منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Empty
مُساهمةموضوع: جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا    جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Emptyالخميس 06 يونيو 2024, 4:27 am

جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا
يكاد مشهد انتفاضة الجامعات الأميركية دعماً لغزّة، ومشهد فضّ اعتصامات طلابٍ عديدين فيها بالقوة الأمنية، أن يكون سوريالياً، فعدا عن أنه يُحيلنا إلى حوادث مُماثلة في جامعاتنا العربية، في عقود قليلة مضت، فإنّه يثير التساؤلات بشأن تغيّر جغرافيا الاحتجاجات، لينتقل مركز ثقلها إلى الغرب عموماً، في مقابل حراك جزئي باهت ومتأخّر في مؤسّسات جامعية عربية قليلة، رغم أنّ الشرارة التي حرّكتها حربٌ وحشيةٌ وداميةٌ تحدُث، تحديداً، في منطقة الشرق الأوسط، منذ سبعة أشهر.

في كلّ مسارات التغيير الكبرى في العالم، كان الشباب ولا يزالون في طليعة أيّ حراك مهّد لها وأوصلها إلى مآلاتها النهائية، والطاقة المُحرّكة المُغذّية لها، والمُحفزة لانضمام فئاتٍ جديدةٍ إلى صفوفها، والأوكسجين المُتجدّد الذي يمنحها الحياة في لحظات اختناقها أو تراجع زخمها. ويقع طلبة الجامعات، في الشرق كما في الغرب، في قلب أيّ حراكٍ يَنْشد التغيير، وبأساليب سلمية عموماً، وفي ربيع عام 2024، استيقظ العالم على صورٍ وشعاراتٍ وأناشيدَ تصدح بها حناجر طلبة أعرق جامعات أميركا، التي حفظنا أسماءها اليوم، ومعها أعرق جامعات فرنسا، وفي مقدّمتها جامعة العلوم السياسية، التي يتخرّج فيها قادة فرنسا. وبدأت الرقعة تتسّع لتشمل جامعات أخرى في كندا وأستراليا وألمانيا. ومعها بدأت إدارات تلك الجامعات، وأخرى مُرشّحة للأحداث نفسها، وأجهزة الأمن، في الاستعداد لمواجهتها، في موقفٍ من أكثر المواقف إحراجاً لها، وإثارة للحيرة والخوف. وبقدر الدهشة أمام حقيقة جديدة لوعي جديد يتشكل في غرب الكرة الأرضية، وفي واحدة من أكثر مؤسّساتها تأثيراً ووعداً بمستقبل مختلف، جاء الاحتفاء بها والتعويل عليها محفّزاً بقية أطياف مجتمعاتها لإدراك الأمور على حقيقتها، وليس كما تُصوّرها لها حكوماتها وإعلامها المُلتزم بأجنداتها ومصالحها حصراً. وبالقدر نفسه، تواترت، أيضاً، عبارات الإحباط والخيبة من الجامعات العربية، وطلبتها، الذين "لم يرتقوا إلى مستوى الحدث/ المأساة، ولم يتحلّوا بالشجاعة والمسؤولية التي تحلّى بها أقرانهم في جُلّ جامعات الغرب، الذي يزوّد إسرائيل بوسائل قتل سكّان غزّة؛ عتاداً عسكرياً وتكنولوجيا متطوّرة وأموالاً، وأبواقاً تدافع عنها داخل مؤسّسات المجتمع الدولي وفي الإعلام"، على ما ينكتب ويُقال. لم تكن هذه المقارنة مفاجئة، ولا هي غير منطقية أو ظالمة، بل لعلّها فعلٌ لاإرادي في ظروف مشابهة، وخاصّة في هذا الظرف السياسي الخطير وغير المسبوق، إلا أنّه يجدر هذه المرّة أن تكون زاوية النظر والمقارنة مختلفة عما سبق، تأخذ في الاعتبار دروس الماضي واختلاف السياقات، وأهمّية استيعاب تجارب جديدة تماماً، والإيمان بها، حتّى وإن بدَت مخالفة للمعتاد...المعتاد أن ينتفض من يقع عليه فعل الظلم والعنف، وكلّ صنوف الأذى، وينتفض معه من هو قريب منه في الانتماء، بأبعاده المختلفة أو في الفكر والقيم. ولقد حدث هذا منذ أكثر من 70 عاماً، منذ طرد الفلسطينيون من أرضهم، وشرّدوا في الجوار، وفي العالم، وفي كلّ الحروب التي شنتها إسرائيل على من رابطوا من أهل فلسطين في مناطقهم، وعلى الجوار الذي آواهم، وعلى الدول التي هدّدت، مُجرّد تهديد، بإنهاء وجود الكيان الغاصب في المنطقة. أجيال من الطلبة العرب تصدّروا مظاهرات شعبية، وتعرّضوا للقمع الأمني، وردّدوا الشعارات السياسية، والأشعار، التي بقي أقواها يتردّد، ومنهم من تدرّج بعد التخّرج في سلّم العملين الحزبي والسياسي، وشارك في الحكم فعلاً، في أنظمة سياسية مُتعاقِبة. ما يدلّ على الأهمية القصوى للمؤسّسة الأكاديمية، ومنتسبيها، في التغيير، ورسم ملامح المستقبل، وإن لم يتغيّر كثيرٌ في سياساتنا العربية إجمالاً، فإنّ إسرائيل أيضاً لم تتزحزح، ولم تتراجع عن أهدافها الكبرى، ووسائل تحقيقها، بالقوّة تارّة، وبالسياسة والديبلوماسية والإغراءات تارّة أخرى، ملمّحةً طوراً، ومصرّحةً طوْراً آخر إلى أنّها لن تُهزم في المنطقة، ولن ينازعها أحد قوتها، وأنّ لا جدوى من كلّ عمل أو حتّى فِكْرٍ مناوئ لها، بما في ذلك خروج المظاهرات المُحتجّة على وحشيّتها، وترذيلها للشرائع والقوانين الإلهية والوضعية، ناهيك عن القيم الإنسانية في حدّها الأدنى. ولعلّها راهنت على الوقت والتعب واليأس والملل، الذي قد يعتري مختلف أشكال الحراك العالمي ضدّها، أيّاً يكن حجمه والجهة التي تقوده. وقد تكون كسبت رهانها أو بعضاً منه في منطقتنا العربية، إلا أنّها لم تحسب له حساباً عندما انطلق من مناطق أخرى في هذا العالم الواسع.

يتظاهر طلبة الجامعات الغربية ضدّ سياسات حكومات بلدانهم، لأنّهم يمتلكون ما يكفي من المعلومات والحقائق، التي تُؤكّد تعاون حكوماتهم وجامعاتهم مع الاحتلال

لنسمّه "تبادل المواقع" أو "تبادل الأدوار"، هذا الذي يحدث في جامعات الغرب، تبادل ضمني طبعاً، وليس مُعلناً أو متّفقاً عليه، بينها وبين القوى المرادفة لها في العالم العربي، من غير الحكومات، وأحد تمظهرات التحوّلات الكبرى التي نشهدها في ديناميكيات العلاقات والـتأثير، ومواقعه وأدواته. وفي كلّ حالاته، هو أفضل وأقوى ما حدث حتى اللحظة، في تعبيرات رفض هذه الحرب، التي تبدو كأنّها بدأت تترنّح تحت هذه "الضربات" السلمية جداً. لننظر إلى هذه الديناميكية من زاوية محدّدة، لنفهم لماذا قد تكون المُقارنة هذه المرّة غير منصفة، ولماذا قد تكون فائدتها وأثرها أعظم مما قد يتصوره البعض. يتظاهر طلبة الجامعات الغربية ضدّ سياسات حكومات بلدانهم، لا لأنّ هامش حرّية التظاهر أكبر لديهم، ولأنّهم تقريباً نخبة الطلبة هناك، ويعلمون أنّهم سيساهمون غداً في صياغة القرار في دولهم، ليس لذلك فقط، بل لأنّهم يمتلكون ما يكفي من المعلومات والمعطيات والحقائق، التي تُؤكّد تعاون حكوماتهم وجامعاتهم (بشكل مباشر وغير مباشر)، بأموال الضرائب التي يدفعها آباؤهم، مع الحكومة الإسرائيلية، التي تنفّذ هذه الإبادة، وتستمرّ فيها بفضل تلك المساعدة السخيّة، غير المحدودة، ولأنّهم يُلقنون في قاعات الدرس والمحاضرات دروساً في القانون والأخلاق والقواعد، التي تنظّم العلاقات بين الدول والشعوب والأفراد. ولكن، يتأكّدون كلّ يوم أنّه لا وجود لها في الواقع، وأنّها حبر على ورق، ومُجرّد نظريات قد تنتابهم الشكوك في مقدرتهم على تطبيقها مستقبلاً، عندما يصبحون في مواقع الفعل والقرار. ولأنّ أصواتهم في الانتخابات تحدث فارقاً حقيقياً، مهما قيل عن تلك الانتخابات، ولأنّهم خصوصاً، يُوجدون في موقع قوّة لا موقع ضعف. وصوت الضعيف يَفقِدُ مع الوقت والأحداث صداه، حتّى مع عدالة قضيّته، التي لا يرتقي إليها الشكّ. الضعيف الذي يتحوّل رغماً عنه "ضحيةً" تذهب تنديداتها وشكواها، مع التعوّد والتكرار، أدراج الرياح، وعندما تلجأ الضحية إلى الفعل المُقاوم، توصم بالعنف والإرهاب. وهذا حال غزّة وأهلها ومقاومتها، وهذا تقريباً مصير كلّ من يدعمها بواسطة فعل غير سياسي أو دبلوماسي أو عسكري. وطلبة الجامعات في عالمنا العربي لا يمارسون السياسة، ولا الدبلوماسية، وإنّما يمتلكون القدرة على التظاهر المحدود فقط، التظاهر الذي رأينا كيف تراجع زخمه كثيراً في الأعوام الأخيرة، وكيف قُمع في الحيّز