت أن إسرائيل سحبت جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، ولم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم، وهو الممر الذي أقامه جيش الاحتلال لقطع الشمال عن الجنوب بهدف منع سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع.
مفاوضات وضغوط
غير أن الخبير العسكري والإستراتيجي أشار إلى تطورات أخرى تجري في مقابل حديث الإسرائيليين عن هجوم رفح، فهناك مفاوضات جارية في مصر بين المقاومة الفلسطينية والإسرائيليين، وما يدور حول عملية اختراق تكون قد حصلت هناك، بالإضافة إلى وجود ضغوط أميركية من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وأيضا يحتاج نقل الموجودين في رفح إلى وقت.
وبينما أكد أن إسرائيل لم تحقق أيا من الأهداف التي وضعتها، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هناك قدرت عسكرية للمقاومة الفلسطينية قد تم تدميرها، ولكن في المقابل تم تدمير أكثر من 1100 آلية إسرائيلية، بين دبابة ومدرعة.
وأكد أن القوات الإسرائيلية أُنهكت بشكل كبير جدا في الفترة الماضية، وفتحت عليها جبهات أخرى في الشمال وفي الضفة الغربية، وهناك تهديدات إيرانية بضربة قادمة على إسرائيل، فضلا عن الانقسام الداخلي والضغط الدولي لوقف الحرب على غزة.
وعن حجم قوات الاحتلال الموجودة في غزة بعد الانسحاب من جنوب القطاع الفلسطيني، قال العقيد كريم الفلاحي إن الإسرائيليين يتحدثون عن وجود لواء ناحال على الطريق 10 في وادي غزة لمنع وصول التعزيزات من جنوب القطاع إلى الشمال، وأضاف أن عددا من الآليات توجد في معبر إيريز، وقوة أخرى في دير البلح وسط قطاع غزة.