كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟ الإثنين 13 مايو 2024, 9:32 am
يتنامى جيل مؤيد للقضية الفلسطينية في الأوساط الطلابية بالجامعات الأميركية، بين مختلف الأديان والعرقيات، متجاوزا هيمنة رواية وسائط الإعلام الرئيسية، ورغم عدم وجود قيادة جامعة وموجهة، تنمو أفكاره في مواجهة العنف الرسمي.
- لم تبرح ميريام الطالبة الأميركية في جامعة جورج تاون بواشنطن منذ سبعة أيام، مكان الاعتصام بمخيم ساحة الشهداء أو Martyrs Yard، وهي التسمية الثانية التي أطلقها طلاب جامعة جورج واشنطن على ساحة U-Yard، التابعة للجامعة، بعد تسميتها مع بداية الاعتصام بالمنطقة المحررة أو Liberated Zone، والتي تضم طلابا من جامعات مختلفة يشاركون في الفعاليات المناهضة لاستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
اكتفت ميريام بذكر اسمها الأول تجنبا للاعتقال أو الفصل، ما يكشف عن المخاطر التي تهدد حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم كما تقول بينما تتوشح الكوفية الفلسطينية كما تضع قلادة نجمة داود السداسية والتي ترمز للانتماء إلى الشعب اليهودي: "أنا هنا بعد 200 يوم من الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها قرابة 35 ألف شخص على يد إسرائيل، رأينا 76 عاما من العنف الاستعماري الاستيطاني، لا بد من أن نغير هذا".
ووقف الإبادة الجماعية في غزة هو المطلب الأساسي الذي يرفعه الائتلاف الطلابي بجامعة جورج واشنطن من أجل فلسطين Student Coalition for Palestine at GW، ومن بين أعضائه الطالب خوان الذي هاجر والداه من السلفادور إلى لاس فيغاس بولاية نيفادا قبل ولادته، وتحفظ أيضا على نشر اسمه كاملا خوفا من الفصل، لكنه لا يخشى المشاركة والدعوة للحشد من أجل وقف المذابح في غزة والتي جعلته وزملاءه يشعرون بالغضب والحاجة إلى الوقوف بجانب أهالي القطاع.
ويدفع خوان وزملاؤه ما يصل إلى 80 ألف دولار سنويا رسوما دراسية، وهي مبالغ صار يعتقد بأنها أداة تُستعمل في تمويل شركات أسلحة وتقنية يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي لقتل الغزيين، "ولا بد من التأكد من أن الجامعة ستسحب استثماراتها من كل الشركات التي تدعم الإبادة الجماعية" كما يقول هو وزملاؤه في هتافاتهم.
كيف تفجر الحراك؟
تضاعفت الاحتجاجات المناصرة للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، ثلاث مرات مقارنة بشهر مارس/آذار، بحسب تقرير صدر في 2 مايو/أيار 2024، عن مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه ACLED (يختص بتحليل البيانات ومقره ويسكونسن)، تحت عنوان الاحتجاجات الطلابية الأميركية المؤيدة لفلسطين تضاعفت ثلاث مرات في إبريل.
اقتباس :
ظاهرة مخيمات الاحتجاج لها أصول تاريخية في أميركا
ويُعتبر تضاعف الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية أحدث علامة على انتشار الاستياء العام من المجازر التي تقع في غزة والتي سقط فيها 34971 شهيدا حتى 12 مايو/أيار 2024 وفق إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وتشكل المظاهرات التي شارك فيها الطلبة الجامعيون، نحو ثلث المظاهرات التي جرت في أميركا منذ بدأت الحرب في أكتوبر 2023 وحتى 26 إبريل 2024، وكانت أكثر من 90℅ منها داعمة لفلسطين وسلمية بنسبة 99℅، باستثناء بعض الاشتباكات العنيفة التي حدثت ليلة 30 إبريل 2024 بين المتظاهرين المؤيدين لفلسطين والمناهضين لهم في جامعة كاليفورنيا، بحسب ما جاء في التقرير السابق، والذي صنف ولاية نيويورك بأنها تضم العدد الأكبر من المظاهرات المُتعلقة بالحرب الإسرائيلية على غزة، تليها مباشرة ولاية كاليفورنيا.
ومع تضاعف عدد المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين نمت تدخلات الشرطة أربع مرات، إذ فرقت الحشود واعتقلت الطلبة المؤيدين لفلسطين، وشهدت ولاية نيويورك وحدها 28℅ من المظاهرات المرتبطة بالصراع، والتي تدخل فيها جهاز الشرطة.
وأعادت التدخلات العنيفة إلى ذاكرة الأميركيين صور قمع مظاهرات طلاب جامعة كولومبيا بنيويورك والتي كانت تناهض تدخل الولايات المتحدة في حرب فيتنام عام 1964، إذ قوبلت الاعتصامات والاحتجاجات التي نظمها الطلبة المؤيدون لفلسطين في ما لا يقل عن 95 حرما جامعيا، بردع ومعاملة وحشية انتهت باعتقال أكثر من 2200 شخص، وفق ما نشره مركز الإعلام والديمقراطية The Center For Media And Democracy، (منظمة تقدمية مستقلة مقرها ويسكونسن) في 3 مايو الجاري.
ويرفع المحتجون مطلب العفو التام عن الطلبة المعتقلين بسبب الاحتجاجات المناصرة لغزة، ويطالبون بحماية حرية التعبير عن دعم الفلسطينين، وحقهم في الاستقلال والعودة لأراضيهم، ووقف استثمار أموال أوقاف الجامعات في إسرائيل، ووقف التعاون الأكاديمي مع جامعات الاحتلال، ووقف إمداد دولة الاحتلال بالأسلحة ويرفضون وقف الاعتصام حتى تتحقق مطالبهم كما تقول الطالبة الأميركية من أصل أرجنتيني ماريا Mariah.
الصورة
تدخلات متزايدة للشرطة الأميركية في التظاهرات المناصرة للفلسطينيين (العربي الجديد)
أصول تاريخية لمخيمات الاحتجاج
تهدف مخيمات الاحتجاج إلى حضور واضح ومستمر في الحيز العام، من أجل الدفع باتجاه أخلاقي، عبر مركز للتعبئة والتضامن، بحسب ما يفسره البروفيسور ستيفن مينتس Steven Mintz، أستاذ التاريخ بجامعة تكساس في مدينة أوستن بولاية تكساس، وتاريخيا شهدت أميركا مخيمات احتجاجية متعددة مثل "حركة احتلوا" The Occupy Movement (اجتماعية وسياسية عارضت التفاوت الاجتماعي) والتي استوحت أمثلة لاحتجاجات جيش المكافآت The Bonus Army Protests حين نظم قدماء المحاربين في الحرب العالمية الأولى من العاطلين عن العمل مجموعة اعتصامات في واشنطن عام 1932 للمطالبة بحقوقهم إذ عانوا البؤس والحاجة الشديدين، في فترة الكساد الكبير.
وكذلك معسكرات السلام المناهضة للأسلحة النووية The Anti-nuclear Peace Camps (احتجاجية ومناهضة للحرب) في الثمانينيات، واحتجاجات ضد بناء خط أنابيب داكوتا The Dakota Access Pipeline Protests عام 2016، والمخيمات التي تشكلت في مدن مثل بورتلاند، أكبر مدن ولاية أوريغون، في أعقاب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد عام 2020 على يد الشرطة.
و"على الرغم من أن الاحتجاجات الحالية يجري تسليط الضوء عليها بقوة، لكنها بلا قيادة ما يؤثر على قدرات الحشد"، كما يقول مينتس، مشيرا إلى نجاحها في لفت الانتباه إلى المعاناة في غزة، لكن من غير الواضح ما إذا سيكون لهذه التكتيكات تأثير كبير على السياسة الأميركية، على عكس احتجاجات الستينيات التي كانت لها عواقب عديدة، منها إلغاء الخدمة العسكرية الإجبارية؛ وتصاعد المعارضة الواسعة لحرب فيتنام وإنشاء برامج دراسات السود ودراسات المرأة واستحداث التعليم المختلط في مؤسسات Ivy League (رابطة تجمع ثماني جامعات عريقة)، وحدوث تغييرات في المناهج الدراسية ومتطلبات التخرج، لكن الطالبة الأميركية الفلسطينية ميساء لا ترى الأمر على هذا النحو، معبرة عن سعادتها وتأثرها باعتصام طلاب جامعتها من مختلف الأصول والديانات، قائلة لـ"العربي الجديد" بصوت أتعبته الهتافات وأثرت على نبرته برودة ليالي المخيم الذي أقامه الطلبة المناصرون للقضية الفلسطينية في جامعة جورج واشنطن: "هذا المشهد يتوحد فيه الجميع من أجل الوقوف إلى جانب فلسطين".
الصورة
يطالب الطلبة المعتصمون بوقف الإبادة الجماعية في غزة والإفراج عن زملائهم المعتقلين (العربي الجديد)
كيف نشأ الجيل الناقم على إسرائيل؟
تغلبت ميريام على ما سمّته "حملات التلقين والدعاية الوحشية" التي تستخدمها "الدولة الصهيونية"، لاستمالة اليهود الأميركيين، من خلال قراءة التاريخ والنقاش مع أصدقائها الفلسطينيين، حتى أنها ُمنكبة حالية على تأسيس منظمة مناهضة للصهيونية في جامعة جورج تاون، بدعم من والديها، وهو ما تعتبره "رفاهية" لا يتمتع بها الكثير من أقرانها اليهود، وفق حديثها لـ"العربي الجديد".
تعكف الطالبة الأميركية اليهودية ميريام، على تأسيس منظمة مناهضة للصهيونية في جامعة جورج تاون
أما خوان فيعزو وعيه ورفاقه حول القضية الفلسطينية إلى حصولهم على المعلومات من مصادر مختلفة عن وسائل الإعلام الرئيسية، التي لم تعد المصدرالمهيمن والوحيد للخبر والتي وصفها بأنها "شريكة في تضليل الرأي العام ولا تنقل الصورة عن الحراك كما نراه"، ويضرب مثالا على طريقة تعاطي وسائل إعلام أميركية مع الجرائم الحاصلة في غزة بقوله إن "صحيفة مثل نيويورك تايمز لا تستعمل مصطلح الإبادة الجماعية".
ويُجمع الطلبة الذين قابلتهم معدة التحقيق في ساحات الاعتصام على أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل مصادر أساسية لفهم ما يجري، كما أنها ساعدتهم على التواصل المباشر مع النشطاء الغزيين، والصحافيين الميدانيين، وزملائهم في الجامعة ممن لديهم أقارب في القطاع، ومنهم يستمدون طاقتهم لتقوية الحراك ومواصلة الاعتصام، إذ يتلقون رسائل شكر وامتنان من هناك، كما يقول خوان وماريا وميريام والذين يمثلون عينة من 60℅ من الشباب الأميركيين الذين يرون فلسطين بإيجابية، مقابل 40℅ يرون إسرائيل كذلك، بحسب تقرير أصدره مركز بيو للأبحاث، مركز أبحاث مستقل مقره واشنطن العاصمة، في 21 مارس/آذار 2024، تحت عنوان " Majority in U.S. Say Israel Has Valid Reasons for Fighting; Fewer Say the Same About Hamas"، الأغلبية في الولايات المتحدة تقول إن إسرائيل لديها أسباب وجيهة للقتال؛ قليلون يقولون نفس الشيء عن حماس.
اقتباس :
يرفض الطلاب حملات التلقين والدعاية الوحشية الإسرائيلية
وتكشف نتائج استطلاع آخر أُجري في مارس الماضي، بعنوان تعاطف الديمقراطيين في الشرق الأوسط يتحول نحو الفلسطينيين، أن التعاطف الديمقراطي في الشرق الأوسط يتوجه نحو الفلسطينيين الذيي نالوا 49% من التأييد مقابل 38% للإسرائيليين، مع تسجيل فجوة واضحة بين الأجيال، إذ حصلت إسرائيل على تعاطف إيجابي بنسبة 46% بين جيل "Baby Boomers" وهم مواليد الفترة الممتدة بين عامي 1946-1964، و32% بين أفراد الجيل "X" وهم مواليد الفترة بين عامي 1965 و1979، مع تسجيل انخفاض في التعاطف مع إسرائيل وسط أفراد جيل الألفية Millennials أي مواليد الفترة الممتدة بين عامي 1980-2000، والذين حصلت إسرائيل على 40℅ من أصواتهم المؤيدة مقابل 42℅ يؤيدون فلسطين.
اختلاف المواقف على حسب الأجيال
تُعَدّ الاحتجاجات الحالية، أول وأكبر فعاليات داعمة للقضية الفلسطينية بالجامعات الأميركية، كما تقيّمها الدكتورة رندة سليم، زميل أول ومدير برنامج حلّ النزاعات بمعهد الشرق الأوسط (بحثي مستقل مقرّه واشنطن)، ويعكس تنوع الطلبة المشاركين شرائح المجتمع الأميركي المتباينة عرقياً ودينياً، وهؤلاء توحدهم رؤية رافضة لغياب العدالة، بسبب وقوع جرائم بلا محاسبة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ما يشبه إجرام نظام "الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا، الذي حورب من قبل الطلاب الأميركيين في الثمانينيات.
ولا يُعَدّ التعاطف المتزايد للشباب الأميركي مع القضية الفلسطينية، وليد الحرب على غزة، إذ سجل استطلاع سابق لمركز بيو للأبحاث، اختلافات واضحة بين الأجيال في مواقف الأميركيين تجاه إسرائيل، ووجد الاستطلاع المنشور في 11 يونيو/حزيران 2022، أنّ 55% من الأميركيين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، مقابل 41% لديهم وجهة نظر سلبية، لكن تحليل هذه النتائج وفق السن، كشف الفجوة الكبيرة بين الاجيال، إذ إنّ 41% فقط من الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً وجهة نظرهم إيجابية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 69% من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق.
وعلاوة على ذلك، توصل الاستطلاع إلى أنّ 71% من الجمهوريين يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 44% فقط من الديمقراطيين.
وشمل تراجع التعاطف مع إسرائيل في الولايات المتحدة، أيضاً اليهود الأميركيين، وفق استطلاع آخر نشره مركز بيو للأبحاث، في مايو 2021، تحت عنوان "U.S. Jews have widely differing views on Israel" أو "اليهود الأميركيين لديهم وجهات نظر متباينة على نطاق واسع تجاه إسرائيل"، إذ قال 67% من اليهود الأميركيين ممّن تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، إنهم يشعرون "بارتباط شديد أو ارتباط إلى حد ما بإسرائيل"، مقارنة بـ 48% فقط من أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، قالوا إنهم يشعرون بمثل هذا الارتباط.
عوامل أسهمت في تراجع الرواية الصهيونية
يُرجِع شريف أبو موسى، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد من الجامعة الأميركية بالقاهرة، الذي يتردد على ساحة اعتصام جامعة جورج واشنطن دعماً لمطالب الطلبة، سبب التعاطف المتنامي لدى الشباب الأميركي مع القضية الفلسطينية، إلى تغييرات دخلت على مساقات تدريس ما يجري في الشرق الأوسط خلال العشرين عاماً الأخيرة، إذ تراجعت هيمنة الرواية الإسرائيلية، وأصبح الطلبة على اطلاع أكبر على ما يحدث في فلسطين، ما أسهم في توسّع دائرة الاحتجاجات الطلابية وامتدادها، عبر مختلف الجامعات الأميركية، وحتى الأوروبية، على عكس الجامعات العربية التي غابت عنها هذه الاحتجاجات، وهو ما يعود في أحد أسبابه إلى فراغ لم يملأه حكام الدول العربية في الضغط الجدي من أجل حلّ الصراع، يقول الأستاذ أبو موسى.
وفعلياً، بدأ التركيز على الشرق الأوسط في المناهج الدراسية بالجامعات الأميركية، بعد احتلال العراق عام 2003، حسب الدكتورة سليم، ما استدعى توظيف العديد من الأساتذة الجامعيين الأميركيين ذوي الأصول العربية لتدريس تلك المواد، وصاحبه اهتمام أكبر من الطلبة بتلك المساقات، لكن الدور الأكبر في توعية الطلبة بما يحدث على أرض الواقع في غزة، وفق تأكيدها، يعود إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي يعتمد عليها الطلاب لمتابعة الأحداث من مكان الحدث.
محاولات تشويه مستمرة
ترصد سحر خميس، أستاذة الإعلام بجامعة ماريلاند شمال واشنطن، حملات تشويه متعمدة ودعاية مضادة ورسائل مغلوطة تُضخ يومياً في وسائل الإعلام الأميركية حول الاحتجاجات الطلابية، عبر وصفها بـ"معاداة السامية" ونعتِ المشاركين بالمحرّضين، رغم مشاركة شرائح كثيرة فيها من بينها يهود، لكن وسائل الإعلام تعمد إلى إظهارهم بأنهم يقومون بأعمال شغب وعنف، رغم أن العنف يُرتكب من قبل إدارات الجامعات وجهاز الشرطة وأجهزة الأمن التي يستعان بها لقمع المتظاهرين، ومن جهات خارجية مدسوسة، حتى يقع احتكاك وتأجيج للعنف، لكن هذه الحملات الدعائية، وإن استطاعت التأثير في الفئات الأقل تعليماً في المجتمع الأميركي والتي تخشى الأقليات، إلا أنها لن تنطلي على النخب المثقفة والطلبة الجامعيين، بحسب خميس.
لكن ضابط الاستخبارات المتقاعد من الجيش الأميركي ومستشار الأمن القومي لحملة الرئيس السابق دونالد ترامب في رئاسيات 2020، أنتوني شيفر، يصرّ على أنّ الاحتجاجات ليست عفوية، بل تقف وراءها جهات كالتي فجرت مظاهرات "حياة السود مُهمة"، على خلفية مقتل جورج فلويد، مثل مؤسسة روكفلر (خيرية مقرها نيويورك) ومنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (مناهضة للصهيونية)، لكنه لم يُقدم أي أدلة على ما قاله، رافضاً تشبيه الاحتجاجات المناصرة لفلسطين، بالمظاهرات الطلابية المعارضة لحرب فيتنام.
الموقف ذاته عبّر عنه المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون، الديمقراطي ريتشارد غودستين، الذي رفض المقارنة بين احتجاجات الطلبة الداعمين لفلسطين، وأسلافهم الرافضين للحرب على أفغانستان (جرت في 29 سبتمبر/ أيلول 2001)، لأنّ غزة، من وجهة نظره، لا تعنيهم مباشرة، على عكس أفغانستان التي كان من الممكن استدعاء الطلبة آنذاك للمشاركة في الحرب عليها. وكرر غودستين اتهام شيفر بوجود أطراف تقف وراء الاحتجاج، وتدفع الطلبة إلى قول أشياء "لا يفهمونها"، قائلاً "إن معظمهم لم يكن يعرف موقع غزة على الخريطة قبل الحرب، والآن أصبحت أهم شيء في العالم بالنسبة إليهم"، معيداً الكرّة بالتأكيد أنّ حرية الطلبة في التعبير مقيدة بعدم معاداتهم للسامية، وعدم تشكيلهم تهديداً لنظرائهم اليهود.
لكن الطالبة اليهودية ميريام تردّ على ادعاءات معاداة السامية بـأنها "تكتيكات تهدف إلى تحويل النقاش والتلاعب به والتشويش على التركيز على الإبادة الجماعية الحاصلة والأشخاص الذين يتعرضون للقصف والقتل والتجويع على يد الدولة الصهيونية"، وكونها طالبة يهودية تشعر بالأمان داخل المخيم أكثر من خارجه، والسبب كما تقول: "أنني أعلم أنّ الكل هنا يشترك في الإيمان بقيم الحرية والأخلاقية".
الصورة
يتزايد تعاطف الشباب الأميركي مع القضية الفلسطينية يوما بعد آخر (Getty)
تصاعد في انتهاكات حرية التعبير
يضمن الدستور الأميركي حرية التعبير والتظاهر، كذلك يحق للحكومة تقييد توقيت ومكان وطريقة التظاهر، بحسب توضيح المحامي المعتمد لدى المحكمة الأميركية العليا والناشط في الحزب الجمهوري، كمال نعواش.
ويُشبّه الطلبة حملات القمع والاعتقال التي يتعرضون لها منذ 18 إبريل الماضي، والتي أدت إلى اعتقال 100 طالب من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، بعد استدعاء رئيستها نعمت شفيق، لشرطة ولاية نيويورك إلى الحرم الجامعي، في سابقة لم يفعلها أيّ من رؤساء الجامعات الأميركية الأخرى، بممارسات القمع والوحشية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. و"من المخزي للغاية أن تعامل الجامعات طلابها بهذه الوحشية، للحفاظ على مصالح خاصة، بدلاً من سحب الاستثمارات الداعمة للإبادة الجامعية، حتى إن التكتيكات التي تستعمل من قبل الجامعات والشرطة، طوّرتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وطُبقت على الفلسطينيين" تقول ميريام.
وتعبّر أستاذة التاريخ بجامعة جورج تاون في واشنطن، البروفيسور جوديث إي تاكر Judith E Tucker، المشاركة في اعتصام طلبة جورج واشنطن، عن قلقها من حملة إغلاق النقاش المتعلق بالقضية الفلسطينية، قائلة لـ"العربي الجديد" إنّ "هذا تهديد كبير للحق في حرية التعبير للجميع، اليوم المنع بخصوص فلسطين وغزة، ماذا سيكون الأمر غداً؟ وحين نبدأ بالقضاء على حرية التعبير، ستضيع حقوقنا المدنية الأخرى"، واصفة قمع الطلبة وسحل الأساتذة بأنها "مشاهد مروعة".
الصورة
لجأت الشرطة الأميركية إلى قمع الطلبة المتظاهرين وأساتذتهم (Getty)
كيف ستتأثر خيارات الطلبة الانتخابية مستقبلاً؟
يرفض دافيد أرمياك، مدير الأبحاث في مركز الإعلام والديمقراطية Center for Media and Democracy (منظمة مستقلة) وصف الطلاب بالتجاوز في حدود حرية الرأي والتعبير، محذراً من خطورة العنف والقمع الذي تعرضوا له، ومشيراً إلى أنّ الاحتجاجات الطلابية لم تنتهِ رغم التهديد والقمع، وطريقة التعاطي معها من قبل الإدارة الأميركية، وأجهزة الأمن على مستوى الولايات، ستؤثر بخيارات الطلبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وفي سياق انعكاس الاحتجاجات على الانتخابات المُقبلة، قال شيفر إن شريحة واسعة من المحتجين تميل إلى الديمقراطيين، الذين ينتابهم الخوف من تراجع دعمهم، بينما يتابع الجمهوريون بارتياح محاولات بايدن بعث رسائل مختلطة، تحاول إرضاء الطرفين تجنباً لخسارة الانتخابات.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟ الإثنين 13 مايو 2024, 9:37 am
تشهد جامعات أميركية عديدة، بما فيها هارفارد وييل وكولومبيا وكاليفورنيا في بيركلي، منذ أسابيع، موجة احتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يطالب فيها المحتجّون جامعاتهم بقطع أيّ علاقات استثمارية وأكاديمية مع إسرائيل. وفي حين أن غالبية إدارات الجامعات انحازت، تحت ضغوط سياسية ومن متبرعين كبار، فضلًا عن اللوبي الاسرائيلي، إلى الحلول القمعية والعقابية لفضّ الاعتصامات الطلابية السلمية بذريعة أنها "معادية للسامية"، فإن عددًا قليلًا منها اختار طريق التفاوض مع الطلاب المعتصمين. وعلى الرغم من أن الاحتجاجات الطلابية الحالية لم تصل بعد إلى مستوى الاحتجاجات الطلابية الكبرى في أواخر ستينيات القرن الماضي ضد حرب فيتنام أو في الثمانينيات ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فإنها تمثّل "أكبر حركة احتجاج طلابية" في العقود الأخيرة. ولا تقتصر تداعياتها على الجامعات الأميركية وسمعتها ومكانتها عالميًا فحسب، بل إنها قد تؤثّر في المشهد الانتخابي الأميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
خلفية الاحتجاجات أصبحت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بإسرائيل سمة بارزة في حرم الجامعات الأميركية منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة. وتتركز مطالب الطلاب في دعوة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء انحيازها الكامل إلى إسرائيل ووقف المساعدات العسكرية لها، والضغط من أجل فرض وقف إطلاق نار فوري ودائم في القطاع، فضلًا عن مطالبة جامعاتهم بوقف تعاونها مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وسحب استثماراتها، التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، من شركات الأسلحة والتكنولوجيا التي تتعاون مع إسرائيل، وإنهاء أيّ علاقات أكاديمية مع جامعات إسرائيلية. وإضافة إلى ذلك، يطالب المحتجّون بالعفو عن زملائهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرّضوا لعقوبات بسبب مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية ودعمهم لها. وأجّج دخول مجلس النواب الأميركي، في كانون الأول/ ديسمبر 2023، بأغلبيته الجمهورية وتواطؤ ديمقراطيين عديدين، على خط الحركة الطلابية، الأوضاعَ في الجامعات، حيث مارسوا نوعاً من الترهيب ضد الإدارات الجامعية وحرّضوا على الطلاب المحتجين. وبعد جلسة استماع لثلاثة رؤساء جامعات مرموقة (هارفارد، وبنسلفانيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) أمام لجنة التعليم والقوى العاملة النيابية، كانت أشبه بجلسة تحقيق من الحقبة المكارثية، حول مزاعم عن تغاضيهم عن "معاداة السامية" وتهديد سلامة الطلاب والعاملين اليهود في جامعاتهم، على الرغم من أن كثيرًا من الطلاب اليهود شاركوا في الاحتجاجات، اضطرت رئيستا جامعتي بنسلفانيا وهارفارد إلى الاستقالة تحت وطأة الضغوط والاتهامات الموجّهة إليهما بعد أن حاولتا الموازنة بين "حرية التعبير" المصونة دستوريًا، والخطاب المحرّض على العنف أو العنف ذاته وضمان سلامة الحرم الجامعي. في حين ما زالت رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تتعرض لانتقادات وضغوط بهدف دفعها إلى التنحي.
اقتباس :
يعمل الجمهوريون في الكونغرس على وضع تشريعات تستهدف تمويل الجامعات، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية التي تحصل عليها
وفي 17 نيسان/ أبريل 2024، عقدت اللجنة النيابية جلسة استماع أخرى لرئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك، نعمت (مينوش) شفيق. وعلى عكس سابقاتها، حاولت شفيق التركيز على جهود إدارتها في "محاربة معاداة السامية بدلًا من حماية حرية التعبير"، وهاجمت عددًا من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعتها والطلاب المحتجّين، إلا أن ذلك لم يشفع لها، إذ اتهمها مشرّعون بالضعف في مواجهة الاحتجاجات الطلابية وطالبوها بالاستقالة. وفي تعبير عن استيائهم مما جاء في شهادة شفيق، بدأ عدد من طلاب جامعة كولومبيا، في مساء اليوم نفسه، اعتصامًا في حرم الجامعة تضامنًا مع غزّة، وتأكيدًا على مطالبهم بضرورة أن تُوقف الجامعة استثماراتها في الشركات التي لها علاقة بإسرائيل وقطع أيّ صلات أكاديمية بها. وتمثَّل رد شفيق باستدعاء شرطة نيويورك في محاولة لفض الاعتصام. ومع هذا، وخلال أيام قليلة، انتشرت اعتصامات الجامعات في طول البلاد وعرضها، وألهمت طلاب جامعات أخرى خارج الولايات المتحدة الأميركية، كما في كندا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا والمكسيك. وفي 30 نيسان/ أبريل، اقتحمت شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا بعد أن سيطر طلاب على مبنى "هاملتون هول" فيها، وفضّت الاعتصام واعتقلت العشرات منهم، وهو ما حصل أيضًا في جامعات أميركية أخرى، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 2400 طالبًا في 46 حرمًا جامعيًا أميركيًا منذ 17 نيسان/ أبريل. يعمل الجمهوريون في الكونغرس على وضع تشريعات تستهدف تمويل الجامعات، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية التي تحصل عليها، والمنح البحثية الفدرالية، وكذلك المساعدات المالية للطلاب. وكان مجلس النواب قد أقر، بأغلبية كبيرة من الجمهوريين والديمقراطيين، مطلع أيار/ مايو الجاري، مشروع "قانون التوعية بمعاداة السامية"، الذي يتبنّى تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" لـ "معاداة السامية". ويخلط هذا التعريف بين خطاب التنميط ضد اليهود والتحريض على كراهيتهم، وانتقاد إسرائيل. وتنص الأمثلة الملحقة بالتعريف، والتي يجعلها الكونغرس جزءًا من التعريف، على أن "استهداف دولة إسرائيل باعتبارها مجموعة يهودية [...] (و)إنكار حق الشعب اليهودي في تقرير المصير عبر الادعاء أن وجود دولة إسرائيل مجرد اجتهاد عنصري، وما شابه [...] (و)تطبيق معايير مزدوجة من خلال مطالبة إسرائيل بتصرفات غير متوقعة من أي دولة ديمقراطية أخرى" كلها صور من صور "معاداة السامية".
اقتباس :
يواجه الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي معضلة حقيقية نتيجة الاحتجاجات الطلابية؛ فالفئات الشبابية المتعلمة تقع ضمن تحالف بايدن الانتخابي
معضلة بايدن والديمقراطيين يواجه الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي معضلة حقيقية نتيجة الاحتجاجات الطلابية؛ فالفئات الشبابية المتعلمة تقع ضمن تحالف بايدن الانتخابي، وهو ما ينعكس في محاولة إدارته الموازنة بين التأكيد على حرية التعبير والحق السلمي في التظاهر من جهة، ورفض ما يزعمونه من "فوضى" و"عنف" و"معاداة للسامية" تحفل بها تلك الاحتجاجات، من جهة أخرى. وهذا ما يفسّر أيضًا انقسام أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين على خلفية الموقف من الاحتجاجات الطلابية، كما أن ثمَّة انقسامًا جيليًا واضحًا داخل المعسكر الديمقراطي في الموقف من إسرائيل وعدوانها على قطاع غزّة. وقد تجلت محاولات البحث عن توازن صعب بعد بدء الطلاب احتجاجاتهم واعتصاماتهم انطلاقًا من جامعة كولومبيا، في تصريح بايدن الذي قال فيه "أدين المظاهرات المعادية للسامية [...] كما دين هؤلاء الذين لا يفهمون ما يعانيه الفلسطينيون". بدا بايدن في هذا التصريح كأنه يحاول اتخاذ موقف يعبّر عن التعاطف مع أهداف المتظاهرين من دون أن يؤيد احتجاجاتهم. وبعد يومين من فضّ شرطة نيويورك اعتصام الطلاب في جامعة كولومبيا، قال بايدن إن الاحتجاجات المستمرّة تضع الولايات المتحدة أمام مبدأين أميركيين أساسيين، "الأول هو الحقّ في حرية التعبير وحق الناس في التجمع السلمي وإسماع أصواتهم. والثاني هو سيادة القانون. ويجب الحفاظ على كليهما". وأضاف، "لا ينبغي أن يكون هناك مكان في أيّ حرم جامعي، ولا مكان في الولايات المتحدة لمعاداة السامية أو التهديد بالعنف ضد الطلاب اليهود. لا يوجد مكان لخطاب الكراهية أو العنف من أيّ نوع، سواء أكان معاداة السامية أم الإسلاموفوبيا أم التمييز ضد الأميركيين العرب أو الأميركيين الفلسطينيين". وعلى الرغم من محاولاته تحقيق توازن، فإن روايته ظلت تميل إلى صالح الرواية الإسرائيلية، عبر محاولة تصوير الاحتجاجات على أنها تخريبية وفوضوية و"معادية للسامية"، وهي الصورة التي ينفيها الواقع؛ إذ إن أغلب العنف يأتى من قوات الأمن، ومن المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل.
اقتباس :
تتمثل معضلة بايدن والقيادات الديمقراطية، عمومًا، في كيفية التعامل مع الفئات الشبابية في المجتمع الأميركي
وعلى صعيد الحزب الديمقراطي، فالتجاذبات فيه أشد وضوحًا. فمن ناحية، تتبنّى قياداته في الكونغرس، كزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، خطابًا تشويهيًا واتهاميًا وتحريضيًا ضد الاحتجاجات الطلابية. بل إن الأخير حضَّ رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، على الإسراع في طرح مشروع "قانون التوعية بمعاداة السامية"، على أساس "أن الجهود المبذولة لسحق معاداة السامية والكراهية بأيّ شكل ليست قضية ديمقراطية أو جمهورية، بل إنها قضية أميركية يجب معالجتها بمشاركة الحزبين على نحو عاجل". أما النواب التقدّميون في الحزب، كرشيدة طليب وجمال بومان وكوري بوش وإلهان عمر، فيقفون بقوة مع الاحتجاجات الطلابية على أساس أن "المعارضة قيمة أميركية أساسية". تتمثل معضلة بايدن والقيادات الديمقراطية، عمومًا، في كيفية التعامل مع الفئات الشبابية في المجتمع الأميركي. فقد أظهر استطلاع رأي أجرته "رويترز/ إبسوس" Reuters/ Ipsos في آذار/ مارس 2024، مثلًا، أن الأميركيين الذين تُراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يفضّلون بايدن على دونالد ترامب بفارق 3 نقاط مئوية فقط (29 في المئة لبايدن مقابل 26 في المئة لترامب)، علما أن بايدن كان قد فاز بأصوات الشباب بفارق 24 نقطة في عام 2020. ووفقًا لاستطلاع رأي ثانٍ أجراه مركز بيو للأبحاث في نيسان/ أبريل، فإنّ نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين ضمن الشريحة العمرية 18-29 عامًا تبلغ 33%، مقارنة بــ 14% يتعاطفون مع إسرائيل، و21% مع كلا الطرفين. أما نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين ضمن الشريحة العمرية نفسها من الديمقراطيين أو من يميلون إليهم فتبلغ 47%، مقابل 7% فقط مع إسرائيل، و23% مع كلا الطرفين. في حين أظهر استطلاع رأي ثالث أجرته جامعة كوينيبياك في نيسان/ أبريل أنه من بين الناخبين الأميركيين المسجلين الذين تُراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، أيد 25% فقط منهم المساعدات العسكرية التي تقدّمها إدارة بايدن لإسرائيل، مقابل 66% يعارضونها.
اقتباس :
يرى معسكر بايدن أن ثمّة مبالغة في تصوير تداعيات الحرب في قطاع غزة على فرصته بالفوز فترةً رئاسية ثانية
وقد انعكس ذلك في سلوك منظمة "ديمقراطيو الكليات الأميركية"، وهي الجناح الطلابي للحزب الديمقراطي، التي تحاول كسب ناخبي جيل الشباب (الجيل Z) لصالح الحزب، حيث إنها أيدت الاحتجاجات الطلابية لأنها تملك، بحسب المنظمة، "الوضوح الأخلاقي لرؤية هذه الحرب على حقيقتها: مدمرة وإبادة جماعية وغير عادلة"، ودانت رؤساء الجامعات لاستعانتهم بقوات الأمن لفضّها واعتقال الطلبة. كما دانت الرئيس بايدن وزعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس لعدم إلزامهم إسرائيل بوقف إطلاق النار على نحو فوري ودائم، وإنجاز صفقة تبادل أسرى، والدفع لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقالت المنظمة في بيان لها "باعتبارنا ناخبين شبابًا، ندرك جيدًا أنه بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ستحدد أصواتنا من سيفوز بالبيت الأبيض. لقد اتخذ البيت الأبيض المسار الخاطئ المتمثل في استراتيجية العناق لبنيامين نتنياهو، وتبنّى استراتيجية إدارة الظهر لقواعده الانتخابية، وجميع الأميركيين الذين يريدون رؤية نهاية لهذه الحرب". في المقابل، يرى معسكر بايدن أن ثمّة مبالغة في تصوير تداعيات الحرب في قطاع غزة على فرصته بالفوز فترةً رئاسية ثانية. ويشير هؤلاء إلى أن الأعداد القليلة للمتظاهرين لا تعبّر عن 41 مليون ناخب مؤهل من الجيل Z للتصويت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. في حين يجادل آخرون بينهم بأن الغضب بشأن حملات القمع في الجامعات الأميركية يتوجه نحو رؤساء الجامعات والمسؤولين المحليين أكثر من بايدن نفسه. ويعتقد فريق بايدن أن غالبية الشباب لن يصوّتوا على خلفية الموقف من حرب غزة، وإنما على أساس قضايا داخلية، مثل الاقتصاد والمناخ والإجهاض. ويحيل مؤيدو وجهة النظر هذه إلى عدد من استطلاعات الرأي التي يقولون إنها تؤيد تحليلاتهم، مثل الاستطلاع الذي أجراه معهد السياسة الدولية في كلية كينيدي في جامعة هارفارد، إذ وجد أن 51% من الشريحة العمرية 18-29 عاماً يؤيدون وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل 10% يعارضونه، وأن 18% فقط يؤيدون طريقة تعامل بايدن مع الحرب، إلا أن الاستطلاع وجد أن تصويت تلك الشريحة لن يكون مرتبطًا بسياسة بايدن نحو قطاع غزة أو أيّ قضية خارجية أخرى، إذ تهمّهم القضايا الداخلية أكثر، كالتضخم والرعاية الصحية والسكن. وبحسب استطلاع آخر للرأي أجرته "الإيكونوميست/ يوغوف" The Economist/ YouGov Poll، قال 63% من الشباب إنهم لم يحضروا أيّ نوع من الاحتجاج السياسي أو التجمعات أو المظاهرات. وعلى هذا الأساس، أطلق البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإجراءات يحاول عبرها التودد للشباب، مثل إعلان إجراءات جديدة لتخفيض القروض الطلابية، والتوجه إلى تخفيف العقوبات الجنائية على اقتناء الماريغوانا.
اقتباس :
التحوّلات داخل قواعد الحزب الديمقراطي تبدو عميقة، خصوصًا بين الشباب، وهذا أكثر ما يُقلق إسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة
ومع ذلك، يحذر بعضهم من خلل في حسابات حملة بايدن الرئاسية إذا ما قللت من تأثير سياسته المتواطئة مع إسرائيل في حربها في قطاع غزة. فمثلًا، يرى السيناتور بيرني ساندرز أن بايدن يخاطر برئاسته إذا استمر في نهجه الداعم لإسرائيل من دون حدود، وأن الحرب في قطاع غزة "قد تكون فيتنام بايدن". ويخشى كثير من الديمقراطيين من أن استمرار الاضطرابات في الشارع الأميركي وحرم الجامعات قد يُلقي بظلاله على المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيُعقد في مدينة شيكاغو في آب/ أغسطس 2024، حيث سيجري ترشيح بايدن رسميًا لمنصب الرئيس، وخاصة أن كثيرًا من الشباب التقدميين ينظرون إلى الاحتجاجات ضد إسرائيل باعتبارها جزءًا من النضال من أجل العدالة الاجتماعية؛ إذ إن القضية الفلسطينية باتت بالنسبة إليهم ترتبط بقضايا محلية مثل التمييز العنصري.
خاتمة على الرغم من أنه من غير المتوقع أن تنجح احتجاجات الحركة الطلابية في تحقيق أهدافها الرئيسة المتمثلة في وقف التواطؤ الأميركي في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وسحب الجامعات الأميركية لاستثماراتها مع إسرائيل، فإنها تمكّنت من جعل دعم الولايات المتحدة غير المحدود لإسرائيل وجرائمها محل نقاش وطني واسع. إضافة إلى أن التحوّلات داخل قواعد الحزب الديمقراطي تبدو عميقة، خصوصًا بين الشباب، وهذا أكثر ما يُقلق إسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة. من هنا، نفهم إدانة نتنياهو للاحتجاجات الطلابية وتحريضه عليها. ويبدو أنّ اللوبي الصهيوني وحلفاءه في الولايات المتحدة قد خسروا الجيل الأميركي الشاب، ولم تنجح محاولاتهم في تخويفه ودفعه إلى الاختيار بين مستقبله التعليمي والوظيفي، وقناعاته الأخلاقية وضميره الإنساني. وهو ما يعزّز الأمل حول إمكانية حدوث تغيير مستقبلًا في الانحياز الأميركي المطلق لصالح إسرائيل، إذا أُحسِن استثمار هذا الزخم وتنظيمه.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟ الإثنين 13 مايو 2024, 2:41 pm
جامعة "جونز هوبكنز" تعلن مراجعة مسألة سحب الاستثمارات من إسرائيل علق طلبة جامعة "جونز هوبكنز" احتجاجاتهم في ساحة الجامعة للمطالبة بسحب استثمارات "المال الوقفي
الجامعي" في دولة الاحتلال، بعد التوصل لاتفاق مع الإدارة، بمراجعة مسألة سحب الاستثمارات الرئيسية من
دولة الاحتلال.
وقالت الجامعة "إنها ستسرع العملية التي بدأتها بالفعل لمراجعة استثماراتها، بما في ذلك مع مديري
الصناديق والشركات التي تدعم العمل العسكري الإسرائيلي في غزة".
وفي مقابل تفكيك المخيم وعدم إعادة تشغيله، ستجري هوبكنز "مراجعة في الوقت المناسب لمسألة سحب
الاستثمارات الرئيسية التي طرحها المحتجون"، وفقًا لما ذكرته جامعة بالتيمور في بيان صحفي يوم الأحد.
"لم يعد هناك المزيد من الخيام هنا. قال متحدث من منظمة هوبكنز للعدالة الجماعية، في تجمع حاشد حضره
حوالي 50 شخصًا، وعقد في وقت مبكر من مساء الأحد بمناسبة انتهاء المخيم: “لقد جهزنا المخيم”.
وأضاف: "هذا الاتفاق الذي لم نتوصل إليه بأي حال من الأحوال يعتبر انتصارا، لكنه كان خطوة أولى".
قالت مجموعة هوبكنز للعدالة في بيان صحفي خاص بها يوم الأحد إن هوبكنز ملتزمة بتسريع عملية اللجنة
الاستشارية لاستثمارات المصلحة العامة، وهي عملية موجودة مسبقًا داخل الجامعة لسحب الاستثمارات، لمدة
خمسة أشهر. وسيجتمع مجلس الأمناء لمناقشة اقتراح PIAC لسحب الاستثمارات في مارس أو يونيو
2025.
لقد انتهى هذا المعسكر الآن، لكن الإرث والدروس المستفادة من هذه اللحظة لم يتم تحديدها بعد. قال رئيس
الجامعة رون دانيلز في بيان يوم الأحد: “هذا في أيدي مجتمعنا إلى حد كبير”.
كما يواصل الطلبة احتجاجاتهم في أكثر من 100 جامعة ومعهد في معظم الولايات المتحدة الأميركية، لمطالبة
بوقف الاستثمارات والتعاون الأكاديمي والبحثي مع دولة الاحتلال، واستغل الطلبة موسم حفلات التخرج في
الجامعات الأميركية في تنظيم انسحابات احتجاجية أثناء الكلمات الرسمية، ورفع العلم الفلسطيني أثناء استلام
الشهادات كما حصل في جامعة شيكاغو، إضافة إلى رفع يافطات تطالب بالعدالة والحرية للشعب الفلسطيني
وايقاف الابادة الجماعية كما حصل في جامعة "نورث ويسترن".
علق طلبة جامعة "جونز هوبكنز" احتجاجاتهم في ساحة الجامعة للمطالبة بسحب استثمارات "المال الوقفي
الجامعي" في دولة الاحتلال، بعد التوصل لاتفاق مع الإدارة، بمراجعة مسألة سحب الاستثمارات الرئيسية من
دولة الاحتلال.
وقالت الجامعة "إنها ستسرع العملية التي بدأتها بالفعل لمراجعة استثماراتها، بما في ذلك مع مديري
الصناديق والشركات التي تدعم العمل العسكري الإسرائيلي في غزة".
وفي مقابل تفكيك المخيم وعدم إعادة تشغيله، ستجري هوبكنز "مراجعة في الوقت المناسب لمسألة سحب
الاستثمارات الرئيسية التي طرحها المحتجون"، وفقًا لما ذكرته جامعة بالتيمور في بيان صحفي يوم الأحد.
"لم يعد هناك المزيد من الخيام هنا. قال متحدث من منظمة هوبكنز للعدالة الجماعية، في تجمع حاشد حضره
حوالي 50 شخصًا، وعقد في وقت مبكر من مساء الأحد بمناسبة انتهاء المخيم: “لقد جهزنا المخيم”.
وأضاف: "هذا الاتفاق الذي لم نتوصل إليه بأي حال من الأحوال يعتبر انتصارا، لكنه كان خطوة أولى".
قالت مجموعة هوبكنز للعدالة في بيان صحفي خاص بها يوم الأحد إن هوبكنز ملتزمة بتسريع عملية اللجنة
الاستشارية لاستثمارات المصلحة العامة، وهي عملية موجودة مسبقًا داخل الجامعة لسحب الاستثمارات، لمدة
خمسة أشهر. وسيجتمع مجلس الأمناء لمناقشة اقتراح PIAC لسحب الاستثمارات في مارس أو يونيو
2025.
لقد انتهى هذا المعسكر الآن، لكن الإرث والدروس المستفادة من هذه اللحظة لم يتم تحديدها بعد. قال رئيس
الجامعة رون دانيلز في بيان يوم الأحد: “هذا في أيدي مجتمعنا إلى حد كبير”.
كما يواصل الطلبة احتجاجاتهم في أكثر من 100 جامعة ومعهد في معظم الولايات المتحدة الأميركية، لمطالبة
بوقف الاستثمارات والتعاون الأكاديمي والبحثي مع دولة الاحتلال، واستغل الطلبة موسم حفلات التخرج في
الجامعات الأميركية في تنظيم انسحابات احتجاجية أثناء الكلمات الرسمية، ورفع العلم الفلسطيني أثناء استلام
الشهادات كما حصل في جامعة شيكاغو، إضافة إلى رفع يافطات تطالب بالعدالة والحرية للشعب الفلسطيني
وايقاف الابادة الجماعية كما حصل في جامعة "نورث ويسترن".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟ الأحد 30 يونيو 2024, 11:11 am
شرقا وغربا.. المظاهرات المؤيدة لغزة تتواصل في أنحاء العالم
[rtl]خرجت السبت مظاهرات بمختلف أنحاء العالم رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أدى حتى الآن لسقوط أكثر من 37 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال.[/rtl] [rtl]ففي ماليزيا، طالب مئات المتظاهرين بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفوها بحرب إبادة تشنها إسرائيل بتواطؤ مع أميركا.[/rtl] [rtl]ودعا المحتجون إلى محاسبة القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أمام محاكمة خاصة على غرار المحاكم التي أنشئت للنازيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية.[/rtl] [rtl]وتحولت وقفة احتجاجية محدودة نظمها نشطاء إلى مظاهرة شارك فيها أكثر من ألف متظاهر، بعد أن انضم إليها مئات السياح الأجانب والمحليين.[/rtl] [rtl]وندد المتظاهرون بما اعتبروه مشاركة أميركية وأوروبية كاملة في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.[/rtl] [rtl]وطالبوا بتعزيز مقاطعة الشركات الدولية لا سيما العسكرية منها التي تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وتمد قواته بالأسلحة.[/rtl] [rtl]وقال النشطاء الذين نظموا المظاهرة إن الطريقة الوحيدة لوقف الحرب هي وقف إمداد الاحتلال بالسلاح، ومحاكمته على جرائمه.[/rtl]
[rtl]غزة في الانتخابات بفرنسا وبريطانيا[/rtl]
[rtl]وفي فرنسا، شهدت العاصمة باريس مظاهرة للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع فلسطين وسكان غزة وطالبوا بالوقف الفوري للحرب على القطاع.[/rtl] [rtl]كما أدان المشاركون صمت فرنسا عن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وطالبوا بعدم التصويت للذين لا يدعمون غزة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد.[/rtl] [rtl]وفي العاصمة البريطانية لندن، تظاهر العشرات تأييدا للقضية الفلسطينية وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.[/rtl] [rtl]ونظمت المظاهرة "حملة التضامن الفلسطينية" في دائرة زعيم حزب العمالكير ستارمر احتجاجا على سياسة الحزب قبل أيام من الانتخابات العامة المقررة في الرابع من يوليو/تموز المقبل.[/rtl] [rtl]كما طالب المتظاهرون حزب العمال -الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات المقبلة- بإغاثة الفلسطينيين من المجاعة في غزة ووقف إمداد إسرائيل بالسلاح.[/rtl] [rtl]ألمانيا تمول وإسرائيل تقصف[/rtl] [rtl]وفي ألمانيا، نظم ناشطون متضامنون مع فلسطين مسيرة أمام مبنى عمدة فيدينغ وسط العاصمة برلين، للتنديد بما وصفوها بالإبادة الجماعية في غزة، ولمطالبة الحكومة الألمانية بوقف دعمها لإسرائيل.[/rtl] [rtl]وردد المحتجون الذين جابوا شوارع برلين شعار "الحرية لفلسطين"، و"ألمانيا تمول وإسرائيل تقصف".[/rtl] [rtl]وشهدت -كذلك- مدينة تيتوفو في جمهورية مقدونيا الشمالية مظاهرة باستخدام أسرّة أطفال فارغة للفت الأنظار إلى الضحايا الأطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.[/rtl] [rtl]وشارك عشرات الأشخاص بينهم أطفال في المظاهرة، التي نظمتها جمعية "كالكان دالان ألاجا"، في ساحة المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.[/rtl]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: كيف تشكل الجيل الداعم لفلسطين في الجامعات الأميركية؟ الجمعة 30 أغسطس 2024, 6:30 pm
الجامعات الأميركية تستحدث "مدونات سلوك" لقمع التظاهرات المؤيدة لغزة مع بدء عودة موسم الدراسة، اتخذت الجامعات الأميركية قرارات جديدة في محاولة لاحتواء
التظاهرات الطلابية من أجل غزة والسيطرة عليها، ومنع وجود مخيمات طلابية مثل تلك التي
شهدها العام الدراسي الماضي، والتي شهدت أيضاً عمليات اعتقال وصفها أكاديميون وباحثون
بأنها تعارض الحق في حرية الرأي والتعبير والتعديل الأول للدستور الأميركي. وخرج طلّاب في أكثر من 100 جامعة بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، في تظاهرات دعماً لغزة،
وأقيمت مخيمات احتجاجية في حرمها، في تحركات كانت في أغلب حالاتها سلمية، فيما تم اقتحام
الحرم الجامعي لأكثر من جامعة من قبل الشرطة واعتقال أكثر من 3 آلاف طالب في مختلف أنحاء
البلاد، وفصل عدد من الطلاب، وشيطن سياسيون ووسائل إعلام أميركية الطلاب المطالبين بوقف
الإبادة الجماعية في غزة، وتم وصفهم في جلسات بمجلس النواب بالكونغرس الأميركي بأنهم "
إرهابيون"، و"تابعون لحماس".
ودعا طلاب الجامعات الأميركية خلال تظاهرات العام الدراسي الماضي، إلى وقف الاستثمار في
شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي وتدعم الإبادة الجماعية في غزة، ووقف البرامج الأكاديمية التي
تتعاون وتتشارك مع جامعات إسرائيلية، والإعلان عن وقف الاستثمارات في شركات توفر تمويلاً
مالياً وعسكرياً لإسرائيل. واستجاب عدد من الجامعات الأميركية لهذه المطالب أو لبعضها، غير
أن معظم الجامعات رفضت الاستجابة لمطالب الطلاب المحتجين، وقامت بإبلاغ الشرطة لفضّ
المخيمات السلمية التي تم تنظيمها.
فرضت جامعة جورج واشنطن قانوناً جديداً يطبّق قواعد سلوك الطلاب خارج الحرم الجامعي
أيضاً
تظاهرات الجامعات الأميركية تتحدى القمع ووصفت تظاهرات العام الماضي في الجامعات الأميركية دعماً لغزة، بأنها الأكبر في القرن
الحادي والعشرين، وشارك فيها طلاب من مختلف التيارات، كما اختلفت عن التظاهرات
والاحتجاجات الجماهيرية خلال الأحداث الكبرى التي كانت تحدث خارج الحرم الجامعي، مثل
التظاهرات الاحتجاجية بعد مقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة في عام
2020، والتظاهرات ضد حرب العراق. بينما تختلف عن تظاهرات الجامعات في القرن الماضي
(حرب فيتنام والفصل العنصري بجنوب أفريقيا)، بأنها كانت أكثر سلمية، مقارنة باقتحام مبان
واعتداءات على الشرطة وإحراق عدد من المباني في جامعات مختلفة ومقتل أعضاء في جامعة،
وإطلاق الحرس الوطني النار على عدد الطلاب.
وقررت بعض كبرى الجامعات الأميركية وضع قواعد جديدة لهذه الاحتجاجات، من بينها حظر
المخيمات، وتحديد مدة التظاهر، والسماح بالاحتجاجات في أماكن مخصصة فقط. وعدلت جامعة
جورج واشنطن، مدوّنة سلوكها، واعتبرت أن السلوك غير المنضبط يشمل رفع الصوت أو