تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية
عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول قوة إسرائيلية إليه وتفجيره فيها.
وأظهرت المشاهد سيطرة عناصر كتائب القسام على معدات وأسلحة جنود إسرائيليين جرى استهدافهم في كمين مفخخ بغزة.
وتضمنت الصور الحصرية التي حصلت عليها الجزيرة استخدام مقاتلي القسام عبوات "قفازية"، والتي دخلت حيز الاستخدام للمرة الأولى في طوفان الأقصى.
ويبدو أن النفق المفخخ كانت له وظيفة محددة، وهي أن ينفجر في جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن خطط مقاتلو القسام لأن يصبح كمينا.
ومع قرب انتهاء الشهر السابع على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة تكثر كتائب القسام من الاعتماد على الكمائن، مبدية قدرة على التكيف مع تبدلات ساحة القتال.
ويقول قيادي في القسام للجزيرة إن تجهيز الكمائن يتطلب بالضرورة خبرة في التعامل مع المواد المتفجرة، وتكييف ما هو متاح من وسائل قتالية ليلائم مسرح العمليات.
ولنجاح الكمين لا بد من جهد استخباراتي دقيق يتيح معرفة أساليب عمل الخصم ومساراته.
وبحسب القيادي، يتم بناء الكمائن على 3 مراحل:
الأولى: استدراج العدو إلى منطقة الكمين، وما يتطلبه ذلك من قدرة على استقراء أفعال وردود أفعال القوة المعادية.
الثانية: تمويه وإخفاء الشراك الهندسية لتفادي اكتشافها.
الثالثة: انتظار اللحظة المناسبة في المكان الأكثر دقة لتفعيل الكمين.
وقبل بضعة أسابيع كشفت كتائب القسام عن تفاصيل العبوة القفازة للمرة الأولى، ويقول القيادي في القسام إنها عبوة مضادة للأفراد تنشر شظاياها دائريا لتحقيق أعلى معدلات إصابة ممكنة.
الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن المقاومة الفلسطينية تنفذ عمليات نوعية في محور نتساريم وتستفيد من القنابل والصواريخ غير المنفلقة في استهداف قوات الاحتلال.
جاء ذلك في سياق تعليق الخبير على إعلان كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)– قصفها بقذائف الهاون مقر قيادة للاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وأضافت القسام أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية وأوقعوها بكمين ألغام في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة، مشيرة إلى استخدام مقاتليها في الكمين عبوات ناسفة وصواريخ "إف-16" كانت أطلقت على المدنيين ولم تنفجر.
وذكر الخبير العسكري -في تحليله على قناة الجزيرة- أن عمليات المقاومة في الآونة الأخيرة تتزامن مع بعضها، كمين واستدراج وعبوات ناسفة، وهي عبارة عن هندسة عكسية استخدمت فيها الأسلحة التي لم تنفجر أو القنابل غير المنفلقة التي أطلقها جيش الاحتلال على مناطق في قطاع غزة، مؤكدا أن مسؤولا أمميا كشف في السابق أن 10% من القنابل لم تنفجر، وهي التي تستفيد منها فصائل المقاومة بطريقة الهندسية العكسية.
وأضاف أن بقاء قوات الاحتلال في محور نتساريم هو خطأ في التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي، لأنه هذه القوات ستكون تحت مرمى نيران هاونات وصواريخ فصائل المقاومة، وتحت مراقبتها المباشرة، ولا سيما أن الأنفاق ما تزال تعمل في المنطقة.
وأشار الخبير الفلاحي إلى ما أوردته الصحافة الإسرائيلية من أن الجيش يميل إلى مسألة سحب القطاعات المتواجدة على محور نتساريم، مما يعني أنهم يدركون خطورة بقائهم في هذه المنطقة.
ويذكر أن جيش الاحتلال سحب اللواء ناحال من محور نتساريم واستبدله بلواءين من الاحتياط.
الأهمية الإستراتيجية للمنطقة
وعن كمين الألغام الذي تحدثت عنه كتائب القسام، أوضح أن هناك عدة أنواع من الكمائن، كمائن ضد العجلات، وكمائن ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد، وأن القوة الإسرائيلية دخلت منطقة مزروعة من قبل فصائل المقاومة بعبوات ناسفة لتدمير الدبابات.
ونوّه إلى أن عملية القسام تأتي في سياق التصعيد والتصعيد المقابل، فمنذ أسبوعين تحتدم المعركة بين الطرفين في المغراقة والزهراء وسط قطاع غزة، فهناك اشتباكات متواصلة وعنيفة وقصف بالهاونات وخسائر..
ويحاول الجيش الإسرائيلي تأمين منطقة جنوب خط نتساريم بهدف تأمين الخط الذي تتواجد فيه قواته، ويحاول أيضا التوسع باتجاه الشمال والجنوب لدفع فصائل المقاومة خارج وادي غزة حتى تكون هذه المنطقة تحت سيطرته.
وعن الأهمية الإستراتيجية للمنطقة، قال الخبير الفلاحي إنها تأتي من أهمية محور نتساريم، حيث يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه ويتحكم بحركة المدنيين في المنطقة ويمنع وصول التعزيزات ما بين الشمال والجنوب، بالإضافة إلى أن وجود الميناء العائم الذي تتحدث عنه واشنطن في هذه المنطقة يجعلها تكتسب أهمية إستراتيجية عسكرية كبيرة جدا.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس السبت، أن الولايات المتحدة مستمرة في بناء ميناء عائم مؤقت على شواطئ قطاع غزة، بمساحة تقدر بأكثر من 281 دونما، وأشار إلى احتمال أن يعمل "بكامل طاقته" بحلول مايو/أيار المقبل.