| مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:40 pm | |
| منطقة القتل: الإبادة والحياة يعتبر فيلم القناة البريطانية الرابعة "منطقة القتل: من داخل غزّة" أول شهادة شبه كاملة ينقلها الإعلام الغربي من داخل غزّة أو أقلّه الأكثر أهمية. يعرض الوثائقي مادّةً خاماً من داخل المدينة المُدمّرة، ولمن تبقّى من أهلها، بلسان الأطفال والصحافيين والمُسعِفين. الأكثر أهمّية أنّ المادّة المعروضة من مسرح الإبادة غير مُعقّمة أو مُخفّفة، لا تسعى إلى تخفيف وطأة القتل أو إخفاء بعض معالم قبحه. يعرض الوثائقي يوميات مدينة يَجهد من لم يقتل من أهلها في المواظبة على الاستمرار، بما في ذلك الحصول على مُقوّمات الحياة الأساسية إلى جانب التأقلم مع عادات جديدة دخلت على يومياتهم مثل محاولة الهرب من الموت، ودفن القتلى، ومحاولة التعرّف إلى جثثهم. يقول "الوثائقي" إنّه يُقدّم صورة حميمة عن الحياة في وجه آلة القتل الإسرائيلية لا يسعى "الوثائقي" إلى حجب المَشاهِد التي قد تثير صدمة المُشاهِد لقباحة العنف، إلّا أنّه لا يسعى، أيضاً، إلى إبراز صمود من تبقّوا من أهالي المدينة وقدرتهم على تحمّل ما لا يُحتمل فعلَ بطولةٍ رومانسية يستدعي سرديات التمجيد، التي يُردّدها الإعلام العربي منذ بدء الحرب. إنّهم أشخاص عاديون يعيشون ظروفاً غير عادية في كلّ المقاييس. يقول "الوثائقي" إنّه يُقدّم صورة حميمة عن الحياة في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وهي الصورة التي غابت إلى حدّ كبير في سرديات معظم الإعلام الغربي، مع تركيز الأخير على المواقف السياسية، واختصار صورة معاناة الأهالي، غالباً، في إفادات مسؤولي الأمم المتّحدة أو الطواقم الطبية. يلتقط الوثائقي حياة المدينة عبر ثلاث مجموعات تتعايش مع القتل بأشكال مختلفة؛ الأطفال والصحافيون المحلّيون والطواقم الطبّية. كلّ مجموعة تروي قصّةً تفوق الخيال. تتحدّث طفلة عن يوميات يصعب فيها النوم. تقول الطفلة لـ"الزنّانة" (الطائرة المُسيّرة) في سماء المدينة: "ألا تتعبين؟ لِمَ لا تذهبين الى دارك؟ أريد أن أنام". إلا أنّ قصص معايشة الخوف والجوع سرعان ما تتحوّل روايةً تحوّل المدينة إلى "مقبرة الأطفال"، بحسب الأمم المتّحدة. أعداد الأطفال المصابين في المستشفيات وصور جثثهم المُنتَشَلة من تحت الردم. بعضهم مفقود الأهل وبات يُصنّف ضمن فئة جديدة؛ طفل مصاب من دون عائلة ناجية من القصف، أو بحسب التعبير الشائع، مقطوع من شجرة. طفلة تروي كيف أنّ "بابا طار معي. طارت ماما. إخواتي تصاوبوا. كلّ عيلتي تصاوبوا بس كلنا منحب بعض، أنا ما متت أنا منيحة". طفل آخر تعرّض لعدّة حوادث قصف، وهو لا يعرف بعد أنّه فقد رجليه. لعلّه لا يفهم أنّه لا يزال حيّاً. تبدو الفئة الثانية مُصمّمة على بعض المرح رغم القتل. مجموعة الصحافيين المحلّيين، بطلتهم هند الخضري، وهي مراسلة مُستقلّة تعمل مع عديد من وسائل الإعلام الدولية، وتتحدّث الإنكليزية بطلاقة. هنا، نرى مشهد التضامن بين الصحافيين المحلّيين، الذين يبدو عملهم وكأنّه مغامرة خطيرة أكثر منها مهمّة صحافية تقليدية. هم، أيضاً، يواجهون أحداثاً غير مسبوقة لم يعرفوها من قبل. مثلاً، تروي هند أنّ عشرات الأشخاص لجؤوا إلى المبنى حيث كانت تعمل عند الساعة الثانية صباحاً، بعد أن تلقّوا اتصالاً يطلب منهم مغادرة منازلهم قبل تدميرها. تقول هند: "إنّها المرّة الأولى التي أغطّي فيها أمراً من هذا النوع (تدمير مبنى)، لا أستطيع أن أعبّر عن مشاعري في كلمات. تغطية أخبار الجثث الملفوفة بالقماش الأبيض بعضها يحمل شعار مجهول؛ أنثى، ذكر، طفل... ينقل الصحافيون هذا المشهد بمزيج من التماسك والانهيار؛ أرى طفلاً تحت الركام، طفلة تحمل دبّها"... تتوقّف هند لتمسح دموعها قبل أن تواصل التغطية. إلا أنّ المهمّة الأكثر قسوة بحث هؤلاء الصحافيين عن أفراد عائلاتهم بين الجثث. يروي زميل هند كيف وجد أمّه لا تزال على قيد الحياة، تحت الردم. يقول إنّه تعرّف إلى جثّة أخيه من ظهره: "قلت له لا تموتوا جميعاً. ليبقَ أحدكم على الأقل". يقول: "لا تزال أعداد كبيرة من القتلى لم يتم التعرّف إليها تحت الردم، وبات هؤلاء يعرفون بمجهولي المصير". تشكّل شهادات هؤلاء الصحافيين الدليل النقيض لرواية الجيش الإسرائيلي عن استهداف مقاتلي "حماس" من دون المسّ بالمدنيين، ما يفسّر العدد الكبير من القتلى منهم. الفئة الثالثة هم المُسعفون في مقدمتهم الجرّاح الفلسطيني غسّان أبو ستّة، يروي من مستشفى الشفاء، الذي تحوّل سابقاً إلى مأوىً للعائلات النازحة، عمليات نزوح الطاقم الطبي مع المرضى والأهالي النازحين في غضون ساعات، وقصف غرفة العمليات حيث قتل أطبّاء. أخرج وثائقي الشبكة البريطانية الرابعة رواية حرب الإبادة من برودة التغطية اليومية للإعلام يعكس "الوثائقي" صورة حميمة ليوميات الصمود والتأقلم مع ظروف شبه مستحيلة، ولو أنّها تحوّلت إلى ما يشبه التقليد العادي لقدرة هؤلاء على الاستمرار والنزوح من مكان إلى آخر. يضجّ بشهادات النوستالجيا لما قبل الحرب، عندما كانت الحياة العادية حلوة. يشاركنا هؤلاء صوراً من الحياة السابقة، التي تبدو قريبة ولو بعيدة، تبدو جميلة مقارنة بالواقع المرعب رغم صعوبة تلك الأيام، وبساطة المتع التي يتحدّثون عنها، وكأنّها من زمن آخر، مثل الصور المُلتقطة للنزهات على شاطئ البحر، والتي يتصفّحونها على الهواتف النقالة. يقارب "الوثائقي" تفاصيل أساسية غابت من التغطية اليومية للحرب، ومنها التعايش مع أصوات الرعب القادم من الغارات، والقصف المتواصل، والتحليق المتواصل للطيران. الحياة تستمر عندما توجد، رغم كلّ شيء. الاحتفال بالطعام القليل عندما يتوفر، الاحتفال بالحياة إلى أن تزول، لتصبح هي، أيضاً، من الماضي. أخرج وثائقي الشبكة البريطانية الرابعة رواية حرب الإبادة من برودة التغطية اليومية للإعلام. كما حاك رواية مترابطة من آلاف إفادات السوشيال ميديا التي ينقل فيها الأفراد معاناتهم أو حتّى موتهم. بذلك، أعاد إلى أهل المدينة بعضاً من إنسانيتهم، التي أرادت آلة القتل الإسرائيلية سلبها منهم. القناة الرابعة البريطانية تفضح كذب إسرائيل! https://youtu.be/3ggdhSpuBDE |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:40 pm | |
| مذابح السلام... هدايا مقترح بايدن احسبْ عدد الشهداء الفلسطينيين، ضحايا المذابح الإسرائيلية، في الأسبوع التالي لطرح الرئيس الأميركي ما سميت خطة إنهاء الحرب، مقارنة بعدد الشهداء في الأسبوع السابق لطرح المقترح، سوف تكتشفْ أنّ عدد جرائم الحرب الصهيونية يتناسب طرداً مع صفقات الهدنة والتبادل. يتأسّس مقترح جو بايدن، الذي تلقّفته أطراف عدّة باعتباره خريطة طريق إلى السلام، على مسألتَين أساسيتَين: استعادة أسرى الاحتلال من غزّة، وفتح الطريق لتطبيع تاريخي بين السعودية وإسرائيل، فيما تحضرُ قضايا التبادل، وإعادة انتشار جيش الاحتلال في قطاع غزّة، وعودة النازحين، والبدء في إعادة الإعمار، مسائلَ ثانوية. بعد دقائق من مذبحة النصيرات (السبت الماضي)، التي أسفرت عن نحو 280 شهيداً، جُلّهم من الأطفال والنساء، اكتست ملامح الرئيس الأميركي بالبهجة، وهو يُعبّر من العاصمة الفرنسية عن ترحيبه بعودة أربعة من الأسرى الإسرائيليين من طريق جريمة وحشية مشتركة بين تل أبيب وواشنطن، مُعلناً: "نتوقّف حتّى يعود كلّ الرهائن إلى إسرائيل، وحتّى نصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الشامل". ما يقوله بايدن ترديد لما يقوله نتنياهو، الذي أعلن بعد يوم من المذبحة، بحسب ما نقلت هيئة البثّ الإسرائيلية: "لم تكن هناك صفقة رهائن، لأنّنا لن نتخلّى عن استكمال أهداف الحرب". في اليوم التالي لاحتفال الصهاينة الصاخب بالمذبحة، التي استردّوا بها أربعة أسرى أحياءَ، واعتبرها نتنياهو إنجازاً "يُدّرس في تاريخ العسكرية"، بدأت الحقائق تتكشّف، إذ حصل الاحتلال على أربعة أسرى أحياءَ. وخسر، في اللحظة ذاتها، ثلاثة أسرى، قتلهم بيده، ومعهم ضابط صهيوني من رتبة كبيرة قتلته المقاومة التي خاضت معركةً باسلةً ضدّ القوات الغازية، لتكون النتيجة النهائية صفراً في امتحان العسكرية، وجريمة حرب جديدة تضاف إلى السجلّ الإسرائيلي الأميركي الإجرامي، منذ بدء العدوان على غزّة. لم يتذكّر بايدن قتل أكثر من 280 فلسطينياً ثمناً لعملية عسكرية فاشلة، وجريمة ضدّ الإنسانية ناجحة تماماً، فالرجل محدّد الأهداف منذ البداية؛ استعادة الأسرى، والقضاء على المقاومة، وضمان أمن الاحتلال، حتّى لو تطلّب الأمر إبادة الشعب الفلسطيني كلّه، إذ يخوض بايدن المعركة بالاعتبارات والأهداف التي يحملها جيش الاحتلال. من المُهمّ، هنا، التذكير بأنّ الزيارة الأولى للرئيس الأميركي إلى المنطقة بعد انتخابه كانت إلى الكيان الصهيوني، يسبقها اعتزازه بانتمائه للصهيونية. لذا، كانت فرحة المجتمع السياسي الصهيوني، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين المُتطرّف، بزيارة الرئيس المسنّ، لا تقلّ عن مثيلتها لسابقه دونالد ترامب، إن لم تكن تزيد عنها، إذ وصف رئيس حكومة الاحتلال، وقتها، يائير لبيد، الرئيس بايدن بأنّه "أفضل صديق لإسرائيل في تاريخ السياسة الأميركية، حتّى من دون الحاجة للتذكير بمقولته (بايدن) إنّه "لا حاجة لأن تكون يهودياً كي تكون صهيونياً"، مضيفًا أنّ "طائرة الرئيس الأميركي ستقلع من القدس باتجاه السعودية، وسيحمل معه رسالة سلام وأمل. إسرائيل تمدّ يدها لكلّ دول المنطقة، وتدعوها لإقامة علاقات معها، وبناء علاقات لتغيير التاريخ من أجل أولادنا". يتعلق الهوس الطفولي بمقترح بايدن أو خطّته بوهم الخلاف بين بايدن ونتنياهو، رغم أنّ كلّ الشواهد تقول إنّهما شركاء في الغايات والوسائل، وما يظهر من ملاسنات عابرة ليس إلّا نوعاً من تكتيكات التخدير بالصفقة من أجل توسيع الإبادة، فكلاهما يريد هدنة لاسترداد الأسرى من دون وقف الحرب، ويعرض صفقة من دون ثمن حقيقي يدفعه الاحتلال، ويسعى إلى اجتثاث المقاومة باعتبارها مُعطّلاً لاستكمال مخطّط التطبيع، الذي يعني، في النهاية، إخضاع كلّ الدول العربية للواقع الإسرائيلي. وفي هذا الصدد، يحضُر إعلان الخارجية الأميركية، قبل أيام قلائل من وصول بلينكن إلى إسرائيل، وإلى عواصم عربية، "أوضحنا دائماً أنّه لا يمكن أن يكون هناك أيّ تعامل كالمعتاد مع حماس بالنسبة لدول المنطقة". من المفترض، نظرياً، أنّ تدفع جريمة النصيرات المُتحمّسين للاصطفاف خلف بايدن إلى مراجعة حساباتهم، ووقف هذا الاندفاع في محاصرة المقاومة، وممارسة الضغط عليها، لكي تقبل تمرير مشروع بايدن. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:41 pm | |
| متى تُنهي حماس احتلالها فلسطين وتعود إلى أوروبا؟
أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن مقترحٍ بشأن غزّة، وُصِفَ بأنّه اقتراحٌ إسرائيلي بالأساس، ثم خرجَ رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ليعلنَ رفضه أهم ما اشتمل عليه المقترح، وأن الرئيس الأميركي لم يكن دقيقًا في عرضه، ما يعني أحد احتمالين: إمّا أنّ بايدن كاذب أو أنّ نتنياهو يكذب.
لا غرابة في ذلك كله، الغريب حقًا أن يكتسبَ كلّ هذا الهُراء قداسةً ومشروعيةً، إذ يتحوّل المقترح "الإسرائيلي" إلى نصٍّ مقدّسٍ عند عديد الدول العربية الدائرة في فلكِ السياسة الأميركية، كما يكتسبُ صفةَ المشروعية الدولية باعتماده قرارًا لمجلس الأمن، يتحتّم على الجميع الانصياع له.
مدهشٌ أن يصبح مقترحٌ غير محدّد الهوية، وغير مكتمل الصياغة، مشروعَ قرارٍ أمميّاً ملزماً للشعب الفلسطيني بأن يُلقي سلاحه ويذهب راكعاً إلى مفاوضاتٍ تتجاهل أهم محدّداته الوطنية الأساسية وأبسط حقوقه، المتمثّلة في الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب العدو من كامل قطاع غزّة.
الأكثر مدعاة للدهشة أنّ العالمَ يرضخُ لابتزازِ السرديّة الأميركية، ويردّدُ أنّ "حماس" هي الطرف المُعَطّل لوقف القتال في غزّة، وكأنّ فعل المقاومة صار مرادفًا للعدوان، أو كأنّ مجتمع الكيان الصهيوني باتَ صاحب الأرض والشعب الفلسطيني هو الاحتلال، بحسب مضمون التصريحات اليوميّة التي يُطلقها وزير الخارجية الأميركي الصهيوني الوفي، أنتوني بلينكن، مرّة من القاهرة وأخرى من عمّان، والتي يكرّر فيها أنّ "حماس" هي السبب الرئيس لكلّ مشكلات الشرق الأوسط، وأنّها العقبة الوحيدة أمام استقرار المنطقة، حين يقول بوقاحة يُحسَد عليها إنّها الطرف الوحيد الرافض للتهدئة. وتجعل هذه الوقاحة تجعل عضو مجلس الحرب الصهيوني المستقيل، بني غانتس، يعلن بكلّ ثقةٍ بعد لقائه بلينكن: "شدّدتُ، على أهمية ممارسة أقصى قدر من الضغط على الوسطاء من أجل إقناع حماس بالموافقة على مقترح التبادل الذي اقترحته إسرائيل".
بعيدًا عن أنّ هذا التصريح يعيد التأكيد أنّ المقترح المُقدّس، عربيّاً ودوليّاً، صناعة إسرائيلية، إلا أنّه يبدو معه وكأنّ الضغط على حركة حماس عن طريق الوسطاء للرضوخ باتَ خطّةَ عملٍ تلتزم بها الأطراف العربية التي يصنّفها بلينكن "شركاء واشنطن بالمنطقة"، فلا يذهب بيان الخارجية المصرية بعيداً عن هذا حين يشدّد في منطوقه على "اتخاذ خطوات جادة تجاه إتمام صفقة (مقترح بايدن) في أسرع وقت وبدء تنفيذ بنودها من دون تأخير أو مشروطية". هذا يعني ضمنًا الاستجابة للرغبة الأميركية الإسرائيلية في الضغطِ على المقاومة الفلسطينية، لكي تتخلّى عن شرطيها: الوقف الدائم للقتال والانسحاب الكامل من القطاع.
يتعامى العالم عن المذابح الإسرائيلية اليوميّة بحقّ الشعب الفلسطيني، والتي تتم بدعمٍ ومشاركةٍ كامليْن من الولايات المتحدة، ويُمارس التضليل والكذب باتهام المقاومة بأنّها تحول دون وقف سفك الدماء الفلسطينية، ولا يلتفت إلى أنّ جريمة الحرب الأحدث، والتي حصدت 274 شهيداً في مجزرة النصيرات جرت بالمشاركة الأميركية الكاملة، بحسب ما كشفت عنه تل أبيب أمس بشأن استقبالها قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال، مايكل إريك كوريلا، نهاية الأسبوع الماضي، لوضع خطّة مذبحة مخيم النصيرات التي اتخذت اسماً آخر زائفاً هو "عملية استعادة أربعة من الأسرى الصهاينة" واحتفل بنجاحها بايدن ونتنياهو.
تقول كلّ معطيات المشهد الراهن إنّنا بصددِ جهدٍ دولي لإسباغِ قداسةٍ على جريمةٍ مكتملة الأركان، مفتوحة النهاية تدخل شهرها التاسع، يُرادُ لها أن تتّخذ صفة المشروعية (من خلال مجلس الأمن). وفي المقابل تسقط تعريف قضيّة الشعب الفلسطيني بوصفها قضيّة احتلال إسرائيلي ومقاومة مشروعة ومستحقّة لهذا الاحتلال، وكأنّ المجتمع الدولي الذي أقرّ باغتصاب فلسطين في العام 1947 يعود إلى تزوير التاريخ وتصوير المقاومة الفلسطينية الطرف الغريب على فلسطين، وكأنّها يد شريرة جمعتها من الأزقةِ المظلمة في مدن أوروبا وشحنتها عبر البحر إلى غزّة وفرضتها استعماراً عدوانيّاً للأرض العربية، وعليها الآن أن تُنهي احتلالها أرضِ فلسطين وتعود إلى حيث جاءت، وتترك الصهيوني يعيش بسلام، مُحاطاً بسخاء عرب بايدن. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:42 pm | |
| عن القرار 2735 وهذه الإدارة الأمريكية التي تتسلّى بالعالم! ألاعيب الولايات المتحدة، والتي كان منها أخيرا القرار 2735، بخصوص اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس، وبقدر ما هي بصقة في وجه العالم كلّه، فإنّها في الوقت نفسه جهود محمومة لتغطية “إسرائيل” وإنقاذها وتوفير ما لا تستطيع هي أن توفّره لنفسها بالدبلوماسية، ولذلك تتحوّل أمريكا هذه “بعظمتها” إلى مجرّد ناطق كاذب باسم “إسرائيل” على لسان أقطاب الإدارة الأمريكيهم كلّهم، من رئيسها بايدن، نزولا إلى بلينكن وجيك سوليفان وجون كيربي، وغيرهم، كلّ هؤلاء نطقوا باسم “إسرائيل” وزعموا أنّها قدّمت مقترحا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وكان أكثرهم طرافة وعجبا الرئيس، الذي طالب “إسرائيل” بالموافقة على ما قال إنّه مقترحها!
يتطوّر الموقف الأمريكي إلى تحويل العالم إلى ناطق باسم “إسرائيل”، حينما يوافق مجلس الأمن على تلك الصيغة الغريبة في القرار والتي تقول: “يرحب باقتراح وقف إطلاق النار الجديد الذي قبلته إسرائيل في 31 أيار/ مايو، ويدعو حماس إلى قبوله أيضا، ويحثّ الطرفين على تنفيذه بالكامل بدون تأخير وبدون شروط”. فقط روسيا تحفّظت على هذه الصيغة لمخالفتها المعقول والمنقول، فلا “إسرائيل” وافقت، ولا يُعقل أن ينطق العالم باسمها ويجعل ما ينسبه لها أساسا للتسوية مع خصمها! ولكنّها (أي روسيا) لما تنقض القرار بعدما أقنعتها بذلك جهود عربية هذه المرّة! فالموقف العربي العاجز أو المتواطئ هو جزء من العالم الإسرائيلي بنحو أو بآخر!
بالعودة خطوات للوراء، ينبغي التذكير بالمقترح المصري الذي وافقت عليه حماس في السادس من أيار/ مايو بعلم مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز، وتنصلت منه “إسرائيل” وانضمت إليها أمريكا لاحقا في التنصّل منه، ثمّ ينبغي التذكير بأنّ أحدا مسؤولا في “إسرائيل” لم يعلن موافقة كيانه على عرض بايدن للمقترح المزعوم، بل إنّ نتنياهو تحدث عن الاختلاف الواقع بين المقترح الفعلي وبين عرض بايدن له، ثمّ أكّد على استمرار الحرب، ما يعني أنّه لم يكن يريد سوى مرحلة مؤقتة يستعيد فيها بعض أسراه لدى المقاومة، وفي إطار لعبة سياسية يخادع فيها الجميع بما في ذلك الجمهور الإسرائيلي، ومن ثمّ فلم يطلع بعض أركان حكومته على هذا المقترح مثل بن غفير وسموتريتش منعا للتشويش على لعبته.
وينبغي أن نذكّر أيضا أنّ مجلس الأمن أصدر قرارا في 25 آذار/ مارس 2024 بوقف مؤقت لإطلاق النار في شهر رمضان، ورحّبت به حماس ورفضه الاحتلال. ببساطة يمكن السؤال من الذي لا يريد وقف إطلاق النار؟! حماس التي تقول إنها تريد وقف إطلاق النار أم “إسرائيل” التي تقول إنها لا تريد وقف إطلاق النار؟! هل هناك ما هو أوضح من هذه المواقف وأصرح؟ لكن هذه الإدارة الأمريكية العجيبة تقلب الحقيقة دون أن يرفّ لها جفن، لماذا عليها أن تحترم عالما غير محترم أصلا؟! بل إن أمريكا هذه هي نفسها التي ظلّت تقول طوال شهور من الحرب إنها ليست مع وقف دائم لإطلاق النار وعطّلت مشاريع قرارات قدّمت لمجلس الأمن بهذا الخصوص! أمريكا هذه المرّة فقط أرادت أن توحي بأن مقترحها لوقف مؤقت لإطلاق النار قابل لأن يتحوّل إلى وقف دائم!
حسنا.. صدر القرار، الذي قال عن نفسه وقالت عنه أمريكا إن “إسرائيل” وافقت عليه، ورفضته “إسرائيل! أليست هذه لعبة عبثية تتسلّى فيها أمريكا بالعالم المُحتَقَر منها ومن ربيبتها بأشلاء عشرات آلاف الضحايا في غزّة؟ وفي المقابل رحبت حماس بمضامينه عن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية وعدم الاقتطاع من أراضي غزّة وإعادة الإعمار. هذه المفارقات اللافتة لن تهزّ شعرة في جسد أمريكا البليد، ولن تدفع العالم ليكون أكثر خجلا من نفسه.
ليست القضية فقط أنّ هذه الإدارة الأمريكية تجد نفسها قبالة حائط الانتخابات؛ فتريد التلاعب بالجمهور الأمريكي وبالشرائح المعترضة على سياسات إدارة بايدن المنخرطة بعمق مع “إسرائيل” في الحرب على غزة، ولكنها تريد التسويق للحرب الإسرائيلية بطرق دبلوماسية، وتوفير أدوات ضغط على حماس وابتزاز لها، وإلا فإنّ ما يقال عنه: “هذا مقترح إسرائيلي وعلى حماس الموافقة عليه” لا يُمكن أن يسمى مفاوضات، ثمّ يمكن لهذه الإدارة لو أمكن إنفاذ القرار أخذ قسط من الراحة لها ولـ”إسرائيل” لتستأنف الحرب لاحقا! وفي الأثناء يمكن تحويل كل الضغط والتشويه على حماس مهما كانت “إسرائيل” صريحة في رفضها لوقف إطلاق النار! لأنّ “إسرائيل” هذه لن تعدم كذابا كبلينكن ليقول بعد رفضها للقرار: “نتنياهو أكّد مجدّدا التزامه باقتراح وقف إطلاق النار، وهو لا يزال ينتظر ردّ قادة حماس”، مع أنّ أحدا لم يسمع نتنياهو قال شيئا بهذا المعنى، وأنّ ما قالته ممثلة “إسرائيل” في الأمم المتحدة هو عكس ذلك تماما.
القرار باختصار يسعى لمرحلة مؤقتة كي تستعيد “إسرائيل” بعض أسراها دون بنود قاطعة وآليات صارمة نحو الانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو يُستخدم أمريكيّا لتجميل “إسرائيل” وتغطيتها وللضغط على حماس وابتزازها، وبقية المراحل مجرد عبارات لا معنى لها لأنّ الوصول إليها غير مضمون. ولهذه الأسباب تحديدا أبدت حماس ترحيبها بمضامين القرار المتصلة بالمراحل التي لا يريد الإسرائيلي الوصول إليها؛ لا هو ولا الأمريكي، وذلك في محاولة من الحركة لقطع طريق الابتزاز لها والضغط عليها في عالم مبصوق عليه وليس لها فيه (بما تمثّله من حق فلسطيني) نصير إزاء هذه الألاعيب الأمريكية!
أخيرا هذه الإدارة أعلنت أنّها ساعدت “إسرائيل” في استعادة أربعة أسرى من داخل النصيرات، هذه العملية نفسها ذهب ضحيتها أكثر من ألف فلسطيني بين شهيد وجريح! وهذه الإدارة هي نفسها قالت إنّ هذه العملية من شأنها تعقيد الصفقة المقترحة! ليس ثمّة معنى من ذلك كلّه إلا أنّ المجنون فقط أو من فقد كرامته تماما من يصدق هؤلاء الأمريكان! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:43 pm | |
| "أكسيوس": "الشيوخ الأمريكي" يخفق في الاتفاق على معاقبة "الجنائية الدولية"
16:15 2024-06-11 أمد/ واشنطن: وصلت المحادثات الجارية في مجلس الشيوخ الأمريكي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، إلى "طريق مسدود"، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وكان مجلس النواب الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، أقر قبل أسبوع، تشريعًا يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، بسبب طلب مدعيها العام إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، في ما يتعلق بـ"جرائم حرب" في غزة.
ويحتاج مشروع قانون "العمل المضاد للمحكمة غير الشرعية" إلى موافقة مجلس الشيوخ أيضًا.
الإجراءات العقابية
ويتضمن القانون، في حال إقراره، فرض عدد من الإجراءات العقابية ضد مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الذين هم على صلة بالقضية، من بينها منعهم من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى إلغاء تأشيراتهم وتأشيرات أسرهم، وتقييد أي معاملات عقارية لهم.
وبحسب "أكسيوس"، نقلًا عن "مصدرين مطلعين" على المحادثات، فإن المناقشات بين كبار الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، وصلت إلى "طريق مسدود"، ومن غير المخطط إجراء أيّ مناقشات بقيادة رئيس لجنة العلاقات الخارجية، السيناتور الديمقراطي بن كاردين، والسيناتور الجمهوري جيمس إي ريش.
ومن شأن "غياب الحل" بين الحزبين إجهاض أي فرص لتمرير مشروع القانون. الانقسامات الداخلية
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي: "لا نعتقد أن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هو النهج الصائب هنا".
إلى ذلك، رأى "أكسيوس" أن الجمهوريين استخدموا مناقشات فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لتسليط الضوء على الانقسامات الداخلية في الحزب الديمقراطي بشأن إسرائيل.
وأشار الموقع إلى مناقشة "خيارات أخرى" للرد على المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك قطع الدعم لبعض برامج المحكمة.
وردًّا على قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الصادر الشهر الماضي، قال نتنياهو إن هذا القرار "عبثي"، معتبرًا أن الخطوة "ترمي إلى استهداف إسرائيل بأكملها". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:46 pm | |
| كريم خان: لا أحد يملك رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية
17:30 2024-05-26 أمد/ لندن: جدد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تأكيده على أن "لا أحد يملك رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، موضحا أن "الوسائل (المستخدمة في ذلك) هي المُحدِّد لنا."
وأشار إلى عدد من الاتهامات الموجهة لإسرائيل والتي تشمل "حقيقة أنه تم قطع المياه.. وأن أشخاصا اصطفوا للحصول على الطعام استُهدفوا وأن أشخاصا من هيئات إغاثية قتلوا".
وقال خان في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت الأحد، ونقلتها فرانس برس "ليست هذه الطريقة التي يتعيّن من خلالها شن الحرب".
وأضاف "إذا كان هذا ما يبدو عليه الامتثال إلى القانون الإنساني الدولي، فإن اتفاقيات جنيف لا تخدم أي غرض إذا".
وشدد "إنها لحظة خطيرة دوليا وما لم نتمسك بالقانون، فلن يكون لدينا ما نتمسك به".
وتابع خان، "أن دولا في أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا تراقب الوضع من كثب لمعرفة إن كانت المؤسسات العالمية ستسعى للمحافظة على القانون الدولي".
وجاءت أقوال خان ردا على سؤال يتعلق بطلبه إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير جيشه يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتعني المذكرات، في حال موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية عليها، أن كلا من الدول الـ124 المنضوية في المحكمة ستكون ملزمة تقنيا توقيف نتانياهو وغيره ممن تصدر مذكرات بحقهم حال توجههم إليها.
وأعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35,984، والإصابات إلى 80,643، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 81 مواطنا، وإصابة 223 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 2:47 pm | |
| لجنة أممية تُحمّل إسرائيل و مجموعات فلسطينية مسؤولية ارتكاب جرائم حرب
12:20 2024-06-12 أمد/ جنيف: حمَّلت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة يوم الأربعاء، كلا من السلطات الإسرائيلية ومجموعات فلسطينية مسلحة المسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأورد التقرير "السلطات الإسرائيلية مسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها على نطاق واسع خلال عملياتها وهجماتها العسكرية في غزة" منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقالت نافي بيلاي رئيسة لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في مايو 2021، "من الضروري محاسبة كل من ارتكب جرائم".
وسيعرض التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
كما خلص التقرير إلى أن الجناح العسكري لحركة حماس وست مجموعات فلسطينية مسلحة أخرى مسؤولة عن جرائم حرب "كتوجيه الهجمات المتعمدة ضد مدنيين والقتل العمد والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية وتدمير وحجز ممتلكات العدو والاعتداء على كرامة الشخص وأخذ الرهائن بما فيهم الأطفال".
وأضاف "إن إطلاق آلاف القذائف بشكل عشوائي باتجاه الأحياء والمدن الإسرائيلية التي تؤدي إلى موت وجرح مدنيين يُعتبر كذلك انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".
وعن عمليات إسرائيل العسكرية وهجماتها على غزة، خلصت اللجنة إلى أن السلطات الإسرائيلية مسؤولة عن جرائم حرب "مثل التجويع كوسيلة حرب أو القتل العمد وتوجيه الهجمات بشكل متعمد ضد المدنيين والأعيان المدنية والنقل القسري والعنف الجنسي والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية والاحتجاز التعسفي والاعتداء على كرامة الشخص".
وأضافت "تم استهداف رجال وصبيان فلسطينيين عبر جرائم ضد الإنسانية مثل الإبادة والاضطهاد الجنساني بالإضافة إلى جرائم القتل والنقل القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية".
وقالت إن إسرائيل اعتمدت استراتيجية تقوم على إحداث أكبر قدر من الدمار وهو ما نجم عنه سقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين وحدوث دمار واسع النطاق للبنى التحتية المدنية الأساسية في قطاع غزة، وأكدت أن "الاستخدام المتعمد للأسلحة الثقيلة ذات القدرات التدميرية العالية في المناطق السكنية المكتظة يشكّل هجوما متعمدا ومباشرا على السكان المدنيين".
ووجد التقرير أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين "ترقى إلى مستوى التحريض وقد تشكل جرائم دولية خطيرة أخرى".
وأشارت اللجنة أيضا إلى المئات من أوامر الإجلاء للسكان في شمال غزة ومواقع أخرى وقالت إنها "كانت مرارا غير كافية أو واضحة، بل متناقضة ولم توفر الوقت الكافي لعمليات الإجلاء الآمنة. علاوة على ذلك، طرق الإجلاء والمناطق التي اعتُبرت آمنة تم مهاجمتها باستمرار من قبل القوات الإسرائيلية"، وخلصت إلى أن كل هذا "يرقى إلى مستوى النقل القسري".
كما خلصت الى أن إسرائيل فرضت "حصارا كاملا يرقى إلى مستوى عقاب جماعي ضد السكان المدنيين"، واستخدمت الحصار وحجب ضروريات الحياة كسلاح في سبيل تحقيق المكاسب الاستراتيجية والسياسية. وقالت إن هذا انطبق كذلك على قطع إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وأضافت "يؤثر الحصار بشكل غير متناسب على النساء الحوامل وذوي الإعاقة مع إلحاق ضرر جسيم بالأطفال ما أدى إلى وفيات لأطفال كان يمكن تفاديها جراء التجويع بما في ذلك المواليد الجدد".
وفي الضفة الغربية، خلصت اللجنة إلى أن القوات الإسرائيلية "ارتكبت العنف الجنسي والتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية والاعتداء على كرامة الشخص وجميعها تعتبر جرائم حرب". وقالت إن الحكومة والقوات الإسرائيلية "سمحت وعززت وحرّضت على حملة هجمات عنيفة من قبل مستوطنين ضد مجتمعات فلسطينية في الضفة الغربية".
وقالت رئيسة لجنة التحقيق نافي بيلاي "من الضروري محاسبة كل من ارتكب جرائم. الطريقة الوحيدة لوقف تكرار دورات العنف التي تشمل الاعتداء والانتقام من قبل الطرفين تكمن في ضمان الامتثال الصارم للقانون الدولي".
وطالبت رئيسة اللجنة إسرائيل بإيقاف عملياتها وهجماتها العسكرية على غزة فورا وكذلك وقف "الاعتداء على رفح الذي أودى بحياة مئات المدنيين وأدى مجددا الى نزوح مئات آلاف الناس الى مناطق غير آمنة تفتقد الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية".
كما طالبت حركة حماس والمجموعات الفلسطينية المسلحة بوقف إطلاق الصواريخ فورا والإفراج عن جميع الرهائن قائلة "إن أخذ الرهائن يُعتبر جريمة حرب".
لجنة أممية تتهم إسرائيل بتعطيل تحقيق حول أحداث 7 أكتوبر
16:04 2024-04-16 أمد/ جنيف: اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إسرائيل يوم الثلاثاء، إسرائيل بعرقلة جهودها لجمع الأدلة من ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
واللجنة معنية بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان ومؤلفة من ثلاثة اعضاء.
وقال كريس سيدوتي عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، “فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية، لم نرصد عدم تعاون فحسب، بل شهدنا عرقلة فعلية لجهودنا للحصول على أدلة من الشهود والضحايا الإسرائيليين على الأحداث التي وقعت في جنوب إسرائيل”.
واضاف “لدينا اتصالات مع كثيرين، ولكننا نود أن نتواصل مع المزيد”.
وناشد سيدوتي الحكومة الإسرائيلية وكذلك “ضحايا” وشهود الهجوم مساعدة اللجنة في إجراء تحقيقاتها.
وردا على تصريحات سيدوتي، قالت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف إنها تجري تحقيقها الخاص في الجرائم، وإن ممثلين عن الأمم المتحدة ومؤسسات أخرى زاروا إسرائيل والتقوا بناجين وضحايا.
وأضافت البعثة، أن “الضحايا لن يحصلوا أبدا على أي عدالة أو معاملة لائقة يستحقونها من لجنة التحقيق وأعضائها”، واصفة اللجنة بأنها “لديها سجل من التعليقات المعادية للسامية والمعادية لإسرائيل”.
ولجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة مكلفة بجمع الأدلة وتحديد مرتكبي الجرائم الدولية، وشكلتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2021.
وشكلت الأدلة التي جمعتها هذه اللجان في السابق الأساس لمحاكمات تتعلق بجرائم حرب وفي المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم تكليف اللجنة بالتحقيق في اتهامين جديدين وهما عنف المستوطنين وجماعات المستوطنين ونقل الأسلحة إلى إسرائيل. وسيتم عرض نتائج هذا التحقيق في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو حزيران من العام المقبل. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 3:38 pm | |
| هذا الثمن الذي دفعه الاحتلال بعملية النصيرات لتخليص 4 أسرى بغطاء ناري غير مسبوق استشهد فيه 300 غزي وأصيب المئات ودمر فيه الحجر والشجر، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن تخليص 4 من أسراها من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعملية وصفتها بالمركبة.
ولكن هذه العملية التي أعلنت عنها “إسرائيل” وبمشاركة أميركية وبريطانية دارت حولها الكثير من الشبهات خاصة أن القوة الإسرائيلية دخلت عن طريق الرصيف العائم الأميركي، وبسيارات إغاثية مدنية.
وبحسب المحلل السياسي منير دية، أظهرت العملية العسكرية التي نفذتها قوات النخبة من الشاباك واليمام والجيش الإسرائيلي أبعاداً جديدة للصراع وأدت إلى تداعيات خطيرة على حكومة الاحتلال الإسرائيلية. خسائر ميدانية وإنسانية وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، استشهاد نحو 300 مدني فلسطيني وإصابة مئات برصاص جيش الإسرائيلي خلال عملية تخليص 4 أسرى صهاينة.
كما استنكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، استخدام قوات إسرائيلية شاحنة مساعدات خلال عملية تخليص الاسرى ، معتبرة ذلك “جريمة حرب” يمكن أن تُعرض سلامة العاملين بمجال الإغاثة للخطر.
وأكد دبة أن العملية أظهرت عدم تقدير صحيح لقوة المقاومة الفلسطينية، حيث أسفرت المواجهات عن تدمير واسع النطاق وسط المخيم والسوق التجاري، مما أدى إلى سقوط أكثر من ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجلات الكيان الإسرائيلي، الذي تجاوز في حربه على غزة جميع المواثيق الدولية والشرائع السماوية.
التداعيات السياسية والعسكرية وقال دية، “رغم نشوة الانتصار المؤقتة التي شعر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن الخسائر التي لحقت بالوحدات المشاركة في العملية كانت ثقيلة جداً. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع التكتم عليها، مما يزيد من احتمالية انفلات الشارع الإسرائيلي، الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الخسائر والإخفاقات”.
وكانت كتائب “القسام” الذراع العسكري لحركة حماس، كشفت أن الاحتلال قتل 3 من أسراه أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية أثناء تخليص الـ 4 في مخيم النصيرات.
وشدد، أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب “القسام” ،على أن “العملية ستشكل خطرا كبيرا على أسرى الاحتلال وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم”.
وأوضح دية أنه بعد ثمانية أشهر من القصف والقتل والتدمير، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي سوى من إعادة أربعة أسرى أحياء، وبثمن باهظ جداً.
وأضاف، “من المتوقع أن تؤدي هذه العملية إلى تداعيات خطيرة على حكومة الحرب الإسرائيلية، التي قد تنهار قريباً تحت ضغط الشارع الإسرائيلي والخسائر العسكرية في غزة، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الخطيرة التي لحقت بالكيان الإسرائيلي، وتحوّل الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية”.
المستقبل المجهول ويرى المحلل السياسي، أن الأيام القادمة ستشهد تحولات كبيرة في مجريات الحرب، وقد لا تستطيع حكومة الحرب الإسرائيلية البقاء في حرب استنزاف طويلة الأمد. من المرجح أن تضطر لتوقيع اتفاق وفق شروط المقاومة الفلسطينية، وإلا فإنها ستواجه خسائر كبيرة قد تطيح بالكيان الإسرائيلي بالكامل.
وأشار دية إلى ان عملية النصيرات تؤكد على أن الحكومة الإسرائيلية تعاني من أزمة كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري، وأن استمرارها في هذه النهج قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الكيان الإسرائيلي ككل. بات من الضروري أن يعيد نتنياهو وحكومته النظر في سياساتهم قبل أن ينفلت الشارع الإسرائيلي ويطالب بتغييرات جذرية في القيادة والاستراتيجية المتبعة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الأربعاء 12 يونيو 2024, 3:38 pm | |
| حقائق ميدانية باختصار بعيدا عن الكلام الطويل المنمّق والعبارات الحماسية حبذا لو وقفنا على بعض الحقائق البدهية في قضيتنا المفصلية قضية فلسطين، فإنه يصعب حصر الحقائق كلها في مقال، فيكفينا عرض بعضها لتقوم بالمقصود، فنعذر إلى الله ونقيم الحجة على كل من جهر بالسوء أو أسرّ به ليؤيذينا، وهي بمجموعها عقلانيات ثابتة، لا يجادل فيها إلا مبطل.
* الحقيقة الأولى:
القضية الفلسطينية قضية عقدية، لا يجوز للسياسة أن تزيد عليها ثوابت ومحددات، ولا أن تنقص منها، فلا أوامر أمريكا تؤثر فيها، ولا رغبات المجتمع الدولي تحدد مرتكزاتها.
* الحقيقة الثانية:
في دنيا ضعف العرب والمسلمين وتبعيتهم للعبيد تسود القاعدة الفقهية : (التصرف على الرعية منوط بالمصلحة)، فتصرف أولياء أمورنا بأموالنا وأراضينا وشؤوننا السيادية مرتبط بمصلحة الأمة المسلمة والزمان الذي تعيشه والمكان الذي تشغله فلسطين بل الشام باعتبارها حاضنة فلسطين وما يُفهَم من “باركنا حوله” في النص القرآني الكريم.
* الحقيقة الثالثة:
اليهود لا يفهمون إلا لغة القوة، والتعامل معهم بأي لغة سواها فوق كونه تخاذلا وصَغارا هو إضاعة للوقت وكذب على الذات والغير، بلا فائدة تُرجى.
* الحقيقة الرابعة:
حلّ الدولتين وقوانين الأمم المتحدة ١٩١، ٢٤٢، وغيرها لا تشكل الحلّ الحقيقي لمشكلة شعب لم يعد مجردا من أرضه وحسب، بل بات مجردا من حقه في الحياة بأدنى صورها الإنسانية، والحلّ الواقعي الذي ستفرضه الوقائع على الأرض -ولو بعد حين ومعاناة- هو أن تكون فلسطين لأهلها وحدهم وأن يغدو حكم الصهيونية العالمية لها جزءا من التاريخ الذي يدين كل من خذلها.
* الحقيقة الخامسة:
لا يحقّ لعربي أو فلسطيني أن يغضب من صمت العرب أو تآمر بعضهم على فلسطين وأهلها إلا إذا كان جاهلا بالأسس التي اتُّبِعت لإيجاد كيانات عربية وإسلامية لم تُمكَّن من كراسيّها إلا لتقوم بدورها الذي تقوم به اليوم، ولو تجاوزت ما رُسِم لها لفقدت مبرر وجودها، فلو أنك أيها الغاضب منها رضِيِتَ بما رضِيَتْ ووضِعتَ في المكان الذي فيه وُضِعتْ لفعلتَ ما فعَلَتْ.
* الحقيقة السادسة:
أحداث اليوم والأمس في فلسطين والعالم تَكتُب واقعا بلون الدم سيشارك في صناعة غدٍ صافٍ مبارك، لن يكون فيه هبوب لرياح الظالمين، ولا ينفعنا إلا الصبر الجميل لكي نبلغ هذا الرجاء الواقعي، فما هو مجرد أمل، لأن الأمل أمنية يصعب تحقّقها، ولقد ميزنا الله بالرجاء للفرَج والرجاء للأجر، وحرم عدونا من ذلك كله: (وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا) صدق الله العظيم. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الخميس 13 يونيو 2024, 11:49 am | |
| وأصبح الحديث عن زوال إسرائيل عاديّاً
تذكّر التصريحات اللافتة للصحافي الأميركي توماس فريدمان بتصريحات تلتقي معها في نقطة مركزية خطيرة
لمُؤسّس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله. وتلك من مفارقاتٍ عجيبةٍ بتنا نشهدها بكثافة عقب زلزال "
طوفان الأقصى"، الذي لم يكد يُبقي أيّاً من الثوابت التي كانت تحكم العالم، فكأن السابع من أكتوبر/تشرين الأول
(2023) أشبه ما يكون بالحدث المِفْصَلي.
تنبأ ياسين، في لقاء مع قناة الجزيرة، بزوال كيان العدوّ الصهيوني في العام 2027، أي بعد نحو ثلاث سنوات. أمّا
فريدمان فتنبّأ، في مقابلة بثّتها أيضاً قناة الجزيرة أخيراً بأنّ هذا العام سيشهد أحد احتمالين متوقّعَين: الأول،
التوصّل إلى حلّ تقوم بموجبه دولة فلسطينية حقيقية إلى جانب كيان العدوّ، وهذا مُستبعد حسب قوله. والثاني، أن
تقوم حرب شاملة مُدمّرة تُعيد الأوضاع في فلسطين إلى ما قبل 1948، أي قبل قيام الكيان. وبمعنى آخر؛ زوال
دويلة الاحتلال. ويبدو أنّه يُرجّح الخيار الثاني، ومعروف أن فريدمان هذا مُقرّب كثيراً من الإدارة الأميركية.
وبتعبير آخر؛ لا يتكلّم فريدمان من رأسه فقط، كما يقال، ففضلاً عن قربه من الإدارة الأميركية باعتباره قوّةً ناعمةً
لهذه الإدارة، فهو "صديق حميم" للكيان، وتربطه علاقة وطيدة بنُخَبه ونظامه لا تقلّ "يهودية" عن يهودية وزير
خارجة الإدارة الأميركية أنتوني بلينكن، ولا عن "صهيونية" بايدن التي يتباهى بها.
حتّى وقت قريب، كان الحديث عن بداية تفكّك الكيان ضرباً من الرجم بالغيب، المُستهجَن لدى كثيرين، وكان هذا
الحديث حِكراً على الكُتّاب في علم المُستقبليّات وعلوم الجُمّل، والباحثين في نبوءات الكُتب المُقدّسة وغير المُقدّسة.
أمّا اليوم، فالحديث، مثلاً، عن "الهزيمة الاستراتيجية" التي مني بها الكيان صار طبيعياً ويجري على لسان ساسة
وخبراء عسكريين كبار، وهو تعبير قريب الشبه بما تحدّث به كل من أحمد ياسين وتوماس فريدمان، فإن لم تكن
الهزيمة الاستراتيجية بداية تفكّك من مُنِيَ بها، فماذا تكون؟
الحديث عن زوال الكيان الصهيوني غدا ممكناً بعد "طوفان الأقصى"، وكان قبله ضرباً من الأماني
وقريب من هذا، بل في صلبه، جملة من التعبيرات والإشارات والتصريحات، التي تدور كلّها بشأن الهاوية التي بدأ
ربابنة الكيان الانزلاق إليها. ولم يكن هذا ليكون حديثاً "عاديّاً" لولا الهزيمة العميقة التي أصابت الكيان على يد
المقاومة الفلسطينية في غزّة، من تلك الوقائع مثلاً، ما كتبه الصحافي الإسرائيلي حاييم ليفنسون في منصّة إكس:
"إسرائيل ستنهار عام 2029. بل قبل هذا العام.. سيغادر معظم السكان اليهود ولن يبقَ فيها إلا أقلّية حريدية يُقدّر
عددها بـ25 ألفاً إلى جانب أكثرية عربية. وسيهرب نتنياهو وزوجته إلى ابنهما يائير في أميركا". وجاءت الردود
من الإسرائيليين صادمة؛ "يا حاييم!.. 2029؟ أنت متفائل.. إذا استمر الأمر على هذا النحو، فإنّ عام 2027 يبدو
أيضاً هدفاً غير واقعي.. نتنياهو سيهرب هو وزوجته في النهاية". هذه حقيقة وهي مسألة "متى" فقط، وليس "
إذا". وقريبٌ من هذه الأجواء ما كتبه الصحافي البريطاني ديفيد هيرست في مقال مُطوّل في موقع "ميدل إيست
آي" الإخباري بعنوان "هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟"، يقارن فيه بين حروب كيان الاحتلال على
الشعب الفلسطيني وبين الحروب الصليبية ضدّ المسلمين، التي استمرّت نحو قرنَيْن، من عام 1099 حتّى 1291.
وكتب هيرست إنّ إسرائيل "تثبت حقّاً، يوماً بعد يوم، أنّها أشبه بالمسيحيين الصليبيين، فهي لا تحذو حذوهم في
حربها الدائمة فحسب، بل في التطلعات أيضاً". ويضيف أنّ "إسرائيل نزعت الشرعية" عن نفسها في نظر العالم
بسبب تصرفاتها في غزّة الآن، وبات مصيرها شبيهاً بمصير الصليبيين أنفسهم. ليس بإلقائها في البحر، بالطبع،
ولكن، بطريقة أو بأخرى يتمّ التغلّب عليها استراتيجياً/ عسكرياً/ دبلوماسيا، ووفق هيرست، فإنّ ما يسميه الباحث
الإسرائيلي ديفيد أوحانا "القلق الصليبي" أو "الخوف المستتر الصادم" من أنّ المشروع الصهيوني قد ينتهي
بالدمار، كما انتهى مشروع أسلافهم المسيحيين الصليبيين، بات مغروساً في نفوس الإسرائيليين، ولا نريد، هنا، أن
نتطرّق بإسهاب لعقدة العقد الثامن، وما قيل وكتب فيها كثير. وترجع فكرة "لعنة العقد الثامن" إلى رواية يكاد
يتّفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أنّ اليهود، عموماً،
أقاموا لأنفسهم في فلسطين، على مدار التاريخ القديم، كيانَين سياسيَين مُستقلَّين، وكلا الكيانَين تهاوى وآل إلى
السقوط في العقد الثامن من عمره.
ما ورد أعلاه على جانب كبير من الأهمية، لكنّ الأكثر أهمية أنّ الحديث عن زوال الكيان غدا ممكناً بعد "طوفان
الأقصى"، وكان قبله ضرباً من الأماني. أمّا اليوم فهو واقع مُعاش، تعبّر عنه جماهير من عامة الناس، وحتّى غير
عربية، حين تهتف في الشارع: فلسطين حرّة.. من النهر إلى البحر، وقد كان هذا الشعار حِكرَاً على الأيديولوجيين
العرب، بل كان يَرِدُ على ألسنة بعض الصهاينة، خاصّة تعبير "تحرير فلسطين"، من باب السُخرية، أمّا اليوم، فهو
حلم على قيد التحقّق. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية الخميس 13 يونيو 2024, 11:50 am | |
| الذين تحرجهم الكرامة الكرامة في المِخْيال الشعبي العام قيمةٌ عليا، تجلبُ لصاحبها الثقةَ والشجاعةَ وعزّة النفس والكبرياء، وفي التاريخ
معركةٌ فاصلةُ أعادت للشعب العربي شيئاً من كرامته المهدورة في أعقاب هزيمة 1967 الفادحة، حيث أبلى
الجيش العربي وإخوته من الفدائيين بلاءً حسناً، ولقّنوا الصهاينة درساً، ربما يكون هو الأوّل من نوعه في
المواجهة العربية مع المشروع الصهيوني الاستعماري النازي في فلسطين، ومنذ ذلك اليوم نتغنّى، نحن العرب،
بتلك الموقعة التي رفعت رؤوسَنا جميعاً، ونتيه فخراً بذلك الإنجاز التاريخي، ونحن مُحقّون في هذا، فقد وضعت
تلك المعركة السطر الأكثر إضاءةً، هي والبلاء الحسن للجيش العربي على أسوار القدس الشريف في حرب النكبة،
لتأتي بعد النكسة مُعيدةً شيئاً من التوازن للروح المعنوية العربية التي فتكت بها النكبة والنكسة.
ومنذ تلك الكرامة، توالت الانهيارات والنكبات والنكسات، حتى صارت المقاومة "إرهاباً"، وحبّ الجهاد تطرّفاً
وآياته مجلبة للّوم، حتّى بتنا نواريها في خطاباتنا الرسمية، ونحذفها من مناهجنا الرسمية، بل غدا مجرّد الحديث
عن الجهاد وآياته وفقهه ضرباً من اللحن في اللغة، كمن يتحدّث بلكنة هجينة عن لغات الفُصحاء، وساد في أبواق
الدعاية الرسمية التغنّي بما يسمّونه "المصلحة الوطنية العليا"، وهو في ظاهره شعار بالغ الجمال، وفي باطنه
دعوة للتقوقع والانكماش على مصالح "طغمة" الحكم، ومكتسبات لاعقي أحذيته، والتضحية بكلّ المعاني الجميلة
الجامعة للأمة ومشاعرها، لمصلحة تكريس عقيدة سايكس بيكو اللعينة، التي غدت عند ذلك الفريق بديلاً لعقيدة
الوحدة والقومية، وحتّى الدين الواحد.
توالت الهزائم والانكسارات على جبهة الفعل، فيما كانت جبهة القول مُشتعلةً بالشعارات الرنّانة ونفش الريش
الفارغ، وتحت السرير كانت تُحاكُ المؤامراتُ والتحالفاتُ مع العدوّ الأزلي، بل كانت العلاقات "السرية" في أوج
ازدهارها، وكلّ يوم تتكشّف فصولٌ جديدةٌ من فصول اللقاءات وتبادل الأنخاب بين من كانوا ينادون بتحرير فلسطين
ومن يسعون لتدميرها وشطبها من سجلّات التاريخ والجغرافيا، حتّى إذا جاء من هذا الليل البهيم شعاع ضوء
خافت، بدّد شيئاً من سجف الظلام، وبدأ بكشف كثير مما سترته السنون والخطابات العنترية، والمؤتمرات التي
تَبَارى الخطباء فيها بتمجيد فلسطين وقضيتها، استنفرت كلّ قرون الاستشعار الداخلية والخارجية، محذّرةً من "
الخير" القادم للأمّة، فهذا الخير هو بذرة الشرّ في حساباتهم التي ستقضي على سنوات طويلة، ربما استمرت قرناً
كاملاً من دفن الكرامة وإبادتها وسحقها من المخيال الشعبي، واستئصال شأفتها من الضمير الجمعي، ولا يسع
المرء هنا إلا أن يقف مستغرباً، متسائلاً، كيف تتحوّل الكرامة إلى فعل مُحرج، وقد كانت مغنّاة تتيه فيها الأناشيد
والأغنيات، وتزيّن الخطابات والشعارات؟ هذا يعني ببساطة أنّ كلّ ما كان لم يكنْ هو هو، بل كان شيئاً آخر.
الكرامة التي بعثها "طوفان الأقصى" في روح الأمّة بطعم هو الألذ بين نكهات الكرامة
الكرامة التي بعثها "طوفان الأقصى" في روح الأمّة، كانت بطعم هو الألذ بين نكهات الكرامة، بعد أن كاد الناس
ينسون معناها، بل إنّ سنوات التطبيع والتركيع السوداء، وأدبياته وشعاراته، وقصائده، كادتْ أن تَدفِنَ بكثافتها كلّ
نبضٍ حيٍ في عروق من لم ينسوا بعد طعم الكرامة والكبرياء، والشوق للتحرّر من العبودية، وأدبيات الهزيمة.
كانت صدمة أعداء الكرامة بحجم الجهود الهائلة التي بذلوها لكي ينسى الناسُ هذا المعنى الجميل. فجأة، ومن دون
أن يتوقّع أحدٌ، جاء فارس مغوار من وراء حجاب اجتهدوا أن يكون سميكاً ومانعاً لأيّ حركة، وانقض على "أزعر
الحي" منفوش الريش، ونتف ريشه ومسح بـ"كرامته" الأرضَ، وسط دهشة المُشجّعين والجمهور، الذين لطالما
صفّقوا لهذا الأزعر، وأمدوه بكلّ ما يلزم لديمومة زعرنته وتقويته، وهنا كانت الضربة التي جاءت على أمّ رأس
كلّ من ساند الأزعر وموّله وسلّحه وأمده بأسباب الحياة. ولهذا تحديداً، أصبحت الكرامة التي شعرت بها الجماهير
المُتَعَطّشة لها مُحرجةً لمن حاول مسحَها، فكانت بالنسبة له كما العنقاء التي قامت من بين الرماد، وكان يظنّ أنّها
ماتت وشبعت موتاً. الغريب في المشهد، وهو تحديداً ما طيّر عقل الأزعر وعقول مُناصريه، أنّ الشعور بالكرامة
في نسختها الغزّية لم يقتصر على أبناء أمتنا، بل إنّ عبيرها الفوّاح طاف أنحاء المعمورة، فأيقظ نفوساً كانت على
شفير الموت، وأزال طبقات من الأكاذيب والأراجيف والاعتقادات الخاطئة، التي روّجها الأزعرُ وأدواتُه، فخدّرت
مؤسّسات وصروحاً علميةً ومحافلَ دوليةً، وما انتفاضة طلبة جامعات أميركا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها، إلا
التعبير الأكثر صدقاً عن تأثير الكرامة الغزّية في إعادة الروح للضمير الجمعي الإنساني، بعيداً عن أكاذيب الساسة
وبهلوانياتهم وسحرهم الكاذب، فكأنّ الكرامة التي هبّت من غزّة كانت عصا موسى التي ابتلعت عُصيّهم وحبالهم،
وكان الناس يظنون من سحر السحرة أنّها أفاع تسعى، وإذ بها محض جمادات لا روح فيها.
حُقَّ لمن يحتفي بالكرامة، المعركة والقيمة الجميلة، أن يحتفي بكرامات طوفان الأقصى، فهي ليست أمّ المعارك
فقط، بل هي أمّها وأبوها، وخالاتُها وعمّاتُها وأهلُها كلُّهم، إنّها بداية التاريخ الجديد للأمّة، ومفتتح لكلّ كرامة. |
|
| |
| مقالات وتناقضات .... عن غزه والاباده الجماعية | |
|