ما هي منظومة القبة البحرية التي استخدمتها إسرائيل لأول مرة؟
هي منظومة دفاع جوي تُنصب على سفن حربية في البحر ما يتيح تحريكها
تطور المنظومة شركة الصناعات العسكرية رافائيل- أنظمة قتالية متقدمة
استخدمتها إسرائيل لاعتراض هدف جوي في خليج إيلات
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، اعتراض هدف جوي في خليج إيلات، بعد اختراقه المجال الجوي، لكن اللافت في الأمر، في ظل الكثير من الاعتراضات منذ بداية حرب الإبادة على غزة، اعتراض الهدف باستخدام "القبة البحرية" لأول مرة منذ تطويرها.
ويدور الحديث عن منظومة تشكّل نموذجاً بحرياً من منظومة "القبة الحديدية"، وهي المنظومة الأصلية التي تنصب على اليابسة للاعتراض في البر، بينما تعمل القبة البحرية، على حماية السفن وسط البحر وعلى الساحل، وكذلك لحماية الأصول الساحلية، ضد مجموعة متنوعة من التهديدات.
ما هي هذه المنظومة الدفاعية؟
"القبة الواقية" أو "القبة البحرية" أو باسمها الدولي "سي دوم" (C-Dome)، هي منظومة دفاع جوي، تُنصب على سفن حربية في البحر ما يتيح أيضاً تحريكها، بهدف اعتراض الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة في منطقة بحرية، وتمكين حماية السفن، وحماية البنى التحتية البحرية أو منصات الغاز وغيرها من الأصول البحرية الاستراتيجية من الهجمات.
وتم تطوير النظام وتصنيعه في دولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل شركة الصناعات العسكرية "رافائيل - أنظمة قتالية متقدمة".
ومنذ وصول حركة حماس إلى السلطة في قطاع غزة عام 2007، وتواجد دولة الاحتلال تحت تهديد صواريخ المقاومة، عملت شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لإيجاد حل لهذه المشكلة.
وفي نهاية مارس/آذار 2011 تم تطوير نظام القبة الحديدية من قبل شركة رافائيل. وعلى مر السنين، أثيرت الحاجة إلى تطوير نسخة أخرى من القبة الحديدية التي من شأنها أن تكون فعالة للاستخدام في الظروف البحرية.
وفي عام 2016، طوّرت شركة "رافائيل" نسخة بحرية من "القبة الحديدية"، تسمى "C-Dome"، وفي 18 مايو/ أيار أجرت أول اختبار عملياتي ناجح لها، وتم تثبيت المنظومة على سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية، ونجحت في اعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها كأهداف خلال التجربة.
وبعد تطوير هذه المنظومة، طلب سلاح البحرية الإسرائيلي في مارس/ آذار 2017 من مصنعي السفن الحربية الألمانية "ساعر 6"، تغيير هيكل السفن، من أجل مضاعفة قاذفات (منصات إطلاق) المنظومة التي سيتم تركيبها على أسطحها، في ضوء التهديدات الاستراتيجية لمنصات الغاز.
وبعد اختبار اعتراض ناجح في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، تم الإعلان أن المنظومة "صالحة للاستخدام العملياتي"، وتم تزويد الجيش بها.
وخلال عملية سيف القدس، في مايو/أيار 2021 ، الحرب على غزة التي سمتها إسرائيل حارس الأسوار، تم نشر المنظومة على متن سفينة بحرية بالقرب من منصة الغاز أمام عسقلان.
وفي 21 فبراير/شباط 2022، تم إجراء اختبار ناجح للقبة الواقية، حيث اعترضت الصواريخ الاعتراضية التي انطلقت من ساعر 6 طائرة مسيّرة وصواريخ مدفعية وصاروخ كروز.
وتوالت التجارب على المنظومة في عام 2023 أيضاً، وصولاً إلى تسجيل أول اعتراض عملياتي لها، في التاسع من إبريل/نيسان 2024، لدى اعتراضها هدفاً جوياً قرب إيلات، اخترق المجال الجوي، فيما تبلغ تكلفة كل عملية إطلاق من منظومة القبة البحرية نحو 50 ألف دولار، بحسب بعض المصادر.