ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: إسرائيل حقيقة استعمارية.. الأحد 19 مايو 2024, 9:11 pm | |
| ليفي (يمين) ورودنسونإسرائيل حقيقة استعمارية.. رودنسون يطرح برنار ليفي أرضافي آخر أعماله "عزلة إسرائيل" كما في مداخلاته الإعلامية التي تلت نشر كتابه، يعترض الفيلسوف والكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي على وصف إسرائيل بأنها "حقيقة استعمارية" كما قدمها المستشرق والمؤرخ الفرنسي ماكسيم رودنسون في يونيو/حزيران 1967 في نص يحمل ذلك العنوان الدال، دون أن يعترض أحد على الحجج الغريبة والمضللة التي يحشدها ليفي لهذا الغرض.بهذه المقدمة افتتح موقع "أوريان 21" مقالا للكاتب المتخصص في الشرق الأوسط آلان غريش، ناقش فيه كتابا للفيلسوف ليفي يدافع فيه عن إسرائيل، وذلك بالرجوع إلى كتاب آخر للمستشرق رودنسون.يبدأ غريش بالتساؤل: هل يستحق أحدث أعمال ليفي هذه الأسطر القليلة والوقت الضائع في قراءته؟ خاصة أن كاتبه يكثر من المقابلات التي لا معترض عليها، مما يساعده في دفاعه الروتيني عن إسرائيل، وعن جرائم الحرب التي ترتكبها، وعن جيشها "الأخلاقي جدا".كما عبر عن أسفه للعزلة التي تعاني منها إسرائيل، قبل أن يستدرك أن هذه الدولة تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية، ولا يتأثر ضميرها بحوالي 35 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين حصدوا في غزة المحاصرة.المشاعر الشيوعية
ويضيف الكاتب "لذلك كان بإمكاننا أن نحتقر هذا الكتيب، وهو عبارة عن مجموعة بائسة من عناصر الخطاب السياسي والإعلامي السائد، غير أن هذا العمل يستحق التوقف عند نقطة واحدة منه، وهي كونه يبرز إلى السطح نصا منسيا للمستشرق رودنسون، عنوانه: إسرائيل أهي حقيقة استعمارية؟".ويقتبس ليفي من الكتاب قوله "إن تشكيل دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية تتويج لعملية تتناسب تماما مع حركة التوسع الأوروبي الأميركي الكبرى في القرنين الـ19و20 أو السيطرة على الأراضي الأخرى" ليلفت إلى أن الصهاينة آنذاك كانوا في الأساس شيوعيين.ولكن الكاتب يناقشه في هذه الفكرة، مظهرا أن القادة الصهاينة -حسب المؤرخ الإسرائيلي زئيف ستيرنهيل- تمكنوا من التلاعب بـ"المشاعر الشيوعية القديمة" لإنشاء كيبوتسات (مستعمرات زراعية) شديدة العسكرة "يد على المحراث والأخرى على السيف" وكان هدفها الحقيقي هو التعلق بالأراضي الفلسطينية كخطوة نحو احتلالها.وأشار إلى أن التفوق الأوروبي زرع في وعي الأشخاص، حتى الأكثر حرمانا من بين من شاركوا في الهجرة إلى فلسطين، فكرة مفادها أن أي منطقة خارج أوروبا، من المرجح أن يحتلها عنصر أوروبي، مما يعني -حسب غريش- أن الأمر يتعلق بإيجاد منطقة فارغة، ليس بالضرورة بسبب الغياب الحقيقي للسكان، ولكن بسبب نوع من الفراغ الثقافي.ولمعارضة الطابع الاستعماري للمشروع الصهيوني، يكرر ليفي العديد من الأطروحات التي رد عليها مسبقا نص رودنسون الطويل، دون أن يكلف نفسه عناء إعادة قراءته، حتى لو كان ذلك فقط لتحديه.العهد القديم عنوان للملكية
ولفت غريش إلى أن ليفي يجادل بأن اليهود كانوا دائما موجودين "في الأرض التي تُعرف اليوم بدولة إسرائيل" منذ آلاف السنين، قبل وبعد تدمير "الهيكل" عام 70 بعد الميلاد، ولكنهم لم يشكلوا أمة.وعلى نفس المنوال، يقول ليفي "إن العرب الأصليين لم يكونوا كذلك أمة" ولم يكتسبوا هذه المكانة إلا في أربعينيات القرن الماضي أي بالتزامن مع اليهود -على حد زعمه- مما جعل من الممكن الترويج لخدعة يضع ليفي فيها تطلعات الفلسطينيين وتطلعات هؤلاء اليهود في فلسطين على قدم المساواة. - اقتباس :
غريش: تيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية السياسية، كان قد تصور استيطان اليهود في الأرجنتين أو الكونغو
أما فيما يتعلق بشرعية المطالبة اليهودية بفلسطين، فيذكر غريش بأن تيودور هرتزل (مؤسس الصهيونية السياسية) كان قد تصور استيطان اليهود في الأرجنتين أو الكونغو، ولكن ليفي يستشهد بالكتاب المقدس لتبرير ادعائه، ليتساءل غريش، باستثناء عدد قليل من المستنيرين: من يستطيع أن يعتبر العهد القديم سندا للملكية؟وفي معرض استحضاره لحقوق اليهود التاريخية في فلسطين، يقول رودنسون ساخرا "لن أهين قرائي بالاعتقاد أنهم قد انخدعوا بهذه الحجة" وإلا لفتحنا الأبواب أمام المطالبات "التاريخية" لروسيا في أوكرانيا، وصربيا في كوسوفو، وحتى فرنسا في الجزء الناطق بالفرنسية من بلجيكا، موضحا سخافة الادعاء القائم على الأساطير التي طورتها الحركات القومية.ثم يقول ليفي "هناك نقطة واحدة يتفق عليها الجميع، وهي أن الاستعمار سرقة" مؤكدا أن لا سرقة ولا احتيال في موضوع (إسرائيل) لأن الأراضي التي حصل عليها المهاجرون، كما حصل عليها السكان الأصليون اليهود لم يتم انتزاعها، بل تم شراؤها مع بعض الاستثناءات، نافيا أن الأراضي التي تشكل إسرائيل تم الاستيلاء عليها بالقوة أو في تحد للقانون.هنا مرة أخرى -كما يقول غريش- لم يقرأ ليفي ما كتبه رودنسون وشرح فيه كيف أنه في أفريقيا كما في تونس، كان استحواذ المستوطنين على الأراضي يتم بشكل قانوني في أغلب الأحيان، موضحا أن 72% من الأراضي التي أصبحت في أيدي اليهود الإسرائيليين عشية حرب عام 1967، كانت مملوكة للفلسطينيين قبل عام 1947.مركز متقدم لمصالح الاستعمار
ويصر ليفي على أن "من يقول الاستعمار يقول حاضرة استعمارية، وفي هذه الحالة كانت بريطانيا العظمى تعارض بكل قوتها تفكك إمبراطوريتها، فجاءت ولادة إسرائيل لتمثل لحظة تاريخية لا لإمبراطورية (جديدة) وإنما للحظة انحلالها، والصهيونية (في واقع أمرها) ليست إمبريالية، بل هي معادية للإمبريالية".لكن هذا الاختصار الذي سيجد مكانه في النصوص المقدسة الإسرائيلية -حسب غريش- يحجب الدور المركزي الذي لعبته لندن منذ عام 1922، إذ لم يشجع البريطانيون الهجرة اليهودية الجماعية فحسب، بل ساعدوا الجالية اليهودية في فلسطين على ترسيخ نفسها كهيئة منفصلة، بمؤسساتها السياسية، وحياتها الاقتصادية، وسرعان ما سلحت بريطانيا المليشيات اليهودية.ويشير الكاتب إلى أن المملكة المتحدة لم تفعل ذلك من منطلق "حبها لليهود" فالكثير من المدافعين عن المشروع الصهيوني وفي مقدمتهم اللورد بلفور، كانوا معادين للسامية، ولكن لأن لندن رأت في هؤلاء المستوطنين الأوروبيين "مركزا متقدما للحضارة" ونقطة دعم للدفاع عن مصالحها في المنطقة.وختم الكاتب بأنه لا ينصح ليفي بإعادة قراءة (أفكار) رودنسون الذي يحطم نصه الكثيف، رغم قدمه، ما يذهب إليه ليفي، مشيرا إلى أن القراء سيجدون مادة للتأمل في الوقت الذي يظهر فيه الطابع الاستعماري للمشروع الصهيوني بكل أهواله في غزة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إسرائيل حقيقة استعمارية.. الأحد 19 مايو 2024, 9:30 pm | |
| مؤرخ إسرائيلي: هل لو زالت إسرائيل ستنهض من جديد؟نشرت صحيفة هآرتس مقالا يستقرئ فيه كاتبه التاريخ للوقوف على أسباب تفكك الدول وانهيارها؛ مستلهما منها الدروس والعبر لمعرفة ما إذا كانت الأحداث المتلاحقة في إسرائيل من تداعيات الحرب في غزة تُنذر بانهيار الدولة، وهل إسرائيل إذا انهارت قادرة على النهوض من ركامها؟وكتب المؤرخ الإسرائيلي عوفري إيلاني في المقال أن ملايين من الناس في وقتنا الحاضر وُلدوا في دول لم تعد موجودة الآن، كتلك التي خرجت من عباءة الكتلة الشيوعية مثل يوغوسلافيا وألمانيا الشرقية واليمن الجنوبي، وبالطبع الاتحاد السوفياتي.وعزا زوال بعض تلك الدول والكيانات السياسية إلى تطورات تاريخية شهدتها. وذكر من بينها دولة بروسيا، والجمهورية العربية المتحدة التي تفككت فعليا في عام 1961 عندما انفصلت سوريا عنها، وتم حلها رسميا في عام 1971.ووفقا للمؤرخ، فإن كثيرين لا يعتقدون أن دولة إسرائيل، التي مضى على تأسيسها 76 عاما، على وشك أن تنضم إلى قائمة تلك الدول السابقة التي لم يعد لها وجود.لن تحتفل بعيدها المائة
غير أنه يعود ليقول إن الحديث عن أن إسرائيل تعيش سنواتها الأخيرة أصبح متداولا في وسائل الإعلام، ويجرى التعبير عنه في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإسرائيلية وفي تصريحات المثقفين في الداخل وحول العالم.وغالبا ما يُعبّر عنه أيضا في شكل تحذير كالذي تضمنه مقال للكاتب ميراف أرلوسوروف في صحيفة "ذي ماركر" (بالعبرية) هذا الأسبوع، بأن "الطريقة التي تسير بها دولة إسرائيل حاليا، لن توصلها إلى الاحتفال بعيد استقلالها المائة".ويُقسِّم إيلاني أولئك الذين يتحدثون عن زوال إسرائيل إلى مجموعتين: أولئك الذين يأملون حدوث ذلك، وأولئك الذين يخشون حدوثه.وقال إن المجموعة الأولى هي أعداء إسرائيل في العالم العربي وأماكن أخرى، وبعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل في الولايات المتحدة وأوروبا. وهؤلاء "يرون أن إسرائيل كيان استعماري ينبغي تفكيكه، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل".وعندما يُسأل البعض عما يتوقعون حدوثه لمواطني إسرائيل اليهود بعد زوال دولتهم، يقولون إن عليهم "العودة إلى أوروبا"، بينما يتحدث آخرون عن فرض الديمقراطية على "الأراضي التي يحتلها النظام الصهيوني حاليا"، مثلما حدث في الاتحاد السوفياتي، أو في جنوب أفريقيا "التي لم تُحل ولكن نظامها تغير".ووصف المؤرخ الإسرائيلي تلك التصريحات بِالشائنة، لأنها تنطوي -كما يقول- على قدر كبير من التعالي والاعتداد بالنفس. فالإسرائيليون -برأيه- مصابون بصدمة نفسية شديدة لدرجة أنهم لا يصدقون أن تفكيك دولتهم يمكن أن يتم بسلاسة.كابوس مرعب
وليس من المستغرب، إذن، أن ينظر معظم الإسرائيليين إلى احتمال زوال دولتهم على أنه كابوس مرعب؛ فتجارب التاريخ اليهودي تستحضر سيناريوهات محرقة ثانية، أو على الأقل سيناريوهات تدمير، على حد تعبير مقال هآرتس.ويمضي الكاتب إلى أنه ليس ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن أكثر من 10 ملايين شخص سيحزمون حقائبهم ويستقرون في أوروبا أو الولايات المتحدة.ويضيف أنه باستقراء تاريخ إسرائيل خلال الأطر الزمنية الطويلة، فمن المرجح أن نستخلص منه أن دولة إسرائيل قد تنهار لكنها ستنهض مرات ومرات.وختم الكاتب مقاله بنبرة متفائلة قائلا: إن الحرب التي تدور رحاها حاليا في قطاع غزة ستبدو وكأنها فصل فرعي من التاريخ لا يكاد يذكر، "مثل شجار بين العشاق قد يبدو مثيرا في أوانه"، وسيُطمر تحت ركام المعارك والمصالحات، حتى لا يتذكر أحد أسباب حدوثه، على حد تعبيره.لعنة العقد الثامن والنبوءات.. هل نحن على مشارف زوال إسرائيل؟على الرغم من أن الأذرع الإعلامية الإسرائيلية لطالما كانت تتهكم على فكرة النبوءات الدينية حول بقاء إسرائيل وعمرها- سواء تلك التي يطرحها بعض المتديّنين اليهود أو التي يطرحها بعض أفراد ودعاة التيارات الإسلامية- فإن المفارقة اليوم تكمن في أن فكرة التخوف على بقاء إسرائيل نفسها لم تغادر عقلية المنظومة الإسرائيلية بأي شكل. - اقتباس :
ترجع فكرة "لعنة العقد الثامن" إلى رواية يكاد يتفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أن اليهود عمومًا أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره.
لعلنا لا نكاد نجد دولة في العالم تعيش هوس البقاء والخوف من مدى إمكانية استمرار وجودها في المستقبل مثل إسرائيل. فحتى التيار العلماني واللاديني في إسرائيل يتملكه الهوس بفكرة بقاء إسرائيل واستمرارها، وإن لم يكن ذلك مستندًا إلى النصوص الدينية، حيث استعاض هذا التيار عن هذه النصوص بالوقائع التاريخية لتكون مصدر جدلية بقاء إسرائيل وعمرها الافتراضي، وهذا ما بدأ يظهر بوضوح في السنوات الأخيرة في تصريحات قادة إسرائيل ومفكريها من غير المهتمين بنبوءات التيارات الدينية ونصوصها، وبات يعرف اليوم باسم "لعنة العقد الثامن".ترجع فكرة "لعنة العقد الثامن" إلى رواية يكاد يتفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أن اليهود عمومًا أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره.يشير المؤرخون الإسرائيليون في هذه الجدلية إلى مملكة داود التي يرجعونها إلى حوالي عام 1000 ق.م، والتي استمرت أقل من ثمانين سنةً تحت حكم الملِكين: داود وسليمان (حيث لا يعتقد اليهود بنبوتهما)، ومع وفاة الملك سليمان في بداية العقد الثامن من حياة هذه المملكة بدأت بوادر الانقسام والتشظي تغلب عليها، ما أدى إلى انقسامها إلى مملكة إسرائيل في الشمال وعاصمتها نابلس، ومملكة يهودا في الجنوب وعاصمتها القدس، وما لبثت كلتا المملكتين الضعيفتين أن سقطتا لاحقًا على يد الآشوريين ثم البابليين.أما الكيان الثاني فقام باسم "مملكة الحشمونائيم" حوالي عام 140 ق.م خلال فترة الحكم اليوناني لفلسطين، نتيجةً لثورة يهودا المكابي، ولكن هذه المملكة دخلت في العقد الثامن من عمرها كذلك في طور الفوضى التي أدت إلى سقوطها. ولم يقم لليهود أي كيان مستقل سياسيًا في فلسطين على مدار التاريخ غير هذين الكيانين، حتى قيام دولة إسرائيل الحالية عام 1948، والتي احتفلت هذا العام بمرور 75 عامًا على قيامها؛ أي أنها الآن في منتصف عقدها الثامن. وهو ما يثير مخاوف الساسة في إسرائيل من أن تكون هناك علاقة وثيقة بين العقد الثامن وسقوط أي كيان سياسي يهودي على مر التاريخ. - اقتباس :
معركة "طوفان الأقصى"، وعلى عكس المتوقع، لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه. فقد تحولت المظاهرات في الشوارع من الاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي إلى الاحتجاج على فشل حكومة نتنياهو في إدارة معركة "طوفان الأقصى"
من المفارقات في هذا الموضوع أن لعنة العقد الثامن عرفتها شعوب أخرى، من الاتحاد السوفييتي الذي سقط في عقده الثامن، إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة التي سقطت تحت الاحتلال الألماني في عقدها الثامن أيضًا، إلى غير ذلك من الأمثلة.يُرجع المؤرخون ذلك إلى أن العقد الثامن في العادة يكون مرحلةً حساسةً في تاريخ أي دولة تبعًا لكونه مرحلة ذروة حياة الجيل الثالث الذي لا يأخذ فكرة إمكانية انهيار مشروع الدولة على محمل الجد كالجيلين اللذين سبقاه، ويلتفت أكثر بالتالي لتناول المشاكل الداخلية وتعميقها بما يؤدي لاحقًا لإضعاف الدولة كليًا؛ بسبب تفسخ المجتمع وتمحوره حول مشاكله الداخلية.وهذا في الحقيقة ما يعاظم تخوف الساسة والمفكرين الإسرائيليين من أن تلحق بإسرائيل هذه "اللعنة" مرة أخرى. خاصةً أن شكل السقوط للكيانين اليهوديين في فلسطين في التاريخ القديم كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالتفسخ والانقسام المجتمعي، وهو بالضبط ما تشهده إسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات. فإسرائيل ما زالت منذ سنوات تمر بانقسام اجتماعي حاد، لكن هذا الانقسام بدأ يتعمق ويأخذ طابع التفسخ مع تطورات حيثيات ما بات يعرف باسم "الانقلاب القضائي" على يد حكومة نتنياهو اليمينية قبل معركة "طوفان الأقصى".الغريب هنا أن معركة "طوفان الأقصى"، وعلى عكس المتوقع، لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه. فقد تحولت المظاهرات في الشوارع من الاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي إلى الاحتجاج على فشل حكومة نتنياهو في إدارة معركة "طوفان الأقصى"، وفشلها في التعامل- خصوصًا- مع ملف الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في غزة. فإسرائيل دخلت هذه المعركة منذ أكثر من شهر وهي في حالة انقسام غير مسبوق، وساهمت المعركة في تعميق هذا الانقسام، وفشلت جهود نتنياهو في توحيد الأطياف السياسية خلف قيادته بحجة الحرب، بل إن دخول بيني غانتس في حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو لم يساهم في أكثر من جعلِ الخلافات الداخلية الإسرائيلية تبدو أوضح على شاشات التلفزة العالمية. - اقتباس :
دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة التي بادرت بها متسلحةً بفكرة لعنة العقد الثامن نفسها التي تخشاها إسرائيل، يضاف إليها سيل من النبوءات التي طرحها بعض الدعاة حول مستقبل إسرائيل من منطلقات دينية، كما في حالة الشيخ بسام جرار، أو من منطلق استشفافات تاريخية
شيء آخر يلفت النظر في هذه الزاوية، وهو أن غبار المعركة لم يمنع من استمرار، بل زيادة تداول موضوع لعنة العقد الثامن على الملأ في وسائل الإعلام لدى الإسرائيليين في هذا الوقت الحساس.فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك لا ينفك يذكِّر بهذه اللعنة من حين لآخر وسط المعركة اليوم، وما زالت بعض المواقع وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تتناول هذه القضية بمزيد من الخوف والشك في نتائج هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وجعلتها لأول مرة في موقع متلقي الضربة الأولى، لا من يختار ميدان المعركة ولا حتى من يديرها ويحدد نهايتها، وهو أمر يجعل المراقب الإسرائيلي العادي يشعر بمزيد من الضغط والتخوف من أن تكون فكرة "لعنة العقد الثامن" حقيقة، وأنه حاليًا يشهد تحققها.ما يزيد الأمر سوءًا ربط بعض التيارات الدينية المتشددة والمعارضة لقيام إسرائيل ذلك بنصوص دينية يمكن أن يفهم منها التخوف على مستقبل إسرائيل من منطق نبوءات دينية أيضًا!في الوقت نفسه، دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة التي بادرت بها متسلحةً بفكرة لعنة العقد الثامن نفسها التي تخشاها إسرائيل، يضاف إليها سيل من النبوءات التي طرحها بعض الدعاة حول مستقبل إسرائيل من منطلقات دينية، كما في حالة الشيخ بسام جرار، أو من منطلق استشفافات تاريخية، كما في حالة مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين.وبغض النظر عن منطلقات وصحة أو خطأ التصورات التي أنتجت هذه النبوءات والرؤية المستقبلية، فإن ترديدها بكثرة- في الوقت نفسه الذي يردد فيه الإسرائيليون نبوءتهم التاريخية الخاصة المسماة "لعنة العقد الثامن"- كفيل بقلب المعادلات على الأرض وإحداث تأثير كبير على الروح المعنوية للطرفين: الإسرائيلي والفلسطيني، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة مباشرة على الأرض خلال الحرب البرية، وهو أمر يفهم خطورته مؤرخو الحروب ودارسوها. - اقتباس :
في لقاء للشيخ أحمد ياسين في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين، وأعطاها حتى عام 2027.
في تسعينيات القرن الماضي، أذكر أني شاهدت محاضرة مسجلة بالفيديو للكاتب العراقي محمد أحمد الراشد، تناول فيها قصة حول جارتهم اليهودية العراقية عام 1948، حيث ذكر أن جارتهم جاءت لبيتهم وهي تبكي بسبب قيام دولة إسرائيل، وقالت لوالدة الراشد: إن هذه الدولة ستدوم 76 سنة! تذكرت هذه القصة جيدًا، حيث سمعتها مرة أخرى في محاضرة مسجلة بالفيديو أيضًا للداعية الفلسطيني بسام جرار نقلًا عن محمد الراشد، وجعلها جرار منطلقًا لنبوءته المشهورة حول عام 2022، بعد أن حوَّل رقم 76 إلى 74 سنة.في لقاء للشيخ أحمد ياسين في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين، وأعطاها حتى عام 2027. واليوم، يأتي إيهود باراك وبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت -وكلهم شغلوا منصب رئيس وزراء إسرائيل- ليقولوا: إن أمام إسرائيل تحدّيًا كبيرًا يتمثل في مدى إمكانية وصولها إلى سن الثمانين عامًا، ليتساوقوا- من حيث علموا أم لم يعلموا- مع ما طرحه الراشد وجرار وياسين. ولك أن تتخيل أثر كل هذه الأطروحات المتشابهة على نفسية كل من الجندي الإسرائيلي والمقاتل الفلسطيني في ميدان القتال البري وجهًا لوجه في غزة.إن من الثابت أن فكرة النبوءات- مهما كان أصلها- مسألة جذابة للشعوب وحامية لأصحابها، فإن كانت النبوءة صحيحة فلابد أن تتحقق، وإن لم تتحقق فإنها ليست نبوءة. وبغض النظر عن طبيعة تلك النبوءات: سواء تلك القائمة على النصوص المقدسة، أم على شخصيات كنوستراداموس، أم على نظرة عامة للتاريخ وقوانينه وطريقة سيره، فإن الجامع بينها هو تمسك الشعوب بها ورغبة بعضهم في تحقيقها، وخوف بعضهم من حتميتها إلى درجة الشلل والعجز أمامها، والذي يؤدي في النهاية إلى تحويلها إلى حقيقة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |