نصر الله: لا فك للارتباط بين جبهتي لبنان وغزة
كرّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الاثنين التأكيد على استمرار التصعيد في جبهة لبنان، وتطوّر عمليّاتها كمّاً ونوعاً، بما يتناسب مع التطوّرات والظروف القائمة، مطيحاً المبادرة الفرنسية وخلفها الحراك الأميركي للدفع باتجاه تهدئة عبر تأكيده أن لا حلّ قبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال نصر الله خلال كلمة له في الذكرى السنوية الثامنة لمقتل القائد العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين، إنّ "الأميركي والفرنسي وجزء كبير من الإسرائيليين ودول العالم، سلّموا جميعهم بالحقيقة التي تتمثّل في أنّ معالجة الوضع في لبنان تكون بوقف الحرب على غزة"، مؤكداً أنّ "الجبهة اللبنانية هدفها الأول والحقيقي المساهمة في الضغط على العدو لوقف حربه على غزة، لذلك الارتباط قائم بين الجبهتين، ولن يستطيع أحد أن يفكّه، سواء الضغوط الخارجية في الداخل اللبناني، أو التهويل والتهديد، أو مواعيد الحرب الشاملة على لبنان التي روّج لها الصهاينة، وبعض اللبنانيين، والتي لا ولن تؤتي ثمارها".
وتوقّف نصر الله عند زعم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، القضاء على نصف قادة حزب الله، واصفاً كلامه بـ"المستهبل"، مشدداً على أن جبهة لبنان تفرض المعادلات وهي عنصر قوة حقيقي ومساند لغزة.
واعتبر نصر الله أنه "في الشهر الثامن على الحرب، هناك إجماع في إسرائيل على الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة والمضمرة". وقال إنّ "الإنجاز الحقيقي في المشهد القائم هو أنّ إسرائيل، وبظهرها أميركا وأوروبا والغرب والوضع العربي، ظهرت عاجزة عن استرداد أسراها، وتحقيق نصرٍ حاسمٍ في قطاع غزة المحاصر منذ عشرين عاماً، وعجزت عن إعادة مستوطني غلاف غزة إليه، ومستوطني الشمال إليها، كما عجزت عن تأمين سفنها في البحر الأحمر، وبحر العرب والمحيط الهندي، وستكون عاجزة عن حماية سفنها في المرحلة الجديدة من التصعيد في البحر الأبيض المتوسط، كما هي عاجزة عن حماية كيانها أمام المسيّرات والصواريخ الآتية من آلاف الكيلومترات"، متسائلا "أين أصبحت صورة الردع الإسرائيلية المتآكلة بعد ثمانية أشهر من الحرب؟".
كذلك، أشار نصر الله إلى أن "إسرائيل فاشلة وعاجزة ولم تتمكن من ترميم صورة الردع، لا بل تراجعت أكثر خصوصاً بعد عملية الوعد الصادق من قبل إيران واستمرار الجبهات المفتوحة، لذلك ترتفع اليوم الأصوات في كيان العدو لتتحدث عن مأزق إسرائيل في المنطقة وفي غزة"، مشدداً على "أننا اليوم أمام أكبر معركة يخوضها الشعب الفلسطيني مع إسرائيل".
نصر الله: العدو أمام خيارين
وتابع نصر الله: "حصلت وساطة مصرية قطرية، قدّمت أوراقاً وافق عليها الأميركيون، وكان يفترض أن الإسرائيلي موافق عليها، لكن حركة حماس فاجأتهم بقبولها، وفوجئ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بها، ولم يتمكن من السير بالاتفاق، لأن الذي وافقت عليه حماس يعد هزيمة لإسرائيل وسقوطاً لنتنياهو فأعلن رفضه".
واعتبر الأمين العام لحزب الله أنه "حتى لو دخل العدو إلى رفح فهذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة"، مشدداً على أنّ "العدو أمام خيارين لا ثالث لهما، فإذا توقف، لا خيار له سوى العودة إلى الورقة التي وافقت عليها حماس بالنيابة عن الفصائل، وهذه هزيمة له، وإذا واصل فإن حرب الاستنزاف ستأكله على المستويات البشري والأمني والاقتصادي والروحي والنفسي والمعنوي، وسيفرض حرباً ستطول عليه لو مهما خبّأ خسائره"، مشدداً على أن "إصرار نتنياهو على الحرب سيأخذ إسرائيل إلى الهاوية والكارثة، وبكل الأحوال، النصر سيكون للمقاومة".
وشدد نصر الله على أنّ "من جملة الأهداف التي تحدّث عنها قادة فصائل المقاومة في بداية المعركة، كانت إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بالحقوق الفلسطينية وبفلسطين المنسيّة، وإعادة فلسطين إلى الحياة والمعادلات والميدان والمعركة والإنجاز واستعادة الحقوق وفرض الشروط على العالم، واليوم بفعل الصمود والمقاومة، فإن فلسطين هي القضية الأولى في العالم".
كلمة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في يوم القدس العالمي
https://youtu.be/Y3pn9Gig5jI