الجيش الأحمر الياباني.. تنظيم آسيوي دعم المقاومة الفلسطينية
تنظيم ثوري يساري وجه ضربات ضد عدة قواعد وسفارات أميركية، اتصلت قائدته "فوساكو شيغينوبو" بغسان كنفاني وتعاطفت مع القضية الفلسطينية فتقاطع مصيرها ومصير عدد من رفاقها مع العرب وقضاياهم. وشاركوا العالم مقاومتهم للظلم والسياسات الأميركية، وألهموا حركات المقاومة المسلحة في العالم لسنوات عديدة.
النشأة والتأسيس
تعتبر رابطة الشيوعيين التي قادت الكفاح الأمني المسلح بين عامي 1959 و1960 الكيان الأم الذي انبثق عنه فصيل الجيش الأحمر الياباني، إضافة لدور منظمة "بونت" التي تشكلت عام 1958 بقيادة "شيما شيغيو"، الذي تمرد على الحزب الشيوعي الياباني فشكل الجيش الأحمر في عام 1969، وأعلن عنه عام 1971 باعتباره حركة مقاومة عالمية.
الفكر والأيديولوجيا
الجيش الأحمر الياباني -ويعُرف اختصارا بـ"جي آر إيه"- منظمة ثورية يسارية راديكالية يابانية، كان هدفها الأول الإطاحة بالحكومة اليابانية والحكم الإمبراطوري لبدء ثورة عالمية.
أعلنت المنظمة أن أعضاءها يؤمنون بحرية الإنسان والشعوب، وقد نفذوا عددا من العمليات الفدائية حول العالم. وصُنفت "منظمة إرهابية" في عدد من دول العالم.
القادة
أول من ترأس الجيش الأحمر "تاكايا شيومي" وخطط لانتفاضة مسلحة في المرحلة الأولية بهدف بناء قاعدة دولية.
ثم انتهت رئاسة المنظمة لفوساكو شيغينوبو، الملقبة بالملكة الحمراء. وقد أفرجت عنها السلطات اليابانية في 22 مايو/أيار 2022 بعد اعتقال دام 17 عاما.
مؤسسة الجيش الأحمر الياباني فوساكو شيغينوبو (وسط) بعد إطلاق سراحها مع ابنتها ماي شيغينوبو (يمين)
أبرز المحطات
تنوعت عمليات الجيش الأحمر حول العالم وأصبح محل اهتمام أجهزة الأمن والشرطة الدولية ووسائل الإعلام، ومن أهم عملياته:
في 31 مارس/آذار 1971 خطفت قوات الجيش الأحمر الياباني طائرة تابعة لشركة طيران محلية من نوع بوينغ 727 تحمل 129 مسافرا، وأجبرتها على التوجه من مطار طوكيو إلى فوكواكا في كوريا الشمالية، ثم حطت الطائرة في وجهتها الأخيرة في العاصمة الكورية الجنوبية سول، وأطلق المختطفون سراح جميع الركاب وتركوا الطائرة هناك.
30 مايو/أيار 1972 تعاون 3 مسلحين يابانيين من الجيش الأحمر مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في ما تعرف بعملية مطار اللد في تل أبيب، ونجم عنها مقتل 26 شخصا وجرح 80 ومقتل اثنين من منفذي العملية، ومحاكمة زميلهما الثالث كوزو أوكاموتو في إسرائيل، والذي يعد أشهر ياباني دعم القضية الفلسطينية.
في يوليو/تموز 1973 اختطف الجيش الأحمر طائرةً الخطوط اليابانية 404 فوق هولندا واقتادها إلى ليبيا وأفرج عن الطاقم والركاب بعد فشل المفاوضات مع الإسرائيليين من أجل إطلاق سراح أوكوموتو، وفجر المختطفون الطائرة في الصحراء الليبية.
جاءت عملية السفارة الفرنسية في هولندا سبتمبر/أيلول 1974 لتؤجج الغضب الدولي ضد الجماعة، حيث فاوض المختطفون السلطات على دفع فدية قيمتها 300 ألف دولار ونتج عن الحادث مقتل 13 ضابطا وأُسر 10 رهائن وانتهى المطاف بالمختطفين في جنوب اليمن ثم استقروا في سوريا.
في 7 أغسطس/آب 1975 حاول أعضاء من الجيش الأحمر الياباني الاستيلاء على السفارتين السويدية والأميركية في كوالالمبور.
جهز جونزو أوكوديرا العضو في الجيش الأحمر الياباني سيارة مفخخة أمام نادي الضباط الأميركي في مدينة نابولي الإيطالية، ثم اتهمته السلطات الأميركية بالتورط في تفجير سيارة مفخخة ثانية في مبنى السفارة الأميركية بروما عام 1987.
مؤسسة الجيش الأحمر "فوساكو شيغينوبو" لحظة إطلاق سراحها من السجن في طوكيو في 28 مايو/أيار 2022
نهاية الجيش الأحمر
بدأت السلطات اليابانية بملاحقة عدد كبير من أعضاء الجيش الأحمر، وكثفت جهودها الدولية للتنسيق الأمني، فأعادت إلى اليابان عام 2000 أربعة من الأعضاء الذين أقاموا في لبنان بعد أن جددت مطالبة السلطات اللبنانية بتسليمهم، وهم ماساو آداتشي، وكازو توهيرا، وهاروو واكو، وماريكو ياماموتو، ومنح أوكاموتو حق اللجوء السياسي في لبنان.
وفي العام نفسه ألقت السلطات اليابانية القبض على "فوساكو شيغينوبو" قائدة التنظيم، بعد دخولها لليابان بجواز سفر مزور، وفي انتظار محاكمتها أصدرت بيانا حلت فيه تنظيم الجيش الأحمر من سجنها في أبريل/نيسان عام 2001، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2001 أنها ألغت تصنيفه منظمة إرهابية.
أطلق سراح القائدة الأخيرة للجيش شيغينوبو عام 2022، فخرجت وهي متوشحة بالكوفية الفلسطينية، وقالت في أول ظهور لها: "أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس، مضى نصف قرن، لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن".
الجيش الأحمر الياباني.. تنظيم آسيوي دعم المقاومة الفلسطينية