منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ذاكرة الحرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذاكرة الحرب  Empty
مُساهمةموضوع: ذاكرة الحرب    ذاكرة الحرب  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 11:37 am

ذاكرة الحرب  Doc-34lk96q-1710620320


من الجيد أننا نمتلك ذاكرة لا تنسى، تبقي المشاهد التي اعتدناها قبل زمن الحرب وفي زمن الحرب حاضرة فينا لنسردها ونوثقها، حتى لا تزيف أو تنسى.
اقتباس :
بؤس غامر في قلوبنا جميعا يتمحور في "كنت، كنا"، تقول نازحة في خيم رفح: "كنت أعيش في غرفة ولي سرير خاص وحمام خاص، وأعيش خصوصيتي ووقتي الخاص كما يحلو لي، والآن صرت أعيش في خيمة لا تتسع لاثنين يسكنها عشرون فردا
فعلى مرأى عيني الآن مشهد قد رأيته سابقا بنفس الزمان والمكان، لكن كل سيناريو هذا المشهد قد تبدّل حاله، فبطلته طفلة تسمى فرح، من جيران بيتنا قبل الحرب. كان لها حياة رغيدة كأي طفلة، وكانت فرح يوميا عند وقت العصر تقف أمام بيتها الذي بني بعرق تعب والدها، ترقص فرحا بعودة أبيها من العمل صارخة بسعادة "بابا جبلي فواكه".
لكن في الحرب تغير المشهد، وعم الحزن كل تفاصيله، فالبطلة نفسها عند وقت العصر تقف أمام بيتها المهدوم، شاحبة الوجه من قلة الطعام والرعشة تظهر على كفيها الخائفتين، تنتظر عودة أبيها الذي قتل ومازال تحت أنقاض منزلهم، وبعفوية عقلها الطفولي ما زالت تنتظر أن يأتي ويحضنها وتلقى الأمان الذي فقدته من يوم استشهاده، في ذات الوقت نظرت فرح للأعلى لترى مناطيد الإنزال تنزل، وتصرخ بكل حزن "جوعانة وبابا مات نزلولي فواكه"!
بؤس غامر في قلوبنا جميعا يتمحور في "كنت، كنا"، تقول نازحة في خيم رفح: "كنت أعيش في غرفة ولي سرير خاص وحمام خاص، وأعيش خصوصيتي ووقتي الخاص كما يحلو لي، والآن صرت أعيش في خيمة لا تتسع لاثنين يسكنها عشرون فردا، حمام مشترك لأكثر من مئة شخص، وأنام بفرشة مشتركة بين اثنتين، ونسيت شيئا اسمه خصوصية أو وقتا خاصا بي".
ويقول نازح آخر: "كنا ناس عز وكرم ما نحرم حالنا، ونلتم كلنا كعيلة على سفرة وحدة، والآن صرنا مفرقين كل واحدة في جهة ومعظمنا حي والآخر قد مات وماتت معهم لَمة عائلتنا والفرحة".
دماؤنا لم تشفع لنا، دموعنا لم تشفع لنا، آهاتنا لم تشفع لنا، أحزانُنا لم تشفع لنا، أوجاعنا لم تشفع لنا، حرقة قلوبنا لم تشفع لنا، نحيب أرواحنا لم تشفع لنا، صغارنا، شيوخنا ،نساؤنا وكل من فينا لم يشفع لنا، ماذا سيشفع لنا إن لم تشفع كل مآسينا هذه لنا؟
اقتباس :
تبقى الأسئلة تعصف في ذهني، هل وقف الزمن الجميل عند السادس من أكتوبر؟ وهل سنظل نقارن حياتنا السابقة بالحاضرة الآن؟
ماذا تبقى من "كوارث إنسانية" حدثت وشاهدها العالم من كل زواياها وفي كل شبر في غزة؟ ماذا يجب أن يحصل أكثر منها ليشفع لنا في هذا العالم الظالم؟
تبقى الأسئلة تعصف في ذهني، هل وقف الزمن الجميل عند السادس من أكتوبر؟ وهل سنظل نقارن حياتنا السابقة بالحاضرة الآن؟ أم سيكتب لنا زمن جميل آخر؟ وحتى متى سيعترينا الحزن ويعتبر قلوبنا وطنا يقيم به؟ وهل للفرح وقت سيخصصه مستقبل لنا؟
وبختام هذا النص عدة أدوات استفهام لجملة واحدة، هل وأين ومتى وكيف سننال حريتنا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذاكرة الحرب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة الحرب    ذاكرة الحرب  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 11:40 am

ذاكرة الحرب  4-1712143138

ذاكرة الحرب (2)

قهر وفقد في كل مدينة ومخيم لا يدري قلبنا المكلوم أين يولي حزنه 

قصف ودمار، شهداء ودماء، الموت في هذه المدينة مزاد علني واسع النطاق، يحترفونه ويتعمدون إيصاله لكل من بقي ناجيا بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، وتجده بكافة أنواع الظلم والعذاب، موت من صواريخ الطائرات، موت من الرصاص والقذائف الهوجاء، موت من الجوع والحرمان من الطعام، موت بدهس من مقطورة المساعدات، وأشدهم قهرا أن تموت وأنت تحمل "كيس الطحين" وتسمى "شهيد الحرب ولقمة العيش".

"خلصو الحرب بس وشوفوا كيف حنشتري كيس الطحين بعرق جبينا لولادنا ولا ننذل وتنهان كرامتنا"، هذا ما قاله على مسمعي، رجل يقارب الثلاثينات في عمره، ، تكبد الحزن وجهه وجعله يكبر سنا فوق سنه ليشيخ باكرا، بجانبه أقرانه المكلومين الذي لا يعلم المرء فيهم كيف سيؤمن طعام اليوم لأطفاله الجياع، ويقص عليهم الحدث المعتاد ليوم انتظارهم دخول شاحنات الطحين الإغاثية.

السيناريو الذي أسميه بـ "كابوس الطحين" يبدأ مشهده من ذهاب الناس لدوار النابلسي، وانتظارهم دخول الطحين، وهم يعلمون أنه من الممكن أن تقنصهم الرصاصة

الصراخ، التعبير الوحيد للثكالى في شمال قطاع غزة، من يعيشون في أكبر سجن بشري قد يشهده العالم، أكان صراخ الفقد، أم صراخ الجوع، أم صراخ احتضار الموت، أم صراخ نزيف المصاب، أم صراخ من لم تسعفه الكلمات لتعبر عن وجعه وقهره.

صوت صراخ أم من بعيد يأتي "أمانة يا أحمد يما تروحش بديش يصيرلك إشي، ما بموت من الجوع بس بموت لو فقدتك".

السيناريو الذي أسميه بـ "كابوس الطحين" يبدأ مشهده من ذهاب الناس لدوار النابلسي، وانتظارهم دخول الطحين، وهم يعلمون أنه من الممكن أن تقنصهم الرصاصة، غير آبهين للموت مقابل سد رمق جوع أطفالهم ونساءهم، وينتهي إما بنجاتك بالقليل من الطحين أو عويل محبيك عليك فوق نعشك!

يقول الشاب عبود للعالم على مواقع السوشل ميديا: "يريدون جعل طموحاتنا الطحين وننسى فلسطين".

وقد تكاثرت القضية على الغزاوي، فبات يتساءل هل ثمن كرامة تحرير فلسطين، أن يجابه بعزة الموت والجوع؟

صراخ أم آخر:" راح هو وأخوه واخدوا كيسين ليحطو فيهم الطحين رجعلي واحد من ولادي حامل اخوه الشهيد بكيسه".

قهر وفقد في كل مدينة ومخيم، لا يدري قلبنا المكلوم أين يولي حزنه، انحصرت كل أمنيات الغزاويين أجمع، فقط في أن تتوقف الحرب ويتوقف البكاء والموت والصراخ والجوع.

على غير عادتي البارحة، وبآخر الليل، تنهدت، تنهيدة الخاوية روحه بانطفاء قاتم، خارت قواي فجلست على حافة الدرج، مسكت هاتفي واستمعت حينها لسورة مريم، "وناداها من تحتها ألا تحزني"

بعدما كنت أعتقد أنه منامي الأخير، استيقظت أخيرا، متعبة، والآهات في روحي، والوجع في صدري الذي يضيق، في صمتي الذي يتسع، في عيني التي ملت رؤية ذات المشهد في كل مرة.

متعبة من نفسي أولً، ومن الآمال المهدرة ثانيا، من الآخرين ثالثا، ومن الدنيا العصيبة رابعا، ومن الحرب المميتة خامسا، على غير عادتي البارحة، وبآخر الليل، تنهدت، تنهيدة الخاوية روحه بانطفاء قاتم، خارت قواي فجلست على حافة الدرج، مسكت هاتفي واستمعت حينها لسورة مريم، إلى أن جاءت آية "وناداها من تحتها ألا تحزني"، كأنها جاءت كإشارة من الله لتربت على صدري، وقرأتها على روحي المنهكة، بخشوعِ المستغيث، بكيت، وأجهشت بكاء، أفلت يدي من كل شيء، واستسلمت تماما، وتركت دموعي تسرد كل ما حملته من قهر ووجع وتعب وألم في داخلي، وغفوت كالذي سقط مغشيا على حزن أطاح به، حنين.

ربما هي أيام معدودات، والجبر قريب، هكذا حدثتني نفسي في منامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ذاكرة الحرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذاكرة
» ذاكرة الروائح 
» ذاكرة الروائح
» 13 تشرين: ذاكرة السلطة
» الطفيلة..ذاكرة أم الكروم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: