حقائق قد تفاجئك عن الأميش.. لماذا يقاطعون التكنولوجيا والكهرباء؟
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: حقائق قد تفاجئك عن الأميش.. لماذا يقاطعون التكنولوجيا والكهرباء؟ الخميس 18 أبريل 2024, 4:22 pm
حقائق قد تفاجئك عن الأميش.. لماذا يقاطعون التكنولوجيا والكهرباء؟ يعتقد الكثيرون أنّ التكنولوجيا باتت جزءًا لا يتجزّأ من الحياة في عصرنا هذا، وأنّ العيش من دونها مستحيل، لكنّ طائفة الأميش المسيحية اختارت طوعًا أن تقاطعها، بل تشمل بمقاطعتها أيضًا الكهرباء بوصفها من "الكماليات".
هذه الحقيقة على غرابتها، قد تكون أكثر ما يثير الانتباه في قصّة الأميش، هذه الطائفة المسيحية التي هربت من أوروبا إلى أميركا الشمالية فرارًا من الاضطهاد الديني واعتزلت المجتمع الأميركي برمّته.
على مدى قرون طويلة، بقيت هذه الطائفة منغلقة على نفسها، وكأنّ الزمن توقف بها حين وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكنّها مع ذلك تشهد رواجًا وسط المجتمع الأميركي، حيث أصبحت منتشرة الآن في 28 ولاية أميركية إضافة إلى مقاطعة أونتاريو الكندية.
باختصار، يعيش أعضاء هذه الطائفة المنحدرة من البروتستانت في عزلة عن العالم، بلا كهرباء ولا سيارات، وينبذون التلفزيون والكمبيوتر، فما قصّتهم؟ وماذا نعرف عنهم؟
كيف بدأت قصّة الأميش؟ بحسب أستاذ التاريخ في كلية إليزابيث تاون، ستيفن نولت، فإنّ الأميش بدأوا بالظهور في أواخر القرن السادس عشر في وسط أوروبا الناطقة بالألمانية.
وفقًا لنولت، تعود أصولهم إلى زمن الإصلاح البروتستانتي والذي كان حركة إصلاح مسيحي في القرن السادس عشر، ومن ثم ظهرت طائفة الأميش بشكل محدد في القرن السابع عشر.
جاء اسم الأميش من اسم أحد القادة الأوائل واسمه جاكوب أمون، والذي كان يعتقد أنّ أتباعه يجب أن "يتوافقوا مع تعاليم المسيح ورسله"، وأن "يتخلوا عن العالم" في حياتهم اليومية.
ويُعتبَر الأميش من المجموعات السكانية "الأسرع نموًا" في أميركا. فقد بلغ عدد أعضاء هذه الجماعة، 231 ألف خلال 2008 مقابل 125 ألفًا عام 1992، أي بزيادة قدرها 84%، حسب دراسة أجريت عليها.
أما اليوم فيقترب عدد أفراد طائفة الأميش من 375 ألف فرد، يعيش أغلبهم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، بينما يعيش بعضهم في عدة ولايات أخرى وكذلك مقاطعة أونتاريو الكندية.
هربت طائفة الأميش من أوروبا إلى أميركا الشمالية فرارًا من الاضطهاد الديني واعتزلت المجتمع الأميركي برمّته
الدين في حياة الأميش عندما هاجرت طلائع الأميش إلى الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، تمكّنت عبر انعزالها شبه الكامل عن باقي فئات المجتمع الأميركي من البقاء دون تغيير لقرون.
كان الانعزال المتعمّد بسبب محاولتهم الاحتفاظ بالإيمان المسيحي الذي يؤمنون به بعيدًا عن معتقدات الكنائس الأميركية التي تخالفهم الاعتقاد.
بهذا المعنى، فإنّ الدين في حياة طائفة الأميش هو حجر الأساس، فبسببه تمّ الانعزال، وعبر الالتزام بتعاليمه يستمرّون في ذلك.
يؤكد الأميش أنفسهم هذه القاعدة، حيث تشير دراسات حولهم أنّ العادات الدينية الخاصة بالأميش تتمتع بقيم التواضع والبساطة، ووضع الله والمجتمع قبل الفرد.
طريقة حياة الأميش حياة الأميش ليست سهلة كما يخيَّل للبعض، فبسبب اعتمادهم الكبير على سواعدهم دون انتظار مساعدة من أحد، فإنّ ذلك أدّى إلى حتمية قيام كل فرد من الطائفة بواجبه على أكمل وجه دون تقصير أو تهاون، سواء كان رجلاً أم امرأة أو حتى طفلاً.
لكن أستاذ التاريخ في كلية إليزابيث تاون، ستيفن نولت، يشير إلى أن طريقة حياة الأميش هي شيء ينمو من معتقداتهم الدينية، والتي تتضمن قيام بساطة عيش الحياة كما يفهمونها من الكتاب المقدس والذي يدعوهم لبساطة العيش.
يُعرَف الأميش بملابسهم البسيطة وطريقة حياتهم الأبسط وتجنّبهم للتكنولوجيا الحديثة. لكنّ حياتهم ليست سهلة كما يخيَّل للبعض، فبسبب اعتمادهم الكبير على سواعدهم دون انتظار مساعدة من أحد، فإنّ ذلك أدّى إلى حتمية قيام كل فرد من الطائفة بواجبه على أكمل وجه دون تقصير أو تهاون. ويلفت إلى أنّهم لا يعيشون بهذه الطريقة بالضرورة لإقناع أي شيء آخر، ولا يسعون في الواقع لنشر طريقتهم في الحياة، "ولكنهم يؤمنون أن هذه هي طريقة الحياة التي أرادها الله ودعاهم الله لها".
ويختصر أحد الأميش نمط حياتهم اليومي بالقول: "في الصباح عندما تستيقظ أول شيء تفعله هو أن تصلّي على ركبتيك بجوار سريرك، وبعد ذلك عليك أن تذهب إلى الحظيرة، ثم تعود بعد فترة لتناول الإفطار، وأيضًا لديك صلاة قبل الإفطار مع العائلة، وفي المساء نجتمع جميعًا على الطاولة ونصلي ونأكل".
ملابس بسيطة وطريقة حياة أبسط يُعرَف الأميش بملابسهم البسيطة وطريقة حياتهم الأبسط وتجنّبهم للتكنولوجيا الحديثة.
بحسب ما يرد في موقع "Amish Village"، فإنّك إذا رأيت عائلة من طائفة الأميش، ستستطيع التعرف عليهم بسهولة من خلال اختيارهم "الفريد" للملابس.
ويشير الموقع إلى أنّ هذا الأمر متعمَّد، ويرتبط مباشرة بمعتقدات الأميش، الذين يؤمنون بأنه لا ينبغي عليهم ارتداء ملابس غير محتشمة، أو حتى فاخرة.
أكثر من ذلك، تقتصر ملابس الأميش على على عدد قليل من خيارات الألوان بما في ذلك الأبيض أو الأسود أو العنابي أو البني أو الأرجواني أو الأخضر.
لماذا يقاطع الأميش الكهرباء والتكنولوجيا؟ يبقى السؤال الذي يتكرر دومًا هو عن سبب مقاطعة الأميش للكهرباء والتكنولوجيا.
يقول جون، وهو أحد المنتمين لطائفة الأميش، "يعود ذلك إلى زمن يسوع"، ويشرح ذلك بالقول: "عندما ولد يسوع لم تكن هناك طائرات نفاثة ولم تكن هناك سيارات ولم تكن هناك هواتف محمولة ولم يكن هناك كهرباء. إنهم يحاولون العيش بهذه الطريقة اليوم. إنهم لا يؤمنون بامتلاك جهاز أيفون أو كمبيوتر أو تلفزيون".
من جهته، يقول جيسي، حول سبب مقاطعة التكنولوجيا والكهرباء: "لأن الكهرباء والتكنولوجيا رفاهية. أعرف أن الكثير من الناس لا يعتقدون أن الكهرباء من الكماليات، لكن رفاهية جيل واحد هي ضرورات الجيل التالي".
ويضيف: "هذا ليس السبب الوحيد. لكن قال الرب لا تنشغل وتتنعم برفاهيات وملذات العالم، وكان ذلك واضحًا، ونحن نعتبر أن أهم منجزات العالم الآن هي الكهرباء. نحن لا نعتقد بأن الرب قد أنعم علينا أكثر من غيرنا ولكننا نداوم على طرق الباب والتمسك بأوامر الرب".
أما أستاذ التاريخ في كلية إليزابيث تاون، ستيفن نولت، فيشرح أنّ "مخاوف الأميش بشأن التكنولوجيا ليست مدفوعة بالاعتقاد بأن التكنولوجيا شريرة، كما أنهم لا يعتقدون أن التكنولوجيا خاطئة في حد ذاتها".
ويوضح أنهم "يعتقدون أن التكنولوجيا تجعل كل واحد منّا أكثر استقلالية وفردية، وهم يركزون على المجموعة في المجتمع، ولذلك فإن أي نوع من أنواع التكنولوجيا التي تعزز هذا النوع من الاستقلالية الفردية هو أمر يحذرون منه".
يعيش أعضاء طائفة الأميش المنحدرة من البروتستانت في عزلة عن العالم، بلا كهرباء ولا سيارات، وينبذون التلفزيون والكمبيوتر
الأميش والمجتمع وتبقى تعاملات طائفة الأميش مع جيرانهم من غير الأميش هي المحكّ الرئيس في تكوين انطباعات المجتمع الأميركي عنهم.
يقول نولت في هذا السياق، إن "الأميش شعب منفصل يحاولون الحفاظ على مجتمعاتهم وطريقة حياتهم المتميزة عن المجتمع المحيط وبهذا المعنى فهم منفصلون لكنهم ليسوا معزولين".
ويضيف: "في الواقع لديهم الكثير من التفاعل مع غير الأميش من الناس كجيرانهم أو كعمال أو كأرباب عمل أو موظفين أحيانًا، لذلك لا يعيش شعب الأيش في نوع من المواقع الجغرافية المنفصلة".
ويظلّ أكثر ما يميّز طائفة الأميش هو تكاتفهم الواضح وتكافل مجتمعهم الذي يركّز على المجموع لا الفرد.
بحسب نولت، "فأحد الأشياء التي تميز الأميش في الولايات المتحدة اليوم هو تركيزهم على المجتمع بينما إحدى السمات المميزة للمجتمع الأميركي الأوسع هي التركيز على الفرد كوحدة للتحليل ومقياس للنجاح".
ويضيف: "طبعًا لا ينكر الأميش أهمية الفرد، لكنهم بالتأكيد يخضعون الفرد للمجتمع، ويضعون المجتمع دومًا في المقدمة. ليس نوعًا من إطفاء الفرد لكنه تركيز على المجتمع".
حقائق قد تفاجئك عن الأميش.. لماذا يقاطعون التكنولوجيا والكهرباء؟