رائد صلاح ...والمهمة المستحيلة
24-10-2013
هذه العزيمة العمرية في مواجهة الكيد الصهيوني تأتي خارج سياق الواقع العربي والاسلامي والفلسطيني المتهريء , تغرد خارج السرب ايها الشيخ الذي تتكلم بلغة لا يفهمها السياسيون , وتتحدث بطريقة يظنها البعض ضربا من الجنون أو الهوس الذي لا يمكنهم فهمه, هل تريد انت والقلة المجردة الا من بقية ايمان ,ان تتصدوا لكل هذا الصلف الصهيوني , وتمنعوهم من تنفيذ مخططهم في الاستيلاء على المسجد الاقصى وبناء الهيكل على انقاضه ؟؟؟
بالمناسبة , اذا نجح الصهاينة في مسعاهم , سواء كان ذلك في هدم المسجد الاقصى , او الاستيلاء على ساحاته وتقسيمه مكانيا وزمانيا وطرد المسلمين المقدسيين منه , سيكون ذلك اعلانا رسميا عن وفاة النظام العربي , وبداية مرحلة جديدة , فاذا سقط الاقصى سيسقط بعده الكثيرون , ستسقط انظمة عربية تدعي انها حامية حمى الاسلام والمسلمين , ستسقط الهالة عن زعامات منتفخة منتفشة , فارغة المضمون , هزيلة الاداء , بل ومتواطئة ضد الاسلام كدين ورسالة , لأن الاقصى كان وما يزال عنوان على وجود الامة المتمثل في زعامتها وقيادتها الحقيقية , فاذا غاب الاقصى عن الوجود والشهود فذلك يعني إعادة ترتيب وضع الامة لمرحلة جديدة , لا يتصدر فيها السلوليون , ولا يطفو فيها على السطح الفارغون , ولا يتحدث باسمها الرويبضات الذين صنعهم الاعلام الكاذب والدعاية التي تلمع الهياكل الخربة , التي حسب الناس أنها على شيء , فتبين أنها سراب يحسبه الظمآن ماءا .
في مقابلته مع الجزيرة كشف الشيخ رائد صلاح عن سر عزل مرسي , عندما تحدث عن اهتمامه بالاقصى والقدس ومحاولته ايجاد مشاريع حقيقية للدفاع عن الاقصى ,
سواء كان في تعبئة الشعب المصري من خلال مشروع سفراء الاقصى , أو تأسيس مشاريع تقوم على مد المقدسيين باسباب الثبات والبقاء في مدينتهم التي لم يعد احد قادر على القيام بدورهم إلا هم , كما كشف عن دور الدولة العميقة المرتبطة بالصهيونية في منعه من دخول مصر , لقد تحدث رائد صلاح بصراحة الرجال الذين لا يحسبون للعواقب حسابا , ووضع الامة الاسلامية امام مسؤولياتها التاريخية في التصدي لحماة المشروع الصهيوني قبل أن يتصدوا للمشروع الصهيوني نفسه , فأنت لا تستطيع أن تصيب من عدوك مقتلا وهو يتدرع بكل هذه الدروع التي تحيط به , حبال الناس وشجر الغرقد الذي زرع في كل الارض العربية , يدفع لاعداء الامة ثمن إبقاءه متسلطا على شعوب مغلوبة على أمرها , لم تتحرك بعد للاطاحة بمن استبد بأمرها وباعها في سوق النخاسة ,
وحولها الى عبيد في زمن بدأ الناس يتنسمون فيه رائحة الحرية ويتذوقون طعمها .
تتحرك على خط النار الملتهب ايها الشيخ الذي يتكلم بقلبه لا بلسانه , وتتصدى للمهمة التي عجز عنها من ظنهم الناس كبارا وزعماء , فاذا هم خيال مآته , كالذي يستخدمه المزارعون لتخويف الطير , اذا رأيتهم تعجبك أجسامهم , وإن يقولوا تسمع لقولهم ,
كأنهم خشب مسنده , يحسبون كل صيحة عليهم , هم العدو فاحذرهم , قاتلهم الله أنى يؤفكون .
المهمة في ظاهرها مستحيلة ايها الشيخ ,ولكنك تتحدث بثقة المؤمنين بربهم ,
العالمين بسيرورة التاريخ وسنن الكون , فلا تتردد في قبول المهمة والدور
وتقسم الحمل الذي تنوء به الجبال الى قسمين ,
قسم تتحمله انت وصحبك لوحدكم , وهو الثبات والرباط والاصرار رغم كل المخاطر , والقسم الثاني للامة كلها , تذكرنا بقوله تعالى
(ان ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين ) ,
الامة بزعاماتها وجيوشها وشعوبها وأموالها الطائلة التي لا تستخدمها
الا في شهواتها وملاذها , كلها عليها نصف الحمل الثقيل ,
لله درك يا شيخ , في زمن عز فيه الرجال من امثالك .
ستقوم بدورك ايها الشيخ الشهيد , لا نشك في ذلك ,
ولكننا نشك في أن تقوم الامة بدورها وقد اسلمت قيادها لعدوها ,
وغاب عنها فحولها وتم التآمر عليهم والانقلاب على دورهم ,
الا أن يعودوا الى مكانهم ظافرين بأمر الله ,
فالامر بيده وهو غالب على أمره ,
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ,
والكرة في ملعب الشعوب ,
فمتى يسددوا رميتهم؟؟؟