تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة الجمعة 12 أبريل 2024, 10:58 am
تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس الاثنين، أن بلاده قررت اتخاذ سلسلة تدابير جديدة ضد إسرائيل،
على خلفية رفضها طلب أنقرة المشاركة في إيصال المساعدات الإنسانية جوا إلى قطاع غزة.
وعلى غرار دول أخرى، أرادت القوات الجوية التركية المشاركة في عملية إلقاء المساعدات الإنسانية بطائرات
شحن تابعة لسلاح الجو التركي، لكن طلبها "الذي رحبت به السلطات الأردنية، رفضته إسرائيل".
وقال فيدان "قررنا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الجديدة ضد إسرائيل"، معتبرا أن ليس هناك "أي عذر" لرفض
مساعدة "سكان غزة الجائعين".
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن التدابير التي وافق عليها الرئيس رجب طيب أردوغان سيتم تنفيذها خطوة
بخطوة دون تأخير.
وأردف "ستتواصل تدابيرنا حتى تعلن إسرائيل وقف إطلاق النار وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
بلا انقطاع".
ولم يتطرق فيدان إلى فحوى التدابير غير أنه أشار إلى أن المؤسسات التركية المعنية ستعلن في وقت لاحق
تفاصيل هذه التدابير.
من ناحية أخرى، أوضح فيدان أن المساعدات التي أرسلتها تركيا بحرا وجوا لمصر لإيصالها إلى غزة تجاوزت
42 ألف طن.
وذكر أن تركيا باتت إحدى أكثر دولتين إرسالا للمساعدات إلى غزة، وأشار إلى أن سفينة مساعدات تاسعة
ستنطلق قريبا.
ولفت فيدان إلى أن المساعدات الإنسانية أصبحت تصل إلى غزة بواسطة المظلات أيضا عبر الأردن منذ مدة.
وقالت وكالة رويترز إن السلطات الإسرائيلية لم ترد على الفور على طلبات التعليق.
وتشنّ إسرائيل منذ 6 أشهر، حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم
أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وهو الأمر
الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
تعرف على قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة لم يكن قرار وزارة التجارة التركية بتقييد تصدير 54 منتجًا إلى إسرائيل اعتبارًا من اليوم مفاجئًا بالنسبة لمراقبي
الشأن التركي وعلاقات تركيا مع إسرائيل منذ شروع الاحتلال في الحرب على قطاع غزة.
فمع الموقف السياسي التركي المناهض لحرب إسرائيل تصاعدت الضغوط التجارية لأنقرة تدريجيا.
وأعلنت وزارة التجارية التركية، اليوم الثلاثاء، تقييد تصدير 54 منتجاً إلى إسرائيل اعتبارًا من اليوم.
وأوضحت الوزارة في بيان أن القيود على الصادرات إلى إسرائيل ستظل سارية حتى تعلن تل أبيب وقفًا فوريًا
لإطلاق النار بغزة وتسمح بتقديم مساعدات كافية ومتواصلة للفلسطينيين.
وأضاف أن قرار تقييد الصادرات إلى إسرائيل يشمل وقود الطائرات وحديد الإنشاءات والفولاذ المسطح والرخام
والسيراميك، وغيرها.
وأكد البيان أن تركيا لم تقم منذ فترة طويلة ببيع إسرائيل أي منتج يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.
قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل
وهذه أهم قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب
1- تعليق التعاون الطاقي أعلنت تركيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما ألغى وزير الطاقة
التركي ألب أرسلان بيرقدار زيارة كانت مقررة لإسرائيل.
كانت أنقرة قبلها تعتزم مناقشة خطط للتعاون مع إسرائيل للتنقيب المشترك عن الطاقة في شرق البحر الأبيض
المتوسط وإمكانية وضع خطط لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.
وجاء ذلك بعدما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهمها بشن أكثر
الهجمات وحشية في التاريخ خلال حربها المستمرة على قطاع غزة، ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
بأنها حركة تحرر.
2- خارج قائمة الدول المستهدفة بالتصدير استبعدت تركيا إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير، وفق ما سلطت عليه الضوء صحيفة "غلوبس"
الاقتصادية الإسرائيلية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واحتلت إسرائيل المرتبة 13 لصادرات تركيا في عام 2023، وبلغت الصادرات إليها 5.42 مليارات دولار، وفق
الصحيفة التي طرحت سؤالا عن سبب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطوة، وهل ستؤثر على
التجارة بين الجانبين؟
ومعنى هذا القرار توقف دعم الدولة التركية للشركات التي تعمل مع إسرائيل، كما يعني توقف دعم وزارة التجارة
التركية للمؤتمرات المشتركة مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
وتراجعت الصادرات التركية إلى إسرائيل خلال السنة الماضية إلى 5.42 مليارات دولار، من 7 مليارات دولار
في عام 2022.
وبحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن إسرائيل صدّرت سلعا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تركيا في
2023، تراجعت من 2.5 مليار دولار في عام 2022.
وكانت تركيا من بين 7 دول شهدت انخفاضا كبيرا في الصادرات الإسرائيلية العام الماضي إلى جانب ماليزيا
وألبانيا وتايوان وفرنسا وبريطانيا وكندا، وفق الصحيفة.
كان وزير التجارة التركي عمر بولات، قال في 7 نوفمبر/تشرين الثاني إن التجارة بين إسرائيل وتركيا تقلصت
إلى النصف منذ اندلاع الحرب على غزة.
وقال بولات، في مؤتمر صحفي خلال زيارة رسمية للكويت، إنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، نلاحظ أن
التجارة المتبادلة (بين تركيا وإسرائيل) انخفضت أكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي".
وأكد بولات أن هذا الانخفاض جاء نتيجة "لطلب التجار والمستهلكين ونهجهم".
3- عرقلة الصادرات نقلت غلوبس عن مصدر لم تسمه، قوله إن الصادرات من تركيا إلى إسرائيل إما تأخرت أو لم تتم الموافقة عليها
منذ أواخر الشهر الماضي.
وذكرت وكالات تعمل مع المستوردين الإسرائيليين أن مصدر التأخير هو الحكومة التركية، ولم يكن من الواضح
إلى متى سيستمر الوضع.
وذكرت غلوبس أنه منذ يوم الجمعة 29 مارس/آذار لم يكن من الممكن دفع رسوم التصدير للشحنات من تركيا
إلى إسرائيل، إذ كان يظهر الموقع الإلكتروني المخصص خطأ تقنيًا، مع عدم وجود خيار للمضي قدما في العملية.
وسعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى التعامل مع الوضع، وفق الصحيفة.
وفسّرت الصحيفة ذلك باتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات صارمة في ما يتعلق بالتجارة مع
إسرائيل، رغم أنه لم تكن ثمة عقوبة رسمية وقتها.
4- تعليق الطيران أعلنت الخطوط الجوية التركية عقب اندلاع حرب إسرائيل على غزة وقف رحلاتها إلى إسرائيل حتى
أكتوبر/تشرين الأول 2024.
كانت الخطوط الجوية التركية قبل اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تسيّر أكثر من 10
رحلات يومية بين تل أبيب وإسطنبول.
5- تمديد التعليق يوم الخميس الماضي ألغت الخطوط الجوية التركية الحجز الإلكتروني المسبق لرحلاتها إلى إسرائيل حتى
مارس/آذار 2025، مما يعني أن الشركة ربما مددت الوقف 5 أشهر إضافية.
وثمة تأثير كبير لإلغاء رحلات الخطوط الجوية التركية إلى إسرائيل على أنماط الرحلات من مطار بن غوريون
وإليه، إذ تشغّل الخطوط الجوية التركية رحلات إلى 340 وجهة عبر 4 قارات، كما أن إسطنبول كانت محطة
توقف شعبية للمسافرين الإسرائيليين الذين يبحثون عن أسعار اقتصادية للرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم.
وفي يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023 سافر أكثر من 5% من ركاب الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من تل
أبيب عبر الخطوط التركية، لتحتل المرتبة الرابعة في عدد الركاب الذين تم نقلهم من مطار بن غوريون وإليه.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة الجمعة 12 أبريل 2024, 10:59 am
الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضربات المقاطعة التركية... إليك الأضرار بعد أن أضر به ارتفاع أسعار الفائدة ونقص العمال، سيتعين على الاقتصاد الإسرائيلي أن يتكيف مع خسارة أحد
مورديهم الرئيسيين للمواد الخام. إذ على خلفية الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، حد الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان من تصدير الإسمنت إلى إسرائيل، وكذا الطوب والزجاج والحديد وغيرها. كما
توقفت شحنات الطماطم التركية عن الوصول وسط مخاوف إسرائيلية من امتداد المقاطعة إلى منتجات أخرى في
الصناعات الغذائية.
وقد ارتفعت الأسعار في أعقاب حظر البضائع الذي فرضته تركيا على إسرائيل، الأمر الذي سيزيد من تكلفة
المعيشة، خاصة أن المقاطعة التركية تطاول تصدير العديد من المنتجات إلى إسرائيل بما لا يقل عن 54 فئة
ومنتجا، وبالتالي سيضطر المستوردون إلى استيراد البضائع من مصادر بديلة، ولكن بتكاليف أعلى ستنتقل في
النهاية إلى المستهلكين، وفقاً لموقع "كالكاليست" الإسرائيلي.
ومن بين المنتجات التي قررت تركيا الحد من تصديرها إلى إسرائيل ووضع قيود عليها: الإسمنت والطوب
والمواد العازلة للبناء والكلنكر المستخدم في صناعة الإسمنت والزجاج والحديد والألمنيوم والأنابيب الفولاذية
والبلاستيكية والكابلات الكهربائية واللوحات الكهربائية وغيرها، وهي مواد سيؤثر تقييد تصديرها إلى إسرائيل
بشكل رئيسي على صناعة البناء، التي تترنح بالفعل بسبب الانخفاض الحاد في نطاق نشاطها منذ بداية الحرب
بسبب عدم توفر العمال.
تأثيرات على الاقتصاد الإسرائيلي ويعتبر تحرك تركيا للحد من تصدير البضائع إلى إسرائيل، بحسب "كالكاليست"، غير عادي. وأوضحت تركيا
أمس التحرك المتمثل في رفض إسرائيل السماح لها بإسقاط طرود المساعدات الإنسانية إلى غزة. وشهدت
العلاقات بين إسرائيل وتركيا العديد من الأزمات والاضطرابات في العقدين الأخيرين، لكن حتى الأزمة الحالية،
حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على فصل العلاقات السياسية، التي كثيرا ما تنقطع، عن العلاقات
التجارية بين البلدين، والتي تظل مستقرة.
عند اندلاع الحرب على غزة، صعد أردوغان من خطابه ضد إسرائيل متهما إياها بارتكاب إبادة جماعية وجرائم
حرب في غزة. وبعد اندلاع الحرب، وعندما كثف أردوغان تصريحاته ضد إسرائيل، نشر موقع "كالكاليست"
عن مخاوف رجال الأعمال الإسرائيليين الذين يتاجرون مع تركيا من أن أردوغان، على عكس الأزمات السياسية
السابقة، سيصعد تحركاته ضدها لتشمل العلاقات التجارية بين تل أبيب وأنقرة.
وقد يكون للمقاطعة التركية أيضًا تأثير على صناعة المواد الغذائية. وبحسب إيلان شيفا، الرئيس التنفيذي والمالك
المسيطر لشركة بيع الخضار بالجملة "بيشوري ساد"، فقد أوقف موردو الخضار الأتراك منذ الأسبوع الماضي
تصدير الطماطم إلى إسرائيل لأسباب سياسية، والبديل هو الاستيراد من الأردن بسعر أقل ولكن أيضًا بجودة أقل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الشركات المصنعة للأغذية وبعض سلاسل التسويق التي تمتلك علامة تجارية
خاصة، تستورد منتجات من تركيا، بما في ذلك مستحضرات التجميل والمعكرونة والبسكويت وألواح الشوكولاتة
والفواكه المجففة. وفي حال توقف تصدير هذه المنتجات، سيكون من الممكن إيجاد بدائل لها في إسرائيل أو عن
طريق الاستيراد من دول أخرى، ولكن بتكاليف شحن أعلى.
تراجع التجارة بين تركيا وإسرائيل وفي عام 2023، بلغ حجم الواردات الإسرائيلية من تركيا 4.6 مليارات دولار، أي أقل بنحو 20% من حجم
الواردات من تركيا في عام 2022. معظم المنتجات المستوردة من تركيا هي منتجات معدنية، وتشكل حوالي ربع
إجمالي الواردات من تركيا. وفي العام نفسه، حدث انخفاض في حجم واردات الإسمنت من تركيا إلى إسرائيل
وبلغت ما يقارب 355 مليون دولار، بانخفاض يقارب 30% مقارنة بالحجم في عام 2022. ويتم استيراد معظم
الإسمنت التركي من قبل شركة Cement، وهي شركة تابعة لشركة Israel Shipyards، التي أحد مالكيها
المسيطرين هو رجل الأعمال شلومي فوغل، الذي يعتبر من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في العام الماضي، بينما كان نتنياهو يروج بحماس للانقلاب، دعا فوغل مجموعة من رجال الأعمال للقاء رئيس
الوزراء الذي طلب نقل رسائل مطمئنة إليهم نظرا لخوفهم من أن تؤدي الخطوة المتطرفة التي كان يروج لها إلى
نتائج قاتلة على الاقتصاد الإسرائيلي، وفق "كالكاليست". وأصبح استيراد الإسمنت من تركيا في العقد الأخير
أحد رموز إدمان إسرائيل على المنتجات التركية الرخيصة. وقد احتفظت الشركة المصنعة المحلية "نيشر"
بسلطة احتكارية لسنوات عديدة في السوق الإسرائيلية ورفعت أسعار المورد الأساسي لصناعات البناء والبنية
التحتية.
اقتصاد دولي قيود تركيا على الصادرات إلى إسرائيل تربك الأسواق وقطاع العقارات وفي أعقاب المقاطعة التركية، هناك خوف في الاقتصاد الإسرائيلي من أن تحركات أردوغان سوف تتصاعد،
وستحد الدول الأخرى من تجارتها مع إسرائيل كجزء من الضغوط الدولية لإنهاء الحرب في غزة. وبعيداً عن
تقييد تصدير البضائع من تركيا، فقد أصبح من الواضح أمس أن الخطوط الجوية التركية ستعلق أيضاً عودة
عملياتها في إسرائيل لمدة عام تقريباً، بعد أن أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل في بداية الحرب.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة الجمعة 12 أبريل 2024, 11:00 am
تصعيد تركي تجاه إسرائيل.. لماذا الآن؟ جاء قرار تركيا فرض قيود على تصدير مجموعة واسعة من المنتجات إلى إسرائيل لحين إعلان وقف إطلاق
النار في قطاع غزة، ومن ثم تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل دعم الشعب الفلسطيني،
لتؤكد تصاعد الخطوات التركية تجاه إسرائيل بسبب حربها المستمرة على غزة منذ أكثر من 6 أشهر، بعد
انتقادات عديدة واجهتها أنقرة خلال الفترة الماضية.
ويُقدِّم هذا التقرير عرضا للخطوة التركية الأخيرة، وردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية عليها، ولماذا اتُخذت في
هذا التوقيت بالذات؟ كما يُقدّم عرضا مختصرا لأهم قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب.
صباح الثلاثاء، أعلنت وزارة التجارة التركية -في بيان- تقييد تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل اعتبارا من اليوم
الموافق 9 أبريل/نيسان الجاري.
وأوضحت الوزارة أن القيود على الصادرات إلى إسرائيل ستظل سارية حتى تعلن تل أبيب وقفا فوريا لإطلاق
النار بقطاع غزة والسماح بتوصيل مساعدات كافية ومتواصلة للفلسطينيين.
وأضاف البيان أن القرار يشمل تقييد 54 منتجا منها وقود الطائرات وحديد الإنشاءات والفولاذ المسطح والرخام
والسيراميك.
وأكد البيان أن تركيا لم تقم منذ فترة طويلة ببيع إسرائيل أي منتج يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.
وبعد ساعات، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل دعم الشعب الفلسطيني حتى تتوقف
إراقة الدماء في غزة، وتقام دولة فلسطينية على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال أردوغان -في رسالة تهنئة بمناسبة عيد الفطر- إن العالم واجه مشهدا وحشيا، تم فيه قصف المستشفيات
والمدارس والكنائس والمساجد التي يجب عدم المساس بها حتى في زمن الحروب.
وعلى الفور، رحب وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العامور -الثلاثاء- بقرار وزارة التجارة التركية تقييد تصدير
54 منتجا إلى إسرائيل.
واعتبر القرار التركي، خطوة في الاتجاه الصحيح لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية،
بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات والإغاثة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعا الوزير الفلسطيني جميع الدول إلى الامتثال الفوري لقرارات المؤسسات الأممية، والترجمة الفورية لها،
خاصة أن حكومة الاحتلال مستمرة في تنفيذ الإبادة الجماعية واستخدام التجويع سلاحا ضد أهلنا في القطاع.
ردود إسرائيلية غاضبة وفي المقابل، وفي رده على إعلان وزارة التجارة التركية فرض قيود على تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل، قال
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "الرئيس التركي يضحي بالمصالح الاقتصادية للشعب التركي من
أجل دعم حماس".
وأوضح كاتس أن إسرائيل سترد على ما وصفها بالخطوة التركية أحادية الجانب، بإعداد قائمة أوسع من
المنتجات التي لن تستورد من تركيا.
وأضاف أن بلاده ستتوجه إلى الكونغرس الأميركي، لفحص انتهاك قوانين المقاطعة وإمكانية فرض عقوبات على
تركيا بناء على ذلك.
وادعى وزير الخارجية الإسرائيلي -في بيان- أن القرار التركي انتهاك أحادي للاتفاقيات التجارية.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس اتحاد المصنعين الإسرائيليين قوله إن على إسرائيل ضمان
استقلالها التجاري، ووقف اعتمادها على تركيا.
لكن رئيس قطاع الأعمال في إسرائيل دوبي أميتاي عبّر عن وجود مخاوف حقيقية من أن دولا أخرى قد تحذو
حذو تركيا في فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل أو مقاطعتها.
ودعا أميتاي الحكومة الإسرائيلية لعقد مناقشة طارئة بشأن هذه القضية، وصياغة خطة عمل مناسبة. وأضاف أن
تقييد تركيا الصادرات إلى إسرائيل يتطلب فحصا واسعا، ونظرة إستراتيجية للقيود التجارية التي تتراكم كتعبير
اقتصادي عن فرض العزلة السياسية على إسرائيل.
وأضاف أن الصعوبات التي ستنجم عن فرض المقاطعة ستؤثر على عمليات التوريد، وستخلق فجوات تؤدي إلى
زيادة في الأسعار، مما سيؤثر بشكل فوري على تكلفة المعيشة ونشاط الاقتصاد الإسرائيلي بأكمله.
تفاعل إعلامي بإسرائيل ورصدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الثلاثاء، على نطاق واسع، تداعيات قرار تركيا تقييد تصدير بعض منتجاتها
إلى إسرائيل.
واهتمت جل وسائل الإعلام الإسرائيلية بالقرار التركي، وأبرزته ضمن عناوينها الرئيسة على صفحاتها
الإلكترونية.
وقال موقع "واينت" -النسخة الإلكترونية لصحيفة يديعوت أحرونوت- "تدهور آخر في العلاقات: أنقرة تواصل
اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل في أعقاب الحرب في غزة".
وأكد الموقع أن إسرائيل تخشى من أن القيود التي تشمل منتجات الحديد والبناء، ستمتد إلى النفط وتضر برحلات
شركة "العال" فوق الأراضي التركية.
وعددت صحيفة إسرائيل اليوم قوائم المواد التي قررت تركيا منع تصديرها والمتوقع أن تؤثر على حياة المواطن
الإسرائيلي اليومية.
وتحت عنوان "انتقام أردوغان: تركيا تعلن فرض قيود على صادرات المنتجات إلى إسرائيل"، قالت إن
الصناعات الرئيسية التي قد تتأثر بمثل هذه الخطوة هي المنتجات الكهربائية والأزياء، حيث تستورد العديد من
سلاسل الأزياء البضائع من تركيا.
بدورها، نشرت صحيفة غلوبس الاقتصادية قائمة كاملة بالمواد الـ54 التي حظرت تركيا تصديرها إلى إسرائيل
كإجراء عقابي.
وذكرت الصحيفة أن القرار جزء من قرارات كان آخرها أن الخطوط الجوية التركية، التي كانت تسير 10 رحلات
يومية بين إسطنبول وتل أبيب حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قررت عدم العودة إلى إسرائيل حتى
مارس/آذار 2025.
وقالت إن تأثير قرار الخطوط الجوية التركية إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل ملموس جدا في إسرائيل، وخاصة في
الرحلات التي تسيرها إلى وجهات في أوروبا والشرق، لأنها تسير رحلات إلى 340 وجهة عبر 4 قارات، وهي
الرائدة في العالم في رحلات الربط.
بدورها، حذرت جمعية المقاولين الإسرائيليين من أن قرار تركيا سيكون له تأثير مباشر على أسعار الشقق
السكنية في إسرائيل.
ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن جمعية المقاولين أن تأثير قيود التصدير من المتوقع أن يؤثر على أسعار
الشقق، مبينة أن العديد من المستوردين الإسرائيليين يستوردون المواد من تركيا.
من جهته، حذر رئيس نقابة المصنعين ورئيس هيئة رئاسة أرباب العمل والشركات، رون تومر، من تأثير القرار
التركي خاصة في مجال الصلب والإسمنت.
لماذا الآن؟ وفي تفسير أسباب الخطوة التركية في هذا الوقت تحديدا، فإن ثمة 3 أسباب رئيسية تُفسّر الخطوة التركية:
أولا: إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس الاثنين أن بلاده ستتخذ إجراءات جديدة بعد رفض إسرائيل
السماح لتركيا بإسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة. ثانيا: تأتي الخطوة التركية أيضا بعد مظاهرات شعبية تركية طالبت بقطع العلاقات التجارية والاقتصادية مع
إسرائيل، خصوصا بعد الأنباء التي تحدثت عن ارتفاع الصادرات التركية إلى إسرائيل مؤخرا، وهي الأنباء التي
نفتها لاحقا وزارة التجارة التركية. ثالثا: يشار أيضا في هذا السياق إلى نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم
عددا من الدوائر المهمة، وقد عزا عدد من المحللين أسباب ذلك -ضمن أسباب أخرى- إلى موقف الحكومة
التركية من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وعدّد الصحفي التركي رجب صويلو الأسباب التي دفعت الرئيس أردوغان إلى ما وصفه بـ"التحرك ضد
إسرائيل" الآن، وهي:
أولا: وقبل كل شيء، أشارت الانتخابات المحلية إلى أن القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية والرئيس
أردوغان يريدون فرض هذه القيود التجارية. ثانيا: كان من الضروري أن يؤدي رفض إسرائيل لإسقاط المساعدات الإنسانية التركية من الجو إلى غزة إلى
اتخاذ إجراء. ثالثا: تغير البيئة القانونية الدولية؛ فهناك الآن قرارات لمجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى أحكام محكمة العدل
الملزمة التي تجبر إسرائيل على اتخاذ كل التدابير لحماية حياة المدنيين، والتي تضفي الشرعية على الخطوة
التركية. رابعا: بدأ حلفاء تركيا الغربيون أيضا تغيير موقفهم من إسرائيل. خامسا: أصبحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر تشددا بشكل متزايد ضد الحكومة الإسرائيلية برئاسة
بنيامين نتنياهو، بما في ذلك التهديدات بحجب المساعدات العسكرية، مما يقوي موقف أنقرة.
خطوات تركية سابقة ووضعت الحرب الإسرائيلية على غزة حدا للتحسن التدريجي للعلاقات التركية الإسرائيلية الذي بلغ ذروته مع
إعادة تعيين سفراء في 2022.
واستدعى أردوغان سفير أنقرة لدى إسرائيل وطالب بمحاكمة شخصيات قيادية في الجيش الإسرائيلي ومسؤولين
أمام المحكمة الجنائية الدولية. كما هاجم الرئيس التركي إسرائيل مرارا.
ومع الموقف السياسي التركي المناهض لحرب إسرائيل تصاعدت الضغوط التجارية لأنقرة تدريجيا. وهذه أهم
قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب:
1- تعليق التعاون الطاقي أعلنت تركيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما ألغى وزير الطاقة
التركي ألب أرسلان بيرقدار زيارة كانت مقررة لإسرائيل.
2- خارج قائمة الدول المستهدفة بالتصدير استبعدت تركيا إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير، وفق ما سلطت عليه الضوء صحيفة "غلوبس"
الاقتصادية الإسرائيلية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
3- عرقلة الصادرات نقلت غلوبس عن مصدر لم تسمه، قوله إن الصادرات من تركيا إلى إسرائيل إما تأخرت أو لم تتم الموافقة عليها
منذ أواخر الشهر الماضي.
4- تعليق الطيران أعلنت الخطوط الجوية التركية عقب اندلاع حرب إسرائيل على غزة وقف رحلاتها إلى إسرائيل حتى
أكتوبر/تشرين الأول 2024.
5- تمديد التعليق يوم الخميس الماضي ألغت الخطوط الجوية التركية الحجز الإلكتروني المسبق لرحلاتها إلى إسرائيل حتى
مارس/آذار 2025، مما يعني أن الشركة ربما مددت الوقف 5 أشهر إضافية.
وبعد، فهل تقف الخطوات التصعيدية التركية عند هذا الحد، أم تتخذ أنقرة مزيدا منها في ظل استمرار الحرب على
غزة، مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين؟
تركيا.. تدابير جديدة ضد إسرائيل لرفضها طلب أنقرة إنزال مساعدات جوا في غزة