عملية نوعية خلف خطوط العدو.. كيف تمكنت المقاومة من إرباك الاحتلال؟
حصل التلفزيون العربي على مقاطع فيديو مُطوّلة تُوثّق عملية نوعية نفّذتها كتائب القسّام"في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في محيط أبراج الندى شمالي شرق بيت لاهيا في المنطقة التي تُعرف باسم "بيسان".
وكانت المنطقة واحدة من أبرز محاور المُواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عملياته العسكرية البرية في القطاع، وتحديدًا في الشمال.
وتُظهر الصور أولًا عملية الرصد والاستطلاع المُكثّف التي قامت بها عناصر "القسّام" لرتل من الدبابات وعربات النمر والجيب والجرّافات في المنطقة المستهدفة.
حيثيات العملية
كما تُظهر الصور التي حصل عليها "العربي" عملية الرصد التي تمت من فرق مختلفة وعلى أكثر من محور.
https://youtu.be/Gso5apz9fy8واللافت أنّ العملية تمت خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يتمركز في منطقة تل الزعتر متوغلًا في عمق أكبر داخل مناطق المحافظة الشمالية لقطاع غزة.
وبعد الرصد والاستطلاع الدقيق، يُطلق مقاتلو "القسّام" صاروخ كورنيت باتجاه آلية عسكرية كما يظهر من زوايا مختلفة وعبر صور خاصة لـ"العربي" من إحدى المسيرات التي أسقطتها المقاومة.
وتُظهر الصور الجوية استمرار احتراق إحدى عربات الاحتلال لفترة طويلة ووقوع عدة انفجارات بمحاذاتها، بعد أن استهدفتها كتائب "القسّام" بصواريخ الكورنيت.
تُظهر الصور الجوية استمرار احتراق إحدى عربات الاحتلال لفترة طويلة
وتتميّز صواريخ الكورنيت المضادة للدروع والدبابات التي أثبتت دقّتها وعوّلت عليها "القسّام" في عمليات عدة، بالدقة العالية في إصابة أهدافها وتنفيذ عمليات إطلاق متزامنة قد تصل إلى أكثر من صاروخ، حيث يتراوح مداها بين 150 مترًا و10 كيلومترات، وهي ذات رؤوس مزدوجة جوفاء تخترق هياكل المدرّعات التي يتراوح سمكها ما بين 110 و130 سنتيمترًا.
مفاجأة الفيديو
وبعد العملية، تُظهر المشاهد عمليات سحب القتلى والجرحى من الاحتلال وإطلاقا عشوائيا للنار ردًا على الاستهداف. فيما أعلن الاحتلال بعد ذلك مقتل جنديين في صفوفه.
https://youtu.be/fZk2ER7R5vEوفي ختام المقطع الجوي الذي حصل عليه التلفزيون العربي من "القسّام" حصريًا، يظهر جنود الاحتلال وهم منشغلون بطائرة التصوير في الطابق الأعلى من مبنى برج الإسكان الشبابي الذي دمّره الاحتلال فيما بعد، كما دمر معظم المباني في قطاع غزة.
وأوضح معين الطاهر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنّ هذه العملية حدثت خلف خطوط العدو في بيت لاهيا، في مزرعة تقع مباشرة على الحدود ما بين مستوطنات الغلاف، وهي مشابهة لعمليات سابقة قامت بها "القسّام".
وأضاف الطاهر في حديث إلى "العربي" من عمّان، أنّ المفاجأة في الفيديو هو في تمكّن "القسّام" من استخراج صور العملية من مسيّرة إسرائيلية أُسقطت بعد شهرين من العملية، بمعنى أنّ "القسّام" أسقطت المسيّرة، وأخرجت الكاميرا منها دون أضرار، مع التمكّن من تفريغ الشريط المصوّر، قبل أن تكتشف أنّها تتضمّن تصويرًا للعملية التي قامت بها في ديسمبر.
وأشار إلى أنّ العملية تكشف قدرات المقاومة الاستطلاعية والتكنولوجية والتقنية التي تخوّلها تنفيذ عمليات نوعية.
وأكد أنّ الوقت كفيل بكشف العديد من البطولات والأساليب المختلفة التي نفّذتها المقاومة.