ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75828 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: سفر الأزواج .. معاناة ومتاعب للزوجات! الثلاثاء 22 أكتوبر 2013, 7:22 am | |
|
سفر الأزواج .. معاناة ومتاعب للزوجات!
تعاني الكثير من الأسر من سفر الاب المتكرر؛ هذا السفر الذي يأتي نتيجة طبيعة عمله، أو المهام التي تقع على عاتقه، وفي هذه الحال تأخذ الام الدور الاكبر في الاسرة، لتلعب دورها بالاضافة الى دور الاب في الكثير من الاوقات، حتى لا يشعر الابناء بوجود فجوة في العائلة، هذه المسؤولية المضاعفة التي تتحملها الام نتيجة للظروف الحاصلة، تجعل الام والابناء يشعرون بصعوبة تفاصيل الحياة، كونها قائمة على مرجعية واحدة وهي الام، وعندما يعود الاب من سفره يرى مشهد الحياة القائمة في المنزل من بعيد، فهو يسمع الاحداث ولا يعيشها مع افراد عائلته. معاناة فادية لا تجد في معظم الاحيان زوجها في المنزل، وتعاني كثيرا من عدم اقامته فيه بشكل دائم، وتقول فادية:» زوجي ينام في الطائرة اكثر مما ينام في المنزل، وفي حقيقة الامر هذا شيء مزعج جدا ولم اعد قادرة على تحمله، والعديد من الخلافات بيني وبينه بسبب سفره لا اكثر، فادية زوجها يعمل طبيبا محاضرا في العديد من الدول، ويذهب اسبوعياُ لهذه المحاضرات، وايضاً لحضور المؤتمرات الطبية، وتقول فادية: «مشكلة سفره بدأت تتعقد يوماً بعد يوم، وخصوصا مع وجود ثلاثة اطفال، فمسؤولية تربية الاطفال صعبة، وانا اضطررت لترك عملي حتى ابقى في المنزل وأرعاهم، وهو لا يعرف ما يحدث معي من مشاكل يومية، وقد تعبت من كوني الام والاب بنفس الوقت!». محدودة القدرات... اما كريمان فتقول :»الاطفال يمرضون ويتعرضون للكثير من المشاكل والزوج لا يعرف شيئأ، حتى على مستوى ارسالهم للمدرسة واحضارهم منها وتأدية مهام تفوق قدراتي كزوجة، فأنا محدودة القدرات وزوجي يعمل مهندسا ويسافر كثيراً واعرف ان عمله صعب، ولكنني غير راضية على وضعنا، حتى هو يعتذر لي كثيرا لطبيعة عمله، هنالك اشياء كثيرة تضغط عليّ نفسيا من بينها انه غير متواجد في اهم المناسبات الاجتماعية، فانا غير قادرة مثلا على تمثيله اجتماعياً!». وتضيف: «موجات الغضب التي اصبحت تجتاحني كبيرة حتى اني اصبت بالتهاب في القولون العصبي نتيجة ظروفي، حتى اطفالي يحتجون على ابيهم ولكن ماذا يفعل هل يتقاعد في المنزل من اجلنا، فاولا واخيرا هو يعمل من اجلهم، ايضا ابنتي الصغيرة متعلقة جدا بأبيها وتظل تبكي عندما تراه يجهز حقيبة السفر، حتى اننا نراه هو حزينا لتركنا، ولكن «ما باليد حيلة»، سوى ان نتعاون سوياً الى ان نجد حلا». هل افقد عملي؟ اياد مهندس اجهزة طبية، يسافر بشكل مستمر، ويشكو من اسرته وزوجته بسبب الضغط النفسي عليه، ويقول:» انا لا استطيع ان افقد عملي واجلس في المنزل؛ لأرى عائلتي بشكل يومي، اذ انني اعاني من عملي لانني ابذل قصارى جهدي فيه، ولا يوجد بديل آخر، اقدر زوجتي كثيراً على جهدها معي واخاف على عائلتي كثيرا، ولكن علينا ان نتكيف مع بعضنا البعض لنستطيع تحسين وضعنا المادي». يقول اياد :» لا توجد فرص عمل جيدة متوفرة فلماذا لا اسافر واحسن وضعي ووضع اطفالي، ان نظرة الرجل للمستقبل تختلف عن المرأة، فالمرأة عاطفية، ولكن الرجل يفكر كيف انه يؤمن افضل الطرق للمعيشة لعائلته، وان يحسب حساب الايام التي قد يفقد بها العمل ولا يوجد من يعيله». «النساء» اكثر عرضة للامراض النفسية بسبب غياب الزوج، فالاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي ترى بأن سفر الازواج المستمر يسبب ضغطا نفسيا على العائلة، وقد يعود السبب في ذلك إلى ان الرحلات القصيرة المتكررة تعطل وتفسد رتابة الحياة العائلية وتقضي على فرص التعود على ممارسة النشاطات الترفيهية والاجتماعية، وفي الدراسة التي قام بها البنك الدولي تبين أن السفر المتكرر يتسبب في تعريض الازواج لأمراض نفسية، إذ اظهرت الإحصائيات ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الامراض بين أزواج يسافرون باستمرار بالمقارنة بأزواج غير مسافرين. وتضيف الحاج علي:» إن النتائج التي توصلوا إليها تكشف الحالة الحرجة التي بلغتها معادلة الحياة والمنزل، إذ أصبح السفر المتكرر يؤثر على حياة المسافر ومن يبقى في المنزل ايضا، ووجد الباحثون أن 16% ممن طالبوا بتعويض من التأمين الصحي للعلاج كانوا ممن يسافر أزواجهم إلى الخارج باستمرار. بينما عانى أزواج المسافرين من مشاكل نفسية بضعف ما عاناه أزواج المستقرين. وعندما ازدادت عدد الرحلات عن أربع رحلات في العام، ازدادت المطالب من التأمين الصحي بسبب الضغوط النفسية والآمراض الأخرى المشابهة، بثلاثة أضعاف، وعدد المصابين بين النساء أكثر بكثير من الرجال، إلا أن السبب في ذلك هو أن المسافرين هم من الرجال في الغالب». طريق الهاتف وتقول الدكتورة هبة حواشين: «إن الضغط النفسي على الأزواج يعود إلى خروج الوضع عن سيطرة اي من الزوجين، فلا يستطيع المسافر ان يرفض السفرآ لأن عمله يتطلب ذلك ولا تستطيع الزوجة أن ترفض سفر زوجها لنفس السبب». وتضيف «كذلك فإن القدرة على التواصل حاليا من خلال الهاتف أو الإنترنت لايعوض عن الحضور الشخصي، لآن الزوجة أو الزوج الموجود في المنزل سوف يضطر لأن يتخذ كل القرارات ويقوم بكل الأعمال التي يتطلبها المنزل، ورعاية الأطفال بنفسه دون أي مساعدة من الآخر».
|
|