ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟ السبت 25 مايو 2024, 7:01 pm
ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟ تحل، السبت، الذكرى الـ24 لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي هذا العام، في ظل عدوان مستمر على الحدود اللبنانية منذ أكثر من 7 أشهر، عقب عملية "طوفان الأقصى" واعتبار جبهة الجنوب مساندة لقطاع غزة.
اجتاح جيش الاحتلال لبنان في المرة الأولى عام 1978 بذريعة حماية منطقة الجليل، ثم في سنة 1982 واحتل مناطق أوسع، وصولا إلى العاصمة بيروت. وانسحب من الجنوب عام 2000، باستثناء مزارع شبعا وكفر شوبا. وفي عام 2006، شنَّت إسرائيل عدوانا جديدا، واليوم تتجدد المواجهات بينها وبين حزب الله على جبهة الجنوب.
فماذا تغيّر في جبهة الجنوب حتى اليوم؟
تستعرض الجزيرة نت الأحداث والمتغيرات والمعادلات الجديدة التي فرضتها هذه الجبهة على المستويات السياسية والعسكرية والميدانية، من خلال حوارات مع رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر، والمحللين السياسيين وسيم بزي وأمين قمورية.
وقائع يفصّل العميد الركن هشام جابر -بإيجاز- ما جرى بين الأعوام 2000 و2024، مؤكدا مجموعة من الوقائع، منها:
تم تحرير الجنوب اللبناني بعد 18 عاما من الاحتلال الإسرائيلي، ليصبح أول أرض عربية تتحرر بقوة المقاومة بعد سلسلة من الهزائم. عانت إسرائيل كثيرا من الخسائر البشرية والمادية خلال احتلالها للجنوب اللبناني، مما دفعها إلى الانسحاب من طرف واحد دون إبلاغ عملائها في مايو/أيار 2000. لم تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا باعتبارهما أراضي سورية احتلتهما عام 1967، ولا يسري عليهما القراران الدوليان 425 و426 اللذان صدرا سنة 1978. عند انسحاب جيش الاحتلال من الجنوب، حضر ممثل أمين عام الأمم المتحدة حينها تيري رود لارسن، حاملا خريطة ورسم الخط الأزرق. ويجب التنويه إلى أن هذا الخط ليس الحدود الدولية، وهناك عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية بينه وبين الحدود الفعلية. خلال السنوات الممتدة من 2000 حتى 2006، بنى حزب الله قوته العسكرية والتنظيمية. ولم تقع أحداث ذات أهمية كبيرة حتى عام 2006، عندما أسر الحزب جنديين إسرائيليين، فشنّت تل أبيب عدوانها على لبنان. بعد 33 يوما، قررت إسرائيل بزعامة رئيس وزرائها السابق إيهود أولمرت وقف الحرب، لأنها شنتها دون موافقة الولايات المتحدة. ثم انسحبت من الجنوب، وأُصدر القرار الأممي رقم 1701. وافق الطرفان على القرار 1701 الذي ينص على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني كمجموعات مسلحة، كما يعترف بالحدود الدولية مثلما جاء في اتفاقية رودس عام 1947، وبموجب هذا القرار، انتشرت قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل). خلال السنوات الـ18 الماضية، خرقت إسرائيل القرار 1701، في حين استمر حزب الله بالوجود في جنوب نهر الليطاني، ورغم وجود الأقمار الاصطناعية وحضور قوات اليونيفيل، لم تتمكن السلطات من تحديد وجوده بشكل دقيق. ويشير جابر إلى أنه في عام 2023، أعلن حزب الله أنه بدأ منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي معركة مساندة غزة في جبهة الجنوب، واستمرت المواجهات في هذه الجبهة ولم تتوقف.
ويضيف أن إسرائيل تقول إن الحزب لم يُظهر إلا 20% من قدراته العسكرية، ولم يستخدم صواريخ أرض-أرض إلا مرتين، ويحتفظ بصواريخ أرض-جو والصواريخ الباليستية الدقيقة، كما لم يستخدم صواريخ أرض-بحر التي تهدد منصات النفط والغاز، ولا قوات الرضوان المهيأة لاختراق الحدود والسيطرة على المستوطنات في الجليل الأعلى.
تثبيت المقاومة وبحسب العميد الركن هشام جابر، فإن الجبهة الجنوبية تتصاعد حاليا، لكنها ستبقى دون حرب واسعة. وأوضح أن حزب الله لا يريد فتح هذه الحرب من جانبه "لأنه سيتحمل مسؤولية كبيرة تجاه لبنان وشعبه وتدمير البنية التحتية"، بالإضافة إلى احتمال تحولها إلى حرب إقليمية.
وبعد انتهاء العدوان على غزة وعدم تحقيق الاحتلال أهداف الحرب أو انتصار إستراتيجي أو تكتيكي، يخشى المتحدث أن يفتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جبهة أخرى في لبنان، خاصة أنه يواجه أزمة كبيرة في شمال فلسطين المحتلة، مع استنزاف وخسائر يومية ونازحين وجيش مستنفر طوال الوقت.
