مقتل وجرح 14 جنديا إسرائيليا بغزة والقسام تعلن عن كمين وقصف مقر قيادة للاحتلال
أفاد موقع روتر الإسرائيلي بمقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في قطاع غزة، في حين أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قصفها بقذائف الهاون مقر قيادة للاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وأضافت القسام أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية وأوقعوها بكمين ألغام في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة، مشيرة إلى استخدام مقاتليها في الكمين عبوات ناسفة وصواريخ "إف-16" كانت أطلقت على المدنيين ولم تنفجر.
من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بهبوط مروحيات إسرائيلية في ممر نتساريم وسط القطاع بعد قصف كتائب القسام المنطقة بقذائف الهاون.
ميدانيا أيضا، بثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد مصورة قالت إنها لقصف مستوطنات غلاف غزة، وأكدت قصفها موقع فجة الإسرائيلي العسكري شرق غزة بدفعة صاروخية.
وقد انفجر صاروخ أُطلق من شمالي القطاع عند سقوطه في منطقة مفتوحة بإحدى المستوطنات في النقب الغربي، دون تفعيل صفارات الإنذار.
وتتواصل مواجهات فصائل المقاومة واستهدافها لقوات الاحتلال بمحاور عدة، في الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع لليوم الـ205 والتي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين من المدنيين، وسط وضع إنساني "كارثي" ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
خبير عسكري: الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن المقاومة الفلسطينية تنفذ عمليات نوعية في محور نتساريم وتستفيد من القنابل والصواريخ غير المنفلقة في استهداف قوات الاحتلال.
جاء ذلك في سياق تعليق الخبير على إعلان كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)– قصفها بقذائف الهاون مقر قيادة للاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وأضافت القسام أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية وأوقعوها بكمين ألغام في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة، مشيرة إلى استخدام مقاتليها في الكمين عبوات ناسفة وصواريخ "إف-16" كانت أطلقت على المدنيين ولم تنفجر.
وذكر الخبير العسكري -في تحليله على قناة الجزيرة- أن عمليات المقاومة في الآونة الأخيرة تتزامن مع بعضها، كمين واستدراج وعبوات ناسفة، وهي عبارة عن هندسة عكسية استخدمت فيها الأسلحة التي لم تنفجر أو القنابل غير المنفلقة التي أطلقها جيش الاحتلال على مناطق في قطاع غزة، مؤكدا أن مسؤولا أمميا كشف في السابق أن 10% من القنابل لم تنفجر، وهي التي تستفيد منها فصائل المقاومة بطريقة الهندسية العكسية.
وأضاف أن بقاء قوات الاحتلال في محور نتساريم هو خطأ في التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي، لأنه هذه القوات ستكون تحت مرمى نيران هاونات وصواريخ فصائل المقاومة، وتحت مراقبتها المباشرة، ولا سيما أن الأنفاق ما تزال تعمل في المنطقة.
وأشار الخبير الفلاحي إلى ما أوردته الصحافة الإسرائيلية من أن الجيش يميل إلى مسألة سحب القطاعات المتواجدة على محور نتساريم، مما يعني أنهم يدركون خطورة بقائهم في هذه المنطقة.
ويذكر أن جيش الاحتلال سحب اللواء ناحال من محور نتساريم واستبدله بلواءين من الاحتياط.
الأهمية الإستراتيجية للمنطقة
وعن كمين الألغام الذي تحدثت عنه كتائب القسام، أوضح أن هناك عدة أنواع من الكمائن، كمائن ضد العجلات، وكمائن ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد، وأن القوة الإسرائيلية دخلت منطقة مزروعة من قبل فصائل المقاومة بعبوات ناسفة لتدمير الدبابات.
ونوّه إلى أن عملية القسام تأتي في سياق التصعيد والتصعيد المقابل، فمنذ أسبوعين تحتدم المعركة بين الطرفين في المغراقة والزهراء وسط قطاع غزة، فهناك اشتباكات متواصلة وعنيفة وقصف بالهاونات وخسائر..
ويحاول الجيش الإسرائيلي تأمين منطقة جنوب خط نتساريم بهدف تأمين الخط الذي تتواجد فيه قواته، ويحاول أيضا التوسع باتجاه الشمال والجنوب لدفع فصائل المقاومة خارج وادي غزة حتى تكون هذه المنطقة تحت سيطرته.
وعن الأهمية الإستراتيجية للمنطقة، قال الخبير الفلاحي إنها تأتي من أهمية محور نتساريم، حيث يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه ويتحكم بحركة المدنيين في المنطقة ويمنع وصول التعزيزات ما بين الشمال والجنوب، بالإضافة إلى أن وجود الميناء العائم الذي تتحدث عنه واشنطن في هذه المنطقة يجعلها تكتسب أهمية إستراتيجية عسكرية كبيرة جدا.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس السبت، أن الولايات المتحدة مستمرة في بناء ميناء عائم مؤقت على شواطئ قطاع غزة، بمساحة تقدر بأكثر من 281 دونما، وأشار إلى احتمال أن يعمل "بكامل طاقته" بحلول مايو/أيار المقبل.
جيش الاحتلال الإسرائيلي مرهق وجنود يرفضون المشاركة في اجتياح رفح
30 جندي احتياط من سرية المظليين رفضوا الاستعداد لاجتياح رفح
عبّر أهالي جنود إسرائيليين عن قلقهم بخصوص الوضع الصحي لأبنائهم
مؤشرات عن تزايد حالات الإرهاق والاكتئاب في صفوف جيش الاحتلال
رفض 30 جندي احتياط من سرية المظليين، المنضوية تحت لواء المظليين النظامي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمرًا بالاستعداد للمشاركة في اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، وأبلغوا قادتهم أنهم لن يمتثلوا للمهمة، لأنهم لم يعودوا قادرين على المزيد من القتال، وفقا لما نقلته القناة 12 العبرية عبر موقعها اليوم الأحد.
وأوضح القادة، بحسب القناة، أنهم لن يجبروا ضباط الاحتياط على المشاركة في عملية اجتياح رفح، مضيفين أن ذلك لن يؤثر في الجانب العملياتي، لكنه يشير إلى ارتفاع مستوى الاستنزاف في قوة الاحتياط بعد أشهر من القتال.
وعلّق قائد السرية على عشرات الرسائل من الجنود قائلاً: "أنا لا أفعل هذا لأنني أحب الأسلحة، ولا لأنني أشعر بالرضا الشخصي هناك. ولكنني أفعل ذلك لأن ثمة حاجة، لأن إخوتي وأخواتي مختطفون".
وليست هذه المرة الأولى التي تتصدر فيها وحدة المظليين عناوين الأخبار في الأشهر الأخيرة، ففي الـ29 من شهر فبراير/شباط الماضي سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي لواء المظليين من قطاع غزة وأدخل مكانه لواء "بيسلاخ" أو باسمه الآخر لواء 828، بحسب ما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وخرج جنود اللواء من غزة للاستراحة والانتعاش، للمرة الثانية بعد فترة طويلة من القتال.
وكان أهالي الجنود في لواء المظليين قد عبّروا عن قلقهم مراراً وتكراراً إزاء الوضع الصحي للجنود، مدّعين بأن أبناءهم يعانون من الإرهاق والاكتئاب بسبب طول الفترة التي قضوها في قطاع غزة، وطالبوا الجيش بتسريحهم لفترة استراحة طويلة. ونقل موقع القناة 12 وقتئذ عن أهالي لجنود في لواء المظليين، أن المرة الأخيرة التي عادوا فيها، كانت لفترة قصيرة، ولم يتمكّنوا من رؤيتهم. وفقد لواء المظليين العشرات من جنوده بين قتيل وجريح خلال المعارك في قطاع غزة.
تهديد متواصل في اجتياح رفح
وأمس السبت، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنّه في حال التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس فإن تل أبيب ستوقف اجتياح رفح جنوبي قطاع غزّة، وذلك في تصريح للقناة 12 الإسرائيلية الخاصة من دون تفاصيل أخرى.
كما كشف موقع والاه العبري، أول من أمس الجمعة، أنّ إسرائيل أوضحت للوفد المصري الذي زار تل أبيب في اليوم نفسه من أجل محادثات التهدئة وصفقة تبادل الأسرى في غزة، أنّ الأطراف أمام فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وإلا فإنّ الجيش الإسرائيلي سيجتاح رفح. وقال الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، إنّ إسرائيل أوضحت لمصر خلال المحادثات مع الوفد المصري أنها مستعدة لمنح فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة، وفي حال عدم إحراز تقدّم فإنها ستشرع في عملية اجتياح رفح.
ويصرّ الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.