منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74186
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال Empty
مُساهمةموضوع: جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال    جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال Emptyالثلاثاء 21 مايو 2024, 8:49 pm

 جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال 34574643-1716285005



أيام بمواجهة الجحيم.. جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال
إلى آخر قطرة من دم، وآخر نفس يتردد في جسد أنهكته المصابرة طيلة أشهر، يحمل مقاوم قسامي روحه 

على راحته وعلى منكبه رشاشه، كان رفقة صديقه في السلاح والفكرة والوطن، يتصديان لقصف عنيف من 

وحدة من الجيش الإسرائيلي، ينطلق الرصاص في خطين متعارضين، ليسقط المقاوم شهيدا، ويتولى زميله 

بقية المهمة، قبل أن يلتحق برفيقه، وتبقى دماؤهما وسلاحهما شاهدين على أسطورية المقاومة، التي لا تفل 

لها شباة إلا لتسن أخرى أكثر مضاء.

لم يكن مشهد الشهيدين إلا واحدا من عشرات إن لم تكن مئات الوقائع والأحداث التي مرت بها الأيام العشرة 

المستعرة من حرب جباليا الثانية، التي وصفتها الصحف الإسرائيلية بأنها الأشرس والأنكى منذ السابع من 

أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كثير من الناس يستغرب كيف أن إسرائيل بعد ثمانية أشهر من الحرب لا تزال عاجزة عن أن تأسر ولو فردا 

واحدا من المقاومة!
هذا المقطع يقدم إجابة عملية على هذا التساؤل، كيف سيأسرون رجالاً يستمرون في القتال حتى لو بقيت 

لحظة من أعمارهم؟
https://twitter.com/i/status/1791932021612196094

كتائب القوات الإسرائيلية يغص بها الفضاء وألويته تملأ الفجاج، ولهب نيرانه يفتح بطوفان من الدم الطريق 

أمام المحاولات المنكسرة واحدة تلو الأخرى، في مواجهة مقاومة تعزف المستحيل نغما من رصاص ولهب، 

وتنسج من الأرض والدم نعوش أعدائها.

رائحة الموت تحل اليوم محل نفحات البخور والورس المسافر عبر القرون، فمنذ مبتسم الخليقة الأول، 

وجباليا إحدى وجنات الشمس المتوردة، وريف فلسطين، وإحدى مشارق أنوار الحضارة والعمران.

محاولات فاشلة
ومنذ التاسع من أكتوبر، وبعد يومين من الطوفان، بدأت جباليا في استلام حصتها من الانتقام الإسرائيلي 

العنيف بقصف السوق الشعبي في المدينة، ليرتقي 50 شهيدا في دقائق.

وفي مدرسة الفاخورة حيث كانت الفصول والسبورات ترسم قصة كفاح علمي، كان سكان جباليا على موعد 

مع مجزرة أخرى راح ضحيتها 200 شخص تحت موجة من القذائف المدمرة، قبل أن يتوالى عداد المجازر 

في المدينة الصامدة.

وخلال الأشهر الماضية حاولت إسرائيل أكثر من مرة التوغل في مخيم جباليا، لكن الفشل كان لها بالمرصاد 

في كل مرة، ولكنها عادت قبل أيام تحاول أن تحقق ما فشلت فيه في مرات سابقة.


وفي الأيام العشرة الماضية، بدا للقوات الإسرائيلية وهي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على مخيم جباليا أن 

طريقها مفروش بكثير من الألغام، فقد بدأت دباباتها تسقط واحدة تلو الأخرى تحت نيران "الياسين" ولهب 

الكمائن التي تنصبها كتائب عز الدين القسام بين الحين والآخر.

وكما تحترق الدبابات، وتغوص الآليات في وحل جباليا، يتساقط الجنود الإسرائيليون قتلى وجرحى بوتيرة 

عداد ينتقل بشكل متصاعد بين الآحاد إلى العشرات، رغم شح ما تعترف به تل أبيب من ضحايا جنودها كما 

تؤكد المقاومة.

أيام من النار واللهب والدمار، والمباني التي أصبح عاليها سافلها، تواصل الآلة الإسرائيلية السحق، وتواصل 

المقاومة التصدي، وتحت الركام لا تزال جثامين العشرات من الشهداء تحت الأنقاض، تكتب هي الأخرى قصة 

لا متناهية من جرائم الاحتلال ضد الأرض والناس في جباليا وما جاورها، وفي جميع أنحاء القطاع.

ووفق ما أعلنه الدفاع المدني الفلسطيني في شمال غزة، فإن مئات الشهداء قد استشهدوا إثر تدمير أكثر من 

300 منزل، ولعل ما بقي تحت الأنقاض مما لم يكن انتشاله، قريبا أو أكثر ممن أخرج من تحت الركام.

أما على صعيد الخسائر في جيش الاحتلال، فقد تمكنت المقاومة من تدمير عشرات الآليات العسكرية 

الإسرائيلية بين دبابة وجرافة وناقلة جند، وواصل قناصوها مد لائحة القتلى الإسرائيليين بأرقام جديدة، 

وضحايا يزيدون حجم الغضب والحنق في تل أبيب.

ولشراسة المعركة بات الطرفان على يقين بأنها معركة حياة أو موت، وخصوصا بالنسبة للفلسطينيين الذين لا 

تعني لهم الحياة شيئا أكثر من الموت بشرف وصمود.

أعنف معارك الطوفان
بدأت الحرب العَوان في جباليا بتقدم الفرقة 98 معززة باللواء السابع واللواء 460 المدرعين نحو المخيم، 

تسنده فرق من الكتائب الهندسية لإقامة بعض الحفر، وفتح ثغرات في الطريق، والعمل على اكتشاف وتخريب 

الأنفاق، كان الهدف واضحا ومحددا، لكن الطريق إليه كانت عسيرة جدا، وتفرقت أوصال اللواءين بمواجهة 

الرصاص الفلسطيني، ليعزز لاحقا بلواء المظليين، الذي بدأ قصف جباليا في أول مهمة له في هذا المخيم منذ 

بداية الطوفان.

ورغم أن الألوية المذكورة تمكنت من دخول المخيم والتوغل فيه عمقا بعد أن فشلت في ذلك سابقا -وربما 

كان لتكتيكات المقاومة دور في ذلك- فإن تلك القوات كانت تضطر للتراجع كل حين تحت قصف القنابل 

الرعدية التي تطلقها المقاومة، وتحت رشقات القناصين المحترفين في كتائب القسام وغيرها من فصائل 

جباليا.

ومع حجم الدمار الذي نشره الجيش الإسرائيلي في جباليا، بالتوازي مع حجم الإخفاق، بات جليا -وفق 

صحيفة هآرتس الإسرائيلية- أن غالبية الجنود يعتقدون أن قادتهم يدفعون بهم إلى عملية عبثية لا أمل في 

انتصار من خلفها.

وتزداد ضراوة المعارك في جباليا مع تحول عدد كبير من المنازل إلى مقانص مفخخة، تنفجر بمن فيها حينما 

يلجها الجنود الإسرائيليون بحثا عن فتحة نفق أو محاولة لانتشال جثة، أو إسعاف مصاب، أو احتماء من لهب 

قناص، وهو ما يضفي من جديد صعوبة على الحرب التي يخوضها جنود مدربون على الحروب التقليدية، 

خصوصا أن مقاتلي حماس باتوا أكثر احترافية وخبرة، وفق ما ينقل إعلام عدوهم الإسرائيلي.

فقد نقلت صحيفة هآرتس عن ضباط الاحتلال، أنه بعد 7 أشهر من الحرب، و4 أشهر على إعلان الجيش عن 

تفكيكه كتائب حماس في شمال قطاع غزة، فإن مقاتلي حماس أصبحوا أكثر خبرة.

وقال أحد الضباط "نرى أنهم غيروا تكتيكاتهم، ويركزون أكثر على تفخيخ المباني، في حين يشكو العديد من 

جنود الاحتياط من استدعائهم بموجب أمر تجنيد غير محدد من الناحية الزمنية".


لماذا وكيف تصمد جباليا؟
تتعاضد في صمود جباليا عوامل متعددة، أقواها صبر المقاومة، وخبرتها المتصاعدة، واعتبارها جباليا معركة 

موت أو حياة، وإلى جانب هذا العامل الأسطوري، تنضاف عوامل أخرى بالغة الأهمية من أبرزها:

التشكيل الجغرافي في جباليا، ذات الأنفاق الطويلة والمتشعبة، والحارات المتقاربة جدا، والكثافة السكانية 

العالية، وهو ما يجعل التحرك الإسرائيلي فيها بطيئا ومتعثرا، خصوصا بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي 

يتحرك في قطع عسكرية متجاورة يحاول بعضها شد بعض، قبل أن تقطع المقاومة باللهب حبل تعاضدها.
ضيق مسافة المواجهة: بفعل طبيعة الأرض التي تفرض على الطرفين مستوى عاليا من الالتحام، وهو ما 

يضيق أيضا خيارات التموقع بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي يجد نفسه في مواجهة رشق ينهال من أكثر من 

بيت وشارع، وهو ما يترجم حجم الدمار الذي أحدثه الاحتلال في جباليا.
تباين الخطط العسكرية: ففي الحين الذي تملك فيه المقاومة بعض أطراف المبادرة، وتملك قدرة على توظيف 

الأرض ومعطياتها، يواجه الكيان عمى استخباراتيا وفق تعبير الباحث السياسي سعيد زياد، فيما تمكنت 

المقاومة من كسب أكثر من فرصة عبر الالتفاف على الوحدات الإسرائيلية من أكثر من جهة، والتمكن من 

رصد حركات الدبابات والآليات، وتفخيخ المباني في طريقها، وقنص جنودها وحتى قطع الإمداد عنها كما 

حدث يوم الجمعة الماضي.
مستوى الإسناد الجوي: أو كما يسميه الباحث سعيد زياد "ضعف التمهيد الناري" حيث كان الجنود 

الإسرائيليون يعتمدون على سياسة الأرض المحروقة، وينفذون سياسة "إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها" 

وهي سياسة ما زال الجيش الإسرائيلي يتمسك بها، ولكنه كما يشير زياد "فقد هذا الزخم الناري لعدة أسباب 

بعضها سياسي وبعضها فني وبعضها عملياتي، وهو ما جعله أمام مشكلة كبيرة، فالجندي تعود أن تسوي 

الأرض أمامه قبل أن يتقدم، تعود أن لا ينزل من دبابته قبل تطهير الأرض بالكامل".
وتلك الوضعية جعلت الأولوية الإسرائيلية تجد نفسها في مواجهة نيران "صديقة" أحيانا وغير صديقة، في 

معظم الأحيان تأتيهم من فوقهم، ومن بين أيديهم ومن أسفل منهم.

وبين تلك المؤشرات المتعددة، تصنع جباليا واحدة من قصصها التاريخية التي لا تنتهي منذ أن صافحت جبالها 

وجنات الشمس، لتكون مبتدأ التاريخ وأروع أخبار الصمود.

مدينة اللجوء والتاريخ
كانت "أزاليا" الرومانية أول مدن ذلك المقطع الجبلي القريب من غزة، ثم استقرت بعد التسمية والتاريخ، 

وأطلقت الأيام عنان العمران في سفوح وقمم المدينة التي تستضيف اليوم واحدة من أبشع جرائم الاحتلال 

وأبسل ما تكون المقاومة.

تحولت تلك المدينة منذ عقود إلى أحد عناوين النضال الفلسطيني، وتاريخ مقاومته للاحتلال، وهي منذ أسابيع 

تكتب حاضرا من الدم ومستقبلا من التحرير كما يرى أبناؤها.

عبثت الجرافات والرصاص بالمزارع وحقول الحمضيات، وتحطمت أشجار الجميز المعمرة، أما الإنسان 

فأصعب وأقوى حصن، وأول هدف لنيران الاحتلال.

