منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح Empty
مُساهمةموضوع: غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح   غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح Emptyالخميس 13 يونيو 2024, 8:13 am

كرحمٍ ينبض في جسد ميّت، ثمة نداء للصلاة يُسمع لأول مرة بعد انقطاعه عدة أشهر، في حيّ دمرت إسرائيل مساجده كلها، تقتفي أثر الصوت فيذهلك انبعاثه من منطقة أشبه بمدينة أشباح.
الساعة الرابعة بميقات الفجر، يمسك المؤذن بيمينه مكبر الصوت، ويغلق بشماله أذنه، وبصوته الدافئ ينادي للصلاة، من وسط ساحة "مدرسة صلاح الدين الإعدادية" سابقا، وأحد أكبر مراكز إيواء النازحين بحيّ الرمال في قطاع غزة حاليا.
يتجمّع الرجال لتلبية النداء في غرفة سفلية كتبوا عليها "مصلى"، خصصوها للصلاة ولحلقات الذكر وللندوات الدينية، فصلاة الفجر تبدو للنازحين هنا محطة لانطلاق كلٍّ لما يسعى له.
الخروج لجمع الحطب في الصباح هي مهمة الرجال الأبرز في هذه الحرب، أما البعض الآخر فيخرج لتحصيل لقمة العيش وما يعينهم على البقاء، أو لحراسة ما سلم من منازلهم المدمرة، أو لقضاء النهار على أطلال بيوتهم بعيدا عن صخب البشر المتكدسين.
أما النساء هنا، فقد اتفقن فيما بينهن على النهوض قبل الفجر للدعاء وقيام الليل، وليبدأن يومهن بعد ذلك في سباق مع الزمن الضيق، حيث حُصرت همومهن بالعجن والخبز والغسيل وجلب المياه، المالح منها والعذب، وملء الخزان وإشعال النار للطهو وتسخين الماء للاستحمام، وهي مهام يعتقدن أن الحرب أكسبتهن خبرة بها، بعد أن كانت موكلة لآلات تحمل عنهن عبئها.
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح %D9%A2-1718196713رجال يؤدون الصلاة جماعة في مدرسة تؤوي نازحين بغزة (الجزيرة)

غرفة لعائلتين

الغرف التي كانت تسمّى فصولاً دراسية أضحت اليوم بيوتا تحتضن عائلات ممتدة، يزيد عددها عن 15 شخصا في الفصل الواحد. وعلى باب الغرفة يُكتب اسم العائلة التي تقطن فيها، وكان لافتا أحد عناوين الأبواب حيث حمل اسمين لعائلتين مختلفتين، فاستأذنت الجزيرة نت بالدخول.
غرفة مساحتها 25 مترا مربعا، مقسومة بين عائلتين لا تعرفان بعضهما، تفصل بينهما ستائر وأقمشة يسمونها قواطع، ورغم خفتها وهشاشتها فإنهم يعدونها أسوارا تحفظ خصوصيتهم أو جزءا منها، وفيها يختزلون بيوتهم بكل ما تتضمنه من أنشطة يومية.
تقول ميرفت عبد العال، صاحبة القسم الأول من الغرفة، للجزيرة نت "الحالة النفسية التي انتابتني مع نزوحي الذي تجاوز 10 مرات أتلفت جسدي وعافيتي"، حيث تقول إنها أصيبت بآلام المرارة والكبد الوبائي، واحتاجت علاجات وعملية جراحية لا تملك ثمنها، وفقدت الراحة خلال يومها في ظل الواجبات المطلوبة منها في هذا المكان.
ومنذ أشهر، تعتمد ميرفت الهمس أثناء حديثها مع أبنائها، كي لا تزعج الموجودين في النصف الآخر، الذين يسمعون أنفاسهم ليلاً، لذا وفي كثير من الأحيان تؤْثر الصمت أو تكتفي بالإيماء.
ورغم أنها لم تتمكن من التأقلم أو التعايش مع وضعها الجديد، فإن ما يدفعها لتحمله هو علاقتها الطيبة مع صديقات النزوح. وتقول "كل النساء هنا أخواتي، حتى أنهن رافقنني خلال مبيتي في المشفى حين أصبت بوعكتي الصحية".
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح %D9%A4%D8%AB%D9%8A%D8%B0-1718197142النساء في مركز الإيواء يتكافلن وينفذن مبادرة لإطعام جميع النازحين فيها (الجزيرة)

عجين الطحين والحكايات

في الغرفة المجاورة التي تحمل عنوان "عائلة أم رمزي الدلو"، وهي سيدة أرملة تتولى شؤون أبنائها وذراريهم، تجمعت أكثر من 20 امرأة وزّعن على أنفسهن مهام إعداد المعجنات لكل النازحين في المدرسة، تنفيذا لمبادرة يطلقها نشطاء بشكل دوري.
وفي غرفة أم رمزي التي تلقّت قذيفة مدفعية رقّعت أَثرها بلوح خشبي رقيق، تتعالى ضحكات السيدات ويتبادلن المواويل والنكات والأحاديث الشيّقة، وبينما كانت الأيادي تعمل كانت الآذان تنصت لصاحبة البيت، وهي تروي تفاصيل ميلاد زوجة ابنها قبل أشهر، حيث اصطحبتها لمشفى الشفاء، ولم تكن هناك غرفة خالية لتوليدها، فاضطرت لإخلاء غرفة يتكدس فيها النازحون.
وتقول إنها لا تستطيع وصف ميلاد فتاة تتوالى عليها آلام وطلقات المخاض على مسمع مئات النازحين الذين كانوا يفترشون باب الغرفة الخارجي حيث كانت تلد.
وتتحدث أم رمزي عن معاناتها التي توزعت بين البحث لحفيدها وأمه على ملابس، ومحاولة توفير طعام وقت المجاعة لتقوى الأم على الرضاعة، فلم تجد لها إلا سمسمية وعجوة. لكنها لم تتمكن من توفير الخصوصية والراحة لهما في هذا الفصل دائما.
وقاطعت أمٌّ من الموجودات حديث أم رمزي قائلة "أريد نزع الحفاض عن طفلتي وتعليمها دخول المرحاض، لكن وجودي في هذا المكان يحول دون ذلك".
وكسرت السيدة أم رائد الدلو الجمود الذي انتهى به حديث النساء البائس، وهي ترق العجين بعد أن تمرغه في الدقيق، وتدندن "شفنا الويل يمّا شفناه للويل".
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح 5-1718196817النازحون عادوا مرة أخرى إلى المدارس التي سبق وأن اقتحمتها قوات الاحتلال (الجزيرة)

"المدرسة حارتنا"

انتقلنا إلى جوار أم رائد، التي نزحت إلى المدرسة في الأسبوع الأول من الحرب، ودفعها لذلك قصف الطائرات بيت ابنتها العروس على رؤوس من فيه فاستشهدت مع زوجها، إضافةً إلى المناشير (إخطارات ورقية) التي رماها الاحتلال على المنطقة التي تقطن فيها تطالبهم بالإخلاء إلى الجنوب.
رفضت أم رائد ترك مدينتها والنزوح جنوبا، واختارت اللجوء إلى مدرسة تابعة للـ"أونروا"، لاعتقادها أنها "مكان آمن ومحصّن"، قبل أن يتبدد هذا الاعتقاد حين حوصرت المدرسة، واقتحمتها قوات الاحتلال مرة، وقصفت أخرى.
تقول "افترشنا الأرض 4 أيام مع أطفالنا، وعددنا 15، وعين القناص في المبنى المقابل لم تنفك عنّا، وبقينا دون طعام سوى "مصاص" (حلوى) نوزعه على الأطفال كل ما بكوا من الجوع..".
وبعد انسحاب الاحتلال، عادت أم رائد والعائلات إلى المدرسة. "ألم تخشوا العودة وتكرار ما حدث؟"، قلن "أجواؤنا لا يمكن أن نجدها في مكان آخر، حارتنا نُسفت فأصبحت هذه المدرسة حارتنا، يعرف كلٌّ منا ما له وما عليه، بدءا من أدوار تنظيف المراحيض وانتهاءً بإفراغ سلات القمامة".





اتفقت النساء على التجمع عصرا في "المضافة" بعد الانتهاء من إطعام عوائلهن، ويقصدن بذلك "غرفة أم جمال عاشور" التي يتجمعن فيها لخلوها من الرجال بعد استشهاد زوجها وابنها البكر.
ومع ابتسامتها التي تستقبل بها الوافدين، يخال الناظر إليها أن قلبها لم يخدش قط، لكن عندما تبدأ الحديث يتكشّف حزنها، خاصة حين تمر بتفاصيل استشهاد ابنها وزوجها.
لم يفصل بين الأب وابنه سوى شهرين، وعند سؤال أم جمال عن ظروف استشهاد زوجها، قاطعها طفلها الصغير محمد وأجاب "يوم مجزرة دوار الكويت، ذهبنا معا على دراجته لجلب الطحين، لكنني عدتُ وحدي وعاد شهيدا".
مع ضغط المهام وعظم المسؤولية، تقول أم جمال إنها لا تجد وقتا لتعيش حزنها أو تعبّر عنه، "غير أن مكاني ممتلئ دائما بالضيوف من داخل المدرسة وخارجها".
أما ابنتها سجى، فتقول إنها لا تحب المدرسة التي تلقّت فيها أكبر صدمتيْ فقدٍ تعرضت لهما في حياتها، وتضيف الأم "كل الخوف والجوع والشغل بكفة والفقد بكفة تانية".
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح %D9%A5%D9%A4-1718197002فتيات يشاركن في حلقات القرآن التي تُنظم بشكل دوري في مدارس النازحين (الجزيرة)

أُنس القرآن

تخلل الصمت الذي عم الجلسة صوت أُم رفعت نبهان وهي تتلو القرآن، حيث كانت تقترب من نهاية ختمه في جلسة واحدة خلال عدة ساعات. وعندما أرادت التعريف عن نفسها للجزيرة نت قاطعتها المسمّعة ورفعت الصفحة المخصصة لتدوين الأخطاء، وقالت "سردتْ حتى اللحظة 28 جزءا، وصفحتها بيضاء بلا خطأ واحد". وأردفت "هكذا يمكنني أن أُعرّف بها".
وحين أكملت أم رفعت الختمة، انسكبت دموعها وسجدت سجدة طويلة طلبت من الله فيها أن يُكتب أجر ختمتها لزوجها الشهيد، الذي قتله الاحتلال قبل أشهر على باب المدرسة ودُفن مقابلها. وقالت "زوجي هو من شجعني على حفظ القرآن، واليوم أسرده دون أن يكون معي".
بقي جثمان زوجها 17 يوما مسجّى على الأرض، إلى أن دفن مع ثلة من الجثامين في أرض خالية مقابل المدرسة، بعد انسحاب الاحتلال من المنطقة. وتقول أم رفعت "سأزور قبر زوجي للمرة الأولى، لأخبره بأنني أهديت ثواب سردي للقرآن إليه".
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح %D9%A5-1718196938محاولات الترميم والإصلاح في مراكز الإيواء مستمرة وسط الحرب (الجزيرة)
فاحت رائحة طلاء في أرجاء الطابق الذي كنّا فيه، وسط ذهول؛ مَن يفكر بهذا الشيء في هذا المكان والزمان؟، وعند سؤال الموجودات أجبن ضاحكات "هذه أم رامي ما بتعرف تقعد!"، حيث كانت تشرف على دهن الغرفة المجاورة التي حرقها جنود الاحتلال إبان الاقتحام.
التفتت أم رامي حسين إلى النساء اللاتي تجمهرن على باب الغرفة، وقالت "سننقل ندواتنا وتسميعنا وحلقاتنا إلى هذه الغرفة، وكلما هدّوا سنعمّر".
ويبدو أن عِناد أم رامي وتحديها للاحتلال لم يبدأ من هذه الغرفة، فقد دمر الاحتلال بيتها وبيوت أبنائها، لكنها صيّرت غرفتها في المدرسة دارا ثانية، وأطلقت هنا دورات لتحفيظ القرآن وتفسيره وتلاوته.
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح %D9%A7%D9%A6%D9%A5%D9%A4-1718196916قبور بعض الشهداء الذين استهدفهم جنود الاحتلال موجودة في محيط المدرسة (الجزيرة)

"أم الشباب"

خلال مقابلة الجزيرة نت لأم رامي استأذن عدد من الشباب الدخول إليها عدة مرات، وكان جُلّهم يناديها "يا أمي"، وعند سؤالها عن عدد أبنائها أجابت متبسّمة "لا أحد من هؤلاء ابني، لكنّي أمهم جميعا، بعدما فرقتهم الحرب عن أمهاتهم، إما في جنوب القطاع أو قضين شهيدات"، ولأنها تتولى أمور الطهي لهم وإطعامهم وتلمّس ما ينقصهم أطلقوا عليها في المدرسة لقب "أم الشباب".
نفضت أم رامي بيتها المدمر حجرا حجرا، وانتشلت ما سلم من تحت الأنقاض، ورتبته في غرفتها المزيّنة بصور العائلة مجتمعة، حيث كان النصيب الأوفر من الصور لابنها فضل، الذي استشهد في ساحة المدرسة مع سبعة من أصدقائه، بعدما فرغوا من الوضوء لصلاة الفجر.
رافقنا أم رامي إلى مكان استهداف ابنها، لكنها في الطريق توقفتْ أمام فسائل الأشجار التي بدأت تنبتُ أمام غرفتها، وقالت"انتزعتها من تحت ركام بيتنا المدمر، وأعدت زراعتها ورويتها ودبّت فيها الحياة بعد أن كانت ميتة"، وأردفت "ونحن كذلك مهما سرى فينا الموت فسنحيا، رغما عن إسرائيل، حتى لو حاولت إبادتنا".
وحين اقتربنا من مسرح الاستهداف في ساحة المدرسة، حيث ارتقت روح ابنها، وقفت أم رامي على بقعةٍ قرب صنابير المياه، وقالت وهي تدور حول نفسها "هنا طلعت روحه، وكلما مشيت من هنا بحس روحي بتطلع".
وبينما تعبق رائحة الكعك والعيد في المكان، لا تشتم أم رامي إلا رائحة دم ابنها، الذي لا تزال آثاره على الجدار، فخارت قواها وغطّت وجهها بيديها، ثم بكت وحجبت ضعفها، فهرولت إليها الأمهات لمساندتها، وقد تشابهت قصصهن بين فقد الولد والبيت والمال، ما جعل لطبطبتهن على أكتاف بعضهن جدوى، وكلمة السر بينهن "بتعدّي (ستمُر).. بس قولي يارب"!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح   غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح Emptyالخميس 13 يونيو 2024, 8:17 am

غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح Image-1711430099



النازحون بغزة.. حفاة على أرض ملوثة والأمراض تتربص
بين خيام النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة وعلى أرض مليئة بالقاذورات والعوائق، تركض الطفلة كاميليا أبو خضر (9 سنوات) مع رفيقاتها وهن يلهون حافيات الأقدام، لا يدركن مخاطر الأمر ولا يبالين بالأمراض التي قد تنتقل إليهن من الأرض الملوثة.
مشهد يعكس حقيقة شح الأحذية تحت الظروف القاسية التي فرضها العدوان الإسرائيلي المدمر على القطاع والمتواصلة منذ 8 أشهر، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من مكان لآخر ولأكثر من مرة.

أمراض منتشرة

لا يبالي الأطفال بالأمراض والجراثيم التي تنتقل من التربة الملوثة بالقاذورات ومياه الصرف الصحي، وهو ما يعرض صحتهم للخطر في ظل انتشار الأمراض المعدية ونقص العلاج والمستلزمات الطبية.
يواصلون اللعب دون أحذية تقي أقدامهم المتسخة، سعيًا للاستمتاع بأوقاتهم رغم الظروف القاسية الناجمة عن الحرب والنزوح، دون أن يُدركوا الخطر المحتمل لانتشار الأمراض المعدية التي قد تصيبهم.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، يوجد حوالي 20 ألف حالة عدوى بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي نتيجة للنزوح بالقطاع.
وفي 24 مايو/أيار الجاري حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، من أن أعداد المصابين بالأمراض المعدية تتزايد في القطاع، وفق ما تبيّن تقارير منظمة الصحة العالمية.
وقالت الأونروا في منشور على منصة إكس: تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد المصابين بالأمراض المعدية بما في ذلك الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ)، آخذة في الارتفاع في غزة.
وفي أبريل/نيسان الماضي أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا إلى تفاقم أزمة الصرف الصحي الخطيرة في الأصل مع اقتراب فصل الصيف، لا سيما بعد انهيار نظام معالجة مياه الصرف الصحي.
ويشكو سكان غزة من تكاثر حشرات البعوض والقوارض، مع تكدس النفايات وتسرّب مياه الصرف الصحي، إضافة إلى الخطر المتمثل بالجثث المتحللة تحت الأنقاض دون التمكن من انتشالها في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 8 أشهر.
حذاء مفقود
تقول الطفلة كاميليا التي نزحت من منطقة بيت لاهيا شمالي القطاع: فقدت حذائي في شارع صلاح الدين أثناء النزوح، وأنا الآن لا أمتلك حذاء وأمشي حافية القدمين.
وأضافت للأناضول: كان والدي يعمل ويبذل جهده لشراء الأحذية لنا عندما كنا في بيت لاهيا، لكن اليوم لا يوجد عمل ولا توجد أحذية.
وأوضحت أنها أثناء نزوحها شاهدت جثثا وأطفالًا على الأرض، وعندما وصلت وسط قطاع غزة لجأت إلى مستشفى شهداء الأقصى، حيث لم تجد ملابس وأغطية، فلحفت نفسها بأكفان الموتى.
وذكرت أنها عندما كانت في بيت لاهيا، كانت تمتلك أحذية وملابس، لكن القصف الإسرائيلي استهدف منزلهم ففقدت كل شيء.

أزمة الأحذية في مخيمات النزوح

وداخل خيمة صغيرة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، تجلس الأم نيرمان أبو السعود، وعلى وجهها آثار جهد وتعب، حافية القدمين جراء اهتراء حذائها.
تحاول نيرمان (36 عامًا) جاهدة توفير لقمة العيش لأسرتها وزوجها بدلًا من شراء حذاء بديل لحذائها الذي أصبح باليا ومهترئًا.
تقول لمراسلٍ للأناضول: نزحنا من منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى، ونعيش ظروفًا إنسانية صعبة.
وتضيف: مشينا مسافات طويلة خلال النزوح، إذ لم تكن هناك وسائل نقل كافية لحمل النازحين.
وتتابع: نعاني الآن من شح في الأحذية لي ولأطفالي، والمتوفر في خيمتنا مهترئ ولا يصلح للمشي.
وتذكر أنها وأطفالها يمشون حفاة في مخيم النزوح، وأنهم غير قادرين على شراء أحذية بسبب ارتفاع أسعارها الناجم عن شح البضائع.
وتوضح أن هذا الحال لا ينطبق فقط عليها، بل على الكثيرين في مخيمات النزوح الذين لا يمتلكون أحذية ويمشون حفاة.
وتبين السيدة الفلسطينية أن شح الأحذية يعود إلى إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخول البضائع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتعرب عن تخوفها من انتقال الأمراض لها ولأطفالها جراء المشي حفاة، خاصة في دورات المياه والمناطق الملوثة بالقاذورات ومياه الصرف الصحي.
وتتمنى الأم أن تنتهي الحرب وتعود الأجواء إلى طبيعتها بسلام وأمان، وأن تتوفر الأدوية والمستلزمات الطبية والاحتياجات الأساسية.
إصلاح المهترئ
بدوره، يحاول زوجها يوسف أبو السعود (44 عاما) إصلاح حذاء طفله المهترئ، برتق الأجزاء المقطوعة منه ببعض المسامير والأسلاك.
يقول يوسف: الأحذية شحيحة وأسعارها مرتفعة لا أستطيع شراءها، والأطفال يمشون حفاة رغم انتشار القاذورات ومياه الصرف الصحي.
ويضيف: أخشى أن يصاب أطفالي الثلاثة بعدوى مرضية بسبب المشي حفاة في ظل انتشار الأمراض بين النازحين.
ويلفت إلى أن قدميه أصيبتا بفطريات وتقرحات جراء مشيه حافيا، ولا يوجد علاج لهذه الحالات في قطاع غزة في ظل نقص الأدوية.
ويوضح أن أسعار الأحذية مرتفعة، ويصل سعر الواحد 90 شيكلا (24 دولارا)، وليس بمقدوره شراؤه مع غياب فرص العمل واعتماده على المساعدات.
ويقول إنه يحاول إصلاح الأحذية القديمة المهترئة باستخدام المسامير والأسلاك، لكن سرعان ما تتلف، ولا تصلح للمشي لمسافات طويلة.
ومع العدوان الإسرائيلي، نزح مليونَا فلسطيني من منازلهم، يعيشون حاليا في ظروف إنسانية صعبة، وفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مؤخرًا.
ويواجه الفلسطينيون نقصا كبيرا في الوقود والأدوية وغيرها من الضروريات الحياتية، في ظل إغلاق إسرائيل للمعابر، والأعداد الكبيرة من النازحين التي تحتاج مساعدات إنسانية.
ويعاني الفلسطينيون من أوضاع مالية صعبة، حيث لا يوجد لهم مصدر دخل في ظل استمرار الحرب للشهر الثامن على التوالي.
وفي السابع من مايو/أيار الجاري احتل الجيش الإسرائيلي معبر رفح، الذي يعد الممر الرئيس لدخول المساعدات إلى القطاع ولسفر المرضى والجرحى للعلاج في الخارج.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل عدوانا مدمرا على غزة خلف أكثر من 118 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
غزة.. يوميات العناء والإيمان في مآوي النزوح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فلم فلسطيني " اسماعيل " عن النزوح 1948
» الناصية بين العلم والإيمان
»  نكبة فلسطين: النزوح والصمت العربي والدولي
» مدينة خيام في النقب.. هل يذوق الإسرائيليون من كأس النزوح؟
» حقيقة الموت: بين العلم والإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: طوفان الاقصى-
انتقل الى: