خبير عسكري: كمين الأبرار عملية نوعية بامتياز
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن الكمين الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ضد قوة للاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، هو "عملية نوعية بامتياز"، وظهر ذلك من خلال التخطيط والتنفيذ.
وأضاف أن العملية -التي نفذت السبت الماضي الموافق يوم 27 رمضان- جرت في منطقة مدمرة بشكل شبه كامل، حيث كانت من أولى المناطق التي دخلتها قوات الاحتلال خلال هجومها على خان يونس.
ووقع الكمين في منطقة الزنة (شرق خان يونس)، وأطلقت عليه القسام اسم "كمين الأبرار"، وجرى خلاله استهداف جنود ودبابات إسرائيلية من المسافة صفر، وأظهرت مشاهد توثيقه وقوع قتلى ومصابين من الجنود وتفجير آليات إسرائيلية.
وتحدث العقيد حاتم الفلاحي -في حديثه ضمن وقفة التحليل العسكري على قناة الجزيرة- عن أهمية التخطيط والإعداد للعملية، التي استغرقت -حسب كتائب القسام- 50 يوما، مما يعني، حسب تأكيد الخبير، 50 يوما من المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية ومعرفة أساليب قوات الاحتلال في هذه المنطقة، من أين تمر، ومن أين تنسحب، بمعنى فرض مراقبة دقيقة على القوة الإسرائيلية في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن المخططين للعملية أخذوا في اعتبارهم زرع عبوات ناسفة في مناطق مختلفة. مع العلم أن المشاهد التي نشرتها كتائب القسام أظهرت قيام مقاتليها بإعداد عبوات الكمين وزراعتها في المنطقة التي شهدت تنفيذ الهجوم، ثم بدء وصول جنود الاحتلال لمنطقة الكمين، مع الإشارة إلى أنهم فصيل مشاة كوماندوز قوامه 30 عسكريا.
وعن كيفية نجاح مقاتلي كتائب القسام في التحرك داخل منطقة فيها قوات الاحتلال، أشار الخبير العسكري إلى خيارات متعددة، فإما أن قوة كامنة لديها مخبأ في تلك المنطقة طوال هذه المدة وكانت تترقب الفرصة المناسبة لتنفيذ عمليتها، وإما أن تكون هناك أنفاق ما زالت تعمل بتلك المنطقة.
ولفت إلى أن العناصر التي قامت بالكمين تعمل في بيئة صديقة، وبالتالي تعرف مداخل المنطقة ومخارجها وترصد تحركات قوات الاحتلال، مؤكدا أن هناك إمكانية لدى المقاومين من المزج بين الحرب النظامية وحرب العصابات.
وتأتي عملية "كمين الأبرار" لتكذب مزاعم الاحتلال الإسرائيلي -يضيف الخبير العسكري- من أنه قضى على أكثر من 19 كتيبة من كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى، والدليل أن العملية العسكرية جرت في منطقة مدمرة توغلت فيها قوات الاحتلال منذ أكثر 4 أشهر، وقال إن العمل العسكري لا تحدده قوات الاحتلال، وإنما فصائل المقاومة.
يذكر أن كتائب القسام كانت قد أعلنت -في بيان- أن مقاتليها قتلوا 9 جنود إسرائيليين، وأصابوا آخرين، في منطقة الزنة، موضحة أنها استهدفت 4 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105″، مشيرة إلى أنه فور تقدم قوات الإنقاذ إلى المكان ووصولها إلى وسط حقل ألغام أُعد مسبقا، استُهدفت بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد.
القسام تبث مشاهد كمين الزنة المركب بخان يونس
نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد لكمين مركب نفذته ضد قوة للاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، يوم السبت الماضي، الموافق يوم 27 من شهر رمضان.
ووقع الكمين في منطقة الزنة شرق خان يونس وأطلقت عليه القسام اسم "كمين الأبرار" وجرى خلاله استهداف جنود ودبابات إسرائيلية من المسافة صفر، وأظهرت مشاهد توثيقه وقوع قتلى ومصابين من الجنود وتفجير آليات إسرائيلية.
وأظهرت المشاهد في بداياتها عددا من مقاتلي القسام وهم يستعرضون خطة الكمين وتفاصيل تنفيذه، وصوت دعاء بتحقيق أهدافه، مع إشارة إلى أنه من قيام المقاتلين في الليلة السابقة له، (ليلة الـ27 من رمضان).
تلا ذلك إعلان أحد المقاتلين مع إخفاء هويته، قيام القسام بإعداد كمين محكم لقوة من الاحتلال قوامها فصيل مشاة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وتعامله مع الآليات التي جاءت لإسناد قوة المشاة وتحقيق إصابات مباشرة فيها.
وتضمنت المشاهد قيام مقاتلي القسام بإعداد عبوات الكمين وزراعتها في المنطقة التي شهدت تنفيذ الهجوم، ثم بدء وصول جنود الاحتلال لمنطقة الكمين، مع الإشارة إلى أنهم فصيل مشاة كوماندوز قوامه 30 عسكريا.
وأظهرت المشاهد بعدها إطلاق رصاص كثيف تجاه أفراد القوة وسقوط عدد منهم قتلى، وأصوات صراخ الجنود، مع الإشارة إلى أنه تم الإجهاز على 10 منهم من المسافة صفر، فيما لاذ باقي الجنود بالهرب تجاه أحد المنازل المفخخة الذي تم تفجيره كذلك.
وتضمنت المشاهد استهداف آليات قوات النجدة بعد وقوعهم في كمين مجموعة مضاد الدروع (الياسين 105) وعمليات إجلاء الجنود القتلى.
ووجه أحد مقاتلي القسام رسالة في نهاية المقطع قال فيها إن هذه المشاهد عينة مصغرة مما يعانيه جيش الاحتلال المهزوم في وحل غزة، والتي سمحت الظروف الأمنية بعرضها.
جانب من العملية
وفي السياق، قال مصدر قيادي بالقسام للجزيرة، إن ما أظهرته المشاهد المصورة جانب من العملية، مؤكدا أن ما حدث ولم يتم توثيقه أكبر بكثير.
ولفت إلى أنه تم الإعداد والتجهيز لهذا الكمين طوال 50 يوما في منطقة الزنة، وأنه جرى ذلك وفق معلومات استخبارية ورصد مكثف جرى خلاله تحديد مسار عودة جنود وآليات جيش الاحتلال.
وكانت كتائب عز الدين القسام أعلنت السبت أنها كبدت قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 قتيلا وعدة إصابات في عمليات نوعية نفذتها في محور خان يونس بقطاع غزة.
وقالت كتائب القسام في بيان إن مقاتليها قتلوا 9 جنود إسرائيليين، وأصابوا آخرين، في منطقة الزنة شرقي خان يونس، موضحة أنها استهدفت 4 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105″، مشيرة إلى أنه فور تقدم قوات الإنقاذ إلى المكان ووصولها إلى وسط حقل ألغام أُعد مسبقا، استُهدفت بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد.
كما أعلنت كتائب القسام قتل 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإصابة آخرين وتدمير ناقلة جند بمنطقة حي الأمل غرب خان يونس، فضلا عن استهداف دبابة إسرائيلية أخرى بقذيفة "الياسين 105" وقوة راجلة بعبوة وإيقاعها بين قتيل وجريح في خان يونس.
وأفاد مراسل الجزيرة بهبوط 3 طائرات مروحية للجيش الإسرائيلي لنقل جرحى من جنود الاحتلال شرقي خان يونس.
في المقابل، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 4 عناصر بينهم ضابط برتبة نقيب و3 جنود خلال معارك دارت في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة السبت، وإصابة 4 جنود باشتعال قذيفة داخل دبابتهم جنوب مدينة غزة، وإصابة جنديين من اللواء 401 بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة صباح أمس.
وقالت المراسلة العسكرية للإذاعة الإسرائيلية إن الجنود القتلى كانوا يستقلون عربة مدرعة خلال عملية تمشيط لمبان جنوب خان يونس قبل أن يباغتهم المقاومون من داخل فتحة نفق.
القسام تستهدف ناقلة جند بخان يونس وتوقع قوة النجدة بين قتيل وجريح
قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن عناصرها تمكنوا من إيقاع قوة إسرائيلية في كمين مركب، بعد استهداف ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105″، واستهداف مجموعة مكونة من 7 جنود في المكان نفسه بقذيفة أخرى، في منطقة وسط البلد بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأكدت القسام أن قواتها اشتبكت بالأسلحة الثقيلة مع قوة النجدة التي وصلت لإنقاذ الجنود، وأوقعت جميع عناصرها بين قتيل وجريح.
وكانت كتائب القسام بثت مشاهد لقصفها بقذائف الهاون قوات إسرائيلية كانت متوغلة في محيط مجمع الشفاء الطبي بغزة، كما أعلنت قنصَ جندي واستهدافَ دبابة في حي تل الهوى.
من جهتها بثت سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي-مشاهد لاستهداف مقاتليها آلية عسكرية وقصف جنود إسرائيليين في محيط مجمع الشفاء، غربي مدينة غزة.
خسائر الاحتلال
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 8 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، كما أعلن مقتل جندي من الكتيبة الـ77 خلال المعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت بأن جنديا لقي حتفه متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين جنوبي قطاع غزة، وبهذا يرتفع عدد العسكريين القتلى إلى 3 خلال الساعات الـ24 الماضية، وإلى 600 قتيل منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 264 بين ضابط وجندي منذ بدء العملية البرية في الـ26 من الشهر ذاته، وإلى 90 قتيلا منذ مطلع السنة الجارية، وفق الأرقام الرسمية.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإصابة أكثر من 6 آلاف و800 ضابط وجندي منذ بداية الحرب، بينهم 4 آلاف و716 جنديا من قوات الاحتياط.