الضيّق، الذي لا يزال بإمكانه التحرّك فيه، والذي، في محصلته، لا يغيّر شيئاً في صناعة القرار العربي إجمالاً. لكلّ ذلك، تكتسي انتفاضة الجامعات الغربية، أهمية وقيمة لا تقدران بثمن، قد يرى العالم نتائجها، ويقطف ثمارها في المديين المتوسّط والبعيد، وما هذا الارتباك الرسمي الغربي في التعاطي معها إلا مُؤشّر إلى أنّها ضربت على عصبٍ حسّاس جداً، إمّا أن يعدّل وظائف العقل والجسم السياسي هناك أو أن يُعطّله ويجبره على الركون جانباً، وإحلال جسم جديد في محلّه، ولو بعد حين.

في كلّ مسارات التغيير الكبرى في العالم، كان الشباب ولا يزالون في طليعة أيّ حراك مهّد لها وأوصلها إلى مآلاتها النهائية

إنّها القدرة على الفعل، تلك التي تميّز الحراك الطلابي العربي عن نظيره الغربي، وليس في هذا الرأي تقليلٌ من إرادة طلبة الجامعات العرب أو وعيهم وصدق ما يؤمنون به، ولكنّه واقع حَكَمَ عليهم بالتقوقع في هذه المساحة، في انتظار غدٍ قد يكون أفضل، لا ينظر إليهم فيه مُجرّد شبابٍ في مرحلة دراسية متقدّمة قليلاً، قليلي الخبرة وبوعي محدود، يضعون نصب أعينهم الفوز بوظيفة بعد التخرج أو الرحيل إلى "العالم الحر"، كأقصى حلم ومطمح. لم أرصد، شخصياً، غيرة أو استنقاصاً أو تشكيكاً من طلبة عرب تجاه زملائهم في جامعات هارفارد أو كولومبيا أو كاليفورنيا - لوس أنجلوس أو ماك - جيل أو ييل أو العلوم السياسة العريقة في باريس، أمام هذا الاحتفاء شبه الكوني بهم، وبحراكهم الرائع والصلب، وإنما رصدتُ نوعاً من "التواطؤ" الحميد والناضج، وارتياحاً لحقيقة أنّه لا يزال للعقل والضمير حيز في هذا العالم المجنون، قد يعيد إليه صوابه، ويا للغرابة! شباب يعتقد تقليدياً أنّه لم يفهم الحياة بعد... ويأتيك بالأخبار من لم تَزوّدِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا    جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Emptyالخميس 04 يوليو 2024, 5:24 am

 جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا 34744070-1717195713

نضال عريق متجدد.. أي دور يلعبه حراك الجامعات بالساحة السياسية؟
يوحي مصطلح "الحياة الجامعية" عادة بالأنشطة غير الدراسية واكتساب المهارات الحياتية وبناء شبكة علاقات تعود بالنفع على الطالب، وتحرص إدارات الجامعات على توفيرها وتطويرها، بل قد تروج كخاصية تميزها عن نظيراتها. لكن معنى آخر يختبئ وراء هذا المصطلح ويتعلق بالتعبير الجماعي للطلاب عن قناعاتهم ومواقفهم من إدارة سياسات الجامعة بالأساس وسياسات الحكومة في بعض الأحيان، وهو ما يزعج كلتا الإدارتين ويسمى عادة "الحراك الجامعي".

