عرضت جماعة الحوثي اليمنية اليوم السبت مشاهد من إسقاط طائرة مسيرة أميركية في أجواء محافظة صعدة شمالي البلاد، وذلك ضمن الهجمات التي تشنها -في إطار دعمها لغزة– على سفن إسرائيلية أو متجهة لإسرئيل.
وقالت الجماعة -عبر منصة إكس بعد ساعات من إعلانها إسقاط مسيّرة أميركية من نوع "إم كيو 9" أمس الجمعة- إن الدفاعات الجوية التابعة لها أسقطت الطائرة بصاروخ أرض جو أثناء قيامها بما وصفتها بأعمال عدائية في محافظة صعدة.
وتظهر في مقطع الفيديو لحظة استهداف المسيّرة الأميركية، ثم تظهر لقطات لما قال المتحدث في المقطع إنه حطام الطائرة بعد استهدافها.
وصعدة هي معقل جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014 وعدد من المحافظات اليمنية.
وأول أمس الخميس، قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي إن قواته استهدفت 102 سفينة أميركية وبريطانية وإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين إلى آخر.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى -معظمهم أطفال ونساء- ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
مسؤولان أميركيان: قواتنا في الخارج هشة أمام المسيراتقالت صحيفة واشنطن بوست -في مقال مشترك بين الديمقراطي جاك ريد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والجمهوري البارز فيها روجر ويكر- إن بالون التجسس الصيني الذي شاهده الأميركيون مذهولين، العام الماضي، وهو يشق طريقه عبر بلادهم، تبين أنه كان مجرد قمة جبل جليدي يتزايد اتساعا.وقال السيناتوران إن البالون الذي أسقطته القوات الجوية قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية، لم يكن الوحيد، حيث اكتشفت العديد من الأجسام الطائرة، وأشارت التقارير الأخيرة إلى أن "بالونات التجسس هذه ليست سوى بضعة آلاف من الغارات الجوية التي واجهتها بلادنا، تتضمن معظمها مسيرات صغيرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا".وتشكل أنظمة الطائرات غير المأهولة هذه -حسب الكاتبين- تحديات متعددة، إذ تداخلت مع مسارات الطيران التجاري "وعبرت حدودنا الجنوبية دون اعتراض".وقد تم التعرف على العديد منها لا يحلق فوق قواعد عسكرية أميركية فحسب بل منشآت نووية أيضا، مثل قاعدة لانغلي الجوية في فرجينيا، وقاعدة وايتمان الجوية في ميزوري "ونطاقات اختبارنا غرب البلاد".المسيرات تمثل تهديدا متزايدا للجيش الأميركي (الفرنسية)اكتشاف المسيرات
ويواجه أفراد الخدمة المنتشرين في الخارج تهديدات متزايدة من هذه الأنظمة غير المأهولة، إذ فقد الجنود الأميركيون الثلاثة -الذين استهدفوا في هجوم بالأردن في يناير/كانون الثاني الماضي- حياتهم بسبب مسيرة إيرانية صغيرة، وبالتالي أصبحت هذه الأنظمة مشكلة أمنية كبيرة، ولا يملك الجيش الأميركي سوى الحد الأدنى من التدابير المضادة لها.المشكلة الأولى -حسب السيناتورين- أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة الكافية على اكتشاف المسيرات "لأننا ما نزال نعتمد على رادارات الإنذار المبكر زمن الحرب الباردة" وهذه لم تعد قادرة على اكتشاف وتحديد وتتبع الطائرات الصغيرة على ارتفاعات عالية ومنخفضة.والمشكلة الثانية هي تداخل السلطات المسؤولة عن وقف هذه التوغلات، بسبب متاهة الولايات القضائية المتداخلة والبيروقراطيات غير المرنة التي تعمل على إرباك عملية الاستجابة للأزمات بدلا من حلها، وبالتالي -كما يقول الكاتبان- على الولايات المتحدة أن تطلق عملية إصلاح واسعة النطاق من أجل اكتساب القدرة على الكشف وتبسيط الاستجابة بمجرد تحديد التهديد.والمشكلة الثالثة -حسب السيناتورين- تكمن في الحاجة "لتعزيز قدراتنا الدفاعية بشكل كبير ضد المسيرات المعادية في قواعدنا العسكرية بالخارج".ويعمل الكونغرس -وفق الكاتبين- مع المسؤولين العسكريين على تزويد الجيش بأساليب الكشف والسلطات القانونية وأدوات مكافحة المسيرات التي يحتاجها، بعد أن أثبت الهجوم الإيراني على إسرائيل أن المسيرات حل مميت وغير مكلف لاختراق الدفاعات الجوية الأكثر تطورا.ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن التحدي يقتصر على سماء العراق وإسرائيل -حسب المسؤولين- بل يمكن أن يهدد الولايات المتحدة نفسها، مما يعني أن صناع القرار في البلاد ربما لم يعد لديهم الوقت لوضع مخطط أفضل للدفاعات ضد المسيرات.وخلص الكاتبان إلى أن الوقت قد حان لكسر الجمود البيروقراطي وبناء نهج واسع النطاق في التعامل مع التهديد الذي تفرضه المسيرات الصغيرة، لأن تطوير هذه الحلول سيؤدي إلى "تحسين قدرتنا على الدفاع عن المنخرطين في الدفاع والمدنيين، أمام المخاطر المتزايدة التي تشكلها الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، دون أن ننسى أن الأمن القومي يبدأ من الداخل".