من جهته، يقسم المحلل السياسي وسيم بزي الأحداث إلى 3 مراحل:
الأولى في عام 2000، حيث تم تحرير الجزء المحتل من الجنوب، وكان ذلك تتويجا لمقاومة مسلحة استمرت 18 عاما. ومع ذلك، بقيت مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت الاحتلال، ولم تُرسَّم الحدود البحرية. الثانية، فهي بين عامي 2000 و2006، حيث راكمت المقاومة قوتها، وشهدت المنطقة الحدودية نموا في عدد السكان والعمران والاقتصاد، إلى أن حدثت عملية أسر الجنود في 12 يوليو/تموز 2006. الثالثة، كانت حرب يوليو/تموز 2006، وفشل "العدو" في تحقيق أهداف الحرب بموجب لجنة "فينوغراد"، وانتهى ذلك بصدور القرار 1701، وولادة معادلات ردع وقواعد اشتباك، بينه والمقاومة. ويضيف المحلل بزي أن قواعد النيران بقيت منضبطة تحت إرادة الطرفين بعدم توسيع الصراع، في ظل الحرب الطويلة المندلعة في الجنوب دعما لغزة. وقد رعى الأميركيون -خلال هذه الأشهر- ما يمكن تسميته بإدارة النيران، مع سقوط كل قواعد الاشتباك السابقة.
وبرأيه، فإن الأهم هو تثبيت المقاومة النديّة والتوازن وقوة الحضور على جبهة طولها 90 كيلومترا، في مواجهة جيش "كان يُصنف الأقوى في الشرق الأوسط".
إنجاز كبير أما المحلل السياسي أمين قمورية، فيصف تحرير الجنوب عام 2000 بأنه إنجاز كبير للبنانيين الذين كانوا ينتظرونه ليس فقط منذ عام 1982، بل منذ سنة 1978 عندما دخلت إسرائيل لأول مرة واحتلت أراض لبنانية. ورغم انسحابها، عادت لتوسيع هذا الانتشار عام 1982.
ويقول إنه "كان يجب أن يكون تحرير الأرض عام 2000 بادرة لتحرير الناس من الداخل، ولكن هذا لم يحدث حتى بعد 24 سنة. رغم انسحاب الإسرائيليين وبقاء بعض النقاط العالقة مثل مزارع شبعا وكفر شوبا، لم نستثمر هذا الإنجاز في تحقيق تغييرات داخلية توحد اللبنانيين".
ووفق قمورية، فإنه بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، ومن بعدها بـ5 سنوات القوات السورية من لبنان، "لم تشهد البلاد تحسنا في الأوضاع، بل زادت المشاكل والانقسامات. وأصبح لبنان ساحة أساسية للصراعات الإقليمية، وبدلا من الاتفاق اختلفنا على كل شيء، ودائما ما نكون على حافة الحرب الأهلية".
إلا أنه يرى أن أشياء كثيرة تغيرت فيما يتعلق بالصراع مع "العدو" منذ عام 2000 حتى اليوم، لكن "توحيد الداخل وبناء التماسك الداخلي لم يتحقق أبدا. ولا نزال حتى اليوم غير متفقين على من هو عدو لبنان الأساسي"، حسب تعبيره.
وأعرب قمورية عن أسفه لعدم انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة بسهولة منذ سنوات. وأشار إلى مرور عامين بلا رئيس وحكومة، مع غياب توقعات حول مدى استمرار هذه الحالة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟ السبت 25 مايو 2024, 7:39 pm
يقضي صيادو الأسماك في صور وقتهم في معالجة شباكهم ومراكبهم في ظل صعوبة الإبحار
عدوان إسرائيل على لبنان يشل مهنة صيد الأسماك ألقت الحرب الدائرة في جنوب لبنان بظلالها على قطاع الصيد في المدينة، وهو ما أدى إلى شلّه وتكبيد الصيادين خسائر فادحة تزداد يوميا مع استمرار العدوان، ليجدوا أنفسهم في شباك الاعتداءات الإسرائيلية من جهة والأزمة المعيشية اللبنانية من جهة أخرى. ويواجه ما بين 350 إلى 400 صياد في مدينة صور، موزعين على نحو 180 زورق صيد، مخاطر يومية متزايدة من قبل زوارق إسرائيل الحربية، حيث لم تعد المسافة البحرية الممتدة بين الزهراني والناقورة، والتي تبلغ حوالي 31 ميلا (57.4 كيلومترا)، آمنة لهم، وأصبح مصدر رزق هؤلاء الصيادين محفوفا بالمخاطر. ويقول نقيب صيادي صور، سامي رزق لـ"الجزيرة نت": "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، تراجع عمل الصيادين كثيرا لأننا نعمل في جنوب مدينة صور باتجاه الناقورة حيث السمك الوفير، وعندما يكون الوضع متأزما ومتوترا، لا يستطيع الصيادون الذهاب باتجاه الحدود الجنوبية البحرية للعمل". اعتداء إسرائيلي على قطاع الصيد يهدد رزق مئات العائلات اللبنانية (الجزيرة)
تأثير العدوان
ويضيف رزق: "نعاني أيضا من تأثير العدوان على الأسماك، حيث انخفض الطلب عليها من المطاعم والمنشآت السياحية الأخرى بسبب قلة الزوار. الموسم السياحي ليس بخير حاليا، ونحن في حالة حرب، وكل القطاعات تتأثر ببعضها البعض". ولم يخف رزق أن "المشكلة الثالثة تتعلق بالتكنولوجيا، إذ يعتمد معظم عمل الصيادين على أنظمة تحديد المواقع "جي بي إس" (GPS). نضع شباكنا، لكن عندما لا يعمل النظام بشكل صحيح بسبب التشويش الإسرائيلي، يتكبد الصيادون خسائر ولا يصلون إلى أهدافهم". وداخل ميناء صور، ينشغل الصيادون بإصلاح الشباك وصيانة المراكب التي ترسو في حالة انتظار لرحلة صيد جديدة. لم يعد قطاع الصيد كما كان في السابق، إذ يتراجع عاما بعد عام، لكن الحرب الإسرائيلية الحالية أثقلت كاهل الصيادين وحدّت من قدرتهم على كسب قوت يومهم. العدوان على جنوب لبنان شل قطاع الصيد في مدينة صور (الجزيرة)
تدهور القطاع
يشكو الصياد عامر الزوز، الذي قضى 30 عاما في مهنة الصيد، من تراجع كبير لقطاع الصيد بشكل عام، وزادت الحرب من تدهور هذا القطاع. ويقول لـ"الجزيرة نت": "أبدأ العمل من الساعة 8 صباحا حتى 2 ظهرا في إصلاح الشباك فقط، لم أعد أقوم بالصيد بمركبي يوميا، وكل ما نجنيه يتراوح بين 600 إلى 700 ألف ليرة لبناني (من 7 إلى 8 دولارات) في اليوم، وهي لا تكفي شيئا". ويضيف الزوز: "كنا سابقا نستخدم نظام تحديد المواقع "جي بي إس" لتحديد مكان وضع الشباك بدقة، فنضع 10 شباك ونركز عليها لصيد السمك. لكن اليوم، مع تعطله، وإذا قمنا بالصيد، نضطر لوضع 70 قطعة بدلا من 15، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لنا". وحال الصياد علي طه ليس أفضل من زملائه، ويقول باستياء لـ"الجزيرة نت": "نحن بحارة من صور، ورثنا المهنة عن أجدادنا. أنزل إلى الميناء يوميا لأسعى وراء لقمة عيشي، وأكسب بين 500 ألف ومليون ليرة لبنانية، ما يعادل نحو كيلوغرام من اللحم". ويشير: "أنا حاليا، أخاطر وأذهب جنوبا إلى منطقتي البياضة والناقورة، حيث يكون القصف الإسرائيلي فوق رؤوسنا أحيانا، في حين تسمع أصوات الغارات بوضوح.. إذا استمرت الحالة على هذا النحو، فإنه من المحزن أن نخرج في رحلات الصيد، لأنها تشكل خسارة وخطرا في نفس الوقت".
وينشغل الصياد محمد أبو العينين في إصلاح محرك مركبه الذي لم يعد يعمل بكفاءة كما كان في السابق، ويصف رحلته في الصيد لـ"الجزيرة نت" ويقول: "نبدأ رحلتنا نحو الثالثة فجرا، نتجه حاليا شمالا، نحو القاسمية وعدلون وصولا إلى الصرفند والزهراني لم نعد نتجه جنوبا بسبب المخاطر". ويضيف: "نعمل بقدر استطاعتنا، لكن ليس بنفس راحة البال كما كان الحال في السابق بالنسبة لصيد الأسماك. ونسعى جاهدين لتأمين قوت يومنا وتغطية نفقات أسرنا الضرورية مثل تكاليف التعليم والمعيشة في ظل الأزمة اللبنانية الخانقة". على الجهة الأخرى من ميناء صور، ينشغل أصحاب قوارب السياحة بصيانة وتجديد قواربهم المخصصة للرحلات البحرية قبالة مدينة صور أو باتجاه الجنوب نحو الناقورة، على أمل انتهاء الحرب قريبا واستئناف رحلاتهم التي ينتظرونها خلال الموسم السياحي. ويقول صاحب مركب سياحي، اسمه جورج داود لـ"الجزيرة نت": "تأثرت الملاحة بنسبة 80% تقريبا. في مثل هذه الأيام، كنا نقوم بجولات سياحية بالقوارب لطلاب المدارس والسياح، لكن كل هذا توقف اليوم. لقد تأثرنا بشكل كبير بسبب الحرب على الحدود".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟ السبت 25 مايو 2024, 7:40 pm
حزب الله ينوع من استراتجياته وينفذ كمينا جديدا ضد دبابة ميركافا في موقع المرج.. التفاصيل مع مراسلتنا
ذكرى التحرير.. ماذا تغير في الجنوب اللبناني خلال 24 عاما؟