ويعود الكاتب يوليسيس علي ميجياس بالتأريخ للحراك الطلابي حول القضايا السياسية والاجتماعية داخل المجتمعات الحديثة إلى عام 1530، وفي مقال له نشره موقع الجزيرة الإنجليزية، يذكر الكاتب حادثة احتجاج مجموعة من طلبة جامعة بولونيا بإسبانيا على السياسات الاستعمارية "الوحشية" لحكومة دولتهم في الأميركتين، مما دفع ليس إدارة الجامعة بل الكنيسة الكاثوليكية إلى التدخل وإرسال الكاهن خوان جينيس دي سيبولفيدا المعروف بتبرير سياسات الاستعباد وإبادة السكان الأصليين في أميركا للتعامل مع "الطلبة المتحمسين".

ومنذ ذلك التاريخ على الأقل وحتى اليوم، لا تزال الجامعة جزءًا من الحراك الاجتماعي المزعج في كثير من الأحيان للسلطات، وفي هذا التقرير سنعرض لكم بعض النماذج الأكثر حداثة، من ناحية السلم الزمني، حيث كان الحراك الطلابي في مقدمة الدفاع عن القضايا الاجتماعية والسياسية الشعبية.


طلاب في مقاومة الاحتلال
البداية من فلسطين، أين تعيش الجامعة في قلب المقاومة الشعبية أمام المحتل الإسرائيلي، ويدفع الطلاب والدكاترة والإداريون أثمانا لحراكهم داخل أسوار الجامعة أمام المحتل. ويذكر الدكتور عبد العزيز الشوابكة أستاذ مساعد بقسم الفيزياء جامعة بيرزيت أنه كان طالباً في السنة الأولى عام 1974 حين شارك في مظاهرة قادها رئيس الجامعة وقتها الدكتور حنا ناصر إثر خطاب ألقاه ياسر عرفات بالأمم المتحدة، ليجد المتظاهرون أنفسهم محاطين بقوات الاحتلال في محاولة لإرهابهم وإرغامهم على التراجع، لكن ناصر أصر على التقدم وفض تجمع الجنود، ليدفع ثمن ذلك إبعاداً 19 عاما خارج فلسطين.

ولم تكن العقوبة التي تعرض لها الدكتور ناصر مجدية في إيقاف حراك الجامعة، فالمبادرة لم تكن شخصية، وأهمية الحراك الجامعي كان مكونا من مكونات العقلية الطلابية في جامعة بيرزيت، حالها حال جامعات فلسطين التي قرر الاحتلال مصادرتها عام 1980 عبر الأمر العسكري رقم 854 والذي نص على وضع جميع مؤسسات التعليم العالي تحت سيطرة الاحتلال والاستئثار بتسجيل الطلبة وتعيين الطاقم الأكاديمي والإداري، إلا أن هذا القرار تم إبطاله تحت ضغط الحراك الجامعي.

مقاومة وحراك اجتماعي
في تونس، تعود أصول الحراك الطلابي إلى القرن الماضي خلال فترة الاحتلال الفرنسي مع منظمة عموم طلبة شمال أفريقيا المسلمين في فرنسا وجمعية الطالب التونسي إلى جانب صوت الطالب الزيتوني، ثم قبيل الاستقلال بـ3 سنوات عام 1953 وانصهرت كل هذه المنظمات تحت مظلة الاتحاد العام للطلبة التونسيين الذي عقد مؤتمره التأسيسي في باريس، ثم تحول لاحقاً إلى الاتحاد العام لطلبة تونس وانبثق عنه الاتحاد العام التونسي للطلبة مع ظهور الحركة الإسلامية سبعينيات القرن الماضي.

وبدأ الحراك الطلابي منخرطا في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، ثم متمسكا بالقضايا المجتمعية أمام السلطة التي كانت تعتبر الاتحادات الطلابية جزءًا من المعارضة، لتذيقها نصيباً من القمع والاعتقالات وحتى تقديم الشهداء في مناسبتين حاول نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في الأولى منها قمع الحراك الطلابي عام 1972 عبر ما قيل إنه تلاعب بأصوات انتخابات ممثلي الطلبة لدعم أقلية تدعمها الحكومة، وهو ما أسفر عن مواجهات تدخلت قوات الأمن لفضها واعتقال عدد من القيادات الطلابية وقتها.


وفي الثانية قام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بعد انقلابه على السلطة بسنتين بإعلان العام الجامعي 1990/1989 سنة "الحياد الجامعي" وهو ما ترجم على الأرض الواقع بمنع أنشطة الاتحادات الطلابية، مما دفع الاتحاد العام للطلبة لإعلان الإضراب العام في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 1990 واجهته قوات الأمن بالفض والاعتقالات، لينتهي الأمر بقادة الحراك والمعتصمين في التجنيد القسري وإرسالهم لأداء الخدمة العسكرية وسط الصحراء التونسية بمنطقة "رجيم معتوق" وجزيرة زمبرة وزمبريتا المعزولة، ليعرفوا لاحقاُ باسم "الطلبة المجندين".

وبعد ثورة 2011، عاد الزخم للاتحادات الطلابية، بعد نجاح نظام بن علي في قمعها، وتصدرت المشهد خلال التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد حتى اليوم. يقول عثمان العريضي، وهو أحد قيادات الاتحادات الطلابية والذي تعرض للاعتقال سابقاً -للجزيرة نت- إن الجيل الأول الذي أفرزته الثورة كان حاضرا بقوة في الحراك الطلابي، ليس فقط في المواضيع التي تهم حقوق الطلبة وإنما أيضا القضايا الوطنية والإقليمية، مشددا على أن الجامعة كانت في العديد من المحطات نقطة الانطلاق للتحرك في الشارع.

نافذة للمجتمع المدني
لا يقتصر الحراك الطلابي بمواجهة الاحتلال أو النضال السياسي في الأنظمة القمعية، بل يمتد ليشكل ركيزة أساسية في المجتمع المدني، وهو ما يبدو بالجامعات الغربية التي تخوض حاليا حراكا غير مسبوق، احتجاجا على الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة، وعلى رأس هذه الجامعات تتصدر الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب إيرلندا وفرنسا وحتى اليابان.

وفي بريطانيا، يولي اللوبي الصهيوني أهمية كبرى للاتحادات الطلابية، وفق تحقيق أعده مدير وحدة التحقيقات في شبكة الجزيرة كلايتون سويشر كشف أن السفارة الإسرائيلية في بريطانيا تعمل على إنشاء مجموعات شبابية داخل الأحزاب السياسية المعارضة الرئيسية، وتسعى للتأثير في اتحاد الطلبة عبر موظف بالسفارة الإسرائيلية في لندن.

وتصف رئيسة اتحاد الطلاب البريطانيين (سابقاً) شيماء دلالي -في حديثها للجزيرة نت- وضع الاتحادات الطلابية هناك بالمعقد، موضحة أن الاتحادات في العادة تكون مستقلة عن الجامعات التي تعمل فيها، إلا أنها في بريطانيا تتلقى تمويلها من إدارة تلك الجامعات، الأمر الذي يحد من نشاطها أو إخضاعها للابتزاز من أجل تمرير قرارات الإدارة.

ويلجأ الطلبة -كما تقول دلالي- في بعض الأحيان لقيادة حراكهم بصفة عفوية دون الانضواء تحت راية أي اتحاد طلابي، وهو ما تقريبا ما يحدث في الحراك الطلابي الحالي المعارض للحرب على قطاع غزة المحاصر، والذي تعتقد دلالي أنه يضع الطلاب في صدارة الحراك الشعبي الضاغط على الحكومات من أجل مراجعة مواقفها من قضايا عالمية كما حدث بالولايات المتحدة لإيقاف الحرب على فيتنام، وفي بريطانيا لوقف دعم نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي.

يُذكر أن دلالي، وهي بريطانية من أصول تونسية، انتخبت عام 2021 رئيسة لاتحاد طلبة بريطانيا، لكنها فصلت بعد ذلك لاتهامات تلقتها بمعاداة السامية والنشاط المعادي لإسرائيل، مما دفعها للجوء إلى القضاء، لتحصل خلال مايو/أيار الجاري على حكم لصالحها يقضى بحقها في معاداة الصهيونية ومناصرة القضية الفلسطينية كما هو الحق لمناصري الصهيونية.

الحراك الطلابي بالديمقراطية الأولى
يعود الحراك الطلابي بالولايات المتحدة إلى عام 1920 على الأقل، حينما تظاهر طلبة الجامعات ضد التمييز والعنصرية، واليوم لا يختلف الوضع كثيرا، فالدولة التي تصدر نفسها لحماية الحق في التعبير وممارسة أكثر أشكال الحرية الممكنة تطرفا، يأتي الحراك الجامعي الحالي وينسف كل ذلك بخيمة وبعض الشعارات وسط حرم جامعي، في إعادة تاريخ عاشته الولايات المتحدة منتصف القرن الماضي وحتى السبعينيات منه، حين اندلعت احتجاجات في حرم عدد من الجامعات تماما كما هو الحال الآن مع الخيم واللافتات المكتوب عليها عبارة "منطقة محررة" (Liberated Zone) في دلالة على "تحرر" المحتجين من السردية الرسمية الداعمة لحرب فيتنام وقتها أو الداعمة للحرب الإسرائيلية اليوم، كما احتمى الطلاب بمبنى هاملتون التاريخي بعد اقتحام الشرطة من أجل اعتقال المحتجين وفض الاعتصام بجامعة كولومبيا في نيويورك، ليلجأ إليه الطلاب المحتجون مرة أخرى عام 2024 وتقتحمه الشرطة لإخراجهم في مشهد وصفه ترامب بـ"الممتع".


ويقول للجزيرة نت الأستاذ بجامعة ديوك الأميركية والذي فضل عدم ذكر اسمه إن "الحراك الجامعي، إذا استمر، قد يساهم في إحداث تغيير قوي في شكل النموذج السياسي الحالي، كما حدث سابقاً مع حركة الحقوق المدنية" مشيراً إلى أن "الحراك الطلابي الحالي يمكنه أن يحدث تغييرا في المواقف الرسمية ولكن بشرط طول النفس والقدرة على التنظيم".

ويضيف الأستاذ الذي يواكب حراك الجامعات في واحدة من أهم الجامعات الأميركية بأن "لدى الجيل الجديد مواقف من السردية السائدة، وكأن ثقتهم بالنظام متزعزعة" مشددا على أن "ذلك يبدو جليا داخل الفصول الدراسية تماما كما الاحتجاجات في الشارع" خاصة مع تزايد الأسئلة الشعبية "حول النخبة الحاكمة وما تسببت فيه من أزمات معيشية وبنيوية اجتماعية للمجتمع الأميركي" في وقت تصرف فيه الحكومة الأموال على حروب يرى الكثير من الأميركان أنها لا تعود عليهم بالنفع المباشر، حسب وصفه.

وقد لا نستطيع قياس أثر احتجاجات عام 1960 في فيتنام، لكن بالتأكيد نستطيع القيام بذلك في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فالحراك في أميركا وصل صداه بشكل مباشر للمحاصرين في قطاع غزة وترجم في وقفات الشكر التي شارك فيها أطفال يلقون عبارات ويرفعون شعارات بالإنجليزية للحراك الطلابي المناصر لهم في الجامعات الغربية.


آدم أبو رك، فلسطيني من غزة يعمل بالمعهد الدولي للأبحاث بواشنطن لكنه فضل البقاء في غزة من بداية الحرب، يقول للجزيرة نت أن ما يحدث بالجامعات الأميركية ليس احتجاجات فحسب بل تغيير العالم، معبرا عن شعوره بالتضامن حين يرى الخيم الشبيهة بالتي مكث فيها هو 3 أشهر بمستشفى ناصر في قطاع غزة، يمكث فيها الطلاب المحتجون بساحات جامعات مرموقة في الولايات المتحدة.

وكدليل على نجاعة التحركات الطلابية الجارية بالجامعات الأميركية، أزالت العديد من الطلبة المحتجين خيامهم طواعية بعد أن وافقت جامعاتهم على النظر في سحب الاستثمارات من إسرائيل، من بينها جامعة براون في رود آيلاند وجامعة كاليفورنيا ريفرسايد "يو سي آر" وغيرها، بينما تتواصل الاحتجاجات في أكثر من 100 جامعة أميركية و20 أخرى بدول متفرقة.

الأكاديمية منذ القديم
يستند باحثون من جامعة نورثمبريا نيوكاسل في تعريفهم للجامعة على مفهوم الأكاديمية التي أسسها أفلاطون، ويقسمون الغرض منها في مقالهم "دور الجامعة في المجتمعات الحديثة" إلى 3 نقاط: إثبات الوجود "Savoirs d’etre"، اكتساب الخبرة "Savoir faire" والتعرف إلى الحياة "Savoir vivre". وهو ما يبدو أن طلبة الولايات المتحدة والجامعات المنتفضة من أجل المدنيين في غزة قد قرروا جمعه في باقة واحدة يثبتون فيها وجودهم أمام السردية الإعلامية والرسمية التي عرضتهم لعقود للدعاية الصهيونية، واكتساب الخبرة في التعامل مع الإدارة، أيا كان نوعها، والتعرف إلى الحياة بعيدا عن المنهج الدراسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا    جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا Emptyالخميس 04 يوليو 2024, 5:25 am

 جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا 4144-1719690430


شرقا وغربا.. المظاهرات المؤيدة لغزة تتواصل في أنحاء العالم
خرجت السبت مظاهرات بمختلف أنحاء العالم رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أدى حتى الآن لسقوط أكثر من 37 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال.

ففي ماليزيا، طالب مئات المتظاهرين بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفوها بحرب إبادة تشنها إسرائيل بتواطؤ مع أميركا.

ودعا المحتجون إلى محاسبة القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أمام محاكمة خاصة على غرار المحاكم التي أنشئت للنازيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتحولت وقفة احتجاجية محدودة نظمها نشطاء إلى مظاهرة شارك فيها أكثر من ألف متظاهر، بعد أن انضم إليها مئات السياح الأجانب والمحليين.

وندد المتظاهرون بما اعتبروه مشاركة أميركية وأوروبية كاملة في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وطالبوا بتعزيز مقاطعة الشركات الدولية لا سيما العسكرية منها التي تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وتمد قواته بالأسلحة.

وقال النشطاء الذين نظموا المظاهرة إن الطريقة الوحيدة لوقف الحرب هي وقف إمداد الاحتلال بالسلاح، ومحاكمته على جرائمه.

غزة في الانتخابات بفرنسا وبريطانيا
وفي فرنسا، شهدت العاصمة باريس مظاهرة للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع فلسطين وسكان غزة وطالبوا بالوقف الفوري للحرب على القطاع.

كما أدان المشاركون صمت فرنسا عن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وطالبوا بعدم التصويت للذين لا يدعمون غزة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد.

وفي العاصمة البريطانية لندن، تظاهر العشرات تأييدا للقضية الفلسطينية وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

ونظمت المظاهرة "حملة التضامن الفلسطينية" في دائرة زعيم حزب العمال كير ستارمر احتجاجا على سياسة الحزب قبل أيام من الانتخابات العامة المقررة في الرابع من يوليو/تموز المقبل.

كما طالب المتظاهرون حزب العمال -الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات المقبلة- بإغاثة الفلسطينيين من المجاعة في غزة ووقف إمداد إسرائيل بالسلاح.


ألمانيا تمول وإسرائيل تقصف
وفي ألمانيا، نظم ناشطون متضامنون مع فلسطين مسيرة أمام مبنى عمدة فيدينغ وسط العاصمة برلين، للتنديد بما وصفوها بالإبادة الجماعية في غزة، ولمطالبة الحكومة الألمانية بوقف دعمها لإسرائيل.

وردد المحتجون الذين جابوا شوارع برلين شعار "الحرية لفلسطين"، و"ألمانيا تمول وإسرائيل تقصف".

وشهدت -كذلك- مدينة تيتوفو في جمهورية مقدونيا الشمالية مظاهرة باستخدام أسرّة أطفال فارغة للفت الأنظار إلى الضحايا الأطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.

وشارك عشرات الأشخاص بينهم أطفال في المظاهرة، التي نظمتها جمعية "كالكان دالان ألاجا"، في ساحة المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جامعاتهم وجامعاتنا... طلبتهم وطلبتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: