فنلندا تعاني نقصا حادا في المواليدبينما تشكو أكثر دول العالم من مشكلات التضخم السكاني وما يترتب عليه من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية، تعاني فنلندا نقصا حادا في عدد المواليد الجدد لاسيما في السنوات الثلاثين القادمة.
فقد أوضح تقرير صدر حديثا عن مؤسسة التنمية البشرية والعائلية الفنلندية -وهي مؤسسة غير حكومية- أن فنلندا تعاني بشكل كبير من نقص في الأيدي العاملة والقوى البشرية المنتجة, وأن هذا النقص مرشح للزيادة إلى أكثر من نصف العدد الحالي في العقود الثلاثة القادمة.
وأكد التقرير أن المشكلة ستتفاقم في المستقبل وخاصة في غياب خطة عملية لتفاديها والعمل على زيادة نسبة الإنجاب، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية تتركز حول غياب الطاقات والكفاءات والأيدي العاملة خلال السنوات القادمة.
واقترح التقرير الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه بعض الحلول للعمل على الحد من المشكلة، منها تشجيع النساء الفنلنديات على زيادة الإنجاب، كما شدد على أنه من الضروري الاهتمام بفكرة الإنجاب في سن مبكرة.
وأضاف التقرير أن معدل إنجاب الأطفال في فنلندا لا يتجاوز 1.7 طفل لكل امرأة وهي نسبة منخفضة جدا، كما أوضح أن متوسط سن الإنجاب يبدأ في سن الـ28 وهو سن مرتفع قياسا بعمر الإنسان وقدرته على النشأة والتكوين.
وأوصت المؤسسة الحكومة بمنح السيدات العاملات تسهيلات أكثر في الإجازات والعطل لرعاية أطفالهن حيث تؤثر ظروف العمل وطبيعته في حياة المرأة في فنلندا إلى درجة تجعلها تتخلى عن حلمها بالأمومة مقابل احتمال الترقي الوظيفي، أو تحقيق الكسب المادي والاقتصادي.
كما أوصت المسؤولين باستقدام وقبول عدد من المهاجرين لزيادة عدد السكان وبخاصة ممن لديهم القدرة على العمل والإنجاز الجسدي والحرفي. وأشار التقرير إلى أن اجتذاب المهاجرين خطوة مهمة خاصة في حال فشل الجهود الرامية إلى رفع زيادة معدل الإنجاب لدى الفنلنديات أو تعذر تنفيذ المخطط السكاني خلال الفترة المستقبلية.
ومن جانبه اتفق الصحفي الفنلندي تابيو فيستينين مع ما جاء به تقرير مؤسسة التنمية البشرية، وقال في حديثه مع الجزيرة نت إن المشكلة حقيقية ولا تقتصر على فنلندا وحدها بل تشمل الدول الإسكندنافية وعموم أوروبا.
وأشار فيستينين إلى ما أسماهما المعضلتين وهما قلة الإنجاب وعدم الزواج المبكر، مضيفا أن المشكلة لا تتوقف عند حد قلة الأيدي العاملة وإنما ستتفاقم عندما تزيد حالات التقاعد خلال الفترة القادمة.
يذكر أن السويديين يشكلون نسبة 6% من عدد سكان فنلندا البالغ خمسة ملايين نسمة، كما يبلغ عدد الأجانب المهاجرين إليها نحو 69 ألفا.