ولأن كل طفل في جباليا ثورة، فقد شهدت جباليا معارك ضارية وموجات من الموت المنبعث من الأرض أو 

النازل من السماء، وارتبطت جباليا بالموت والصمود والأشجار المعمرة التي لا تصهرها الشمس ولا اللهيب.

وقد تحولت جباليا منذ نكبة 1948 إلى مخيم ضخم، وشهدت أحداثا حفرتها الشهادة والدم في ذاكرة الأيام، 

ومنها حادثة شتاء 1950 الذي شهد بردا قارصا وعاصفا أدى إلى اقتلاع جميع الخيام وتشريد العائلات 

النازحة، لتبدأ من ذلك الزمهرير الشديد بداية العمران العشوائي، عبر بيوت من طابق واحد، ومساكن أقرب 

إلى الأعشاش منها إلى البيوت التي تليق بالبشر.

ومع عداد الزمن ارتفع عدد سكان المخيم من 35 ألف نازح نهاية الأربعينيات إلى نحو 116 ألفا في 2023، 

يتوزعون على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع.

وخلال العقود الخمسة المنصرمة، كان المخيم على موعد دائم مع التهجير القسري، وتدمير المساكن 

والعمارات والغرف، تحت أكثر من مسمى، وبأكثر من وسيلة عنف.


مهد الانتقاصات ومصيدة الجنود
من حارات مخيم جباليا انطلقت شرارة انتفاضة الحجارة في 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، كانت الحجارة 

سجيلا من الغضب الفلسطيني الذي بلغ مداه، عندما دعس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال 

الفلسطينيين، فأردى منهم 4 وجرح آخرين.

توشح الزمن في جباليا دما ولهبا، واستمرت ثورة الحجارة 6 سنوات انتهت بتوقيع اتفاقية أوسلو بين 

إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

واستمرت هذه الانتفاضة إلى حين توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، 

دون أن يجلب ذلك أي سلام للمخيم الذي ظل قبلة لزوار الظلام من صواريخ مفعمة بالموت، وسجل تاريخه 

المجيد عددا كبيرا من الاغتيالات والمجازر التي استهدفت بشكل دائم ومتكرر قادة الفصائل المقاومة، التي 

اتخذ عدد منها من جباليا مستقرا ومقاما وميدان جهاد، ومرتقى شهادة.

ومن أشهر شهدائها الذين تركوا بصماتهم الخالدة في ذاكرتها الحمراء:

محمود جودة أحد القادة البارزين في حركة الجهاد الإسلامي، وقد اغتاله قصف إسرائيلي في عام 2004.
الشهيدان شادي سهيل مهنا، ومحمد أحمد قنديل من قيادة سرايا القدس في عام 2005.
مجزرة في بيت العالم الفلسطيني الشيخ نزار ريان، وقد راح ضحيتها 16 شخصا من بينهم الشيخ نزار 

وزوجاته وعدد من أبنائه، وذلك في عام 2009.
وإلى جانب هؤلاء نال المخيم مواسم عاتية من العدوان، منها ما يعرف بأيام الندم التي راح ضحيتها قرابة 

100 شهيد فلسطيني، وتشريد أكثر من 600 آخرين خلال 17 يوما من سنة 2004.

وتكرر الأمر مجددا سنة 2005 بمجزرة أخرى راح ضحيتها 19 شهيدا خلال عرض عسكري لحركة حماس. 

وفي 2014، راح 20 فلسطينيا ضحيتها إثر قصف إسرائيلي على مدرسة للأونروا.

وبين المجازر والدماء وبين القمم المفعمة بالشموخ والسفوح المرتوية من الدماء واللهب، تواصل جباليا 

كتابة تاريخها الذي حفرته سنابك خيل الغزاة والفاتحين ثم الغزاة والمقاومين، وما زال في جعبتها بقية، مما 

ينبغي أن يكتبه التاريخ في رقعة جغرافية لا تضيق بغير الاستسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74186
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال Empty
مُساهمةموضوع: رد: جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال    جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال Emptyالثلاثاء 21 مايو 2024, 8:51 pm

 جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال 173Still003-1698764138


جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة في جباليا ضد السكان المدنيين في إطار حرب الإبادة 

الجماعية التي يشنها على غزة 
معركة جباليا.. الأسباب والأهداف والنتائج
بينما تتجه الأنظار نحو معركة رفح حسب تهديدات قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين، فإذا بقادة الاحتلال 

يحوّلون الأنظار إلى مناطق الشمال، بعد أن حركوا جزءًا من الحشد العسكري الإسرائيلي من جنوب القطاع 

إلى شماله بسرعة كبيرة ومفاجِئة، وإذا بجيش الاحتلال يعلن عن عمليّة عسكرية جديدة في مِنطقة جباليا، 

ومخيّم جباليا، في الشّمال الشرقيّ من القطاع، وكذلك في منطقة حيّ الزيتون جنوب مدينة غزّة.

وقد تزامنت هذه العملياتُ العسكريةُ مع بدْء عملية عسكرية محدودة بقيادة الفرقة (162) للسيطرة على معبر 

رفح؛ لإنهاء وتقويض سيادة وسيطرة حماس على هذا المعبر، وإيقاف تدفّق السلاح من خلال الأنفاق، علمًا 

بأن العملية العسكرية شملت التوغل باللواء المدرّع (401)، وكذلك اللواء (84) غفعاتي، في المناطق 

الشرقية من طريق صلاح الدين؛ أي في المناطق الموازية لمدينة رفح.

وقد جُوبه هذا التوغّل بمقاومة شديدة، وعمليات نوعية أدّت إلى خسائر كبيرة في جيش الاحتلال الذي يقول؛ 

إنه سوف يوسّع عملياته العسكرية خلال الفترة القادمة، بعد أن زجّ بلواء الكوماندوز (89) من الفرقة (98)، 

وكذلك اللواء (12) الذي يطلق عليه لواء النّقب من الفرقة (252)، والتي يطلق عليها فرقة سيناء، أي 

بمجموع أربعة ألوية.

نتنياهو والنصر المطلق
يقول المجرم "نتنياهو": إن تحقيق النصر المطلق في هذه الحرب معقودٌ بالدخول إلى مدينة رفح؛ لتدمير 

البنى التحتية لفصائل المقاومة، وخاصة كتائب "عزالدين القسام" التي ما زالت تحتفظ بأربع كتائب في هذه 

المنطقة، حسَب تقدير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى قيادات المقاومة، 

وكذلك ملفّ الأسرى، باعتبار أن الدخول إلى هذه المدينة سيحقّق الأهداف الإستراتيجية لهذه الحرب، 

خصوصًا أنه تم التوغل في (80%) من مدن القطاع، ولم يتم تحقيق أيّ من هذه الأهداف الإستراتيجية، لا 

سيما أن القتال عاد ضاريًا في جباليا، ومخيم جباليا، وكذلك في حي الزيتون، ومحور نتساريم، ولم يتبقّ إلا 

مدينة رفح، لذا فهو يحاول تحقيق أحلامه من خلال هذه المعركة.

وهنا نسأل: ما هي الأسباب والدوافع التي جعلت قيادات الاحتلال تتوجّه من الجنوب إلى مدن شمال القطاع، 

في الوقت الذي يجب حشد القوة العسكرية لمعركة رفح، التي تكتسب أهمية كبيرة، حسَب الخُطة الإسرائيلية 

لتحقيق أهداف الحرب؟

ذرائع العودة إلى الشمال
للإجابة عن الأسئلة أعلاه، لا بد لنا من استعراض الموقف، وبيان بعض الحقائق التي حاول الجيش 

الإسرائيلي أن يسوّقها في ذلك، علمًا بأنّها ذرائع ومبررات غير مقنعة حول العملية العسكرية التي ينفذها في 

شمال شرق قطاع غزة، وبالتحديد في جباليا، ومخيم جباليا، ومن هذه الذرائع هو أنّ هناك صواريخ تطلق من 

هذه المنطقة باتّجاه المستوطنات في غلاف غزة، وعلى قوّات الجيش في محور نتساريم.

كما برّر ذلك بظهور مجاميع مسلّحة تابعة لحماس، تعيد تموضعها، وتشكيل قوتها وإدارتها من جديد في هذه 

المناطق، وأضافَ أنه لن يسمح بذلك على الإطلاق، باعتبار أنه قوّض قدرات حماس القتالية والإدارية 

والسياسية في هذه المناطق، ولن يسمح بعودتها.

علمًا بأنّ حماس وفصائل المقاومة قد عادت إلى جميع المناطق في الشمال، والوسط، والجنوب في خان 

يونس، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي الذي فشل في البقاء في هذه المناطق؛ لأسباب تتعلق بعدم القدرة على 

حمايتها، وارتفاع فاتورة الخسائر، وتعدّد جبهات المواجهة، ناهيك عن الانقسامات السياسية والخلافات 

الداخلية، ولم تتبقَّ له قوّات إلا الفرقة (99) في محور نتساريم بلواءَين، هما: اللواء المدرّع (679)، ويطلق 

عليه لواء يفتاح، وكذلك اللواء الثاني احتياط (مشاة)، الذي يطلق عليه لواء كرميلي.

الأسباب الحقيقية للهجوم
إنّ من يراقب مسرح العمليات، يجد أن الذرائع التي سوّقها قادة الاحتلال لعودة القتال في منطقة جباليا، 

ومخيم جباليا، وحي الزيتون، هي أسباب واهية وغير مقنعة، لأنّ من يطلق الصواريخ لن يبقى واقفًا في 

مكانه ينتظر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليقوم بعملية عسكرية لقتله!

كما أنّ ظهور المسلحين في هذه المناطق، هو سبب غير مقنع، ولا يبرّر هذه العملية العسكرية على الأقلّ في 

هذا الوقت الحرج!، وهذه الأسباب غير مقنعة؛ لأننا نتكلم عن حرب العصابات التي لا يوجد فيها موضع ثابت 

لفصائل المقاومة، وإنما يتنقلون حسب تطور الموقف، وإمكانية التنقل، وتوفر الوسائل اللازمة للحماية 

والمواجهة.

وهنا نقول؛ إنّ الأسباب الحقيقية لعودة القتال إلى هذه المناطق، هو توفّر معلومات استخبارية بأن هناك 

قيادات للمقاومة وأعدادًا من الأسرى يتواجدون في هذه المناطق!، وهذا ما جعل قيادات الاحتلال تقوم بالطلب 

من هيئة الأركان بأن تصدر الموافقة على عملية عسكرية سريعة ومحدودة في هذه المناطق، وهذا يعني 

تشتيت الحشد العسكري لمعركة رفح، وتحويل جزء من القوّة إلى منطقة جباليا، ومخيم جباليا، ومنطقة حي 

الزيتون، مما يعني إضعاف القوة المهاجمة لكلتا العمليتين في الشمال والجنوب، لا سيما أن هذه العملية هي 

لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لهذه الحرب، وليس كما يصوّرها جيش الاحتلال، الذي استخدم القصف المدفعي 

والجوي؛ تمهيدًا للدخول إلى هذه المناطق.

كما أنّه من الجدير بالذكر، أن هناك قراءة أخرى لهذه العملية العسكرية، وهي أن كتائب "عز الدين القسّام" 

تمتلك جهازًا استخباريًا رصينًا استطاع أن يواكب عمل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، وأن ينجح في 

مواجهتها والتعمية عليها.

كما أثبت الجهاز أنّه يعرف كيف يدير معركته الاستخبارية في هذه الحرب من خلال خُطة مخادعة، نفّذها 

للإيقاع بجيش الاحتلال في هذه المناطق التي كانت مصيدة رهيبة لقوّاته المتوغلة، وهي كانت وما زالت 

عصيّة على جيش الاحتلال؛ بسبب الطبيعة الجغرافية التي تمتاز بضيق الشوارع والحارات، مما يجعلها بيئة 

ملائمة لحرب العصابات والمواجهات الخاصّة، وبسبب قوة المقاومة فيها، لا سيما أنها توصف بأنها مناطق 

مكتظّة بالسكان.

لذا فعملية المخادعة تطلّبت تسريب بعض المعلومات المهمة؛ لجعل جيش الاحتلال يقتنع بالعودة لهذه المناطق 

للعمل العسكري، خصوصًا أن أهداف العملية العسكرية ثمينة ووازنة وراجحة، علمًا بأن فصائل المقاومة 

وعلى رأسها كتائب "عز الدين القسام"، قد هيّأت مسرحَ عملياتٍ متكاملًا بإمكانات بسيطة، بحيث أصبحت 

هذه المناطق عبارة عن مناطق قتل منتخبة.

وبالفعل فقد استطاعت المقاومة أن توقع بقوات الفرقة (98) التي تقود العمليات العسكرية في هذه المناطق، 

خسائرَ كبيرة، بعد معارك ضارية وشرسة كبّدت الجيش الإسرائيلي أفدح الخسائر بالأرواح والمعدات، من 

خلال عمليات تفخيخ كثير من المنازل، وكذلك عمليات القنص، واستخدام قاذف الياسين (105) والعبوات 

الناسفة، وزرع الألغام، واستخدام القوة الصاروخية، ومدافع الهاون، لقصف مناطق الغلاف وتجمّعات الجيش 

الإسرائيلي في الداخل.

وكذلك عمليات الاشتباك القريب وجهًا لوجه، واستخدام الطائرات المسيّرة؛ لإلقاء قنابل على تجمّعات الأفراد 

والدبابات، وجميع هذه الفعاليات تنفّذ بتخطيط دقيق ومنظومة قيادة وسيطرة استطاعت أن تدير المعركة 

الدفاعية بنجاح، الأمر الذي أدّى إلى تعثّر العملية العسكرية التي توصف بأنّها صعبة ومعقّدة؛ بسبب طبيعة 

المنطقة وشدّة المقاومة.

تصفُ مصادر إعلام إسرائيلية المعارك الطاحنة التي تجري في جباليا بأنها الأعنف منذ السابع من 

أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي؛ إنهم يعملون في مناطق لم 

يتم العمل فيها سابقًا!، أي أنهم لم يستطيعوا الدخول فيها، وهذا يطرح تساؤلات كثيرةً عن العمليات العسكرية 

التي نُفذت في مناطق الشمال منذ الاجتياح البري وحتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما تم الاتفاق 

على هدنة لوقف القتال لمدة سبعة أيام لتبادل الأسرى بين الجانبين.

والسؤال: لماذا تم إنهاء العمليات العسكرية في مناطق الشمال، ما لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الدخول 

إلى هذه المناطق؟، وكيف تحولت هذه المناطق إلى المرحلة الثالثة التي تكون أقل كثافة وأكثر تركيزًا، ولم 

تدخل بها القوات الإسرائيلية وتفتّشها؟، والتساؤل الأهم: ماذا كان يفعل الجيش الإسرائيلي طوال تلك المدة في 

شمال القطاع؟

ولكي نجيب عن هذه التساؤلات، نقول؛ إن هناك خللًا كبيرًا في التخطيط العملياتي لجيش الاحتلال، وهو دليل 

على التخبط، والارتباك، وقلة المعلومات الاستخبارية الدقيقة، علمًا بأن جيش الاحتلال، قد أعلن من قبلُ أنه 

تم استعادة أربعٍ من جثث الأسرى التي كانت لدى فصائل المقاومة.

وهنا نقول؛ هل يعتبر جيش الاحتلال استعادة الأسرى كجثث هامدة من خلال الضغط العسكري إنجازًا 

عسكريًا؟، وهل هذا يعني أنه تم تحقيق أهداف الحرب بهذه العملية؟، وهل يعدّ تكبد جيش الاحتلال هذه 

الخسائر التي وصلت إلى (100) آلية بين دبابة وجرافة ومدرعة مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من 

قواته العسكرية، إنجازًا مقابل استعادة أربع جثث هامدة؟، خصوصًا أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي 

"هرتسي هاليفي" يقول واصفًا الحرب بأنها "عبثية"، علمًا بأنه قد أرسل رسالة واضحة إلى مجلس الحرب 

حذر فيها من عدم مناقشة البديل السياسي لحركة حماس، الأمر الذي سيؤدّي إلى تآكل الإنجازات التكتيكية؛ 

بسبب إصرار نتنياهو على رفض مناقشة اليوم التالي للحرب ما لم يتم القضاء على حماس.

غياب الإستراتيجية
لا شك أن جيش الاحتلال يعاني من غياب إستراتيجيةٍ لليوم التالي، وهذا يعني أنه يدور في حلقة مفرغة؛ 

بسبب التخبط والإرباك، نتيجة وضع أهداف إستراتيجية خارج قدرته على تحقيقها، خصوصًا أن حكومة 

الاحتلال تعاني من تحديات كثيرة وخطيرة، وعلى جميع المستويات: السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، 

والاجتماعية، ومنها قضية التجنيد، والمحكمة الجنائية الدولية، والوضع الاقتصادي المزري، والاستقالات 

التي بدأت تتوالى على مستوى القيادات العسكرية والأمنية، ومنها استقالة رئيس جهاز المخابرات العسكرية 

(أمان) "أهارون حاليفا"، وكذلك استقالة مسؤول الشؤون الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي 

"يورام حامو"؛ بسبب عدم اتخاذ قرارات حول اليوم التالي لهذه الحرب.

وهذا يعكسُ بصورة واضحة الخلافات الكبيرة بين قادة الاحتلال؛ بسبب عدم وجود رؤية سياسية لليوم التالي، 

فضلًا عن عدم وجود رؤية لنهاية هذه الحرب، يضاف إلى ذلك تصاعدُ العمل العسكري على الجبهة الشمالية 

مع لبنان، والتي بدأت تضغط بشكل كبير؛ لعدم قدرة إسرائيل على فتح جبهتين في آن واحد، كما يقول قائد 

سلاح البحرية السابق "إليعيز ماروم"، بينما يقول "إسحاق بريك" قائد سلاح المدرعات السابق؛ إن 

إسرائيل تسير نحو الهاوية على المستوى السياسي، والعسكري، والاقتصادي، علمًا بأن هناك اتهامات من 

وزراء الحرب لنتنياهو بتغليب مصالحه الشخصية على مصالح الأمن القومي الإسرائيلي.

وقد هدّد "بيني غانتس" بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية!، وحدّد مهلة لنتنياهو للموافقة على خطة 

ما بعد الحرب، وقد وصف "صفقة تبادل الأسرى بأنها متوازنة ويمكن تطويرها"، كما قال؛ إن على نتنياهو 

"أن يختار بين الفرقة والوحدة"، وأضاف أن "هناك خللًا في قرارات مصيرية لم يتمّ اتخاذها، وأن نتنياهو 

يقود سفينة إسرائيل إلى الدمار".

بينما انتقد وزير الدفاع "غالانت" سياسية نتنياهو بخصوص مستقبل الحرب، وطالبه بالإعلان أن إسرائيل لن 

تحكم قطاع غزة عسكريًا، ويجب خلق بديل سياسي لحماس، ومع هذا يصرّ نتنياهو واليمن المتطرف على 

إطالة أمد الحرب لأسباب سياسيّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أسامة حمدان: جنود الاحتلال والمحتجزون قد لا يعودون أحياء
» هكذا يقتل جنود الاحتلال الشبان الفلسطينيين.. فيديو
» كوابيس "معركة الشجاعية" لاتزال تراود جنود الاحتلال الإسرائيلي
» عدو مفاجئ.. 1000 من الكلاب الضالة تتسلل لإسرائيل وتهاجم جنود الاحتلال
» الانتفاضة كبديل عن الثورة والمفاوضات كبديل عن الانتفاضة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: مدن فلسطينيه-
انتقل الى: