منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لمحات من بلاغة القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70566
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

لمحات من بلاغة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: لمحات من بلاغة القرآن   لمحات من بلاغة القرآن Emptyالخميس 02 مايو 2024, 10:13 am

لمحات من بلاغة القرآن (1)
إن القرآن الكريم مفتاح العربية، وأصل علومها، وفنونها، ففي رحابه نشأت كل علومها، وفي سبيله تطورت هذي العلوم ونمت حتى بلغت أقصى غاياتها.

وعلم البلاغة من أدق علوم العربية وأجملها وأبدعها، إذ به تعرف الفصاحة والبيان، وهو السبيل الأمثل للوقوف على إعجاز القرآن. ومن هنا كان له أعظم الأثر في معرفة أسرار الجمال في القرآن لفظا ومعنى.

كان سوق عكاظ يضم أكابر الشعراء، يتبارون كما يتبارى الناس اليوم في أيامنا بالكرة وأشباه الكرة، يتبارون فيمن يقول الشعر الأعلى، ومن يفوز بالسبق في ميدان كل ما فيه الكلمة الطيبة

وقد نزل القرآن الكريم على أمة بلغت الغاية في إحسان البيان، وصناعة الكلمة، وتجويد الشعر، وتنميق الخطب، وصياغة الأمثال. وبلغت أبعد من هذه الغاية في محبتها وعشقها لكل هذا، حتى لقد قيل فيها: "إنها أمة سجدت للبيان قبل أن تسجد للأوثان"، وحقا ما قيل، لأننا لم نسمع أبدا بواحد من العرب استهزأ يوما بالبيان، أو بالشعر، أو بالكلمة الساحرة، أو الكلمة البليغة، في حين سمعنا بمن استهزأ بالأوثان، ألم يأتكم نبأ أولئكم الذين صنعوا إلها من تمر، ثم عند ما جاعوا أكلوه، فقال فيهم الشاعر:

أكلت حنيفة ربها .. زمن التقحم والمجاعة

لم يحذروا من ربهم .. سوء العواقب والتباعة

أحنيف هلا إذ جهلت .. صنعت ما صنعت خزاعة

نصبوه من حجر أصم .. وكلفوا العرب اتباعه

أكلوا معبودهم لما جاعوا!..

كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى كما هو معلوم، وقد كانت هذه المعلقات -كما جاء في بعض الروايات- تكتب بماء الذهب، وتعلق في أشرف مكان في أستار الكعبة

أو ذاك الذي عكف على صنمه عابدا متوسلا، ثم انصرف إلى شأن من شؤونه، فإذا بثعلب جاء وبال على صنمه، فلما عاد ورأى ذلك، آب إلى رشده فكسره، وقال: أنت لم تحفظ نفسك فكيف تحفظني؟ ثم أنشد:

أرب يبول الثعلبان برأسه .. لقد ذل من بالت عليه الثعالب؟

إذا استهزأ بعضهم بهذه الأوثان، لما أيقنوا أنها من صنعهم، وأنها لا تغني عنهم نقيرا ولا قطميرا.

أما البيان فذاك شيء آخر، إذ أنهم احتفوا بالبيان أيما احتفاء، أقاموا له المهرجانات، وعقدوا له الأسواق، وكرموا شعراءه، ورفعوهم إلى أعلى منزلة، وأحلوهم المكان الأسمى.

كان سوق عكاظ يضم أكابر الشعراء، يتبارون كما يتبارى الناس اليوم في أيامنا بالكرة وأشباه الكرة، يتبارون فيمن يقول الشعر الأعلى، ومن يفوز بالسبق في ميدان كل ما فيه الكلمة الطيبة، الكلمة الساحرة، الكلمة البليغة، ولا شك أننا سمعنا جميعا بتلك المعلقات التي كانت تصطفى من أجمل ما قالت شعراء العرب، وقد أطلقت عليها أسماء كثيرات، فهي المعلقات، وهي المسمطات، وهي المذهبات، وهي المطولات.

وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى كما هو معلوم، وقد كانت هذه المعلقات -كما جاء في بعض الروايات- تكتب بماء الذهب، وتعلق في أشرف مكان في أستار الكعبة، من مثل قول امرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل

أو قول زهير:

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم .. بحومانة الدراج فالمتثلم

أو قول عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم .. أم هل عرفت الدار بعد توهم

يا دار عبلة بالجواء تكلمي .. وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

أو قول عمرو بن كلثوم:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا .. ولا تبقي خمور الأندرينا

إلى آخر ما هنالك من شعر كان قد حل في أنفسهم أعظم محل، فرفعوه إلى أعلى مقام. وقدروه أجل تقدير لما كان له في نفوسهم من أثر.

قال رسولنا -صل الله عليه وسلم-: (إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة)، وحقا فهذا شيء يشبه السحر، أن تمدح المرء ثم تذمه، ثم تتعلل لكل ذلك بأجمل تعليل

إن أثر البيان على هذه الأمة أثر عظيم، ولا تظنوا أنهم كانوا في ذلك مختلفين، بل كانوا مجمعين على حب البيان، وعلى رفعة البيان، وعلى عشق البيان، أي الكلمة الطيبة البليغة الساحرة، حتى إن رسولنا سمى البيان سحرا، ألم يأتكم نبأ ذلك الوفد الذي جاء إلى رسولنا الكريم وهم وفد بني تميم، فخطب خطيبهم، وأنشد شاعرهم، إلى أن سأل رسولنا الكريم واحدا منهم -وهو عمرو بن الأهتم- عن الزبرقان بن بدر، وكان الزبرقان واحدا من سادات تميم، فقال عمرو: إنه مانع لحوزته، مطاع في أدنيه، فنعته أو وصفه بوصفين جليلين، يقول: إنه مانع لحوزته، أي إنه يجير من استجار به، مطاع في أدنيه، أي هو سيد في قومه، يطيعه قومه، فقال الزبرقان: يا رسول الله، إنه حسدني شرفي، فقصر بي، يعني ما وصفني إلا بهذين الوصفين، حسدني لأنني في منزلة عظيمة في قومي، فقال عمرو: (أما لئن قال ما قال، فوالله ما علمته إلا ضيق العطن، لئيم الخال، زمر المروءة، حديث الغنى، ذمه بأربعة أوصاف، بعد أن مدحه بوصفين، (ضيق العطن) يعني ما عنده خلق، ما عنده صبر، (لئيم الخال) بمعنى أن أباه تزوج من قوم هم دون منزلة قومه، (زمر المروءة) لا مروءة لديه، والمروءة عند العرب هي مجمع المكارم التي كانت العرب تتغنى بها، فلما رأى الإنكار في عيني رسولنا قال: يا رسول الله، رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أسوأ ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الآخرة.

فقال رسولنا -صل الله عليه وسلم-: "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة"، وحقا فهذا شيء يشبه السحر، أن تمدح المرء ثم تذمه، ثم تتعلل لكل ذلك بأجمل تعليل، لأنك عندما ترضى لا ترى في صاحبك إلا ما يسر، لكن إذا بدت لك منه مساءة انقلب الأمر وصرت إلى ما قال الشاعر:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. ولكن عين السخط تبدي المساويا

إذا بدت لك مساءة من صديقك، نسيت كل محاسنه، وجعلت تذم فيه، كما فعل عمرو بن الأهتم بالزبرقان بن بدر، فكانت الكلمة الخالدة التي قالها رسولنا صل الله عليه وسلم ، بأبي هو وأمي: "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة".

للبيان سطوة، فاتقوا الله في سطوة البيان، ولا تستعملوا هذا البيان إلا في حق تريدون أن تصلوا إليه، أو لمهاجمة باطل لا شك في باطله تريدون دحضه

وحقا إن من البيان لسحرا، تسمع البيان، فتشعر أن السحر يدب في جسدك، وتسمع الكلمة البليغة، أو تسمع الشعر الحكيم، أو تسمع الخطب المجللة والمجلجلة، فتنقاد لها، ولا تستطيع أن تتحرك وهي تتلى على مسامعك، أو تخطب على قلبك، لأن الكلام يخرج من القلب ليدخل إلى القلب، عندما يكون على هذه الشاكلة.

وعودا على كلمة رسولنا -صل الله عليه وسلم- "إن من البيان لسحرا" فقد سارت هذه الكلمة مسير الأمثال، وانتشرت اتنشار النار في الهشيم، فرردها الخطباء، وتمثل بها الكتاب والفصحاء، وتغنى بها الشعراء، فمن ذلك قول ابن الرومي:

في زخرف القول تزيين لباطله .. والحق قد يعتريه سوء تعبير

تقول: هذا مجاج النحل تمدحه .. وإن ذممت فقل: قيء الزنابير

(عن العسل، تقول عنه مجاج النحل إذا أردت أن تمدحه، فإذا ذممته، فهو قيء الزنابير أي إذا لم تحبه)

مدحا وذما وما جاوزت وصفهما .. حسن البيان يري الظلماء كالنور

إذا فسحر البيان قد يغير الحقائق أحيانا، وهذا ما نبه عليه رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم عندما قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار".

يعني ما ينبغي أن يحول الحق إلى باطل، أو الباطل إلى حق بسطوة البيان، لأن للبيان سطوة، فاتقوا الله في سطوة البيان، ولا تستعملوا هذا البيان إلا في حق تريدون أن تصلوا إليه، أو لمهاجمة باطل لا شك في باطله تريدون دحضه.

على هذا ربانا رسولنا صل الله عليه وسلم وعلى هذا ينبغي أن نكون، فالبيان نعمة من نعم الباري جل وعلا وهو أمانة في أعناقنا ما ينبغي أن توضع في غير موضعها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70566
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

لمحات من بلاغة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من بلاغة القرآن   لمحات من بلاغة القرآن Emptyالخميس 02 مايو 2024, 10:13 am

لمحات من بلاغة القرآن (2)
كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

فقد كانت ترفع وتخفض، وتدني وتبعد، وتصلح وتفسد، وتأسو وتجرح، وترفع قوما، وتخفض آخرين، فهي قد ترفع قوما إلى أعلى عليين ببيت من الشعر، كبني حنظلة بن قريع بن عوف بن كعب، حيث كان يقال لهم بنو أنف الناقة يسبون بهذا الاسم في الجاهلية، وسبب ذلك أن أباهم نحر جزورا وقسم اللحم، فجاء حنظلة وقد فرغ اللحم وبقي الرأس، وكان صبيا، فجعل يجره، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة. فلقب به، وكانوا يغضبون منه حتى قال فيهم الحطيئة:

سيري أمام فإن الأكثرين حصى .. والأكرمين إذا ما ينسبون أبا

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم .. ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟

فعاد هذا الاسم فخرا لهم وشرفا فيهم.

إذا ما صافح الأسماع يوما

تبسمت الضمائر والقلوب

وقد تخفض آخرين إلى أسفل سافلين، ولعل أبرز مثال عليهم بنو نمير، وكان بنو نمير أشراف قيس وذوائبها، حتى قال جرير فيهم:

فغض الطرف إنك من نمير .. فلا كعبا بلغت ولا كلابا

فما بقي نميري إلا طأطأ رأسه.

إذا هذا أثر الكلمة وعمل الشعر، وهذا هو أثر البيان، فالشعر إذا رضي أرضى، والبيان إذا سمح صافح الآذان وأفرح القلوب، على حد قول السري الرفاء يصف شعره:

إذا ما صافح الأسماع يوما .. تبسمت الضمائر والقلوب

وإذا ما غضب قرع الأسماع وصكها، وجرح القلوب وأدماها:

جراحات السنان لها التئام .. ولا يلتام ما جرح اللسان

قد يلتئم الجرح الذي يجرحه السيف أو الرمح، أما ما يجرحه اللسان فلا يمكن أن يلتئم.

حتى تلك النفوس الكافرة أحنت له الهامات، وكانت تستمع إلى كتاب الله بإصغاء، كانت تستمع إلى كلام الله بتعجب وإعجاب، فلم يملك رؤوس الشرك إلا أن يأمروا غلمانهم بالتشويش والصفير والتصفيق والمكاء والتصدية

بيان القرآن
أردت أن أوضح هذا الأثر العظيم للكلمة البليغة وللبيان، قبل أن أبين: ماذا فعل القرآن بنفوس الذين كانوا أصحاب هذا البيان؟

على هؤلاء القوم نزل القرآن ببيان لا أرق ولا أعذب، ولا أحلى ولا أعلى، ولا أجمل ولا أعظم منه، ببيان سجدت له قلوبهم وأفئدتهم قبل أن تسجد له رؤوسهم وجباههم، ببيان أذعنت له النفوس والأرواح، قبل أن تذعن الأجساد والأشباح.

حتى تلك النفوس الكافرة أحنت له الهامات، وكانت تستمع إلى كتاب الله بإصغاء، كانت تستمع إلى كلام الله بتعجب وإعجاب، فلم يملك رؤوس الشرك إلا أن يأمروا غلمانهم بالتشويش والصفير والتصفيق والمكاء والتصدية، واللغو، فقال فيهم ربنا جل وعلا: ﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾ [فصلت:26].

بل إن بعض رؤوس الكفر كانوا يستمعون القرآن خلسة قال ابن إسحاق‏‏:‏‏ وحدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه حدث‏‏:‏‏ أن أبا سفيان بن حرب، وأبا جهل بن هشام، والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، حليف بني زهرة، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا‏‏.‏‏ فجمعهم الطريق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض‏‏:‏‏ لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا، ثم انصرفوا‏‏.‏

‏حتى إذا كانت الليلة الثانية، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا‏‏.‏‏ فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا‏‏.‏‏ حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض‏‏:‏‏ لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود،‏‏ فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا‏‏.‏‏

عفت الديار محلها فمقامها

بمنى تأبد غولها فرجامها

مشاهد من أثر القرآن
وأريد أن أوجز هذا الأثر في مشاهد أعرضها، تبرز أثر القرآن في نفوس القوم:

لبيد مع القرآن
فمن ذلك مشهد واحد من أعظم شعراء العرب، وهو لبيد بن ربيعة العامري، لبيد هو صاحب إحدى المعلقات السبع المشهورات:

عفت الديار محلها فمقامها .. بمنى تأبد غولها فرجامها

وهو قامة من قامات الشعراء العظام، لبيد عندما سمع كلام الله -جل وعلا- أخذ على نفسه ألا يقول شعرا، فما قال في الإسلام إلا بيتا واحدا: الحمد لله إذ لم يأتني أجليثس

وما قال بعده بيتا قط، سكت عن الشعر لأنه أدرك أنه أمام كلام أعظم وأسمى من هذا الشعر، لبيد الذي قال بحقه رسولنا -صل الله عليه وآله وسلم- أصدق أو أشعر كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل .. وكل نعيم لا محالة زائل

وفي لبيد وسكوته عن الشعر يقول شيخنا الشيخ صالح الفرفور رحمه الله تعالى:

أتيتهم بكتاب الله معجزة .. أخجلت قسا وسحبانا وحسانا

ألقى لبيد عصاه حين أعجزه .. قــول فصيح بآيات لعمرانا

ولم تجد قط في شعر قريحته .. شتان شعـر وآي الله شتانا

هذا البيان الذي تبقى عجائبه .. رغم الأنوف وإن شانوه بهتانا

يريد هذا البيان بيان الله -جل وعلا- في القرآن.

كبر رسول الله صل الله عليه وسلم تكبيرة، عرف منها أهل البيت أن عمر قد أسلم.

عمر بن الخطاب مع القرآن
ومن ذلك موقف سيدنا عمر رضي الله عنه الذي تحول بسماع القرآن من قاصد قتل إلى طالب هدي، وكان قد استل سيفه وعزم على قتل رسولنا -صل الله عليه وآله وسلم- فصادفه في الطريق من غير قصده، إذ أخبره أن أخته قد صبأت قائلا له: أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فغير وجهته، واتجه إلى بيت أخته مغضبا، وهناك، هناك سمع كلام الله يتلى في سكينة وخشوع، سمع آيات بينات من أوائل سورة طه:

﴿طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى * الرحمن على العرش استوى﴾ [طه:1-5].

ثم تلاها بنفسه فخشع لها وخضع، ولان بها قلبه وتأثر، وما لبث أن قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!

واتجه إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث يجتمع الرسول صل الله عليه وسلم وأصحابه ليعلن إسلامه وهو يقول:

يا رسول الله، جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله.

فكبر رسول الله صل الله عليه وسلم تكبيرة، عرف منها أهل البيت أن عمر قد أسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لمحات من بلاغة القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  نزول القرآن . تجميع القرآن . اعجاز القرآن الكريم . حفظ القرآن الكريم
»  لمحات إبداعية من الحضارة الإسلامية
» معرض «الشرق في عيون الغرب»: لمحات من سيرة البشر والطبيعة العربية
» هل يستطيعون نزع القرآن من قلوب المؤمنين (حفظة القرآن صغارا ومكفوفين)
» القصة في القرآن / قصص من القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: