الانتخابات الرئاسية في الجزائر: جبهة التحرير الوطني تدعو تبون للترشح لولاية ثانية
طالب حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يحوز الأكثرية في البرلمان، الرئيس عبد المجيد تبون بالترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات أن عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية بلغ حتى الثلاثاء الماضي 14 مترشحا.
وصادقت اللجنة المركزية في جبهة التحرير الوطني على لائحة سياسية تلتمس من الرئيس تبون الترشح لعهدة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، بهدف "الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في جميع قطاعات الدولة، وتحقيق إصلاحات دستورية وسياسية، وإصلاحات اقتصادية عميقة وهادفة إلى تنويع الاقتصاد، وتنفيذ مشروع التجديد الوطني". وأكدت اللجنة أن جبهة التحرير باعتبارها "القوة السياسية الأولى في البلاد، ستكون قوة أساسية داعمة لإنجاح الانتخابات الرئاسية في الجزائر".
وكان من المقرر أن يتم الإعلان عن دعوة الرئيس للترشح من قبل تحالف رباعي كان يجمع جبهة التحرير بثلاثة أحزاب أخرى، التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء، قبل أن ينفلت عقد التحالف بعد أسبوع فقط من تشكيله، بسبب قرار منفرد لحركة البناء الوطني وإعلانها عن ترشيح تبون.
وقال الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد الكريم بن مبارك خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب: "اعتبارا للحصيلة الإيجابية المحصلة وعلى أكثر من صعيد، فإننا نلتمس من رئيس الجمهورية الترشح لعهدة ثانية"، مشيرا بشأن التحالف الرئاسي الرباعي الذي فشل، إلى أن هذا التحالف "لم يتأسس من أجل إقصاء أي مكون سياسي آخر، فلتذهب الرؤى الحزبية الضيقة إلى الجحيم مقابل أن تكون الجزائر قوية".
ولم يعلن الرئيس تبون عن ترشحه للانتخابات حتى الآن، ويعتقد أنه أرجأ ذلك إلى حين استكمال أجندة زيارات خارجية وداخلية، على غرار مشاركته، الخميس، في مدينة باري الإيطالية في قمة مجموعة السبع، وبعض الزيارات إلى الولايات في الداخل الجزائري، على غرار حضور نهائي كأس الجزائر، التي تلعب مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك.
الانتخابات الرئاسية في الجزائر: 14 مرشحاً حتى الآن
في غضون ذلك، أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أن 14 مرشحا أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول القادم. وقال شرفي في تصريح صحافي خلال تفقده الهيئة الفرعية للانتخابات في ولاية بومرداس، قرب العاصمة الجزائرية، إن "14 راغبا في الترشح للرئاسيات المقبلة تقدموا إلى الهيئة وسحبوا مليون نسخة من استمارات التوقيعات إلى غاية مساء الثلاثاء".
وما زالت نسبة المشاركة في التصويت تمثل أكبر هاجس بالنسبة للسلطة وهيئة الانتخابات على حد سواء، حيث لم تتجاوز خلال الاستحقاقات الأربع الأخيرة نسبة 34 في المائة. وتسعى الهيئة إلى اعتماد تدابير جديدة من شأنها أن تشجع الشباب خاصة على التصويت. وأكد رئيس السلطة المستقلة أن مجموع المرشحين قاموا بسحب أكثر من مليون استمارة، مبيناً أنه تم اعتماد إجراء جديد بمناسبة الاستحقاق الرئاسي القادم، يتمثل في "تشجيع الشباب على المشاركة في تأطير العملية الانتخابية ومراكز ومكاتب الانتخابات بصفة ملاحظ متطوع، وسيتم اختيارهم لهذه المهمة الرائدة بالاستناد إلى معايير محددة، أبرزها الحياد التام والحد الأدنى من المستوى والوعي".
وتعهد رئيس السلطة المستقلة للانتخابات بضمان شفافية ونزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومنع أي تلاعب بالمسار الانتخابي لإعطاء مصداقية لهذه الانتخابات، وقال إن صندوق الاقتراع في السابع من سبتمبر القادم "سيكون محصنا ومؤمنا ضد كل تزوير أو اختراق".